على وقع تحذيرات الاستخبارات الأمريكية ووزارة الدفاع "البنتاغون" المتتالية من تضخم الجيش الصيني كماً ونوعاً وقدرات، والتحذير قبل 3 أسابيع من أن بكين زادت ترسانتها من الرؤوس النووية التشغيلية من 500 إلى 600 خلال العام الأخير فقط، وسباق الجيش الصيني مع الزمن لتوسيع قواته بشكل غير مسبوق، زعمت تقارير أمريكية ومسؤولين حاليين وسابقين بالبنتاغون، أن الجيش الصيني يبني أكبر مركز قيادة عسكرية في العالم في العاصمة بكين، يبلغ حجمه 10 أضعاف مبنى "البنتاغون"، ويبدو أنه مخصص للحروب النووية أو "حرب يوم القيامة".
"مدينة بكين العسكرية".. ما الذي نعرفه عن أكبر مركز قيادة عسكري في العالم؟
- صحيفة "فاينانشيال تايمز" الأمريكية نشرت الجمعة 31 يناير 2025 تقريراً مثيراً، نقلت فيه عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين قولهم إن الجيش الصيني يبني مجمعا ضخما في غرب بكين تعتقد أجهزة الاستخبارات الأميركية أنه سيكون بمثابة مركز قيادة في زمن الحرب أكبر بكثير من البنتاغون.
- تظهر صور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها صحيفة فاينانشال تايمز التي خضعت لفحص المخابرات الأمريكية موقع بناء مساحته حوالي 1500 فدان على بعد 30 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة الصينية بكين، مع حفر عميقة يُقدر الخبراء العسكريون أنها ستضم مخابئ كبيرة ومحصنة لحماية القادة العسكريين الصينيين خلال أي صراع، بما في ذلك الحروب النووية المحتملة أو ما يسمى بـ"حرب يوم القيامة".
- وقال عدد من المسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين إن مجتمع الاستخبارات يراقب عن كثب الموقع الصيني الضخم، الذي سيكون أكبر مركز قيادة عسكري في العالم، ويمثل حجمه 10 أضعاف حجم مبنى وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون".
- وبناء على تقييم لصور الأقمار الصناعية، فإن أعمال البناء الرئيسية لهذه المدينة العسكرية، بدأت في منتصف عام 2024. وقال ثلاثة أشخاص مطلعون على الوضع إن بعض محللي الاستخبارات الأمريكيين أطلقوا على المشروع اسم "مدينة بكين العسكرية".
- ويقول ريني بابيارز، محلل الصور السابق في وكالة الاستخبارات الجغرافية الوطنية الذي قام بتحليل صور المنطقة، إن هناك ما لا يقل عن 100 رافعة تعمل على مساحة خمسة كيلومترات مربعة لتطوير البنية التحتية تحت الأرض. وأضاف بابيارز: "يشير تحليل الصور إلى بناء العديد من المرافق تحت الأرض المحتملة المرتبطة عبر ممرات تحت الأرض المحتملة، على الرغم من الحاجة إلى بيانات ومعلومات إضافية لتقييم هذا البناء بشكل أكثر اكتمالاً".
- كان الموقع في غرب بكين مزدحماً بنشاط البناء في وقت سابق من هذا الشهر، على النقيض من تراجع نشاط معظم مشاريع العقارات الكبرى في الصين، التي تعاني من أزمة مالية. ولم تكن هناك لوحات أو منشورات مرتبطة عادة بوجود مشروع عقاري تجاري. ومن غير المعتاد بالنسبة لمشروع تجاري، أن لا توجد حوله إشارات رسمية لموقع البناء على شبكة الإنترنت باللغة الصينية.
- وتقول الصحيفة الأمريكية، ورغم عدم وجود أي تواجد عسكري واضح في الموقع، إلا أن هناك لافتات تحذر من تحليق طائرات بدون طيار أو التقاط الصور. وقال الحراس عند إحدى البوابات فجأة إن الدخول محظور ورفضوا الحديث عن المشروع. ورفض أحد المشرفين الذي غادر موقع البناء التعليق على المشروع. فيما وصف المشروع أحد أصحاب المتاجر المحلية في المنطقة بأنه "منطقة عسكرية".
منشأة منيعة أمام الذخائر الأمريكية الخارقة للتحصينات وحتى الأسلحة النووية
- من جهته، قال مسؤول استخباراتي أمريكي كبير سابق إن المقر الحالي لجيش التحرير الشعبي في وسط بكين جديد نسبياً، لكنه لم يكن مصمما ليكون مركز قيادة قتالية آمناً. وقال المسؤول السابق "إن مركز القيادة الآمن الرئيسي للصين يقع في التلال الغربية، شمال شرق المنشأة الجديدة، وقد تم بناؤه قبل عقود من الزمان في ذروة الحرب الباردة.. إن حجم ونطاق وخصائص المنشأة الجديدة المدفونة جزئياً تشير إلى أنها ستحل محل مجمع التلال الغربية كمنشأة قيادة أساسية في زمن الحرب.
