كشفت مصادر حكومية مقربة من الرئيس الإيراني مسعود پزشكيان لـ"عربي بوست" أن الرئيس حصل على الموافقة من المرشد الأعلى علي خامنئي لمراسلة الإدارة الأمريكية الجديدة مباشرة بعد تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.
وأضافت المصادر نفسها أن طهران انتظرت إشارات من البيت الأبيض، لكنها لم تأتِ، وانتظرت أيضاً تدخل الوسطاء، ثم بدأ الرئيس وفريقه الدبلوماسي التواصل مع الإدارة الأمريكية الجديدة لاستكشاف الطريق، لأن الوضع الحالي ليس في صالح إيران.
وقال المصدر ذاته لـ"عربي بوست": "استطاع الرئيس پزشكيان الحصول على موافقة المرشد الأعلى وراسل الإدارة الأمريكية عبر دول وسيطة موثوقة، عارضاً على ترامب البدء في مفاوضات سرية استكشافية، مثلما حدث في عام 2013".
وانتظرت إيران بقلق خطوات الإدارة الجديدة للبيت الأبيض بقيادة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي مزق الاتفاق النووي الإيراني، الذي تم توقيعه بشق الأنفس عام 2015، وفرض عقوبات اقتصادية شديدة على طهران لتعديل الاتفاق القديم.
في عام 2013، قبل التوصل إلى الاتفاق النووي الإيراني عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، أجرت كلٌّ من طهران وواشنطن محادثات سرية استكشافية في سلطنة عمان.
موافقة المرشد الأعلى
بالإضافة إلى ذلك، كشفت مصادر حكومية أن الرئيس الإيراني المؤيد بشدة لإجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة نجح في الحصول على موافقة المرشد الأعلى، الذي كان في السابق قد منع المسؤولين الإيرانيين، وبالتحديد إدارة الرئيس المعتدل السابق حسن روحاني، من التواصل مع إدارة دونالد ترامب الأولى.
في المقابل، أكد مصدر دبلوماسي مطلع على ملف المفاوضات النووية لـ"عربي بوست" أن "الخارجية حصلت على موافقة خامنئي للتواصل مع إدارة ترامب عبر الوسطاء لإجراء محادثات أولية، ولكن إلى الآن تظل المفاوضات المحتملة في المستقبل بين طهران وواشنطن غير مباشرة".
بالإضافة إلى ذلك، تقول المصادر إن محمد جواد ظريف، نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، والأب الروحي للاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، حصل على موافقة المرشد الأعلى لإجراء مقابلات مع شخصيات مقربة من الرئيس دونالد ترامب على هامش مشاركته في مؤتمر دافوس بسويسرا.
وقال المصدر الحكومي المقرب من الرئيس مسعود پزشكيان لـ"عربي بوست": "كان الحصول على موافقة خامنئي في مسألة مباحثات جواد ظريف مع شخصيات أمريكية صعباً للغاية، لأننا نعلم أنها ستثير ردود أفعال عنيفة بين الأوساط الأصولية، ولكنها حدثت في نهاية المطاف".
في المقابل، تقول مصادر "عربي بوست" إن لقاءات ظريف في سويسرا لم تكن إيجابية بشكل يدعو إلى التفاؤل، فقد عاد ظريف برسائل تفيد بأن إدارة ترامب ستكون مصممة على التفاوض على كل الملفات، وليس فقط الملف النووي.
يذكر أنه في عام 2013 تفاوضت إدارة حسن روحاني المعتدلة مع الغرب وإدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما على البرنامج النووي الإيراني فقط، ورفضت طهران حينها التفاوض على برنامجها للصواريخ الباليستية أو نفوذها الإقليمي.
هذه النقاط هي التي اعترض عليها حينها حلفاء الولايات المتحدة الإقليميون، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات، كما انتقد صقور إيران في واشنطن موافقة إدارة باراك أوباما على تجنب التفاوض على البرنامج الصاروخي الباليستي الإيراني وتصرفات إيران في المنطقة.
صراع داخل إيران
بعد تنصيب دونالد ترامب وسعي حكومة مسعود پزشكيان للتواصل مع واشنطن، بدأ الصراع داخل طهران في التنامي. يتهم الأصوليون والمتشددون التيار الإصلاحي وحكومة پزشكيان برغبتهم في التفاوض مع "قاتل قاسم سليماني" والتفريط في الإنجازات النووية التي وصلت إليها إيران، مقابل الخضوع مرة أخرى للغرب والولايات المتحدة.
