في تطور ينذر بانفجار شامل في جنوب آسيا، تقف الهند وباكستان مرة أخرى على حافة صراع عسكري واسع، بعد أن تحول التوتر بين الجارتين النوويتين على مدار الأسبوعين الماضيين، إلى مواجهة دامية ومباشرة يوم الأربعاء 7 مايو/أيار 2025 بعد إطلاق نيودلهي "عملية سيندور" العسكرية ضد إسلام أباد.
وشملت الساعات الأخيرة ضربات صاروخية وإسقاط للطائرات وسقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين، وهي مؤشرات على أن المنطقة ربما تدخل أخطر فصولها منذ عقود، وهو ما قد يعيد رسم ملامح الصراع على المنطقة المتنازع عليها في كشمير، وتهدد الأمن الإقليمي والدولي في آنٍ واحد.
لماذا ضربت الهند باكستان؟ كل ما نعرفه عن عملية "سيندور"
- بعد نحو أسبوعين من التهديدات وتبادل الاتهامات بين الهند وباكستان بسبب هجوم باهالغام المسلح كشمير الذي شنه مسلحون على سياح هندوس، وأسفر عن مقتل 26 شخصاً في الشطر الهندي من كشمير، والذي أتهمت نيودلهي إسلام أباد بالوقوف خلفه ونفت الأخيرة ذلك، تعرضت أجزاء من باكستان والشطر الذي تديره باكستان من كشمير لهجمات صاروخية متعددة شنتها الهند في وقت مبكر من ليلة الأربعاء 7 مايو/أيار 2025، مما أسفر عن مقتل 26 مدنياً وإصابة 46 آخرين بحسب ما صرح متحدث باسم الجيش الباكستاني لوكالة رويترز، ووقع الهجوم حوالي الساعة الواحدة من صباح الأربعاء (20:00 بتوقيت جرينتش، الثلاثاء).
- وفي وقت مبكر من ليلة الأربعاء، أعلن الجيش الباكستاني أن صواريخ هندية أصابت 6 مواقع في مواقع مختلفة، شملت أربع مناطق مختلفة في إقليم البنجاب، وهي المرة الأولى التي تقصف فيها الهند أكبر ولايات باكستان من حيث عدد السكان منذ حرب عام 1971 بين الجارتين. أما المواقع الأخرى المستهدفة فهي مظفر آباد وكوتلي، وكلاهما في الجزء الخاضع لإدارة باكستان من كشمير.
- ووقع الهجوم الأكبر في بلدة أحمدبور شرقي، قرب مدينة بهاولبور في البنجاب. ووفقًا المتحدث باسم الجيش الباكستاني الفريق أول أحمد شريف شودري استهدفت الهند مسجدٌ وأسفر الهجوم عن مقتل خمسة أشخاص، بينهم طفلة في الثالثة من عمرها. ووقعت هجمات أخرى في مدينة موريدكي، وهي قرية قريبة من مدينة سيالكوت، وشاكار جاره، وكلها في البنجاب.
🚨🚨 #India's missile attack on Punjab's city of #Bahawalpur#IndiaPunjabConflict pic.twitter.com/LoYWtIhDmb
— PTM UK Official (@PTMUK_Official) May 6, 2025
- كما تعرّض موقعان في الشطر الباكستاني من كشمير – مظفر آباد وكوتلي – للقصف، ودُمّرَ مسجدان، وفقًا للسلطات الباكستانية. وأضافت أن فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا وفتى يبلغ من العمر 18 عامًا كانا من بين القتلى في الهجمات الصاروخية.
- الجيش الهندي قال إن الضربات العسكرية الهندية على باكستان اليوم الأربعاء استهدفت "معسكرات إرهابية تستخدم كمراكز تجنيد ومنصات إطلاق ومراكز تدريب تحتوي على أسلحة ومنشآت تدريب". وقال وزير الخارجية الهندي فيكرام ميسري لرويترز: "المخابرات وأنماط مراقبة الإرهاب المتمركز في باكستان كشفت أن ثمة هجمات أخرى وشيكة على الهند، لذلك كان من الضروري تنفيذ ضربات استباقية ووقائية"، على حد زعمه.
