ما الذي يخشاه العراق بعد سقوط الأسد؟ الحكومة قلقة من صعود “داعش” وفصائل شيعية “تتحسس رؤوسها”

عربي بوست
تم النشر: 2024/12/26 الساعة 13:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/12/26 الساعة 13:47 بتوقيت غرينتش
عناصر من قوات الحشد الشعبي الشيعية في العراق/ رويترز

بدأت النخب السياسية والفصائل الشيعية في العراق تتحسس رؤوسها وتصاعد القلق في صفوفها بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وكشفت مصادر سياسية عراقية لـ"عربي بوست" أن هناك مخاوف أمنية وقلق سياسي بين القادة والمسؤولين العراقيين بعد هروب الأسد وتولي هيئة تحرير الشام قيادة سوريا.

وكانت الفصائل المسلحة الشيعية في العراق المنضوية تحت راية "المقاومة الإسلامية في العراق"، قد قررت عدم التدخل لإنقاذ رئيس النظام السابق في سوريا، بشار الأسد، في أيامه الأخيرة قبل أن تستولي فصائل المعارضة السورية على دمشق.

وقال قيادي في كتائب حزب الله العراقية لـ"عربي بوست"، مفضلًا عدم ذكر اسمه، "إن مقاتلي المقاومة الإسلامية العراقية انسحبوا من أماكن تمركزهم في سوريا، وانتشروا قبل أيام قليلة من استيلاء هيئة تحرير الشام، حول مرقد السيدة زينب في جنوب دمشق".

وبحسب المصدر ذاته فإن هذا الانتشار كان بغرض حماية المرقد الذي يمثل أهمية بالغة لدى المسلمين الشيعة، بالإضافة إلى إجلاء العراقيين المتواجدين في سوريا من خلال ممرات آمنة. وكانت وزارة الخارجية العراقية قد كشفت عن وجود مئات العائلات العراقية في دمشق.

الفصائل الشيعية العراقية وإنقاذ الأسد

قال القيادي من كتائب حزب الله العراقية لـ"عربي بوست"، "بمجرد اقتراب الفصائل المسلحة السورية من مدينة دمشق، تم الإخلاء الفوري لجميع المقاتلين والمواطنين العراقيين من خلال ممر آمن من خلال التنسيق مع الحكومة العراقية، وتم إعادة جميع العراقيين إلى بغداد والاكتفاء بتأمين الحدود العراقية السورية".

ودعا بعض القادة العسكريين العراقيين المقربين من طهران إلى دعم الأسد قبل أيام من سقوطه، وبحسب المصادر العراقية التي تحدثت لـ"عربي بوست"، فقد طلب قادة فصائل المقاومة الإسلامية في العراق من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إرسال قوات حكومية إلى سوريا من أجل تسهيل دخول مقاتلي فصائل المقاومة العراقية من خلال القوات الحكومية، لدعم بشار الأسد.

إلا أن رئيس الوزراء نجح في إقناع قادة فصائل المقاومة العراقية بعدم التدخل والانسحاب الفوري من سوريا، لعدم جر العراق إلى حرب في وقت تقاعست فيه كل من روسيا وإيران "الحليفتان الموثوقتان" بالنسبة لبشار الأسد عن حمايته.

وقال زعيم سياسي في الإطار التنسيقي الشيعي لـ"عربي بوست"، "كان من الجنون إرسال المقاتلين من الفصائل الشيعية العراقية لإنقاذ الأسد، بشار كان سيسقط حتما، وكان من غير المقبول تقديم دماء أبنائنا العراقيين من أجل دعم جيش متخاذل" في إشارة إلى جيش النظام السوري.

قوات الحشد الشعبي العراقية
قوات الحشد الشعبي العراقية

مخيم الهول  والمخاوف الأمنية العراقية

تحدثت مصادر أمنية وسياسية عراقية لـ"عربي بوست"، عن مخاوف أمنية عراقية من تصاعد تحركات عناصر تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، في مناطق محددة من في العراق وبالتحديد في مخيم الهول.

