ملامح الاتفاق المحتمل وموقف حماس.. ما نعرفه عن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة

عربي بوست
تم النشر: 2025/01/11 الساعة 11:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/01/11 الساعة 11:20 بتوقيت غرينتش
صور من نقل الأسرى من غزة خلال صفقة سابقة- الأناضول

قالت مصادر أجنبية، الجمعة، لقناة "كان"، التابعة لهيئة البث العبرية الرسمية، إن إسرائيل وافقت على التقدم في المفاوضات حول المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى مع حماس والفصائل الفلسطينية في غزة، بالتوازي مع تنفيذ المرحلة الأولى وسط استمرار حرب الإبادة في القطاع.

ونقلت قناة "كان" عن مصادر أجنبية مطلعة لم تُسمِّها، قولها إن "تل أبيب وافقت على التقدم في المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من صفقة الأسرى بالتوازي مع تنفيذ المرحلة الأولى، بهدف ضمان استمرارية العملية حتى إطلاق سراح جميع الأسرى".

وأضافت المصادر للقناة العبرية: "قطر بدورها، نقلت رسالة إيجابية لإسرائيل تتعلق بنوايا حماس بشأن التقدم في المفاوضات حول صفقة الأسرى".

ووفق المصادر، "تضمنت الرسالة قائمة بالأسرى ونقاط الخلاف بين الجانبين".

وبعد الرسالة، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مناقشة عاجلة مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس وفريق التفاوض. فيما ينتظر الوسطاء حالياً الرد الإسرائيلي على رسالة حماس لبدء المرحلة الأولى.

جنود الاحتلال برفح
جنود من جيش الاحتلال في قطاع غزة / الأناضول

ووفق قناة "كان"، ادعى مسؤولون أمريكيون أن الصفقة المطروحة تمثل "أفضل عرض ستراه حماس"، لكن العقبة الرئيسية تتمثل في "غياب ضمانات تربط بين المرحلتين".

ورغم أن معالم المرحلتين الأولى والثانية من الصفقة المحتملة لا تزال غير معلنة، إلا أن وسائل إعلام عبرية من بينها هيئة البث الرسمية تقول إن المرحلة الأولى تتضمن الإفراج عن كبار السن والمرضى، فيما المرحلة الثانية تتضمن الإفراج عن عسكريين.

يأتي ذلك وسط تواصل الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار، مع استمرار الاتهامات التي توجهها المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين لنتنياهو بعرقلة أي اتفاق مرتقب، للحفاظ على منصبه.

وعلى مدار أكثر من عام، تؤكد حماس استعدادها لإبرام اتفاق، بل أعلنت موافقتها في مايو/أيار 2024 على مقترح قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن.

غير أن نتنياهو تراجع عن المقترح، بطرح شروط جديدة أبرزها استمرار الإبادة الجماعية وعدم سحب الجيش من غزة، بينما تتمسك حماس بوقف تام للحرب وانسحاب كامل لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

وفي وقت سابق الجمعة، طالب وزير الجيش الإسرائيلي كاتس قيادة الجيش بتقديم خطة "لهزيمة حماس" في قطاع غزة، إذا فشلت جهود التوصل إلى صفقة تبادل أسرى بحلول تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه في 20 يناير/كانون الثاني الجاري.

وعلى مدى أشهر الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، حدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو 3 أهداف لحربه على القطاع: القضاء على حماس، وإطلاق سراح الأسرى، وتحقيق الأمن المطلق لتل أبيب.

والثلاثاء، قال مهندس "خطة الجنرالات" الإسرائيلية، رئيس مجلس الأمن القومي الأسبق غيورا إيلاند، إن الضغط العسكري "نجح جزئياً في إضعاف القوة العسكرية لحماس، لكنه لم يكن كافياً لتحقيق الهدفين الرئيسيين: تحرير الأسرى وإنهاء حماس".

ما هي ملامح الاتفاق المحتمل في غزة؟

قبل عدة أيام نشرت هيئة البث العبرية فحوى ما قالت إنها وثيقة رسمية إسرائيلية تكشف تصور تل أبيب لبنود الاتفاق المحتمل مع حماس في غزة.

ووفق الهيئة، فإن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) وافق على الوثيقة في مايو/أيار الماضي ولم يتم الإعلان عنها.

والغرض من الاتفاق المحتمل، كما جاء في أعلى الوثيقة المكتوبة بالعبرية، هو "إطلاق سراح جميع المختطفين الإسرائيليين في غزة من مدنيين وجنود، أحياء أو أموات".

وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، فيما تقدر وجود 98 أسير إسرائيلي بقطاع غزة، في حين أعلنت حماس مقتل عشرات من الأسرى لديها في غارات عشوائية إسرائيلية.