- وفي أعقاب الهجوم الصاروخي الهندي، أعرب الحليف الرئيسي لرئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي عن "فخره بالقوات المسلحة الهندية" عقب الغارات الجوية التي شنتها بلاده على باكستان والشطر الخاضع لإدارة باكستان من كشمير، حيث كتب وزير الداخلية، أميت شاه، على منصة إكس: "عملية سيندور هي ردّ الهند على القتل الوحشي لإخواننا الأبرياء في باهالغام"، ويشار إلى شاه كثاني أقوى شخصية في الهند بعد مودي. فيما علق وزير الخارجية الهندي، سوبراهمانيام جايشانكار، في منشور على منصة إكس بالقول: "يجب على العالم ألا يتسامح مطلقًا مع الإرهاب"، على حد تعبيره.
- وحول دلالة اسم (عملية سيندور) الذي أطلقه الجيش الهندي على هجماته الصاروخية في باكستان، تقول وسائل إعلام هندية إن كلمة "سيندور" هي كلمة هندية تعني القرمزي، وهي صبغة حمراء غالبًا ما تضعها النساء الهندوسيات المتزوجات على جباههن وهو أمر مشهور وشائع في الثقافة الهندية.

- وبالتزامن مع الإعلان عن العملية الهندية، ألغت عدة شركات طيران منها إنديجو، وهي أكبر شركة طيران في الهند، وإير إنديا والخطوط الجوية القطرية رحلات في المنطقة التي تضم الهند وباكستان بسبب إغلاق للمطارات والمجال الجوي. وقال مصدر هندي لرويترز إن مستشار الأمن القومي بنيودلهي أجيت دوفال تحدث إلى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو كما أطلع مسؤولون هنود كبار آخرون نظراءهم في بريطانيا وروسيا والسعودية والإمارات على التطورات.
- وجاءت هذه التطورات بعد ساعات على إعلان الهند أنها "ستقطع مياه" الأنهر التي تنبع من أراضيها وتروي باكستان، أيضا ردا على الهجوم الذي وقع في الشطر الهندي من كشمير. وقال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في خطاب "كانت مياه الهند تتدفّق إلى الخارج، هذا الأمر سيتوقف الآن خدمة لمصالح الهند وهي ستستعمل لخدمة البلاد".
كيف ردت باكستان على الهجوم الهندي؟
- وصفت إسلام اباد هجوم نيودلهي بأنه "عمل حربي سافر" وقالت إنها أبلغت مجلس الأمن الدولي بأنها تحتفظ بحق الرد بشكل مناسب على العدوان الهندي.
- بعد الهجمات الهندية بفترة وجيزة، قالت القيادة الباكستانية، السياسية والعسكرية، إن البلاد استخدمت دفاعاتها وأن طائراتها المقاتلة "مقلوعة جواً". وقال الجيش الباكستاني إن إسلام أباد "سترد على الهند في الوقت والمكان وبالطرق التي تختارها".
- ردت باكستان مباشرة بإرسال طائراتها، وقصف مواقع عسكرية هندية، فيما أعلن مسؤول بالشرطة الهندية، مقتل 10 وإصابة 48 في قصف باكستاني على الجزء الذي تديره الهند من كشمير، بحسب رويترز.
- وقالت باكستان إنها أسقطت خمس طائرات هندية وطائرة مسيرة واحدة "دفاعًا عن النفس"، بعضها من نوع "رافال" الفرنسية. ونقلت رويترز عن المتحدث العسكري الباكستاني الجنرال أحمد شريف قوله "إن الطائرات الهندية التي أُسقطت هي من طراز "رافال"، وواحدة من طراز "سو-30″، وأخرى من طراز "ميغ-29″.
- وأظهرت صورٌ مُلتقطة لأجزاء طائرة تحطمت في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية ملصقًا لشركة فرنسية مُصنّعة، مما يدعم مزاعم باكستان بإسقاطها ثلاث طائرات "رافال" مقاتلة هندية متطورة.
- وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، تحطمت طائرة في الشطر الهندي من كشمير، وفقًا لشاهد عيان ومسؤول حكومي محلي، وسقطت في قرية وويان، الواقعة على بُعد 19 كيلومتراً جنوب شرق سريناغار، المدينة الرئيسية في الشطر الهندي من كشمير.
- كما ذكرت "أ ف ب" أن مصدراً أمنياً هندياً أكد تحطم 3 طائرات حربية هندية داخل البلاد لـ"أسباب مجهولة" دون تقديم المزيد من التفاصيل.

- وذكر بيان للجيش الهندي على منصة إكس، أن "باكستان انتهكت مرة جديدة اتفاق وقف إطلاق النار بقصفها المدفعي لقطاعي بيمبر غالي وبونش راجوري" في الشطر الهندي من كشمير، مضيفاً أن "الجيش الهندي رد بشكل مناسب ومدروس".
