هل سيصمد الاتفاق؟ 4 أسئلة يجب أن تعرفها حول وقف إطلاق النار بين حزب الله و”إسرائيل”

عربي بوست
تم النشر: 2024/11/27 الساعة 13:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/11/27 الساعة 13:54 بتوقيت غرينتش
لبناني يلوح بعلم لبنان وهو يقف وسط أنقاض مبنى دمره القصف الإسرائيلي، بعد سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة حزب الله/ رويترز

بعد نحو 13 شهراً من القتال المتبادل بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي، والذي جاء في أعقاب دعم الحزب لجبهة غزة إثر عملية "طوفان الأقصى"، دخل اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين حيز التنفيذ صباح يوم الأربعاء في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بوساطة أمريكية. حيث أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن الاتفاق، مؤكداً أن "الهدف الأساسي هو تحقيق وقف دائم للعمليات القتالية". وتم اعتماد الاتفاق من قبل مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي وقيادة حزب الله، كما رحبت به حكومة تصريف الأعمال اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي.

وعلى مدار أسفرت الحرب على الجبهة اللبنانية عن استشهاد ما يقرب من 4000 من مقاتلي حزب الله والمدنيين اللبنانيين ومقتل أكثر من 100 جندي ومستوطن إسرائيلي (بحسب ما هو معترف به)، كما نزح حوالي 120 ألف إسرائيلي ونحو مليون لبناني عن منازلهم.

إسرائيل دولة الجدران
المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق نهر الليطاني/عربي بوست

1- ما تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله و"إسرائيل"؟

بحسب وكالة رويترز، فإن الاتفاق صاغه المبعوث الأمريكي إلى لبنان آموس هوكشتاين، ويتألف من 5 صفحات تتضمن 13 قسماً. فيما يلي أبرز البنود:

  • وقف الأعمال القتالية وبدأ سريان وقف إطلاق النار صباح الأربعاء 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
  • تتوقف "إسرائيل" عن تنفيذ أي عمليات عسكرية ضد الأراضي اللبنانية، بما يشمل المواقع المدنية والعسكرية ومؤسسات الدولة اللبنانية.
  • توقف جميع الجماعات المسلحة في لبنان (بما في ذلك حزب الله وحلفاؤه) عملياتها ضد "إسرائيل".
  • تعترف "إسرائيل" ولبنان بأهمية قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701.
  • يبدأ الجيش الإسرائيلي انسحاباً تدريجياً من جنوب لبنان، على أن يكتمل الانسحاب خلال 60 يوماً.
  • يُسمح بعودة المدنيين النازحين من الجانبين إلى ديارهم.
  • يحتفظ كل من لبنان و"إسرائيل" بحق الدفاع عن النفس وفقاً للاتفاق.
  • يتمركز حزب الله شمال نهر الليطاني، الذي يقع على بعد حوالي 30 كيلومتراً شمال الحدود مع دولة الاحتلال.
  • ينشر الجيش اللبناني نحو 5,000 جندي جنوب نهر الليطاني، مع توزيعهم على 33 موقعاً على الحدود مع دولة الاحتلال.
  • ستعزز الولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين "إسرائيل" ولبنان للوصول إلى حدود برية "معترف بها".

2- ماذا عن الضمانات وآلية المراقبة؟

  • تشرف على تنفيذ الاتفاق آلية ثلاثية تضم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، الجيش اللبناني، والجيش الإسرائيلي، والتي تم توسيعها لتشمل الولايات المتحدة وفرنسا تحت قيادة واشنطن.
  • تتضمن آلية المراقبة الإبلاغ عن أي انتهاكات محتملة، على أن تحدد فرنسا والولايات المتحدة معاً إذا ما كان هناك انتهاك حقيقي. هذا الإشراف الموسع يعزز الجهود لضمان الالتزام الكامل ببنود الاتفاق.
  • رغم أهمية الاتفاق، إلا أن التحدي الأكبر يكمن في ضمان الالتزام الكامل ببنوده من كلا الطرفين. وقد تؤثر أي انتهاكات محتملة من دولة الاحتلال على استمرارية وقف إطلاق النار وتحقيق الهدف الأساسي بالوصول إلى تهدئة دائمة.
حدود دائماً مهددة.. قصة 13 نقطة لبنانية في مرمى أطماع الاحتلال الإسرائيلي تفاصيل بنود وقف إطلاق النار بلبنان.. وما هي
مراقبون عسكريون من هيئة مراقبة الهدنة التابعة للأمم المتحدة بدوريات في لبنان على طول الخط الأزرق- أرشيفية – shutterstock

