الاغتيالات والنووي والنفط والمنشآت العسكرية.. خيارات إسرائيل للرد على صواريخ إيران، لكن عواقبها على تل أبيب كبيرة

عربي بوست
تم النشر: 2024/10/04 الساعة 13:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/10/26 الساعة 06:37 بتوقيت غرينتش
اعتراض الصواريخ والمسيرات الإيرانية في إسرائيل/ رويترز

تهدد إسرائيل بشن هجوم على إيران رداً على الهجوم الذي شنته طهران قبل عدة أيام على مواقع ومدن في الأراضي الفلسطينية المحتلة باستخدام مجموعة من الصواريخ الباليستية بعيدة المدى.

وتشمل الأهداف الإيرانية المحتملة التي قد يشملها الرد الإسرائيلي مصافي النفط واغتيالات سرية لشخصيات إيرانية، بجانب استهداف محتمل لمنشآت نووية ومواقع عسكرية إيرانية.

غير أن تقارير عدة أشارت إلى أن الخيارات الإسرائيلية تنطوي على مخاطر محتملة، منها ما قد يدفع إيران إلى توسيع رقعة الحرب مع إسرائيل، أو يلحق الضرر الكبير بالاقتصاد والأسواق العالمية، فضلاً عن الإسراع في الحصول على القنبلة النووية من جانب طهران.

يرى المراقبون أن الاحتمال الأكثر ترجيحاً هو استهداف إسرائيلي لأهداف عسكرية واقتصادية، بعيداً عن استهداف البرنامج النووي الإيراني.

فابيان هينز، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، يرى أن مهاجمة المواقع النووية غير واردة، وأن الخيارين الكبيرين لإسرائيل هما مهاجمة أهداف عسكرية أو اقتصادية.

ورصد تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الجمعة 4 أكتوبر 2024، الخيارات الإسرائيلية للرد على إيران والمخاطر التي تنطوي على كل خيار منها.

الأهداف العسكرية

ستحاول إسرائيل استهداف مجموعة القواعد الصاروخية والطائرات بدون طيار الإيرانية، والتي تقع تحت الأرض وفي بعض الحالات "في أعماق الجبال".

ورغم أنه قد يكون من الممكن قصف القواعد وإغلاق مداخلها، إلا أن القواعد مصممة لمقاومة جميع المتفجرات التقليدية الأكبر حجماً، وقد لا يحول ضربها دون توجيه هجمات مستقبلية إلى إسرائيل.

وقد تكون البدائل تكرار استهداف قواعد الدفاع الجوي الإيرانية على نطاق أوسع، والتي تغطي طهران وأصفهان والموانئ المطلة على الخليج العربي أو قد تستهدف إسرائيل شن هجوم أكثر تعقيداً ضد مرافق الإنتاج الصناعي العسكري، كما حدث في يناير 2023 عندما استهدفت طائرات بدون طيار مصنعاً للأسلحة في أصفهان.

ومع ذلك، فإن كل هذه الهجمات تنطوي على احتمال سوء التقدير والمخاطرة بوقوع خسائر غير متوقعة، خاصة مع التهديدات التي أطلقتها إيران من رد إسرائيلي سيواجه برد إيراني أكبر حجماً.

وقال اللواء محمد باقري، رئيس الأركان العسكرية الإيرانية، إنه إذا تعرضت طهران لهجوم، فسترد بسلسلة أخرى من الصواريخ أكبر وأوسع نطاقاً. وقال إن الهجوم الإيراني الأخير "سيتكرر بكثافة أكبر وسيتم استهداف جميع البنية التحتية للنظام".

التوصل لصفقة
رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو/ رويترز

محطات النفط والمصافي والبنية التحتية الاقتصادية

تم الترويج لهجوم على البنية التحتية النفطية الإيرانية باعتباره رداً محتملاً على الهجوم الإيراني أيضاً.

ويظل الهدف الأكثر وضوحاً هنا هو محطة نفط خارغ، والتي تتعامل، وفقاً لبعض التقديرات، مع 90% من صادرات النفط الخام، ومعظمها يتجه إلى الصين. 

تشمل المرافق الرئيسية الأخرى مصفاة عبادان، بالقرب من الحدود مع العراق، والتي تتعامل مع نسبة كبيرة من احتياجات إيران المحلية من النفط، وكذلك مصنع الخليج العربي في بندر عباس، وهو المصدر المحلي الأكثر أهمية للبنزين بالنسبة لإيران، والذي لبَّى حوالي 40% من احتياجات البلاد العام الماضي، وفقاً لمحللي الصناعة

إلا أن هناك مخاطر تنطوي على هذا الخيار الذي قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط وهز الاقتصاد العالمي. ورداً على مثل هذا الهجوم، قد تقرر إيران زرع ألغام بحرية في مضيق هرمز.

