"الاستخبارات الأوكرانية تخطط لتقسيم روسيا إلى دويلات صغيرة بعد سقوط النظام الحالي"، هذا ما كشفته صحيفة Wall Street Journal الأمريكية، ولكن المفارقة أن كثيراً من قادة الدول الغربية يخشون سقوط بوتين، ويرونه أفضل ممن قد يأتي بعده.
وكشف تمرد مجموعة فاغنر الذي وقع في يونيو/حزيران الماضي عن هشاشة غير متوقعة للنظام الروسي، حسبما ورد في تقرير لصحيفة Wall Street Journal، التي زعمت أنه منذ ذلك التمرد زادت احتمالات وقوع ثورة، أو انقلاب، أو غيرهما من أشكال النهايات القسرية لحكم فلاديمير بوتين الممتد منذ 23 عاماً.
وتشير السوابق التاريخية إلى أن الثورات في روسيا تندلع في أعقاب الإخفاقات العسكرية عادةً. وهذا هو ما حدث إثر خسارة الحرب ضد اليابان عام 1905، وبعد الخسائر الضخمة التي وقعت إبان الحرب العالمية الأولى، وعقب الإخفاق في السيطرة على أفغانستان في الثمانينيات -الذي كان أحد العوامل المؤدية لانهيار الاتحاد السوفييتي.
تعثر الهجوم الروسي في أوكرانيا أضعف هالة القوة المحيطة ببوتين
لا يزال وضع الحرب التي شنها بوتين في أوكرانيا سيئاً، حسب الصحيفة (رغم تعثر الهجوم الأوكراني المضاد). وصار الجنرالات والجنود الروس يشكون علناً من الخسائر والإخفاقات اليوم، بالتزامن مع قتالهم من أجل وقف الهجوم الروسي.
المشكلة الرئيسية في حرب أوكرانيا، أن الجميع كان يتوقع غزواً روسيا سريعاً ناجحاً.
ولكن منذ أن تعثر الهجوم الروسي وطول أمد الحرب أدى إلى بداية خسارة بوتين لهالة القوة التي كانت تحيط به ذات يومٍ في التبدد بوتيرةٍ ثابتة، بعد أن كان في بعض الأوقات رمزاً للحاكم الأبيض القوي لدى بعض قوى اليمين المتطرف وحتى المحافظ في الغرب.
وقال ريتشارد مور، رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني، في خطاب له مؤخراً إن تمرد فاغنر "كشف عن الاضمحلال الحتمي للحكم الأوتوقراطي غير المستقر الذي يرأسه بوتين"، حسب تعبيره.
ماذا سيحدث في روسيا حال سقوط بوتين؟
ويتمحور تفكير كافة أطراف الصراع اليوم حول ما سيبدو عليه شكل روسيا بعد بوتين. فهل سيكون خليفته أفضل أم أسوأ بالنسبة لأوكرانيا، والغرب، والروس أنفسهم؟ وما التغييرات السياسية التي يمكن إجراؤها اليوم لتحقيق هذه النتيجة المرغوبة؟
من الصعب التخطيط لذلك في الواقع نظراً للشكوك المتعددة المحيطة بالسياسة الروسية، وقدرة الغرب المحدودة على بسط نفوذه هناك. ورغم كل الاضطرابات التي يواجهها بوتين، الذي سيبلغ عامه الـ71 في أكتوبر/تشرين الأول؛ فلا شك أنه قد يظل على رأس البلاد لسنوات مقبلة.
جدل حول ما بعد بوتين فهناك من يرى أن الوضع سيكون أخطر
وقالت جيان شاهين، السيناتورة الديمقراطية من نيوهامبشير والعضوة البارزة في لجنة العلاقات الخارجية: "يجب أن تكون حذراً للغاية عند وضع افتراضات بشأن ما قد يحدث. إذ ربما يمثل الوضع المستقبلي خطراً أكبر، أو فرصةً أكبر. ليست لدينا إجابة واضحة عن هذا السؤال بعد".
وهناك جدل دائر اليوم تسلط فيه الجماعات الروسية المعارضة، وأوكرانيا، وبعض جيران روسيا الضوء على الجانب الإيجابي المحتمل لسقوط بوتين. إذ يقول الأوكرانيون وبعض المتحمسين لهم (غالباً من دول شرق أوروبا) إن أي شخص تقريباً سيكون أفضل من بوتين لسبب بسيط، وهو أن خليفته لن يكون المسؤول عن الحرب، وسيجد سهولةً كبيرة في إخراج روسيا من أكثر صراعاتها دمويةً منذ الحرب العالمية الثانية -وربما يجد الأمر أكثر ملاءمة من الناحية السياسية أيضاً.