- ونقل التلفزيون الباكستاني عن مصدر عسكري قوله إنه تم تدمير كتيبة مشاة تابعة للجيش الهندي في المنطقة الحدودية، وإن الرد الباكستاني على الاعتداءات الهندية -التي وقعت على مرحلتين- مستمر.
- كما نقلت رويترز عن مسؤول في الشرطة الهندية قوله إن القصف عبر معظم خط وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان في كشمير مستمر، كما نقلت عن شركة "سبايس جت" الهندية للطيران أنه "تم إغلاق مطارات في أجزاء من شمال البلاد بسبب الوضع الراهن".
- من جهته، ذكر المتحدث العسكري تشودري "جميع هذه الاشتباكات كانت بمثابة إجراء دفاعي. باكستان تظل دولة مسؤولة للغاية. ومع ذلك، سنتخذ جميع الخطوات اللازمة للدفاع عن كرامة باكستان وسلامتها وسيادتها، مهما كلف الأمر".
كيف أسقطت باكستان الطائرات الهندية؟
- تقول وسائل إعلام باكستانية إن الطائرات الهندية أُسقطت داخل المجال الجوي الهندي، حيث الطائرات الباكستانية مثل JF-17 Block III صاروخ PL-15 جو-جو (صيني المنشأ) لاستهداف هذه الطائرات. وبحسب وسائل إعلام هندية٬ سقطت أجزاء من الصاروخ PL-15 في بلدة هوشياربور، في ولاية البنجاب الهندية.
CONFIRMED: Pakistan used Chinese long-range air-to-air missile PL-15E against India.
— Clash Report (@clashreport) May 7, 2025
Parts of the missile fell in Hoshiarpur, Punjab, India. Photo (1st and 2nd) provided by Indian media.
The PL-15 has a range of 200-300 km for the domestic version and about 145 km for the… pic.twitter.com/51YXEuFrAv
- يتراوح مدى صاروخ PL-15 بين 200 و300 كيلومتر للنسخة المحلية، وحوالي 145 كيلومترًا للنسخة التصديرية (PL-15E) التي تستخدمها باكستان. تصل سرعته إلى أكثر من 5 ماخ، وهو مزود بمحرك نبضي مزدوج وهو يعمل بالوقود الصلب، وتوجيه عبر رادار AESA متقدم، ما يجعله سلاحاً بالغ الدقة والفاعلية. ويُعد صاروخ PL-15 صاروخاً متطوراً يُعزز بشكل كبير قدرة باكستان على القتال الجوي خارج مدى الرؤية.
- وصاروخ PL-15 هو صاروخ صيني بعيد المدى موجه بالرادار النشط، تم تطويره في عام 2011. ودخل في الخدمة العسكرية للقوات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني في عام 2015، وهو يحمل على طائرات مثل Chengdu J-10C و Shenyang J-16 وChengdu J-20 و JF-17 Block.
- منصة الإطلاق الأساسية لصواريخ PL-15 في باكستان هي طائرات JF-17 بلوك 3 (تصميم صيني باكستاني) وقد أدخلت باكستان فعلياً نحو 50 طائرة من هذا الطراز، مع دفعات إضافية قيد التسليم.
- وتقول صفحة "باكستان بالعربية" إنه عند إصابة صاروخ PL-15 طائرة معادية، تظهر آثار التدمير على الفور عبر إشارات متعددة تلتقطها أنظمة الاستخبارات والرصد الباكستانية، مثل اختفاء الطائرة فجأة من شاشات الرادار، انقطاع الإشارة اللاسلكية، تغيّر في الصوت أو السرعة، أو ظهور ضوء انفجار. أحيانًا، ترصد أجهزة SIGINT الباكستانية إشارات استغاثة تصدر من الطيارين الهنود، كما تُؤكد الأدلة الأرضية، كالدخان أو الحطام، أو تقارير الاستخبارات، وقوع التدمير.
- في 28 أبريل/نيسان 2025، وقّعت الهند صفقة بقيمة 7.4 مليار دولار أمريكي لشراء 26 طائرة مقاتلة من طراز رافال مارين من شركة داسو للطيران الفرنسية. يشمل هذا العقد 22 طائرة ذات مقعد واحد و4 طائرات ذات مقعدين، مخصصة للبحرية الهندية. عند تقسيم إجمالي قيمة الصفقة على عدد الطائرات، يبلغ متوسط تكلفة الطائرة الواحدة حوالي 284.6 مليون دولار أمريكي. ومع ذلك، يتضمن هذا الرقم أيضًا تكاليف إضافية مثل الأسلحة، والتدريب، والدعم اللوجستي، والبنية التحتية.