- وأضاف المسؤول الاستخباراتي السابق: "قد يرى القادة الصينيون أن المنشأة الجديدة ستتيح قدراً كبير من الأمن ضد الذخائر الأمريكية الخارقة للتحصينات، وحتى ضد الأسلحة النووية. كما يمكنها أن تتضمن اتصالات أكثر تقدماً وأمانا، وأن تتيح المجال لتوسيع قدرات جيش التحرير الشعبي ومهامه".
- وقال أحد الباحثين الصينيين المطلعين على صور الأقمار الاصطناعية إن الموقع يحمل "كل السمات المميزة لمنشأة عسكرية حساسة"، بما في ذلك الخرسانة المسلحة بشكل كبير والأنفاق العميقة تحت الأرض. وأضاف الباحث: "إن هذه القلعة أكبر بنحو عشر مرات من البنتاغون، وهي مناسبة لطموحات شي جين بينج في تجاوز الولايات المتحدة. وهذه القلعة لا تخدم سوى غرض واحد، وهو العمل كمخبأ يوم القيامة للجيش الصيني المتطور والقادر على نحو متزايد".
- يأتي بناء الموقع في خضم إعادة تطوير ضواحي بكين الغربية على مدى عدة سنوات. ولكن كانت هناك تكهنات عبر الإنترنت في الصين حول سبب هدم المنازل في منطقة تشينج لونج هو. في إحدى المنشورات على موقع Baidu Zhidao، وهو محرك البحث الصيني المعادل لـ Quora، قال أحد المستخدمين: "هل سيبنون البنتاغون الصيني في تشينغ لونجو؟".
زيادة الرؤوس النووية على قدم وساق.. ما الذي تستعد له الصين؟
- يأتي هذا البناء في الوقت الذي يطور فيه جيش التحرير الشعبي أسلحة ومشاريع جديدة قبل الذكرى المئوية لتأسيسه في عام 2027. وتقول أجهزة الاستخبارات الأمريكية إن الرئيس شي جين بينج أمر جيش التحرير الشعبي أيضاً بتطوير القدرة على مهاجمة تايوان بحلول ذلك الوقت.
- كما يعمل الجيش الصيني على توسيع ترسانته من الأسلحة النووية بسرعة ويعمل على تحسين تكامل فروعه المختلفة. ويعتقد دينيس وايلدر، رئيس قسم تحليل الصين السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أن "هذا المخبأ القيادي الجديد المتقدم تحت الأرض للقيادة العسكرية الصينية، بما في ذلك الرئيس شي بصفته رئيس اللجنة العسكرية المركزية، يشير إلى نية بكين بناء ليس فقط قوة تقليدية من الطراز العالمي ولكن أيضاً قدرة متقدمة على الحرب النووية".
- ولم يعلق مدير الاستخبارات الوطنية، الذي يشرف على مجتمع الاستخبارات الأمريكي، على المشروع. وقالت السفارة الصينية في واشنطن إنها "ليست على علم بالتفاصيل"، لكنها أكدت لصحيفة "فاينانشيال تايمز" أن الصين "ملتزمة بمسار التنمية السلمية وسياسة الدفاع ذات الطبيعة الدفاعية".
- حذرت وزارة الدفاع الأمريكية في السنوات الأخيرة من أن الولايات المتحدة ستواجه قريبا قوتين نوويتين مع اقتراب ترسانة الصين من حجم ترسانة الولايات المتحدة وروسيا. ولم تنكر الصين زيادة حجم قواتها النووية، لكنها تتجاهل المخاوف الأمريكية بشأن هذه القضية، قائلة إن واشنطن تستخدمها كذريعة لسعيها إلى "الهيمنة الاستراتيجية المطلقة".
- وفي تقريرها السنوي عن القوة العسكرية الصينية، قالت وزارة الدفاع الأمريكية مؤخراً إن جيش التحرير الشعبي الصيني وسع ترسانته النووية بنسبة 20% منذ منتصف عام 2023 وحتى منتصف 2024. وهو في طريقه إلى امتلاك 1000 رأس حربي تشغيلي بحلول عام 2030.
- وقدر تقرير البنتاغون أن الصين ستواصل زيادة قواتها النووية حتى عام 2035 على الأقل لتطابق العدد الذي نشرته الولايات المتحدة وروسيا من الرؤوس النووية. وذكر التقرير أن قوة الصواريخ التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني، التي تدير معظم الترسانة النووية الصينية، تعمل على تطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات جديدة من شأنها أن تعمل على تحسين قواتها القادرة على حمل أسلحة نووية بشكل كبير.