جدير بالذكر أن مخيم الهول هو أحد مخيمات اللاجئين الذي يضم عددا كبيرا من عائلات وأطفال مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، ويقع على المشارف الجنوبية لمدينة الهول في محافظة الحسكة شمال سوريا بالقرب من الحدود السورية العراقية.

وقال مسؤول أمني عراقي لـ"عربي بوست"، مفضلًا عدم الكشف عن هويته، "رصدنا في الأيام القليلة الماضية بداية لتحرك عدد قليل من عناصر داعش بالقرب من الحدود العراقية السورية، كما تم اعتقال 9 أشخاص على علاقة بتنظيم الدولة الإسلامية داخل العراق على الحدود مع سوريا، وهذه الأمور مثيرة للقلق في بغداد".

وأضاف المصدر ذاته قائلًا "يتضاعف قلقنا الآن من معسكرات الاحتجاز التي تضم مقاتلي داعش والتي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، وطلبت من واشنطن وبريطانيا مساعدة العراق في تأمين الحدود في حالة دخول قوات قسد في صراع مع الفصائل المعارضة السورية أو مقاتلي تنظيم داعش".

وقد عبر مسؤول حكومي عراقي مقرب من رئيس الوزراء العراقي، عن مشاعر القلق والترقب التي تتصاعد داخل حكومة بغداد، وقال لـ"عربي بوست"، "ندرس احتمالات فقدان سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على معسكرات اعتقال مقاتلي داعش أو مخيم الهول، أعددنا العديد من السيناريوهات لمواجهة احتمالية حدوث مثل هذا الأمر، ولكن التقارير الأمنية مقلقة".

إذ سيطرت قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد السوريون والمدعومة من الولايات المتحدة على محافظة دير الزور بالقرب من الحدود مع العراق، وقد أثار هذا الأمر مخاوف أمنية كبيرة في العراق.

وفي هذا الصدد، يقول المسؤول الأمني العراقي، لـ"عربي بوست"، "هناك قلق أكبر من وجود قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور، فمن الممكن أن تفكر قوات سوريا الديمقراطية في توسيع أماكن نفوذها على الحدود العراقية".

والجدير بالذكر أن خلال الحرب الأهلية السورية الطويلة والتي بدأت في عام 2011 تمكن الأكراد السوريون من السيطرة على ثلث البلاد من الشمال إلى الشرق، وفي عام 2016 أعلنوا وجود 12 منطقة حكم ذاتي كردي في روج آفا، والتي تضم الكثير من الأصول النفطية السورية، بدعم من الولايات المتحدة.

لكن في نفس الوقت أشار المسؤول الأمني العراقي، إلى وجود تنسيق بين الحكومة العراقية وإدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته بايدن لمنع توسع قوات سوريا الديمقراطية على الحدود العراقية أو محاولة زعزعة الأمن العراقي.

وقال المصدر لـ"عربي بوست"، "تم العديد من التنسيقات الأمنية مع الأمريكيين بخصوص هذا الأمر، ولكن أمام بايدن أيام قليلة ويغادر، وهناك مخاوف من أن يرفع ترامب الدعم الأمريكي عن قوات سوريا الديمقراطية مما سيؤثر سلباً على أمن الحدود العراقية".

راية "داعش" في كركوك

انتشرت في الأيام القليلة الماضية حادثة تناولتها وسائل الإعلام المحلية في العراق، عن قيام شخص مجهول برفع راية تنظيم الدولة الإسلامية على إحدى المدارس في محافظة كركوك العراقية. وبعد أيام قليلة قالت الداخلية العراقية أن الراية لم تكن لداعش بل أنها لافتة نعي سوداء.

لكن المصادر الأمنية العراقية قالت لـ"عربي بوست"، "أن الراية فعلاً راية تنظيم الدولة الإسلامية وأنه تم إنكار الواقعة لعدم إثارة الرعب بين سكان كركوك".

