“نتنياهو متردد” و”غالانت متهور”.. كيف تؤثر الخلافات العسكرية والسياسية داخل إسرائيل في الحرب على غزة؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/11/17 الساعة 16:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/11/17 الساعة 16:28 بتوقيت غرينتش
بنيامين نتنياهو ووزير دفاع إسرائيل غالانت / رويترز

"الجنرالات" في مواجهة "الأمريكيين" على الجبهة العسكرية، والصراع على خلافة نتنياهو من الناحية السياسية، كيف يؤثر الارتباك والتخبط في إسرائيل في الحرب على غزة

نشرت صحيفة معاريف وموقع واللا العبريان تقريراً مطولاً يرصد تفاصيل الخلافات السياسية والعسكرية التي تعصف بالحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، والسيناريوهات المطروحة للخروج من الحفرة العميقة التي يعاني منها الاحتلال، جيشاً وحكومةً، منذ عملية طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

و"طوفان الأقصى" هو الاسم الذي أطلقته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على عمليتها العسكرية الشاملة ضد جيش الاحتلال، الذي كان يوصف إسرائيلياً وغربياً وعربياً أيضاً بأنه "الجيش الذي لا يُقهر". ففي تمام الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي في فلسطين في ذلك اليوم، شنّت "حماس" اجتياحاً فلسطينياً لمستوطنات الغلاف المحاذية لقطاع غزة المحاصَر؛ حيث اقتحم مقاتلون من كتائب عز الدين القسام البلدات المتاخمة للقطاع، بعد أن اخترقت الجدار الحديدي وسحقت "فرقة غزة" التابعة لجيش الاحتلال، في ظل غطاء جوي من آلاف الصواريخ التي أُطلقت من غزة باتجاه تل أبيب والقدس ومدن الجنوب.

ووسط حالة الذعر والصدمة التي انتابت الإسرائيليين، وانتشار مقاطع فيديو وصور لدبابات ومدرعات تابعة لجيش الاحتلال، إما محروقة أو تحت سيطرة المقاومين الفلسطينيين، وأسْر العشرات من جنود جيش الاحتلال والمستوطنين، وسيطرة فلسطينية كاملة على مستوطنات، أعلنت دولة الاحتلال أنها "في حالة حرب"، للمرة الأولى منذ حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، وهو اعتراف بأن هجوم المقاومة الفلسطينية هو هجوم عسكري.

الخلافات بين "الجنرالات" و"الأمريكيين"

رصد التقرير، للكاتب الصحفي الإسرائيلي في معاريف وموقع المونيتور الأمريكي "بن كاسبيت"، وجود مجموعات داخل حكومة نتنياهو تتصارع فيما بينها رغم الكارثة التي تعاني منها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول. "يمكن تقسيم مجلس الحرب إلى مجموعتين رئيسيتين هما "مجموعة الجنرالات" و"مجموعة الأمريكيين"، وتضم المجموعة الأولى بيني غانتس (المعارض الذي انضم لمجلس الحرب دون حقيبة وزارية) وغادي آيزنكوت (رئيس هيئة الأركان الأسبق) ويوآف غالانت وزير الدفاع، بينما يضم معسكر "الأمريكيين" نتنياهو ورون ديرمر (وزير الشؤون الاستراتيجية في الحكومة الحالية (وكلاهما من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية ويحملان جنسيتها أيضاً)، وبين المعسكرين يوجد أرييه درعي زعيم حزب شاس وأحد أبرز حلفاء نتنياهو في الائتلاف الحاكم، ويلعب درعي دور الوسيط".

لكن صورة الصراع أكثر عمقاً حتى من هذا التقسيم الأولي، فغالانت يقف ضد آيزنكوت بينما يبدو غانتس واقفاً في أرض وسط بينهما. أما نتنياهو فهو "كالعادة متردد ونادم ويصرخ في الجميع ثم يعود ويحتويهم وهكذا"، بحسب كاسبيت. أما دريمر فهو ليس "عنصراً مؤثراً ولم يكن كذلك منذ البداية"، إذ تم اختياره في الائتلاف الحكومي ليلعب دور الوسيط مع الحزب الديمقراطي في أمريكا (حزب الرئيس بايدن)، لكنه ودوره تم نسيانهما منذ وقت طويل.

