اختار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المستوطن الأمريكي المولد ومساعده السابق، يحيئيل ليتر، لتولي مهام سفير إسرائيل الجديد لدى واشنطن خلفاً لمايك هرتسوغ، الذي ينهي مهامه رسمياً في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.
وبذلك سيتسلم ليتر، منصبه مع عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض.
وقال مكتب نتنياهو، في بيان، إن الأخير "قرر تعيين ليتر، سفيراً لإسرائيل لدى الولايات المتحدة".
החלטתי למנות את ד״ר יחיאל לייטר לשגריר ישראל בארצות-הברית.
— Benjamin Netanyahu – בנימין נתניהו (@netanyahu) November 8, 2024
דוקטור לייטר שימש בתפקידים בכירים בשירות הציבורי בישראל. בין-היתר כיהן כמשנה למנכ״ל משרד החינוך, ראש מטה שר האוצר וממלא-מקום יו״ר חברת נמלי ישראל.
לדוקטור לייטר, ילד ארצות-הברית, היכרות עמוקה עם הממשל והחברה האמריקניים.…
شغل ليتر عدة مناصب حكومية، بما في ذلك نائب المدير العام لوزارة التعليم، ورئيس ديوان وزير المالية، ورئيس مجلس إدارة شركة موانئ إسرائيل بالإنابة.
ولد ليتر في الولايات المتحدة، ويعتقد مكتب نتنياهو أن لديه دراية كبيرة بالمجتمع الأمريكي.
مقتل ابنه في غزة
ولدى ليتر قصة حاول استثمارها مع صديقه نتنياهو دولياً لاستمالة عطف الإدارة الأمريكية، واثناء إدارة بايدن عن بعض القرارات المتعلقة بوقف الحرب على غزة.
إذ قُتل نجل ليتر الرائد احتياط بجيش الاحتلال، موشيه ليتر، في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 في شمال غزة العام الماضي.
وروى نتنياهو قصة الجندي القتيل خلال خطابه أمام الكونغرس الأمريكي في يوليو/تموز الماضي، وأشار إلى وجود ليتر بين الحضور.
وقال ليتر في جنازة ابنه موجهاً حديثه إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن: "إذا كانت الشائعات عن ممارستك ضغوطا لوقف الحرب صحيحة، فأنا أدعوك أن تتراجع يا سيدي الرئيس. لا تضغط علينا. دعنا نفعل ما نعرف كيف نفعله، بل ما يجب أن نفعله، لهزيمة الشر. إنها حرب النور ضد الظلام، حرب الحقيقة ضد الأكاذيب، حرب المدنية ضد الهمجية القاتلة".
وتابع: "سننتصر في هذه الحرب، بكم أو بدونكم. سنفوز بها بكل تأكيد، لأننا شعب البقاء، وهذه المعركة هي معركة البقاء".
تستحق هذه الشخصية الاقتراب منها لفهم طبيعتها خاصة وأنها تتأهب للتعامل مع إدارة ترامب؟
من هو يحيئيل ليتر؟
- ولد ليتر في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة في 1 أكتوبر/تشرين الأول 1959.
- هاجر إلى إسرائيل قبل أربعة عقود وهو في الثامنة عشر من عمره رفقة ناشطين من منظمة يمينية متطرفة.
- بعد انتقاله إلى إسرائيل عام 1978، عمل مسعفا قتالياً في جيش الاحتلال الإسرائيلي وشارك في حرب لبنان عام 1982.
- كان ليتر من أوائل سكان حي "أدموت يشاي" الذي تأسس عام 1984 في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة.
- أسس منظمة "صندوق الخليل" في عام 1986، وهي منظمة لدعم الاستيطان في المدينة.
- شغل من عام 1989 إلى عام 1992 منصب رئيس لجنة المجتمع اليهودي في الخليل.
- في عام 1992، شغل ليتر منصب مستشار سياسي لأرييل شارون عندما كان الأخير عضواً في الكنيست.
- شغل منصب نائب المدير العام لوزارة التعليم في عام 2001، ورئيس ديوان وزير المالية آنذاك نتنياهو في عام 2004 والقائم بأعمال رئيس هيئة الموانئ، وفق تقرير لموقع تايمز أوف إسرائيل.
- انضم ليتر في شبابه إلى منظمة "رابطة الدفاع اليهودية" التي أسسها الحاخام اليميني المتطرف مائير كاهانا في الولايات المتحدة. وقد صنفت الولايات المتحدة المجموعة لاحقاً كمنظمة إرهابية، على الرغم من رفع هذا التصنيف في عام 2022 بسبب عدم نشاطها، بحسب صحيفة الغارديان.
- شغل ليتر منصب المدير العام لمركز القدس للشؤون العامة.
- في عام 2008، ترشح في الانتخابات التمهيدية لحزب الليكود وظهر على قائمة الحزب، لكنه لم ينجح في الوصول إلى الكنيست.
- يعيش ليتر، وهو حاخام أيضاً، الآن في مستوطنة "ألون شفوت"، وهي جزء من كتلة غوش عتصيون الاستيطانية. وأقام في مستوطنات الضفة الغربية وكان نشطاً في إنشائها وتطويرها لعقود من الزمن.
- عمل لعقود في الكتابة والبحث في معاهد بحثية إسرائيلية وأمريكية يمينية، بما في ذلك معهد شاليم ومعهد هرتزل. كما عمل في منتدى كوهيليت للسياسات، المنظمة التي روجت لتشريع في عام 2023 يهدف إلى إضعاف القضاء الإسرائيلي.