وقال مسؤول حكومي عراقي لـ"عربي بوست"، "الأجهزة الأمنية رصدت تسلل عدد قليل من أعضاء داعش على حدود منطقة كركوك، وبعد سقوط الأسد بحوالي خمسة أيام تم اغتيال ضابط جيش عراقي كبير في المحافظة على يد داعش، كما أن الصراع السياسي على مجلس محافظة المدينة يزيد من المخاطر الأمنية في المحافظة وهو ما تسعى الحكومة إلى حله في الفترة المقبلة مع تشديد الإجراءات الأمنية".

وقال سياسي من الاتحاد الوطني الكردستاني المقرب من حكومة بغداد وطهران، لـ"عربي بوست" ،"أن هناك أطراف دولية وإقليمية تزيد من زعزعة أمن واستقرار مدينة كركوك، وأن هناك معلومات أن هذه الأطراف ربما تساعد أشخاص مسلحين للسيطرة على كركوك"… ولم يذكر السياسي الكردي من هي الأطراف الدولية والإقليمية.

الخوف من تظاهرات سُنّية وتحركات بعثية

من جهة أخرى، قالت مصادر سياسية عراقية شيعية لـ"عربي بوست"، أن "هناك شكوكاً لدى الأجهزة الأمنية بتحركات في المحافظات ذات الأغلبية السُنّية، للقيام بمظاهرات ضد الحكومة العراقية بدعم خارجي بالتوازي مع التغيير في سوريا".

وقال سياسي شيعي عراقي مقرب من طهران لـ"عربي بوست"، "في اجتماعات لقادة الإطار التنسيقي والمسؤولين الأمنيين تمت مناقشة خطط محتملة للتحضير لمظاهرات كبيرة في المحافظات السُنّية بدعم من سياسيين سُنّة مدعومين من قوى خارجية".

وزعم المتحدث أن تم التطرق في الاجتماعات إلى أنه "بعد سقوط الأسد مباشرة تمت التجهيزات لمؤامرة كبيرة على العراق والعمل على انهيار نظامه السياسي".

وفي نفس الوقت، قال مصدر مقرب من نوري المالكي زعيم ائتلاف دولة القانون في البرلمان العراقي، ورئيس الوزراء العراقي السابق "أن هناك تحركات لعدد من الشخصيات البعثية، وتم اعتقالهم أثناء ترويجهم لأفكار حزب البعث داخل العراق".

احتجاجات سابقة في العراق/ رويترز
احتجاجات سابقة في العراق/ رويترز

منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 والإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين، تم تجريم حزب البعث وتشكيل لجان لاجتثاث حزب البعث في العراق، وفي كثير من الأحيان تقوم النخب السياسية الشيعية باستخدام تهمة الترويج لحزب البعث أو وجود صلة بحزب البعث للتخلص من خصومها السياسيين من المكون السُنّي.

لكن على الجانب الآخر، قال سياسي سُنّي عراقي لـ"عربي بوست"، نافياً ما يحاك عن مؤامرة سُنّية لاستغلال سقوط بشار الأسد، قائلا لـ"عربي بوست"، "كل ما يُقال عن مؤامرات سُنّية بدعم خارجي، هي محض هراء وكذب، النخب الشيعية لا تريد الاعتراف بأخطائها، وتريد أن تلصق أي خطأ لها بتهمة الترويج لحزب البعث أو استغلال العراقيين السُنّة لما حدث في سوريا".

وأضاف المصدر ذاته قائلا "العراقيين السُنّة يريدون استقرار أمن العراق بالطبع، نحن من عانينا من الارهابيين والدواعش، ونحن من دمرت بيوتنا وانهارت حياتنا، إذا كان هناك أي محاولة للتظاهر من قبل السُنّة فهي أكيد بسبب مظالم وليس بإملاء من قوى خارجية".. في إشارة إلى أخبار عن مظاهرات لموظفين حكوميين".

ودعا السياسي السُنّي العراقي النخب الشيعية العراقية إلى إجراء حوار سياسي صريح وحل مشاكل الطائفة السُنّية وإلغاء قوانين الإرهاب التي تحاكم السُنّة العراقيين على خلفيات طائفية لا علاقة لها بالأدلة الجنائية.