الإشارة إلى دور دريمر يقصد بها الخلافات العميقة بين بايدن ونتنياهو وائتلافه الحاكم والتي لا يبدو أن دريمر نجح في تهدئتها أو تقريب وجهات النظر بين الطرفين على الإطلاق، حتى وقعت عملية "طوفان الأقصى".

الصراع داخل معسكر نتنياهو أو مجلس الحرب الذي يقوده طفت على السطح بصورة أكثر وضوحاً هذا الأسبوع وتحولت إلى ما يشبه المواجهة المفتوحة بين الأطراف جميعاً، وذلك بسبب صفقة تبادل الأسرى المقترحة مع حركة حماس، وكان لا بدَّ من اتخاذ قرار.

دبابات إسرائيلية دمرتها المقاومة في غزة/ منصات التواصل
دبابات إسرائيلية دمرتها المقاومة في غزة/ منصات التواصل

نتنياهو كان يخشى اتخاذ قرار وتظاهر بأنه متفاجئ. غالانت رفض الصفقة تماشياً مع دور الحصان الجامح الذي يتظاهر به، معلناً رغبته في مواصلة العملية البرية في قطاع غزة، ومبرراً ذلك بأنه كلما زاد الخناق على رئيس حركة حماس في القطاع "يحيى السنوار"، زادت فرصة الحصول على صفقة بشروط أفضل لإسرائيل.

لا يمكن الجزم بطبيعة الحال إذا ما كان تحليل غالانت وموقفه دقيقاً، بحسب كاتب التقرير، فحماس لديها 240 أسيراً منهم مدنيون (أطفال ونساء وعجائز)، وهو ما يمثل معضلة غير مسبوقة لدولة الاحتلال. وعلى عكس غالانت، يتبنى آيزنتوك موقف المدافع عن الصفقة والساعي لإتمامها دون تأخير.

يقول كاسبيت في تقريره: "لكن المشكلة هنا هي أن الفرصة الحقيقية لعقد صفقة مرت منذ وقت طويل، أي بعد الدخول البري القوي إلى غزة مباشرة"، زاعماً أن زعيم حماس (السنوار) كان في صدمة إلى حد ما، كما أن العرض الأصلي للصفقة كان أفضل من عرض الأسبوع الحالي، والأكثر من ذلك هو أنه كلما مرت الساعات والأيام يزداد العرض سوءاً وليس العكس. "فبعد أن كان عرض حماس هو إطلاق سراح 80 من الأسرى، انخفض الرقم إلى 50. وبعد أن كانت مدة الهدنة المقترحة 3 أيام أصبحت 5، وأصبح قرار اختيار أسماء المطلق سراحهم بيد السنوار وحده.. إلخ".

مكتب نتنياهو يشعر بأن "النهاية قريبة"

على الجانب السياسي، يشعر مكتب نتنياهو بأن النهاية قريبة وهناك مجموعتان تتصارعان الآن على "الفتات المتبقي"، ولا يوجد شخص واحد في معسكر نتنياهو يعتقد أن "الوضع الحالي" سيستمر، أي البقاء في السلطة. وهم الآن يطلقون على يوآف غالانت "بن غفير الجديد"، إشارة إلى المتطرف إيتمار بن غفير وزير الأمن الداخلي. والمقصود هو أن غالانت يقوم بتسريب ما تشهده اجتماعات مجلس الحرب من "مناقشات ومداولات".

هناك شخص آخر من حزب الليكود بدأ نجمه يسطع وهو يوسي كوهين، رئيس الموساد السابق، والذي أصبح له مكان على طاولة الاجتماعات السرية لإدارة الحرب، لماذا؟ لإنه يتمتع بالكاريزما ويظهر كثيراً على الشاشات ويبدو مؤهلاً لخلافة نتنياهو، إذاً لا بدَّ من التخلص منه. "في نهاية المطاف، نجح معسكر نتنياهو بطريقة ما في وضع هيكل إدارة للأزمة لا أحد من مكوناته يفهم من المسؤول عن ماذا ولماذا"، يقول كاسبيت.