وقال أستاذ الشطرنج الروسي غاري كاسباروف، أحد أبرز الشخصيات المعارضة لبوتين في المنفى: "ستستمر الحرب باستمرار بوتين رئيساً. والأمر المؤكد الوحيد الذي نعرفه هو أن بوتين سيواصل الحرب حتى النهاية، أي حتى آخر دولار وآخر جندي. لأن الحرب هي وسيلته الوحيدة للاحتفاظ بالسلطة".
القادة الأمريكيون قلقون من هذا البديل، فالرجل أثبت أنه خصم عاقل
لكن واشنطن وبعض العواصم الغربية الأخرى يهيمن عليها الحذر. إذ يرى العديد من المسؤولين أن تمرد فاغنر سلّط الضوء على مخاطر سيطرة قومي روسي أكثر تطرفاً وأقل توقعاً على السلطة، لأنه قد يشن حملة قمع أكثر فتكاً لحماية النظام.
ويقول هؤلاء إن بوتين ارتكب خطأ كارثياً بالهجوم على أوكرانيا، لكنه امتنع حتى الآن عن إعدام خصومه داخل بلاده، ولا يزال يتصرف كطرف عقلاني وبتحركات محسوبة في ما يتعلق بالتصعيد النووي.
لكن الوضع قد لا يظل كذلك في وجود خليفة أقل خبرة وأكثر اندفاعاً.
مخاوف من انهيار الدولة الروسية وتحولها لدويلات نووية
علاوةً على أن سهولة تقدم متمردي فاغنر صوب موسكو، قبل مبادرتهم بإلغاء التمرد في يونيو/حزيران استجابة لوساطة رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، أثارت في الأذهان احتمالية انهيار الدولة الروسية بالكامل وانقسامها إلى أراضٍ متنافسة.
بالطبع بالنسبة للغرب هذه ليست مشكلة، ولكن المشكلة أن هذه الدويلات ستكون مسلحة نووياً.
ولهذا سنجد أن بعض المسؤولين الغربيين، الذين كانوا يخشون روسيا القوية في السابق، صاروا قلقين اليوم من مستقبل روسيا التي قد يسيطر عليها الضعف وعدم الاستقرار الشديدين -وهو مصدر القلق الذي أثر على المحادثات بشأن نوعية المساعدات العسكرية المقدمة لكييف.
ويعتمد بوتين بدوره على استراتيجية يفضلها أي حاكم ديكتاتوري منذ وقت بعيد. حيث يقمع المعارضة الليبرالية بلا هوادةٍ في أرض الوطن بينما يتسامح مع المنتقدين القوميين المتطرفين، كهؤلاء الذين يدعون إلى ضربةٍ نووية ضد أوكرانيا وأوروبا والولايات المتحدة. لأن مواقفهم المتشددة تجعله يظهر وكأنه أهون الشرين، أو الشخصية المعتدلة نسبياً على الساحة السياسية الروسية.
وأوضحت السيناتورة جيان قائلة: "من الصعب تصور أن خليفة بوتين سيكون أفضل منه بأي شكلٍ من الأشكال. إذ يقول الواقع إننا أمام مجتمع ديكتاتوري أوتوقراطي لا يُسمح لجماعات المجتمع المدني بالعمل داخله، بينما طُردت منه المنظمات الأهلية، وتتعرض وسائل إعلامه للإسكات".
بعض منتقديه يريدون إدارة الحرب بشكل أفضل وليس إنهاءها
فيما ذكر العميد المتقاعد كيفين ريان، الملحق الدفاعي الأمريكي في موسكو سابقاً، أن منتقدي بوتين داخل المؤسسة الحاكمة الروسية لا يدعون إلى السلام بدورهم. وأوضح: "لن يصلوا إلى السلطة من أجل إنهاء الحرب، بل من أجل تحسين طريقة إدارة الحرب".
وحرصت إدارة بايدن من ناحيتها على عدم إظهار أي دعم للتمرد بالتزامن مع تقدم قوات فاغنر صوب موسكو في يونيو/حزيران. حيث تواصل كبار المسؤولين مع أوكرانيا ودول الناتو المتاخمة لروسيا، وطالبوهم بعدم اتخاذ أي خطوات يمكن تفسيرها على أنها استغلال للاضطرابات الداخلية الروسية.