وقدر بنك جولدمان ساكس أن إيران قادرة على إنتاج مليون برميل من النفط يومياً، محذراً من أن انقطاع تجارة النفط عبر مضيق هرمز من شأنه أن يؤدي إلى "ارتفاع كبير في أسعار النفط".

وقد ارتفعت أسعار النفط الأمريكي بنحو 5%، الخميس، إلى مستوى 73.99 دولاراً للبرميل مسجلة مكاسب للجلسة الثالثة على التوالي.

يأتي ذلك عقب تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن وجود مباحثات مع مسؤولين إسرائيليين بشأن ضرب تل أبيب منشآت طهران النفطية بعد هجماتها الصاروخية الانتقامية.

هل يستمر النفط في تحريك السياسة الدولية؟ نهاية البترودولار.. هل يتحرر الاقتصاد العالمي من هيمنة الدولار؟
النفط (توضيحية) – shutterstock

الأهداف النووية

قال الرئيس الأمريكي بايدن هذا الأسبوع إن الولايات المتحدة تعارض أي ضربات ضد البرنامج النووي الإيراني.

فيما  حذرت إسرائيل منذ فترة طويلة من خطر تطوير إيران للأسلحة النووية، وربما يقرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الوقت قد حان لضرب المواقع النووية قبل أن يتقدم برنامج طهران إلى الأمام.

إلا أن تقارير غربية عدة أشارت إلى أنه بدون دعم الولايات المتحدة، فإن الضربة الجوية الإسرائيلية المنفردة على المنشآت النووية الإيرانية ستكون محفوفة بالمخاطر، وفي أفضل الأحوال لن تؤدي إلا إلى تأخير برنامجها بدلاً من تدميره.

ورغم أنه قد يكون من الممكن لإسرائيل مهاجمة مواقع أصغر حجماً وتعطيل البرنامج من خلال استهداف منشآت إنتاج أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في عملية التخصيب أو مواقع أخرى من هذا القبيل، فإن هناك خطراً يتمثل في أن الهجوم على برنامجها النووي قد يدفع طهران إلى تسريع جهودها للحصول على القنبلة الذرية.

وخلصت ورقة بحثية  غربية إلى أن "طهران قد ترى في تسليح برنامجها النووي الخيار الوحيد المتبقي الذي يمكن أن يضمن أمن النظام الإيراني".

وقال ريتشارد هوكر، الضابط المتقاعد في الجيش الأمريكي، إن هناك "احتمالاً واضحاً" بأن تتمكن إسرائيل من ضرب المنشآت النووية الإيرانية، ولكنه غير مرجح "لأنك عندما تفعل شيئاً كهذا فإنك تضع القيادة الإيرانية في موقف يسمح لها بالقيام بشيء دراماتيكي للغاية رداً على ذلك".

منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم على بعد 250 كيلومترا جنوب العاصمة الإيرانية طهران، 30 مارس 2005/ رويترز

اغتيال شخصيات إيرانية

قد تتخذ إسرائيل مساراً مختلفاً، فتوسع برنامجها للاغتيالات المستهدفة في إيران. ولعل أقرب مثال على هذه الاغتيالات حينما اغتالت إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، في نهاية شهر يوليو/تموز.

ويعتقد أن إسرائيل قتلت عدداً من كبار العلماء النوويين الإيرانيين، بما في ذلك محسن فخري زاده، الذي قُتل في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 بمدفع رشاش يتم التحكم فيه عن بعد. 

ولكن من غير المرجح أن إسرائيل تفكر في الرد بشكل متواضع على الهجوم الإيراني الكبير بالصواريخ الباليستية، بحسب الغارديان.

ومع ذلك حتى لو عمدت إسرائيل إلى هذا الخيار فإنها تخاطر أيضاً بإثارة المخاطر التي قد يتعرض لها شخصياتها الدبلوماسية الإسرائيلية. 

وقد رأينا كيف رفعت تل أبيب مستوى التأهب في السفارات الإسرائيلية حول العالم بعد اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر في الضاحية الجنوبية في بيروت.

وقبل يومين، أفادت تقارير عبرية أن  الشرطة الدنماركية تحقق في انفجارين قرب السفارة الإسرائيلية في كوبنهاجن. 

كما أعلنت الشرطة السويدية، الأربعاء، عن تعرض سفارة إسرائيل في ستوكهولم لإطلاق نار لم يسفر عن وقوع إصابات وفُتح تحقيق في الحادث.

تحميل المزيد