“غير مسبوقة وأقلقت إسرائيل”.. كل ما نعرفه عن المحادثات الأمريكية المباشرة مع حماس

عربي بوست
تم النشر: 2025/03/07 الساعة 12:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/03/07 الساعة 12:54 بتوقيت غرينتش
القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" خليل الحية/مواقع التواصل

بينما تسود حالة من الغموض والترقب بعد مرور نحو أسبوع على انتهاء المرحلة الأولى من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بين حماس وإسرائيل، كشفت تقارير غربية مزيداً من التفاصيل بشأن المفاوضات المباشرة التي جرت بين مسؤولين أمريكيين وحماس في الدوحة في الآونة الأخيرة، والتي كانت بمنزلة منعطف جديد في مسار المفاوضات الجارية لمحاولة الإبقاء على وقف إطلاق النار في القطاع.

وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد أكد أن إدارته أجرت محادثات مباشرة مع حماس.

وأوضح ترامب، في تصريحات صحفية من المكتب البيضاوي، الخميس، أنهم يهدفون من هذه المحادثات إلى مساعدة إسرائيل. وقال: "نساعد إسرائيل في هذه المحادثات ولا نقدم أموالاً (لحماس)".

وجاءت هذه المحادثات التي وصفها موقع أكسيوس الأمريكي بأنها "غير مسبوقة"، إذ "لم يسبق للولايات المتحدة أن تواصلت مباشرة مع حماس"، في الوقت الذي لم تلتزم فيه إسرائيل بالتنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه في منتصف يناير/كانون الثاني 2025، والانتقال إلى المرحلة الثانية وإنهاء الحرب، بل أغلقت جميع المعابر الحدودية مع قطاع غزة.

المساعدات الأمريكية
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب/رويترز

وتسعى حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين دون تنفيذ الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المتفق عليها، وذلك إرضاءً للأطراف المتشددة في الحكومة.

في المقابل، تؤكد حماس التزامها بتنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام إسرائيل بجميع بنوده، داعيةً الوسطاء إلى الشروع فوراً في مفاوضات المرحلة الثانية التي تشمل انسحاباً إسرائيلياً من القطاع ووقفاً كاملاً للحرب.

وفيما يلي نستعرض تفاصيل المفاوضات المباشرة التي جرت بين حماس والولايات المتحدة، والخيارات التي تم طرحها خلال هذه المفاوضات، وموقف الاحتلال الإسرائيلي من هذه المباحثات المباشرة.

متى بدأت المحادثات الأمريكية المباشرة مع حماس؟

بحسب ما نشره موقع أكسيوس الأمريكي، نقلاً عن مصادر، فإن المبعوث الرئاسي الأمريكي لشؤون الرهائن، آدم بوهلر، عقد مباحثات مع مسؤولين من حماس في الدوحة خلال الأسابيع الأخيرة.

المصادر، التي تحدثت بشرط عدم الكشف عن هويتها، لأنها غير مخولة بمناقشة هذه الاجتماعات الحساسة، ذكرت أن الهدف الأساسي للمحادثات كان الإفراج عن الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية الأمريكية، وهو جزء من مسؤوليات بوهلر.

وأوضحت أن إدارة ترامب تشاورت مع إسرائيل بشأن التواصل مع حماس، لكن تل أبيب علمت بالمحادثات عبر قنوات خاصة.

وعلقت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية على المباحثات الأمريكية مع حماس، بقولها إنها كسرت النهج الأمريكي القديم تجاه حماس، والذي سعى إلى عزل الحركة من خلال سياسة "عدم الاتصال".

انتهاء المرحلة الأولى
مقاتلون من كتائب القسام أثناء تسليم الأسرى في غزة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار – رويترز

لماذا لجأت أمريكا إلى عقد مباحثات مباشرة مع حماس؟

وفقاً لما كشفته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فإن قرار فريق بوهلر بإنشاء مسار مباشر للمفاوضات مع حماس جاء، وفقاً لمحادثات الأمريكيين مع المقربين من عائلات الرهائن، بناءً على الفهم بأن المفاوضات للإفراج عن باقي الرهائن، سواء في إطار المرحلة الثانية من الصفقة الحالية أو ضمن اتفاق جديد ومختلف، وصلت إلى طريق مسدود. كما أن احتمال استمرار المرحلة الأولى من الصفقة ليشمل الإفراج عن مزيد من الرهائن يبدو حالياً ضعيفاً للغاية.

وأضافت الصحيفة العبرية أن المسؤولين الأمريكيين تلقوا أيضاً تحديثات تفيد بأن إسرائيل تُعدّ لعملية عسكرية واسعة النطاق وعنيفة جداً في غزة، ويمكن أن تبدأ بها في أي لحظة.

وأشارت إلى أنه، ومع تصاعد المخاوف من أن استئناف القتال قد يعرض حياة الرهائن المتبقين للخطر بشكل فوري وخطير، ويقلل بشكل كبير من فرص استعادة جثث الرهائن الآخرين، قررت الولايات المتحدة محاولة تأمين الإفراج عن الرهائن الأمريكيين، ومن بينهم عِدان ألكسندر، آخر رهينة أمريكي-إسرائيلي لا يزال على قيد الحياة، بالإضافة إلى استعادة جثث أربعة إسرائيليين-أمريكيين آخرين.

