إسرائيل “النووية” عاجزة أمام الكوارث الطبيعية.. الحرائق تكشف نقص المعدّات وعدم جاهزية تل أبيب

عربي بوست
تم النشر: 2025/05/06 الساعة 11:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/05/06 الساعة 11:39 بتوقيت غرينتش
الحرائق تسببت في أزمة داخلية وكشفت عدم جاهزية إسرائيل/ رويترز

بدا لافتاً حالة الإرباك التي عاشتها إسرائيل في الأيام الأخيرة عقب اندلاع حرائق مفاجئة بفعل أحوال الطقس، ما أفسح المجال لتوجيه الاتهامات للحكومة ورئيسها والجبهة الداخلية، لظهورهم جميعاً في حالة انكشاف مهين، بسبب عدم الجاهزية اللازمة من المعدّات والإنذارات والإسناد اللوجستي.

مع العلم أن التحذيرات انطلقت قبل فترة عقب اندلاع حرائق لوس أنجلوس، وظهر تخوّف من إمكانية تكرارها في إسرائيل، لكن وقائع الأيام الأخيرة كشفت عن جاهزية في أدنى صورها، دفعت الإسرائيليين للهروب إلى الشوارع.

وانتقد الإسرائيليون الأدوات البدائية في إطفاء الحرائق، ما أعطى صورة سلبية عن إسرائيل، الدولة النووية، التي ظهر استعدادها أمام تغير مفاجئ في الأحوال الجوية عاجزاً، وجعلها تبدو في حالة من الشلل.

حرائق واسعة وإخلاء مدن وتعطيل القطارات

بدأت موجة حرائق الغابات في إسرائيل صباح الأربعاء 23 أبريل/نيسان 2025، وبقيت متواصلة حتى بداية مايو/أيار 2025، وسرعان ما انتشرت إلى مناطق واسعة بسبب الأمطار الغزيرة والرياح، والتهمت ما يزيد على 24 ألف دونم.
وانتشرت الحرائق في مائة موقع في مدن القدس وتل أبيب وعسقلان وبئر السبع واللد ومعاليه أدوميم، حيث تم إخلاء العديد من الكيبوتسات والبلدات، وأُغلقت الطرق السريعة أمام حركة المرور، ما تسبب باضطرابات في المواصلات.

ونظراً لحالة الإرباك وعدم قدرة قوات الإطفاء على السيطرة على النيران، فقد انضمت الشرطة والجيش، عقب اضطرار السائقين للتخلي عن سياراتهم، والفرار من النيران، وإجلاء عشرات الآلاف من الإسرائيليين، وتعليق القطارات في خطوط السكك الحديدية، وإلغاء احتفالات ذكرى إقامة دولة الاحتلال. ودَفعت شدة الحرائق بمفوض سلطة الإطفاء، آيال كاسبي، للاعتراف بأن "الحريق الحالي هو أحد أصعب الأحداث التي يتذكّرها".

غياب التوقعات ونقص المعدّات وعدم الجاهزية

كشفت الحرائق في إسرائيل عن جملة من الإخفاقات التي أحاطت بأداء الحكومة والجبهة الداخلية، من أهمها:

  • غياب التوقعات باندلاع الحرائق رغم امتلاك إسرائيل لمنظومة متقدمة ترصد وتستشرف أحوال الطقس.
  • عدم جاهزية قوات الإطفاء بشكل مناسب للتعامل مع الحرائق، رغم أن إسرائيل صنّفت أزمة المناخ باعتبارها تهديداً لأمنها القومي قبل سنوات، وأعطت هيئة الإطفاء صفة أمنية.
  • عدم استخلاص الدروس من الحرب الجارية، ففي صيف 2024، أطلق حزب الله صاروخاً على المستوطنات الشمالية، فاشتعلت النيران في 220 ألف دونم، بتكلفة تجاوزت 3 مليارات شيكل.
  • معاناة خدمات الإطفاء من نقص التكنولوجيا المستخدمة، والشكوى الدائمة من انخفاض ميزانياتها، ونقص طائرات وسيارات الإطفاء، وتقادم عمرها لما يزيد على عقدين من الزمن.