ويتطرق التقرير إلى استعداد جميع القادة العسكريين الحاليين في إسرائيل لتقديم استقالاتهم بمجرد انتهاء الحرب على غزة، اعترافاً منهم بدورهم في الفشل الذريع الذي أدى إلى الهزيمة الكارثية يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، لكن لا أحد يعرف الفترة الزمنية ولا الكيفية التي يمكن أن تنتهي بها الحرب.

أسرى
مظاهرة لأفراد عائلات وأنصار الأسرى الإسرائيليين في غزة- رويترز

لكن كاسبيت يقول إن الجميع في إسرائيل يجب أن "يأملوا ألا يحدث هذا (استقالة قادة الجيش ورؤساء الأجهزة الأمنية والاستخباراتية) قبل حل الكنيست أو تغيير الحكومة. فنتنياهو وحلفاؤه الحاليون لا بدَّ ألا يسمح لهم بتعيين أي شخص في أي منصب على الإطلاق. إذ إن حقيقة عدم استيعاب نتنياهو لمسؤوليته المباشرة عن الفشل الذريع للدولة التي يحكمها أمر مروع للغاية. في النهاية سوف يفهم بالتأكيد، لكنه كالعادة لن يفهم إلا بعد فوات الأوان".

ويتطرق التقرير في هذه الجزئية إلى الكم الهائل من الفشل والسياسي والعسكري الذي أدى إلى نجاح عملية طوفان الأقصى العسكرية، والهزيمة الساحقة التي مُنيَ بها الجيش الإسرائيلي في غزة وغلافها، بداية من قرار إبعاد قائد القوات الجوية عن الاجتماعات الأمنية مع رئيس الوزراء ووزير الدفاع، وهو القرار الذي كان رئيس الأركان السابق (أفيف كوتشافي) قد اتخذه، ما أثَّر على استجابة سلاح الجو في الساعات الأولى لهجوم المقاومة.

فشل كارثي لاستخبارات وجيش إسرائيل

كما يتطرق التقرير للكيفية التي خططت بها المقاومة لهجومها وتدريباتها عليه التي تمت تحت سمع وبصر الإسرائيليين، كاشفاً عن وجود معلومات استخباراتية بالفعل تحذر من هذا الهجوم كانت متاحة منذ عام 2022 وقبلها عام 2019 دون أن تؤخذ على محمل الجد.

وفي مايو/أيار 2023، أجرت حماس تدريبات علنية على كثير من عناصر الهجوم، وكانت تلك التدريبات واحدة من سلسلة من التدريبات، وهو ما أثار مناقشات ساخنة في أروقة جهاز الأمن الداخلي، حيث عبَّر البعض من أصحاب الرتب الصغيرة عن اعتقادهم بأن هناك شيئاً ما يتم تدبيره، بينما كان هناك آخرون يرون أن ما حدث في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 (عمليات الخداع الاستراتيجي) لا يمكن أن يتكرر مرة أخرى.

لكن ما حدث هو العكس تماماً وعلى مستوى أكثر عمقاً، أخذاً في الاعتبار الفارق الهائل بين الإمكانيات التقنية عام 1973 وعام 2023، فإسرائيل تمتلك أحدث تقنيات التجسس والاستطلاع والرصد وجمع المعلومات والمراقبة، لكن كل ذلك فشل في توقع الهجوم من جهة وفي سرعة التصدي له من جهة أخرى، فجاءت الهزيمة على مستوى ملحمي بكل المقاييس.

وتكشف التفاصيل الكثيرة والمتنوعة في التقرير عن مدى عمق الفشل الإسرائيلي على جميع المستويات السياسية والعسكرية، ووجود مئات وربما آلاف التساؤلات التي تبقى عالقة بلا أجوبة، رغم مرور 41 يوماً على هجوم المقاومة، وهو ما يشير إلى أن التحقيق فيما حدث سيؤدي حتماً إلى إعادة هيكلة كاملة في إسرائيل وعلى جميع المستويات.