بينما يرى المعتدلون والإصلاحيون أن الوضع الحالي لإيران، وبعد العام الكارثي الذي مرت به البلاد، يفرض ضرورة عدم المخاطرة بمزيد من الضغط الأقصى، وهي السياسة التي ينوي صقور إيران في إدارة دونالد ترامب الثانية العودة إليها مرة أخرى.
وفي هذا الصدد، يقول سياسي أصولي مقرب من المؤسسة السياسية في طهران: "لا أعلم كيف يمكن لحكومة پزشكيان أن تتفاوض مع قاتل سليماني، وكيف يمكنهم الوثوق مرة أخرى في الشخص الذي مزق الاتفاق في السابق؟ نحن لا نوافق على التخلي عن المستويات النووية التي وصلنا إليها".
ويضيف المتحدث قائلاً لـ"عربي بوست": "يخشى الإصلاحيون من سياسة الضغط الأقصى، ويزعمون أن البلاد في موقف ضعيف، ولكننا لسنا ضعفاء، ولدينا علاقات قوية مع قوى شرقية يمكننا الاعتماد عليها اقتصادياً".
ويرى السياسي المتحدث أن إدارة دونالد ترامب لا يمكنها أن تدفع إيران إلى الإفلاس من خلال فرض المزيد من العقوبات على صادرات النفط الإيرانية، قائلاً: "إذا فعل ترامب ذلك، فإن أسعار النفط سوف ترتفع بشكل هستيري، وهذا ليس من مصلحة الأمريكيين. انظروا كيف كان حال إدارة بايدن في بدايتها، عندما كان الأمريكيون يتذمرون من أسعار النفط والوقود المرتفعة".
على الجهة المقابلة، تحاول حكومة مسعود پزشكيان تبني نبرة أكثر هدوءاً في موقفها من الولايات المتحدة، فكان من المثير للدهشة أن تقوم الحكومة الإيرانية بإزالة العلم الأمريكي المرسوم على أرضية مدخل القصر الرئاسي، والذي كان يُداس بالأقدام، وفوجئ الكثيرون بإزالة العلم قبل أيام قليلة من تنصيب دونالد ترامب.
ويعلق على هذا الأمر المصدر الحكومي المقرب من الرئيس الإيراني مسعود پزشكيان قائلاً: "ليس هناك أي فائدة من الدخول في صراع جديد مع ترامب، لا بد أن نتعلم من أخطاء الماضي، ونحاول الوصول إلى تسوية تصب في صالح بلادنا، بدلاً من القبول باتفاق هزيل تحت ضغط عسكري أو اقتصادي".
وأضاف المتحدث، في تصريح لموقع "عربي بوست"، أن پزشكيان يُحاول جاهداً مع المرشد الأعلى الوصول إلى طرق لتجنب مواجهة جديدة مع الولايات المتحدة، قائلاً: "نأمل ألا يقف المتشددون في طريقنا".
واعترف المسؤول الحكومي الإيراني بضعف الموقف الإيراني الحالي، قائلاً: "لا يمكننا دفن رؤوسنا في الرمال، نحن في حالة اقتصادية سيئة للغاية، والمواجهة مع إسرائيل كلفتنا الكثير على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولا يمكننا استعداء ترامب والمخاطرة بمزيد من الصراع العسكري مع إسرائيل أو الولايات المتحدة".
ويقول الخبير السياسي الإيراني بهروز حسن بور، المقرب من التيار الأصولي، لـ"عربي بوست": "لا يمكن لأحد إنكار ما مرت به إيران خلال العام الماضي، نعم، خسائرنا ثقيلة وكبيرة، والسياق الاستراتيجي لإيران قد تغير كثيراً، بالإضافة إلى تدهور علاقتنا بالغرب بسبب علاقتنا بروسيا وحربها في أوكرانيا، لكننا لسنا ضعفاء إلى الحد الذي يدفعنا إلى القبول بتقديم التنازلات للأمريكيين".
وأضاف حسن بور قائلاً لـ"عربي بوست": "من يخاف من تصعيد عسكري أمريكي تجاه إيران، فعليه أن يدرك أن إدارة ترامب لا يمكنها أيضاً تحمل المخاطر العالية المنطوية على دخولها في صراع عسكري مع إيران".
وقال: "لا يمكن للأمريكيين والأوروبيين تحمل رؤية صراع جديد في الشرق الأوسط، لذلك فإن القلق بشأن مواجهة عسكرية يأخذ أكثر من حجمه لدى البعض، ولكن هذا لا يعني أن الحرب الاقتصادية لن تكون صعبة على الإيرانيين، ولابد من العمل على تقليل آثارها".