هجوم "باهالغام".. ما خلفية التصعيد الهندي الباكستاني؟
- تصاعد التوتر بين الهند وباكستان في 22 أبريل/نيسان الماضي عقب إطلاق مسلحين النار على سياح في منطقة بهلغام بإقليم جامو وكشمير (شمال) الخاضع للإدارة الهندية، مما أسفر عن مقتل 26 شخصا وإصابة آخرين. وقال مسؤولون هنود إن منفذي الهجوم "جاؤوا من باكستان"، في حين اتهمت إسلام آباد الجانب الهندي بممارسة حملة تضليل ضدها.
- وقررت الهند تعليق العمل بـ"معاهدة مياه نهر السند" لتقسيم المياه في أعقاب الهجوم، وطالبت دبلوماسيين باكستانيين في نيودلهي بمغادرة البلاد خلال أسبوع. من جانبها، نفت باكستان اتهامات الهند وقيدت عدد من الموظفين الدبلوماسيين الهنود في إسلام آباد، وأعلنت أنها ستعتبر أي تدخل في الأنهار خارج معاهدة مياه نهر السند "عملا حربيا"، وعلقت كل التجارة مع الهند وأغلقت مجالها الجوي أمامها.
- لطالما اتهمت الهند باكستان بإيواء "جماعات إسلامية متشددة تستهدف كشمير"، وهو ما تنفيه إسلام آباد. وقد أدت هجمات المسلحين في الماضي إلى تصعيد حاد في التوترات بين الجارتين النوويتين، اللتين تتنافسان على السيادة على منطقة الهيمالايا. وشنت الهند غارات جوية داخل باكستان عام 2019 عقب هجوم لمسلحين على جنود هنود.
- بعد هجوم عام 2019، الذي أودى بحياة 40 شرطياً هندياً، شنت الهند غارة جوية على باكستان. فيما ردّت القوات الجوية الباكستانية في اليوم التالي، وعندما ردّت الطائرات الهندية، تحطمت إحداها في الأراضي الباكستانية، على الرغم من نجاة الطيار وأسره ومن ثم إعادته إلى الهند.
- لكن هجمات الأربعاء تتجاوز ضربات بكثير ردود نيودلهي على هجمات سابقة في كشمير وجهت فيها أصابع الاتهام إلى باكستان. وخاضت الهند وباكستان حربين منذ عام 1947 على منطقة كشمير ذات الأغلبية المسلمة، والتي يطالب بها الجانبان بالكامل ويسيطر كل منهما على جزء منها.
- ولطالما كانت منطقة كشمير الجبلية، التي تطالب بها كل من الهند وباكستان بالكامل، محور صراع إقليمي عنيف بين البلدين لأكثر من 70 عامًا. تُعدّ المنطقة من أخطر بؤر التوتر في العالم، ويفصل خط السيطرة بين المنطقتين الخاضعتين لسيطرة نيودلهي وإسلام آباد حدودٌ فعلية.

- على مدى العقدين الماضيين، خاضت عدة جماعات مسلحة محلية تطالب إما باستقلال كشمير أو بأن تصبح المنطقة جزءا من باكستان، معارك ضد قوات الأمن الهندية، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص في أعمال العنف.
- ومنذ وقف لإطلاق النار في عام 2003، والذي جدد البلدان الالتزام به في عام 2021، أصبح شن ضربات على أهداف بين الجارتين نادرا للغاية، خاصة الضربات الهندية على مناطق باكستانية خارج كشمير.
- لكن محللين قالوا إن خطر التصعيد أصبح أكبر مما كان عليه في الماضي القريب بسبب شدة الهجوم الهندي الذي أطلقت عليه نيودلهي اسم "عملية سيندور". ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الوضع بأنه "مخز"، وأضاف "آمل أن ينتهي بسرعة". وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن الأمين العام يدعو البلدين إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس العسكري.