دفعت حالة العجز التي واجهتها إسرائيل إلى طلب المساعدة الدولية للسيطرة على الحرائق، حيث اتصل وزير الخارجية غدعون ساعر بنظرائه في اليونان، كرواتيا، قبرص، إيطاليا، وبلغاريا، كندا، رومانيا.

تُثبت هذه البيانات أن إسرائيل في وضع هشّ للغاية بالنسبة للحرائق، يكفي أن يُلقي أحدهم سيجارة من مركبة متحركة، ما يقدم توقعات متشائمة للغاية، وتوقعاً بأن تشتد بفعل الاحتباس الحراري، لأنه كلما ارتفعت درجة حرارتها، واشتدت رياحها، زادت حرائقها، وبالتالي فإن الظاهرة خطيرة فعلاً، وقد تتطور بسرعة إلى كارثة، فيما لا تبدي الحكومة الاستعداد الكافي لمواجهتها.

تقصير الحكومة وإهمالها وعرقلة شراء المعدّات

وقعت الحرائق، وظهرت إسرائيل مكشوفة أمامها، رغم إصدار دائرة الأرصاد الجوية تحذيراً بشأن قرب وقوعها، فيما دعا دوف حنين، رئيس منتدى المناخ الإسرائيلي، رئيسَ الوزراء بنيامين نتنياهو إلى عقد اجتماع طارئ للاستعداد لخطر اندلاعها، لكن الاجتماع لم يُعقد.
كما حذّر رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ، من أن الصيف القادم قد يكون مليئاً بالكوارث الطبيعية الهائلة، فيما وُجّهت انتقادات لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لعدم إعداده إدارة الإطفاء للتعامل مع الحرائق، وعرقلته شراء مروحيات إطفاء مخطط لها.

ورغم أن موسم الأمطار 2024/2025 شكّل أحد أكثر المواسم جفافاً في تاريخ إسرائيل، فإن الاستنتاج كان أن تؤدي هذه الظروف المناخية إلى موسم حرائق شديد، وقد يُسرّع جفاف الهواء والنباتات، بجانب الرياح القوية خلال موسم الجفاف، من انتشارها.

ورغم أن هيئة الأرصاد الجوية تُقدّم تنبؤات وخرائط للمخاطر، فإن الوزراء وصناع القرار لا يُحرّكون ساكناً، فقد جرت العادة في إسرائيل أنها لا تُعالج القضايا إلا بعد وقوع كارثة.

كما أن الميزانيات السنوية لإدارة الإطفاء المُقدّرة بـ 1.6 مليار شيكل لا تكفي لسدّ الثغرات، والتعامل مع الحرائق، والنتيجة انخفاض أعداد رجال الإطفاء مقارنة بالعالم، والحاجة إلى قرابة ألفي رجل إطفاء جديد، وعدم شراء المروحيات التي تُساعد في إخماد الحرائق، وبقاء الخطط الحكومية حبيسة الأدراج لسنوات، وتنفيذها ببطء، وعدم وجود عدد كافٍ من مراكز الإطفاء، فالموجودة حالياً 126 مركزاً منتشرة في جميع أنحاء الدولة، تُغطّي ما نسبته 50٪ فقط من المساحة الحضرية، مع زمن استجابة يبلغ 11 دقيقة.

تبادل الاتهامات بالتقصير: ابن غفير في عين العاصفة

كان واضحاً في إسرائيل أن الحرائق قادمة في الطريق، حيث إن ارتفاع درجة حرارتها أسرع من بقية العالم، وهطول الأمطار يتناقص بشكل حاد، كما ظهرت الأعاصير فجأة في البحر المتوسط، ورغم كل ذلك، فإن معظم الوزارات الحكومية لم تكن مستعدة لتغيرات المناخ التي تحدث أمام أعينها، ولم يوجد تقييم حكومي منظم، بل ظهرت الدولة متأخرة بشكل كبير في الاستعدادات اللازمة، مع أن الكل يعلم بأن الطقس سيكون حاراً وجافاً.