وقال لـ"عربي بوست"، "إذا كان الإطار التنسيقي يخشى تكرار نفس مصير بشار الأسد في سوريا، فعليه أن يبدأ في إصلاح النظام السياسي العراقي، والعمل على توزيع عادل للسلطة بين المكونات العرقية والطائفية في العراق، أما السُنّة في العراق فلن يتآمروا على أمن واستقرار بلادهم مهما حدث".

حل الفصائل الشيعية في العراق

علم عربي من مصادر سياسية عراقية أن واشنطن طلبت بإلحاح من الحكومة العراقية حل وحدات الحشد الشعبي العراقي، وقال قيادي بالإطار التنسيقي الشيعي لـ"عربي بوست"، "بعد سقوط بشار الأسد بأيام قليلة زار بلينكن بغداد في زيارة غير معلنة حاملا طلباً واحداً فقط، وهو حل الحشد الشعبي، التصدي لنفوذ إيران في العراق".

وقال القيادي بالإطار التنسيقي الشيعي لـ"عربي بوست"، "أبلغ بلينكن السوداني بأن إسرائيل عازمة بقوة على توجيه ضربات للحشد الشعبي العراقي، وأن واشنطن راغبة في حل الحشد الشعبي لعدم جر العراق إلى مركز الصراع الحالي".

وقال قيادي في كتائب النجباء، وهي فصيل في الحشد الشعبي، لـ"عربي بوست"، مفضلا عدم ذكر اسمه، "لن يستطيع أحد لا داخل ولا خارج العراق حل الحشد الشعبي، لن يتم حل الحشد الشعبي إلا بدماء العراقيين، وهذا كلامنا الأخير في هذا الموضوع".

وفي نفس السياق، يقول مسؤول حكومي مقرب من رئيس الوزراء العراقي لـ"عربي بوست"، "الأمريكيون مصممون على هذه المسألة، وطلبوها بإلحاح من السوداني، وقالوا له أن يبلغ الفصائل المسلحة بأنه سيتم حل الحشد الشعبي سواء بإرادتهم أو بالقوة". ولم يذكر المصدر أي تفاصيل عن ماذا يعني استخدام القوة ضد قوات الحشد الشعبي العراقي من قبل واشنطن.

ولكنه أضاف قائلا "الأمريكيون أبلغونا أن نتنياهو عازم على "تأديب" الفصائل العراقية التي استهدفت إسرائيل، قبل أن يتولى ترامب السلطة أو بعد ذلك، وواشنطن لا تريد أن ترى العراق مركزاً للصراع جديد بالعكس تريد بغداد قوية ومتماسكة من أجل عدم استغلال طهران للفوضى في العراق كما حدث في السابق".

وأضاف المسؤول الحكومي قائلا لـ"عربي بوست"، "السوداني وقع في حيرة كبيرة، وأزمة هائلة، فلا هو ولا أي رئيس وزراء آخر يستطيع تحمل تبعات ما سيحدث إذا قامت الحكومة بحل وحدات الحشد الشعبي بالقوة".

وجدير بالملاحظة أن قادة الإطار التنسيقي الشيعي لن يصدروا أي بيانات فيما يخص مسألة حل قوات الحشد الشعبي خاصة بعد انتشار الأخبار عن هذا الأمر، ولكن مصادر سياسية شيعية قالت لـ"عربي بوست"، "في اجتماع لقادة الإطار التنسيقي تمت مناقشة هذا الأمر، وهناك العديد منهم وافق بشكل غير علني على حل الحشد الشعبي".

ويقول سياسي شيعي مقرب من هادي العامري لـ"عربي بوست"، "هناك بعض القادة في الإطار التنسيقي يرون أن حل الحشد الشعبي سينأى بالعراق عن أي صراعات، كما أنها فرصة لتقليص النفوذ الإيراني في البلاد، بالإضافة إلى أن استقرار العراق الناجم عن حل الحشد الشعبي سيوفر لهم تأمين بقائهم في السلطة".