In his youth, Israel's next U.S. envoy, settler Yechiel Leiter, was active in the Jewish Defense League, an organization founded in the U.S. by extremist Rabbi Meir Kahane and later designated as a terrorist organization by U.S. authoritieshttps://t.co/mp81jYttvI
— Haaretz.com (@haaretzcom) November 9, 2024
موقفه من الاستيطان و الضفة الغربية
يُعد ليتر من الداعين إلى "السيادة" الإسرائيلية النهائية على أراضي الضفة الغربية، وتوسيع المستوطنات.
وفي كتاب صدر عام 1994 بعنوان "خطة سلام يجب مقاومتها"، عارض ليتر اتفاقيات أوسلو، التي تصورت قيام دولة فلسطينية مستقلة.
وذكرت صحيفة هآرتس أن ليتر كتب مقالاً في عام 2020 يدعو فيه إسرائيل إلى ضم الضفة الغربية.
وقد أسس ليتر مؤسسة داعمة للاستيطان مقرها الولايات المتحدة تسمى "صندوق إسرائيل الواحد"، والتي توفر معدات أمنية ومساعدات مالية للمستوطنات، وفق تقرير لموقع ميدل إيست آي البريطاني.
وفي عام 2023، قبل ثلاثة أشهر من هجوم حماس على مستوطنات حدود غزة، نشر مقالاً على موقع يهودي يميني يحث فيه الحكومة الإسرائيلية على اتباع سياسات تهدف لانهيار وتفكيك السلطة الفلسطينية، حتى لو أدى ذلك إلى إحداث أزمة أمنية في الضفة الغربية.
وفي مقال آخر كتبه ليتر، ونُشر أيضاً على موقع Jewish News Syndicate في عام 2023، ناقش ليتر العلاقات بين إسرائيل والسعودية وإمكانية التوصل إلى اتفاق تطبيع بين البلدين. وكتب أن المطالب السعودية فيما يتعلق بالفلسطينيين أثناء المفاوضات كانت متواضعة نسبياً ولم تتضمن دعوة صريحة لإقامة دولة فلسطينية.
ويعتبر ليتر قريباً من الدوائر اليهودية اليمينية في الولايات المتحدة، بما في ذلك ديفيد فريدمان، الذي شغل منصب السفير الأمريكي في إسرائيل خلال إدارة ترامب، ويسعى إلى دور مهم في إدارة ترامب الثانية.
رد فعل الداخل الإسرائيلي على اختيار ليتر
تباينت ردود فعل الداخل الإسرائيلي على اختيار ليتر سفيراً لدى الولايات المتحدة.
منظمة "جي ستريت"، التي تصف نفسها بأنها منظمة ليبرالية تهدف إلى "تعزيز القيادة الأمريكية لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية بشكل سلمي"، انتقدت بشدة تعيين ليتر.
ووصفت المنظمة ليتر بـ"المؤيد المتطرف للاستيطان"، وقالت إن تعيينه يعكس نوايا نتنياهو وحلفائه من اليمين المتطرف لفرض سياسة ضم الأراضي الفلسطينية، بدلاً من السعي لتحقيق السلام.
The appointment of an extremist settler for Israel's US Ambassador is a blaring warning siren about the intentions of Netanyahu and his far-right allies. Like last time, Trump and Netanyahu will promote annexation above the peace and safety of Israelis and Palestinians. https://t.co/5Xx3nVcIhL
— J Street (@jstreetdotorg) November 8, 2024
فيما رحب بتعيينه يسرائيل غانتس، رئيس مجلس يشع، وهو منظمة تجمع تحت مظلتها مجالس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة التي يريدها الفلسطينيون جزءاً من دولتهم في المستقبل.
وقال غانتس إن ليتر الذي يعيش في منطقة مستوطنة جوش عتصيون "شريك رئيسي في دعم يهودا والسامرة"، وهو الاسم الذي يستخدمه كثيرون من الإسرائيليين للضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967.
ماذا يعني تعيين ليتر سفيراً إسرئيلياً في واشنطن؟
وفق مراقبين، فإن تعيين ليتر هو دليل على تصاعد مكانة المستوطنين في المنظومة الرسمية بإسرائيل في ظل الحكومة الحالية التي يقودها سياسيون من اليمين المتطرف، حسب تقرير لوكالة الأناضول.
وفي حال كانت الإدارة الأمريكية المقبلة بقيادة ترامب مستعدة لدعم سياسات إسرائيلية متشددة، فإن تعيين مستوطن كسفير يمكن أن يسهل التنسيق معها بشأن قضايا مثل التوسع الاستيطاني وضم أجزاء من الضفة الغربية.
يأتي ذلك بينما يعتزم نتنياهو إعادة إدراج قضية ضم الضفة الغربية المحتلة ضمن جدول أعمال حكومته بعد تسلم ترامب مهامه رسميا في يناير/ كانون الثاني المقبل.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الثلاثاء، إن نتنياهو "قال في محادثات في الأيام الأخيرة إنه عندما يدخل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب البيت الأبيض، يجب إعادة إمكانية السيادة على الضفة الغربية إلى الأجندة".
وأشارت إلى أنه بذلك "ينضم نتنياهو إلى أصوات أخرى في الحكومة تنادي بهذه القضية".
وأردفت: "على سبيل المثال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش قال أمس الاثنين إن عام 2025، سيكون عام السيادة في يهودا والسامرة" أي الضفة الغربية.
ويبدي قادة اليمين الإسرائيلي تفاؤلا بأن عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستفسح الطريق أمام الضم بالضفة الغربية.