عائلات الأسرى الإسرائيليين نتنياهو
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو/رويترز

وحسب الوثيقة:

  • سيكون إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، واستعادة الهدوء المستدام".
  • طالبت تل أبيب بترحيل أكثر من 50 أسيراً فلسطينياً إلى غزة أو خارج الأراضي الفلسطينية.
  • ستنسحب إسرائيل من محور نتساريم وسط غزة، وتفكك مواقعها ومنشآتها العسكرية بالكامل، مع إيجاد آلية لمنع عودة المسلحين (المقاتلين الفلسطينيين) إلى شمال القطاع.
  • من اللافت عدم ذكر محور فيلادلفيا (جنوب) على الحدود بين غزة ومصر في الوثيقة وما إذا كانت إسرائيل ستنسحب منه أم لا.
  • منذ اليوم الأول من تنفيذ الصفقة، ستسمح إسرائيل بإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة، بينها الوقود، بمعدل 600 شاحنة يومياً.
  • ضمن المرحلة الأولى "الإنسانية" من الصفقة، ستطلق حماس سراح الأسيرات أولاً، بواقع 3 أسيرات "مدنيات" في اليوم الأول و4 في اليوم السابع.
  • بعدها، ستطلق سراح 3 أسرى إسرائيليين أسبوعياً، مع إعطاء الأولوية للنساء المتبقيات (مدنيات ومجندات)، وأخيرا إعادة جثث الأسرى المتبقين، حسب الوثيقة.
  • وافق نتنياهو على أن تبدأ، مع انطلاق المرحلة الأولى من الصفقة، إعادة تأهيل البنية التحتية (التي دمرتها إسرائيل) وإزالة الركام وإدخال ما لا يقل عن 60 ألف كرفان و200 ألف خيمة، وفق الهيئة.
  • أما بالنسبة للمرحلة الثانية، فقالت هيئة البث إنه تمت صياتها بشكل مقتضب جداً في الوثيقة، عبر "فقرة واحدة، ولا تتضمن عبارة وقف الحرب، بل وقف دائم للعمليات العسكرية وأي نشاط عدائي، ودخول الهدوء حيز التنفيذ".
  • وفقاً لوكالة أسوشيتدبرس الأمريكية، من المتوقع أن تستمر المرحلة الأولى من ستة إلى ثمانية أسابيع.

ما هو موقف حماس من الاتفاق المحتمل؟

بجانب الرسالة الإيجابية التي أرسلتها حركة حماس عبر قطر والتي تتعلق بقائمة بالأسرى ونقاط الخلاف بين الجانبين، أبدت الحركة مرونة في آليات الانسحاب الإسرائيلي من محوري فلادليفيا ونتساريم.

وأشارت مصادر خاصة لـ"عربي بوست" إلى أنه بعد الاتفاق بشأن ملف الأسرى في المرحلة الأولى والتي تشمل الأسرى الإسرائيليين من الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى، أضاف نتنياهو شرطاً إضافياً يتضمن إدراج نحو 11 جندياً إسرائيلياً بزعم أنهم يندرجون ضمن فئة المرضى وأنهم بحاجة للعلاج، وبسبب ذلك كادت المفاوضات أن تنهار.

لكن حركة حماس قدمت رسالة للوسطاء وافقت خلالها على إدراج الجنود الإسرائيليين مقابل الإفراج عن عدد من المؤبدات في سجون الاحتلال.

وتشير المصادر إلى أن الحركة أبدت أيضاً مرونة بشأن الانسحاب الإسرائيلي من محور فيلادلفيا ليكون في المرحلة الثانية من الصفقة.

أسامة حمدان عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس/الأناضول

وفيما يتعلق بعودة النازحين، فقد تم التوافق على السماح التدريجي لعودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله سواء مشياً على الأقدام أو عبر المركبات بشرط عدم السماح بعودة المسلحين؛ وأشارت المصادر إلى أن فرقاً قطرية ومصرية ستشرف على عملية الرقابة في عودة النازحين عبر ممر نتساريم.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة أدت إلى نزوح ما يقدر بنحو 90% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، مع إفراغ القطاع الشمالي من القطاع، الذي كان الأكثر تضرراً، إلى حد كبير من سكانه قبل الحرب.

من جانبه، أكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، الخميس، أن إسرائيل لن تستعيد أسراها إلا عبر اتفاق تبادل، متهماً نتنياهو بالتلاعب بمصيرهم.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في دار الصحافة بالعاصمة الجزائرية.

وقال حمدان: "صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال لها قواعدها التي سوف تطبق، وعلى ضوء ذلك سيأخذ الاحتلال أسراه وسنأخذ أسرانا".

تحميل المزيد