ووفقاً للصحيفة، فقد رفضت الحكومة الإسرائيلية باستمرار تقديم المساعدة للجهود التي كانت تركز على استعادة المختطفين غير الإسرائيليين، لأنها قد تثير غضب بقية عائلات الأسرى الآخرين. ولهذا قررت الولايات المتحدة أن الطريق الصحيح لإنجاح هذا الجهد ـ الذي يبدو أن الوقت ينفد أمامه ـ هو إجراء محادثات مباشرة وعاجلة وسرية مع حماس.

ماذا تضمنت هذه المباحثات؟

شمل الاقتراح الأمريكي، الذي طُرح في الاجتماع الذي عُقد مؤخراً بين حماس والمبعوث الرئاسي الأمريكي لشؤون الرهائن، تبادل الرهينة الأمريكي المتبقي، عِدان ألكسندر، وعدد من الأسرى الإسرائيليين الأحياء الآخرين، مقابل تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة شهرين واستئناف المساعدات الإنسانية للقطاع، حسبما كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

وأضافت الصحيفة الأمريكية، نقلاً عن مصادر، أن المقترح هو أحد الخيارات التي تمت مناقشتها كوسيلة محتملة للمضي قدماً خلال المحادثات الأخيرة التي عُقدت في قطر بين مسؤولين من الولايات المتحدة وحماس.

كما طُرح على الطاولة اقتراح قدمه ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط، لتمديد وقف إطلاق النار الحالي لمدة 50 يوماً تقريباً، حتى نهاية شهر رمضان وعيد الفصح.

وكان نتنياهو قد وافق على ما أسماه "خطة ويتكوف"، والتي ستبدأ بالإفراج عن نصف الرهائن المتبقين وتنتهي بالإفراج عن بقية الرهائن.

عملية تبادل أسرى بين الاحتلال والمقاومة في غزة برعاية قطرية /رويترز

ونقلت واشنطن بوست عن مصادر مطلعة على موقف حماس أن الحركة رفضت اقتراح ويتكوف، لكنها لم ترد على الفور على الخيارات الأخرى.

وقالت المصادر إن حماس تدرس المزايا المحتملة للاتفاق المباشر مع إدارة ترامب، بينما تستمر في الإصرار على أن الهدف النهائي للمفاوضات يجب أن يتضمن الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، والنهاية الدائمة للحرب بالتزامن مع الإفراج النهائي عن الرهائن، كما هو منصوص عليه في الاتفاق الذي وقعه الطرفان في يناير/كانون الثاني.

وفي حين قال مسؤول عربي مطلع على المفاوضات إن اجتماعاً مباشراً واحداً فقط عُقد مع حماس، قال دبلوماسي آخر مطلع إنه تم عقد عدة جولات من المحادثات بين مبعوث الرهائن الأمريكي، بوهلر، والقيادي البارز في حماس، خليل الحية، في الدوحة.

يأتي ذلك بينما يستعد ويتكوف لجولة مفاوضات مكثفة، حيث سيبقى لأسبوع في الدوحة بهدف دفع المفاوضات نحو صفقة تشمل إطلاق سراح المحتجزين 

ما هو موقف الاحتلال من المحادثات المباشرة بين واشنطن وحماس؟

اتهم مسؤولون أمريكيون إسرائيل بمحاولة إفشال المحادثات السرية التي أجرتها الولايات المتحدة مع حماس في الدوحة، بهدف التوصل إلى اتفاق للإفراج عن محتجزين أمريكيين، وفق ما نقلته وسائل إعلام عبرية.

وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأن إدارة ترامب لم تُطلع إسرائيل مسبقاً على هذه المفاوضات، خشية أن تعرقلها، خاصة بعد أن أحبطت تل أبيب جولة سابقة كانت مقررة الأسبوع الماضي.

ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية مطلعة، لم تُسمّها، أن حكومة نتنياهو قلقة من تداعيات أي اتفاق محتمل بين الولايات المتحدة وحماس.

عائلات الأسرى الإسرائيليين نتنياهو المرحلة الثانية من الصفقة
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو/رويترز

وأشارت المصادر إلى أن إسرائيل قد تجد نفسها مضطرة لدفع ثمن سياسي أو أمني مقابل إتمام الصفقة.

ورغم نفي مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي هذه الاتهامات، تؤكد واشنطن إحراز تقدم ملموس في المحادثات، بحسب الصحيفة.

من جانب آخر، كشفت صحيفة هآرتس العبرية، الخميس، أن المستوى السياسي الإسرائيلي طلب من رئيس الأركان الجديد، إيال زامير، إعداد خطة عسكرية جديدة لاستئناف حرب الإبادة في قطاع غزة، رغم استمرار اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.

ووفقاً لمصادر أمنية، نقلت عنها الصحيفة، فإن الخطة تشمل نشر عدة فرق عسكرية في أنحاء القطاع، وهو ما يستلزم استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لفترات طويلة.

ومع ذلك، أبدت المصادر شكوكاً بشأن قدرة الجيش الإسرائيلي على تعبئة هذا العدد الكبير، في ظل التحديات التي تواجه وحداته القتالية، ونقص التجنيد الذي تعاني منه القوات الاحتياطية.

تحميل المزيد