كان المفهوم السائد في إسرائيل نتنياهو بسيطاً: أولى حلقات الاحتواء هي الاستخبارات وإسرائيل لديها أفضل استخبارات في العالم وسوف تقوم بالتحذير المسبق من أي هجوم على هذا المستوى الشامل. فماذا لو فشلت الاستخبارات؟ إسرائيل لديها السور الحديدي المجهز بأفضل وأحدث تقنيات التحذير المبكر في العالم، مجهز بالمدافع الآلية التي تطلق الرصاص مباشرة عند رؤية أي شيء يتحرك على مسافة قريبة من السور وكاميرات رصد ونقاط مراقبة وطائرات استطلاع. وإذا فشل كل هذا، فإسرائيل لديها فرقة غزة، أفضل فرق الجيش وأكثرها تسليحاً وتجهيزاً، فماذا حدث إذاً وكيف حدث؟

إسرائيل طوفان الأقصى
لحظة أسر كتائب القسام لجنود إسرائيليين من داخل دبابة في معارك طوفان الأقصى في غلاف غزة/ (القسام، عبر تليغرام)

نجحت المقاومة في إخفاء نواياها وأمعنت في خداع العدو الإسرائيلي واختارت توقيت المعركة وساحتها بإحكام مطلق، فسقطت كل التجهيزات والاستعدادات، الواحد تلو الآخر، رغم وجود المعلومات الاستخباراتية "واضحة وضوح الشمس".

حرب غزة.. "انتقام" إسرائيلي بلا أهداف يمكن تحقيقها

وحتى بعد هجوم المقاومة، استمر الفشل والارتباك الإسرائيلي لدرجة أن الطائرات التي وصلت إلى سماء غلاف غزة لم تكن لديها أوامر محددة بما تفعله، وأطلق الطيارون صواريخهم على أي شيء يتحرك، حتى ولو كانوا مستوطنين إسرائيليين.

واستمر هذا الارتباك والتخبط حتى مع بداية الهجوم البري على قطاع غزة، في ظل وجود اختلافات عميقة في الرأي بين الجنرالات أنفسهم (خصوصاً بين المسؤولين السابقين والحاليين في الجيش)، وبين القيادات السياسية أيضاً. ففي أعقاب هجوم المقاومة مباشرة، كان هناك من قيادات الجيش من يريدون مهاجمة قطاع غزة برياً على الفور، وكان ذلك أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء في الأسبوع الأول. "كانت ردة فعل حيوان مجروح، مخلوطة بالغضب والإذلال والإهانة"، بحسب التقرير.

لكن هذا الاتجاه عارضه عناصر من الجيش، وبخاصة من الجنرالات السابقين، الذين تولوا أعلى المناصب العسكرية والأمنية في إسرائيل سابقاً، ومارس هؤلاء ضغوطاً هائلة على صناع القرار في الائتلاف الحكومي كي لا يتصرفوا بانفعال وأن يتوقفوا ويفكروا ويجهزوا خططاً جديدة تأخذ الاعتبارات الجديدة الناجمة عن الهجوم في الحسبان، وخصوصاً المفاجآت التي لا بدَّ أن المقاومة في غزة قد أعدتها للقوات البرية.

غزة اقتحام مجمع الشفاء
الاحتلال الإسرائيلي يقتحم مجمع الشفاء الطبي في غزة/رويترز

وهذا ما حدث بالفعل، حتى وإن كان ما يحدث لا يخلو من الإشكاليات من وجهة النظر العسكرية والسياسية. فالجيش الإسرائيلي الآن ينفذ خطة "القوة المفرطة والساحقة"، أي إغراق القطاع بالآلاف المؤلفة من القوات المدرعة وتنفيذ سياسة الأحزمة النارية أو الأرض المحروقة من خلال دك جميع المباني وتدمير القطاع حي وراء الآخر ومدينة تلو الأخرى.

لكن لا يعتقد الجميع في إسرائيل أن ما يحدث الآن هو الخطة العسكرية المناسبة، حيث لا توجد أهداف واضحة، حتى وإن كان هدف "تدمير حماس" يبدو شعاراً "مغرياً"، لكنه شعار من الصعب للغاية ترجمته حرفياً أو تنفيذه في الميدان، بحسب التقرير، الذي يصف القوات التي دفعت بها إسرائيل إلى شمال القطاع بأنها "أضخم من اللازم وهو ما يعني أن مخاطر تعرضها لخسائر ضخمة مرتفعة للغاية كما أنه يتسبب في انتقادات دولية هائلة".