3- ما حجم الضرر الذي لحق بالجانبين؟

  • انضم حزب الله إلى القتال في اليوم التالي لعملية السابع من أكتوبر 2023 وشن هجمات صاروخية على الأهداف العسكرية الإسرائيلية على الحدود وبعض المستوطنات الشمالية والجولان المحتل، حيث تقول التقديرات الأمريكية إن الحزب كان يمتلك قبل الحرب هذه نحو 150 ألف صاروخ وقذيفة، ونحو 30 ألف مقاتل و20 ألف مقاتل احتياطي، إلى جانب شبكة من المواقع المحصنة في مختلف أنحاء لبنان.
  • نجح حزب الله في ضرب واستهداف عشرات القواعد العسكرية الإسرائيلية والمطارات والبنية الأساسية الحيوية الأخرى بشكل غير مسبوق، فضلاً عن استخدام أعداد كبيرة من الصواريخ ضد المدن والمناطق السكنية والمستوطنات مما أدى لمقتل عشرات المستوطنين.
  • على مدار 13 شهراً نجح حزب الله في تهجير نحو 120 ألف مستوطن إسرائيلي عن منازلهم التي تعرضت الآلاف منها في المناطق الحدودية للتدمير، إلى جانب اندلاع مئات الحراق في المزارع والمناطق الحرجية.
  • نجح حزب الله ولأول مرة باستهداف منزل نتنياهو في 19 أكتوبر بمدينة قيساريا بشكل مباشر ودقيق، بواسطة طائرة مسيرة مفخخة، ما شكل "تحدياً خطيراً" للجيش الإسرائيلي ولقدراته الدفاعية وتحديداً منظومات الدفاع، وهو استهداف معنوي ونفسي، كما وصفه الإعلام العبري.
  • خلال العملية البرية نجح حزب الله في عشرات الجنود الإسرائيليين بكمائن مختلفة من بينهم قادة ألوية وضباط رفيعي الرتب، وخصيصاً بين ألوية ما يعرف بـ"النخبة".
  • في المقابل نفذت "إسرائيل" سلسلة من الهجمات المدمرة على حزب الله، مما أدى إلى إضعاف قوة الحزب في الردع إلى حد ما بحسب محللين. فيما وجه الاحتلال ضربة أمنية واستخباراتية لحزب الله في سبتمبر/أيلول، وقام الاحتلال بتخريب آلاف أجهزة النداء وأجهزة الاتصال اللاسلكية، مما أسفر عن استشهاد أو إصابة العديد من مقاتلي حزب الله. كما بدأت إسرائيل بشكل منهجي في اغتيال كبار قادة حزب الله، بمن فيهم زعيمه السيد حسن نصر الله وغيره من قادته التاريخيين.
  • يزعم المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون أن "إسرائيل" دمرت نصف ترسانة حزب الله من الصواريخ والقذائف، وأن العملية البرية الإسرائيلية على طول الحدود دمرت أنفاقاً ومواقع متقدمة لحزب الله هناك.
  • رغم ذلك فإن حزب الله لا يزال قادراً على إطلاق وابل كبير من الصواريخ والطائرات المسيرة على "إسرائيل" حتى اليوم الأخير قبل اتفاق وقف إطلاق النار.

4- هل يمكن أن يسقط الاتفاق وتستأنف الحرب؟

  • في حرب تموز 2006، تصور العديد من القادة الإسرائيليين أن أداءهم العسكري كان ضعيفاً وأن حزب الله سوف يكون حريصاً على جولة أخرى وأن اتفاق وقف إطلاق النار لن يصمد. ولكن ما حدث هو أن الجانبين امتنعا إلى حد كبير عن إطلاق النار بعد عام 2006 حتى وقوع هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، الأمر الذي أدى إلى استقرار الحدود بشكل نسبي لعشرين عاماً تقريباً.
  • لكن هذه المرة، كانت الحرب طاحنة وغير مسبوقة على الطرفين، ويقول الأمريكيون والإسرائيليون إن هذا الاتفاق قد يكون فرصة لحزب الله كي يلتقط أنفاسه ويعمل على إعادة ترتيب أوراقه وبناء قواته وترسانته حتى يكون جاهزاً لأي لحظة قد يستأنف بها القتال مع "إسرائيل". 
  • بحسب بنود الاتفاق سينتشر الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل كحاجز بين "إسرائيل" وحزب الله. ولكن الجيش اللبناني أضعف من حزب الله، ومن غير المرجح أن تعتمد دولة الاحتلال على الجيش اللبناني واليونيفيل في تأمين نفسها أو شن أي هجوم على حزب الله، خصيصاً أن وزراء حكومة نتنياهو يطالبون بشن ضربات في أي لحظة تراها "إسرائيل" مناسبة ضد الحزب.
  • لذلك قد تهاجم دولة الاحتلال أنظمة الأسلحة ومخابئ الحزب التي تعتبرها "تهديداً" على الرغم من وقف إطلاق النار. وقد تهاجم أيضاً الشخصيات العسكرية الإيرانية التي تدعم حزب الله في سوريا ولبنان.
تحميل المزيد