وكشف الجيش أنه اقترح على مسؤولي إدارة الإطفاء الاستعداد لحرائق وشيكة، دون استجابة، زاعمين عدم حاجتهم إليها، رغم أنهم بعد اندلاع الحرائق، وارتباكهم في مهامهم، طلبوا متأخرين مساعدة سلاح الجو، ما دفع قادة الجيش لاتهامهم بعدم امتلاك أدنى فهم لما كان على وشك الحدوث، وانتقدوا قرارهم بإغلاق بعض الطرق السريعة في الدولة، واتهموهم بتجاهل التحذيرات التي وُجّهت إليهم بشأن احتمال اندلاع حرائق خلال النهار.

كما اتسم أداء الشرطة بالعديد من العيوب، فقد تأخرت في اتخاذ قرارات مهمة، تسببت بسقوط عشرات الضحايا في مرمى الحرائق والنيران. ولم يتم تفعيل عشر طائرات إطفاء بسبب صراعات على الصلاحيات الإدارية بين المؤسسات الحكومية المختلفة.

ابن غفير كان في عين عاصفة الانتقادات الإسرائيلية، لأنه منع شراء مروحيات إطفاء تساعد في التعامل مع الحرائق الهائلة، بزعم أن "ثمنها باهظ، ويمكن إيجاد مروحيات أخرى بتكلفة أقل، ولا داعي لمزيد من إهدار الأموال".

كل هذا دفع تومار لوتان، المدير العام السابق لوزارة الأمن القومي، للكشف أنه "دخل في صراع مباشر مع ابن غفير بشأن شراء مروحيات بلاك هوك لمكافحة الحرائق، لكن الأخير اختلق أكاذيب لا أساس لها من الصحة حول إهدار موارد الدولة، وتحدث بأوهام وغباء، وكل حديثي معه أشبه بالتحدث إلى حائط، وتمثلت النتيجة بعجزنا عن مواجهة هذه الحرائق الكبرى"، ما دفع ابن غفير للرد عليه بوصفه "مهرجاً"!

وقد ناشدت العديد من المنظمات البيئية رئيس الوزراء ووزير الأمن القومي، ووزيرة حماية البيئة إيديت سيلمان، بالتدخل لمنع تكرار حرائق مماثلة، لأنه كان ممكناً تجنب الحريق الهائل الحالي لو استعدوا له جيداً، وسط سماع انتقادات لاذعة وواسعة النطاق حول:

  • ضعف استعداد الحكومة، ومنظومة الإطفاء والإنقاذ للواقع المقلق المتمثل بغياب سياسة سليمة.
  • استمرار تجاهل مواقف الخبراء، وتحذيرات مراقب الدولة.
  • الميزانية المحدودة التي ساهمت بعدم الاستعداد في الوقت المناسب.
  • عدم اتخاذ الحكومة لأي إجراء لمنع وقوع الحرائق.
  • الفشل واللامبالاة.

على صعيد الميدان أكدت المعطيات الميدانية أن طائرات وفرق الإطفاء عملت بكفاءة أقل، نظراً لضعف الرؤية، والحاجة إلى ملء خزانات المياه، والتحليق على ارتفاع منخفض، والغريب، كما في كل مرة، أن إسرائيل في كثير من الأحيان تستعد لحريق وقع بالفعل، وليس للحريق التالي.

بالإضافة إلى غياب التدريب والتثقيف والتوجيه العام وتوعية الجمهور، ما يجعل من إخفاق التعامل مع الحرائق وجود مزيد من صعوبة السيطرة عليها مستقبلاً.

مع العلم أن مراقب الدولة متنياهو إنغلمان سبق أن حذر قبل أشهر من كارثة حرائق محتملة، في ظل عدم توفير الوزارات الحكومية للحلول المناسبة لخطرها.

وكشف أن الهيئة الوطنية للإطفاء لم تحقق إلا في 9% من حرائق 2022، و14% من حرائق 2023، وأغلقت 75% من ملفات التحقيق في حرائق 2019-2022، وتعمل دون وثائق سياسات مكتوبة ومعتمدة، ولا تستند إلى تحليل موثق للمخاطر، وإدارتها المثلى، والنتيجة أن الدولة تعاني من عجز عن الاستعداد للحرائق الضخمة، ولذلك فقد احترقت بسرعة، وتخسر مقدراتها بسبب لامبالاة صناع القرار، وافتقار الجهات المعنية للخراطيم الكافية، وشاحنات الإطفاء التي تسهم في تأخير انتشار الحرائق، لأنه لا يمكنها الإطفاء بالماء وحده.