ويرى بعض من كبار قيادات جيش الاحتلال أن وجود هذا العدد الهائل من القوات البرية والمدرعات والدبابات في وسط مدينة غزة يمثل ليس فقط هدفاً عسكرياً يسهل اصطياده بل يثير سكان القطاع المدنيين وسيدفع الكثيرين منهم للانخراط في المقاومة، وكلما طال أمد الحرب ازدادت المخاطر عسكرياً وسياسياً. ويشبه البعض منهم ما يحدث الآن بما أقدمت عليه إسرائيل عام 1982 من احتلال بيروت لتدفع ثمناً باهظاً وتجبر في النهاية على الانسحاب "تجر أذيال الخيبة".

ما المخرج الآن؟

السؤال الأول بشأن التحرك لإنهاء الحكومة الحالية الكارثية، بحسب التقرير، هو "الموعد النهائي"، أي متى سيتم إعطاء إشارة التحرك لإنهاء هذا التحالف الحكومي؟ لا شكَّ أن هذا يجب أن يحدث فور استقالة غانتس وآيزنتوك وجعون ساعر من الحكومة، فهل سينتظرون وهل سننتظر نحن حتى تنتهي الحرب؟ متى ستنتهي الحرب؟ هل ينسحبون بسبب الجدل حول الموازنة (موعدها النهائي 15 ديسمبر/كانون الأول)؟ الإجابة التي يقدمها التقرير عن السؤال الأخير هي نعم.

أما بالنسبة للحرب، فيرى التقرير أنها لا يجب أن تستمر بوضعها الحالي إلى مطلع العام المقبل، حيث لن تستطيع إسرائيل تحمل تكلفة وجود 400 ألف من قوات الاحتياط في الميدان حتى مطلع 2024.

إسرائيل بيني غانتس
وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بيني غانتس/ رويترز

أما بالنسبة للوضع في غزة، فيجب أن تكون هناك استراتيجية مختلفة، وذلك عندما ينتهي دور الحكومة الحالية ويرحل نتنياهو معه غالانت أيضاً، بحسب التقرير. لكن احتمالات أن يرحل نتنياهو من تلقاء نفسه تعتبر معدومة، فزوجته سارة تواصل تحشيد من تستطيع تحشيدهم للوقوف في صفه كي يستمر في المنصب. وبالتالي فإن هذا يطرح سؤالاً سياسياً: هل حل الكنيست والتوجه إلى انتخابات عامة مبكرة الحل الأفضل؟ بالتأكيد، لكن المشكلة أن هذا يتطلب أن يصوّت النواب على عزل أنفسهم.

ربما يكون الحل الأكثر واقعية إذاً هو أن يصوّت الكنيست على سحب الثقة من حكومة الليكود الحالية بزعامة نتنياهو، وإفساح المجال لحكومة ليكود أخرى دون نتنياهو وبن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وقد يترأسها شخص آخر من حزب الليكود مثل باركات أو كاتس أو إلدشتاين، وبالتالي يفصل النواب نتنياهو فقط ويحتفظون بمقاعدهم في الكنيست.

ويرى كاتب التقرير أنه الأفضل هو حل الكنيست، متوقعاً أن تتشكل 3 جبهات متصارعة على خلافة الحكومة الحالية، أولها أعضاء الليكود، وثانيها اليهود الأحزاب الدينية المتطرفة، وثالثها إيتمار بن غفير، الذي "يبدو وكأنه يرى فيما يحدث فرصة سانحة لتعزيز مشواره السياسي وربما تحقيق ما هو أبعد من وضعه الحالي"، والأمر نفسه ينطبق على الأحزاب الدينية المتطرفة وأحزاب المستوطنين، الذين ربما يقدمون بعضاً من التنازلات الشكلية للانضمام إلى أي حكومة قادمة، حتى لا يفوتهم "قطار السلطة"، حتى وإن كان ذلك ضمن تحالف بقيادة بيني غانتس.

تحميل المزيد