ما هو إقليم كشمير المتنازع عليه؟
- يقع إقليم كشمير الذي عرف باسم جامو وكشمير (Jammu and Kashmir) في القسم الشمالي من شبه القارة الهندية، تحده الصين من الشمال، ومنطقة التيبت شرقاً، وجنوباً تحده ولاية البنجاب الهندية، أما غرباً فتحده الباكستان، وبذلك يحتل موقعاً استراتيجياً مهماً على حدود هذه الدول النووية الثلاث. وتبلغ مساحة الإقليم حوالي 222.236كلم2، تسيطر الهند على حوالي 48٪ منها، وتسيطر باكستان على حوالي 35٪ من المساحة، أما الصين فتسيطر على 17٪.

- وبحسب الإحصائيات، يبلغ عدد سكان الإقليم ما يقارب 13 مليون نسمة، يمثل المسلمون نحو 90% منهم، أي نحو 10 ملايين كشميري مسلم. يتحدث سكان "كشمير" الكثير من اللغات مثل الهندية والأردية والصينية وتعود أصول الشعب الكشميري إلى الأعراق التركية والأفغانية والمغولية.
- يمكن تقسيم منطقة كشمير إلى ثلاث مناطق رئيسية، منطقة تقع في الهند وتسمى بـ"كمشير وجامو" وتعتبر الجزء الأكبر من تلك المنطقة والذي يمتلك العدد الأكبر من السكان ومنطقة تقع في باكستان وتعرف بـ"ولاية كشمير الحرة" ومنطقة تقع في الصين وتسمى بـ"أكساي تشين" وتعد هذا المنطقة هي الجزء الأصغر من الإقليم.
- يعتبر إقليم جامو وكشمير من الناحية السياسية منطقة متنازعاً عليها بتعريف القانون الدولي، وقد قامت الهند بضم الإقليم لها في 27 أكتوبر/تشرين الأول 1947 وفرضت عليه حماية مؤقتة بعد أن تعهدت للشعب الكشميري وللأمم المتحدة بمنح الكشميريين حق تقرير المصير. وتضمن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 47 الصادر في عام 1948 النص على إعطاء الشعب الكشميري الحق في تقرير المصير عبر استفتاء عام حر ونزيه يتم إجراؤه تحت إشراف الأمم المتحدة، وهو ما لم يتم حتى الآن.
- عاد التوتر بين الجانبين، وحاول الرئيس الباكستاني دعم المقاتلين الكشميريين لكن الأحداث خرجت عن نطاق السيطرة وتتابعت بصورة درامية لتأخذ شكل قتال مسلح بين الجيشين النظاميين الهندي والباكستاني في سبتمبر/أيلول 1965 على طول الحدود بينهما في لاهور وسيالكوت وكشمير وراجستان واستمر الصراع العسكري 17 يوماً لم يتحقق فيه نصر حاسم لأي من الدولتين، وانتهت الجهود الدولية بعقد معاهدة وقف إطلاق النار بين الجانبين في الثالث والعشرين من الشهر نفسه.
- عاد القتال بين الجارتين ليتجدد مع مطلع السبعينيات إثر اتهامات باكستان للهند بدعم باكستان الشرقية (بنغلاديش) في محاولتها الانفصالية، وكان الميزان العسكري هذه المرة لصالح الهند الأمر الذي مكنها من تحقيق انتصارات عسكرية على الأرض غيرت من التفكير الاستراتيجي العسكري الباكستاني وأدخل البلدين في دوامة من سباق التسلح كان الإعلان عن امتلاك كل منهما للسلاح النووي أهم محطاته. وأسفر قتال 1971 عن انفصال باكستان الشرقية عن باكستان لتشكل جمهورية بنغلاديش.
- في ذلك العام، دخل البلدان في مفاوضات سلمية أسفرت عن توقيع اتفاقية أطلق عليها اتفاقية شِملا عام 1972، وتنص على اعتبار خط وقف إطلاق النار الموقع بين الجانبين في 17 ديسمبر/كانون الأول 1971 هو خط هدنة بين الدولتين. وبموجب الاتفاق احتفظت الهند ببعض الأراضي الباكستانية التي سيطرت عليها بعد حرب 1971 في كارغيل تيثوال وبونش في كشمير الحرة في حين احتفظت باكستان بالأراضي التي سيطرت عليها في منطقة تشامب في كشمير المحتلة.
- يذكر أنه منذ عام 1989، قُتل أكثر من 100 ألف كشميري، فضلًا عن اغتصاب أكثر من 10 آلاف امرأة، بينما قتل 7000 شخص في ظل حكم السلطات الهندية، بحسب الجهات المناوئة لنيودلهي.