وأضاف المصدر ذاته قائلا "لكن لن تقبل الفصائل المسلحة الشيعية بهذا الأمر، وهو ما سيدفع البلاد إلى حرب اهلية، من المستحيل حل الحشد الشعبي لا بأوامر واشنطن ولا بضغط شعبي".

وعلق كاظم الفرطوسي المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء وهي فصيل مسلح شيعي مدعوم من إيران، قائلا "أن فصائل المقاومة العراقية لن تتخلى عن سلاحها، مهما كلفنا الأمر، هذه مسألة منتهية ولا يجب نقاشها بأي حال من الأحوال".

ويرى عدد من السياسيين العراقيين الشيعة الذين تحدثوا لـ"عربي بوست"، في هذا التقرير، أن السوداني وقع بين خيارين أحلاهما مر، وعلى حد تعبيرهم لن تتحمل أي حكومة عراقية تحمل تداعيات الدخول في صراع مع قوات الحشد الشعبي.

ومن الملاحظ اختفاء عدد من قادة الفصائل المسلحة الشيعية العراقية، على سبيل المثال لم يظهر قيس الخزعلي زعيم عصائب أهل الحق، منذ أسبوعين تقريباً، كما اختفى أبو علاء الولائي القيادي البارز في كتائب سيد الشهداء.

ويعلق سياسي من الإطار التنسيقي الشيعي على هذا الأمر قائلا لـ"عربي بوست"، "اغلبهم في طهران، قلقون من احتمالية قيام إسرائيل باغتيالهم، كما أن الفصائل علقت استهدافها لإسرائيل بحجة الهدنة في لبنان، لن يعودوا للعراق إلا بعد أن تتوصل الحكومة العراقية إلى حل مع واشنطن فيما يخص مسألة حل الحشد الشعبي".

جنازة قادة من الحشد الشعبي استهدفتهم القوات الأمريكية في العراق/ أشريف
جنازة قادة من الحشد الشعبي استهدفتهم القوات الأمريكية في العراق/ أشريف

الضغط على السيستاني لحل الحشد الشعبي

بما أن آية الله العظمى علي السيستاني أعلى مرجعية شيعية في العراق، هو من أصدر فتوى بتأسيس الحشد الشعبي في عام 2014، اتجهت الجهود إليه في محاولة لإقناعه بالتدخل لحل الحشد الشعبي. فقد قام محمد الحسان مبعوث الأمم المتحدة في العراق بزيارة السيستاني مرتين، في نوفمبر والمرة الأخرى في 12 ديسمبر بعد سقوط الأسد.

وتقول المصادر العراقية التي تحدثت لـ"عربي بوست"، أن الحسان يحاول إقناع السيستاني بالتدخل لحل الحشد الشعبي، خاصة بعد أن صرح السيستاني في نوفمبر بضرورة حصر السلاح بيد الدولة.

ويقول مصدر مقرب من مكتب السيستاني لـ"عربي بوست"، "المحاولات تهدف إلى إقناع السيستاني بإصدار فتوى مثل التي أصدرها في عام 2014، تدعو إلى حل الحشد الشعبي، وترك مقاتلي الفصائل المسلحة سلاحهم وتسليمه إلى القوات الحكومية". وبحسب المصدر فإن السيستاني لم يبدِ أي رد على هذه الاقتراحات حتى الآن.

وفي نفس السياق قالت المصادر السياسية العراقية، أن الجميع ينتظر تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لجس النبض فيما يتعلق بطلب واشنطن بحل الحشد الشعبي العراقي.

وقال مسؤول حكومي عراقي لـ"عربي بوست"، "نتوقع أن تقوم الإدارة الأمريكية الجديدة بالضغوط الاقتصادية والعسكرية على العراق لحل الحشد الشعبي، لدينا معلومات غير مؤكدة إلى الآن أن ترامب سيقوم بإيقاف المساعدات الأمريكية العسكرية للعراق إذا لم تقُم الحكومة العراقية بحل أزمة الحشد الشعبي".

تحميل المزيد