العودة إلى "المرونة البطولية"؟
في عام 2013، عندما قامت إدارة الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني بالتواصل مع الولايات المتحدة والغرب، والجلوس إلى طاولة المفاوضات، والتوصل إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، المعروفة باسم الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، قال المرشد الأعلى الإيراني إن قبوله للاتفاق النووي هو نوع من "المرونة البطولية"، وهي بذل القليل من التضحيات في سبيل حماية الأمة والنظام الإيراني.
لكن في فترة ولاية دونالد ترامب الأولى، رفض خامنئي التحلي بـ"المرونة البطولية" بعد تخلي ترامب عن الاتفاق النووي، ورفض رسالته التي حملها رئيس الوزراء الياباني آنذاك، واصفاً ترامب بأنه شخص غير جدير بالتواصل معه ولا يستحق تبادل الرسائل معه.
ومن جانب آخر، عرقلت الدوائر السياسية المتشددة جميع محاولات الرئيس السابق حسن روحاني لإنقاذ الاتفاق النووي، بالإضافة إلى الجهود التي بذلها صقور إيران في إدارة دونالد ترامب الأولى، أمثال جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي، وبريان هوك، المبعوث الخاص لإيران، ومايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي آنذاك.
وفي هذا الصدد، يقول مسؤول حكومي سابق في إدارة حسن روحاني لـ"عربي بوست": "في السابق، عانت إدارة روحاني من سطوة المتشددين في إيران وضغطهم على قرارات خامنئي. حاول المتشددون الإيرانيون عرقلة كل جهود حكومة روحاني، وقالوا إنه لا حاجة لنا للتعامل مع واشنطن والغرب، ولدينا روسيا والصين".
وأضاف المصدر ذاته قائلاً: "للأسف، استجاب خامنئي في ذلك الوقت لضغوط المتشددين، خاصة بعد أن قام ترامب باغتيال سليماني، ولكن الآن نرى أن خامنئي يميل إلى "المرونة البطولية" مرة أخرى".
ويرى المسؤول الحكومي الإيراني الحالي، والمقرب من مسعود پزشكيان، أن لدى خامنئي النية في الاتجاه نحو مبدأ "المرونة البطولية" في التواصل مع إدارة دونالد ترامب، فيقول لـ"عربي بوست": "إلى الآن، تبدو موافقة خامنئي على التواصل المبدئي بين الحكومة الإيرانية والأمريكية مؤشراً جيداً، ولدى خامنئي نية لاتباع مسار الدبلوماسية، ولكن الأزمة تكمن في المتشددين الذين يريدون المشاركة في المفاوضات المحتملة، مما يزيد من مخاطر إفسادها".
وأضاف المصدر ذاته قائلاً: "صحيح أن الكلمة الأخيرة في يد المرشد الأعلى، ولكن لا يمكن إغفال تأثير الدوائر المتشددة المحيطة به. وكما نخشى من المتشددين في إدارة ترامب الجديدة، فعلينا أن نجد حلاً للتعامل مع المتشددين في إيران".
وتعليقاً على موقف المتشددين الإيرانيين، قال محلل سياسي في أحد مراكز الفكر الإيرانية المقربة من الأصوليين لـ"عربي بوست"، مفضلاً عدم ذكر اسمه: "التيار الأصولي لا يعجبه تولي جواد ظريف للمفاوضات مرة أخرى، إنهم يرونه خائناً للأيديولوجية الإيرانية، وأنه في السابق توصل إلى اتفاق سيئ أهدر حقوق إيران، كما أنهم لا يريدون أن ينجح الإصلاحيون في التوصل إلى اتفاق دون موافقتهم ومشاركتهم".
وأضاف المتحدث قائلاً: "الدوائر الأصولية تعلم جيداً حجم الضغوط الاقتصادية التي تمر بها إيران، وأن البلاد لا يمكنها تحمل المزيد من الضغوط، لذلك فإنهم يريدون أن يكونوا جزءاً من أي مفاوضات محتملة، ويريدون أن يتولى المجلس الأعلى للأمن القومي مسؤولية المفاوضات المستقبلية بدلاً من وزارة الخارجية".
جدير بالذكر أنه قبل تولي حسن روحاني منصب الرئيس الإيراني في عام 2013، كان ملف التفاوض النووي مع الغرب في حوزة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وبمجرد تولي روحاني منصبه، نقل الملف إلى وزارة الخارجية.
وأكد المسؤول الحكومي الإيراني نفس الحديث السابق ذكره، قائلاً: "المتشددون طلبوا مشاركة نواب عنهم في المفاوضات المحتملة، وهذه هي أول خطوة لعرقلة أي مسار دبلوماسي. ولا أعتقد أن مسعود پزشكيان سيوافق على هذا الأمر، لأن الجميع يعلم النية من وراء هذا الطلب".