تجدر الإشارة إلى أنه بعد حرائق لوس أنجلوس في يناير/كانون الثاني، التي تسببت بأضرار بقيمة 150 مليار دولار، وإجلاء 200 ألف أمريكي، حذر أعضاء كنيست من المعارضة من خطر حرائق هائلة في إسرائيل.

ورغم طلبهم عقد جلسة استماع عاجلة في لجنة الخارجية والأمن، لكنها لم تُعقد حتى الآن.
بل إن وزارة الأمن القومي برئاسة ابن غفير خفضت مخصصات الإطفاء بـ217 مليون شيكل، وتجاهلت الحكومة الإنذارات المبكرة، رغم تزايدها بفعل الجفاف الشديد الذي يهيئ لحرائق هائلة، ما شكل فشلاً ذريعاً للدولة برمتها.

في الوقت ذاته، فإن الجهات القانونية والقضائية مهمِلة في التعامل بفعالية مع مشعلي الحرائق، عمداً أو إهمالاً؛ ولا تُخصص ميزانيات لتنفيذ خطة للاستعداد لأزمة المناخ، والحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والنقص في تركيب الكاميرات الذكية في الغابات والمحميات الطبيعية للرصد المبكر للحرائق، وتحديد هوية مشعليها.

بل إن هذه الحرائق كشفت عن عدم جاهزية النظام الصحي في المستشفيات لمثل هذه الأحداث المتطرفة، وعجزها عن التكيف مع هذه المخاطر.

اتهامات عشوائية للفلسطينيين واعتبار الحرائق عملاً قومياً

فحصت أجهزة أمن الاحتلال جميع الاحتمالات بشأن أسباب الحرائق، بما فيها الدوافع الوطنية القومية، واتهام الفلسطينيين بإشعالها، وهو ما ذهبت إليه الأوساط اليمينية القريبة من الحكومة.

رغم أن الشرطة لم تنته من التحقيق، لكن الموجة التحريضية وصلت حد اتهامهم بالعزم على تغيير لون الدولة من الأخضر إلى الأسود، حتى وصل الأمر برئيس الحكومة ذاته للزعم باعتقال 18 فلسطينياً مشتبهين بالحرق العمد، ما دفع الشرطة لتكذيبه، والإعلان أن المعتقلين ثلاثة فقط.

ونشر نجله يائير، المقيم في الولايات المتحدة، منشورات هاجم فيها رئيس جهاز الأمن العام – الشاباك، رونين بار، متهماً إياه بالإهمال الأمني، والانشغال بمناكفة والده، بدل التعامل مع الحرائق، واستعان بصور مصممة بتقنية الذكاء الاصطناعي لأشخاص يرتدون الكوفية الفلسطينية، يشعلون النار في الحقول والمنازل، وعبارة "على الشعب اليهودي حماية نفسه من الهجمات المعادية، وحرائق العرب".

بل اتهم خصوم والده بالتورط في الحرائق، متعمداً إثارة نظرية المؤامرة المثيرة للجدل، ومفادها أن الحرائق اندلعت نتيجة إشعال متعمد، مصدره اليسار الإسرائيلي، مع أن إسرائيل تشهد عشرات الحرائق التي تندلع نتيجة إهمال، مثل رمي سيجارة مشتعلة، أو احتراق أشجار الزيتون بسبب شرارات تتطاير مع الريح، وتشعل بؤراً جديدة.

وفيما توجهت الاتهامات إلى إخفاقات المستويات الحكومية والوزارات في التعامل مع هذه الحرائق، فقد نشر سياسيون ونشطاء يمينيون على مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات إخبارية معلومات مضللة حول الحرائق المتعمدة، حيث نشرت الناشطة اليمينية ميري باربي فيديو ممولاً على حسابها لرجل يسير على طول طريق، ويشعل ناراً، وتبين لاحقاً أنه مأخوذ من إيطاليا قبل سنوات.

كما طالب الحاخام أرييه درعي زعيم حزب شاس الديني بـ"القضاء على مشعلي الحرائق من الجو"، رغم أن ذلك يعني زيادتها واتساع رقعتها، وسارع ابن غفير لاعتبار أن الحرائق متعمدة.