السيناريوهات المنتظرة
بحسب المصادر التي تحدث إليها "عربي بوست"، فإن المؤسسة السياسية الإيرانية تتوقع ثلاثة مسارات من المتوقع أن تتخذها إدارة دونالد ترامب الجديدة:
- الضغط للتوصل إلى اتفاق شامل، يشمل البرنامج النووي وبرنامج الصواريخ الباليستية، ودعم إيران لمحور المقاومة.
- اتفاق محدود يشمل البرنامج النووي فقط، وتقديم تنازلات من الحكومة الإيرانية، والعودة إلى حدود تخصيب لا تمكّن إيران من صنع الأسلحة النووية، مقابل رفع بعض العقوبات.
- المواجهة العسكرية: اتخاذ ترامب قراراً بشن هجوم عسكري يستهدف البرنامج النووي الإيراني لتعطيله لفترة طويلة، أو دعم إسرائيل في مهاجمة إيران مرة أخرى.
ويعلق الباحث السياسي بهروز حسن بور قائلاً لـ"عربي بوست": "لا أتوقع أن تطلب إدارة ترامب الجديدة التفاوض على اتفاق محدود يضم البرنامج النووي فقط، لأن الجمهوريين يريدون دفع إيران إلى اتفاق أوسع وأكثر شمولاً لتجنب تجربة إدارة باراك أوباما ومعالجة أوجه القصور في الاتفاق النووي القديم لعام 2015".
وأضاف حسن بور قائلاً: "الضغط الأمريكي المحتمل للتفاوض على اتفاق شامل سيُقابل بالرفض من قبل المؤسسة السياسية الإيرانية، فإيران تعتبر برنامج الصواريخ الباليستية ودعمها لمحور المقاومة من الخطوط الحمراء التي لا يمكن التفاوض عليها. وما زاد أهمية هذه الخطوط ما حدث خلال العام الماضي، فإيران كانت على شفا مواجهة عسكرية أوسع مع إسرائيل".
ويرجح الباحث السياسي في أحد مراكز الفكر المقربة من المؤسسة السياسية الإيرانية مسار الاتفاق المحدود، قائلاً: "ترامب صرح قبل ذلك بأنه لا يريد شيئاً من إيران سوى ألا تحصل على سلاح نووي".
وأضاف المتحدث: "كل ما يهم واشنطن والغرب هو عدم حصولنا على الأسلحة النووية، لذلك يمكن التوصل إلى صفقة محدودة على البرنامج النووي تكون أساساً فيما بعد للتعامل مع إدارة ترامب، وأعتقد أن هذا ما تطمح إليه حكومة پزشكيان في الوقت الحالي، خاصة مع اقتراب انتهاء صلاحية الاتفاق النووي السابق".
السيناريوهات المحتملة
كما توقعت المصادر الإيرانية سيناريوهين محتملين يمكن أن تتبعهما الإدارة الأمريكية الجديدة:
- العودة إلى سياسة الضغط الأقصى
وفي هذا الصدد، يقول يوسف منصوري، وهو سياسي معتدل مطلع على تفكير المؤسسة السياسية الإيرانية، لـ"عربي بوست": "أعتقد أن إدارة دونالد ترامب، بناءً على التعيينات الجديدة بها، والتي تؤيد سياسة متشددة تجاه إيران، ستلجأ إلى سياسة الضغط الأقصى تجاه إيران مرة أخرى".
وأضاف منصوري قائلاً: "من المتوقع في هذا السيناريو أن تقوم إدارة ترامب بتشديد العقوبات المفروضة على الصادرات النفطية الإيرانية، لدفع البلاد إلى شفا الإفلاس، خاصة وسط الصراع بين واشنطن وبكين".
وأشار المسؤول الحكومي الإيراني إلى قلق حكومة مسعود پزشكيان من دعم الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي لعام 2015 (ألمانيا، فرنسا، المملكة المتحدة) لسياسة الضغط الأقصى الجديدة.
- إظهار بعض المرونة وتقديم القليل من التنازلات
يتوقع الخبراء الإيرانيون في هذا السيناريو أن تتحلى القيادة الإيرانية بالمرونة التي اتبعتها عند توقيع الاتفاق النووي لعام 2015، والموافقة على تقديم بعض التنازلات مقابل الحصول على رفع بعض العقوبات المفروضة على البلاد.
ويقول الباحث السياسي الإيراني يوسف منصوري: "من المتوقع أن تنجح إدارة پزشكيان في التواصل مع إدارة ترامب الجديدة لإعادة المفاوضات مرة أخرى، وإقناع ترامب بالتوصل إلى حلول وسط كبداية".