وتداول نشطاء يمينيون رواية مفادها أن الحرائق لم تأتِ على التجمعات السكانية الفلسطينية، فقد استهدفت نظيرتها اليهودية فقط، ما أفسح المجال أمامهم لكتابة تصريحات تحريضية أو مشجعة على استهداف الفلسطينيين.
فيما انفرد بعض "المهووسين" دينياً باعتبار أن الحرائق عقاب من "الرب" بسبب عدم تكريم الدولة لجنازة الحاخام مائير مزوز الذي توفي قبل أيام.

إخماد حرائق الغابات في إسرائيل/ رويترز
إخماد حرائق الغابات في إسرائيل/ رويترز

لا دروس مستخلصة من هجوم السابع من أكتوبر

كشف هجوم حماس في السابع من أكتوبر عن الفجوة الهائلة بين وعود المسؤولين الإسرائيليين والواقع على الأرض، وأثبت أنه وراء الغطرسة والثقة المفرطة بالنفس التي تصاحب تصريحاتهم الرنانة للإعلام، غالباً لا يوجد شيء، بدليل الحرائق الأخيرة، التي تركت خلفها تكلفة باهظة بشكل لا يُقاس.

مع أن تقارير مراقب الدولة الصادرة بين حين وآخر للتحذير والإنذار تُحدث على الفور ضجّة كبيرة، لكنها تختفي بنفس السرعة، دون ممارسة ضغط عام على الوزراء للاستعداد لسيناريوهات يصعب تخيّلها حتى تتحقق، ولكن بعد فوات الأوان.

مع العلم أن هذه الحرائق الكبيرة المستعرة في الأيام الأخيرة ليست الأولى التي تشهدها إسرائيل خلال الثلاثين عاماً الماضية، فقد واجهت عدداً من الحرائق المميتة التي دمرت العديد من المنازل، وأودت بحياة العشرات من الإسرائيليين، أكبرها حريق غابات الكرمل في عام 1989، وامتد على مساحة ستة آلاف دونم.

وبعد ست سنوات، واجهت حريق الجذور في عام 1995، والتهم عشرين ألف دونم من الغابات المزروعة والطبيعية في تلال القدس، وأحرق مليوني شجرة، وقُدّرت أضراره الاقتصادية بأربعين مليون دولار.

وبعد خمسة عشر عاماً، في عام 2010، شهدت إسرائيل واحدة من أكبر الكوارث في تاريخها، وهي كارثة الكرمل، حيث استمرت الحرائق ستة أيام، وأودت بحياة 44 شخصاً، مما جعله أكبر كارثة مدنية في الدولة، لأنه تسبب بإجلاء 17 ألف إسرائيلي، وإحراق 25 ألف دونم، وملايين أشجار الغابات التي اشتعلت فيها النيران.

وفي عام 2016، اندلعت موجة حرائق استمرت ستة أيام، وشملت 1700 حريق في مناطق مفتوحة ومأهولة بالسكان في أنحاء مختلفة.

وفي عام 2021، اندلع حريق غابات كبير في عدة مواقع في تلال القدس، أسفر عن إجلاء 2000 إسرائيلي، واحتراق 11 ألف دونم من غابات المنطقة.

وتبلغ أضرار الحرائق السنوية سبعة مليارات شيكل، قرابة ملياري دولار، ويتوقع ازدياد هذا المبلغ مع ارتفاع درجة حرارة إسرائيل السريع، وعدم استعدادها للحرائق المستقبلية.

وتكشف هذه المعطيات أن انتشار الحرائق في إسرائيل آخذ في التصاعد في العقود الأخيرة، مع زيادة ثلاثة أضعاف في عدد الأيام ذات الإمكانية العالية لانتشارها.

حيث احترق 15٪ من المناطق الطبيعية والغابات مرة واحدة على الأقل بين عامي 2015-2021، ويمكن أن تتكرر بسهولة، حتى أن عقب سيجارة يُلقى في الطبيعة قادر على التسبب في حريق هائل بسبب الظروف المناخية وسط عجز فاضح من مؤسسات الدولة.

تحميل المزيد