أما الحدث الذي من المرجح أن يؤدي لتغيير النظام في موسكو خلال المستقبل القريب فهو الهزيمة العسكرية الروسية الشاملة في أوكرانيا. لكن الحرب لا تبدو قريبةً من تلك المرحلة على الإطلاق اليوم، ولم يكن الوضع كارثياً بالنسبة لروسيا على الخطوط الأمامية في العام الجاري حتى الآن.
وبعيداً عن تطورات الخطوط الأمامية، يجادل العديد من المسؤولين الغربيين بأن تقييد المساعدات العسكرية لأوكرانيا بسبب المخاوف حيال الوضع الداخلي الروسي سيمثل خطأ استراتيجياً.
إذ قال رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستوره في مقابلةٍ أجراها: "لا نريد روسيا غير مستقرة. لكن علينا التعامل مع الواقع الحاضر الذي يقول إن روسيا شنّت حرباً شاملةً ضد دولةٍ مجاورة، وهذا الأمر له تداعيات هائلة على جميع جيرانها الآخرين".
أنصار أوكرانيا يقولون إن انهيار الاتحاد السوفييتي لم يفض إلى كوارث
وفي مواجهة السوابق التاريخية التي تشير إلى أن الثورات في روسيا تندلع في أعقاب الإخفاقات العسكرية عادةً. وهي ثورات إما تؤدي للفوضى أو لنظام أكثر راديكالية، فإن أنصار أوكرانيا يجادلون بأن المخاوف بشأن انهيار مماثل اليوم هي مخاوف في غير محلها، كما كان حال ذعر الغرب حيال تداعيات تفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991.
ففي ذلك الوقت، جادل جورج بوش الأب حينها بضرورة الحفاظ على تماسك الاتحاد السوفييتي بحجة الاستقرار، وحث الأوكرانيين على البقاء تحت سيطرة الرئيس ميخائيل غورباتشوف خلال خطابه أمام البرلمان الأوكراني.
مدير الاستخبارات الأوكرانية ينصب خريطة للدويلات الروسية التي يخطط لها
داخل أوكرانيا، ارتفعت الآمال بأن التوترات الداخلية في روسيا ستجعل استمرار موسكو في الحرب أمراً مستحيلاً.
وهم يحاولون أن يلعبوا على هذا الوتر، فالمديرية العامة للمخابرات (جهاز المخابرات العسكرية) في كييف ترعى التشكيلات العسكرية الروسية المنفية، التي تنفذ غارات عابرة للحدود من آن لآخر على مدينة بيلغورود الروسية وتجاهر برغبتها في الاستيلاء على موسكو.
كما تستهدف هجمات المسيّرات الأوكرانية إحراج بوتين وتجريده من دعم النخب الروسية، لأنها تحمل رمزيةً سياسية رغم كونها عديمة الجدوى من الناحية العسكرية.
ولكن الأمر يتعدى ذلك، حيث يبدو أن المسؤولين الأوكرانيين أو بعضهم على الأقل لا يتمنون فقط سقوط بوتين، بل يريدون ويخططون لتفتيت روسيا نفسها.
إذ يجلس رئيس المديرية العامة للمخابرات، اللواء كيريلو بودانوف، داخل مكتبه أمام خريطة لروسيا المقسمة إلى عدة دويلات مستقلة.
بينما قال وزير الدفاع الأوكراني السابق أندريه زاغورودنيوك: "ستكون لدى أي شخص يتولى السلطة بعد بوتين القدرة على التصرف بمرونة واعتدال أكبر. ولن يفعل ذلك لكونه شخصاً أفضل بالطبع، بل لأن فعل ذلك سيمنحه فائدةً أكبر".
وتتأكد صحة هذه الآمال عند النظر إلى مسار يفغيني بريغوجين مؤسس فاغنر، الذي ما يزال يمثل قوةً سياسية داخل روسيا بعد إبرامه لصفقة مع بوتين من أجل إنهاء التمرد. إذ كان بريغوجين من أشد أنصار الحرب في أوكرانيا أول الأمر، لكنه أعلن في يونيو/حزيران أن الحرب قائمة على فرضيات خاطئة وأنه كان بالإمكان تفاديها لو أظهر بوتين مرونةً كافية، غير أن مؤسس فاغنر لم يصل إلى مرحلة الدعوة للانسحاب.
ولكن أعرب العديد من قادة المعارضة الليبرالية الروسية، وبعض المتمردين الروس المدعومين من أوكرانيا، عن تأييدهم لزحف فاغنر صوب موسكو.
وأوضح كاسباروف: "من الواضح أن بريغوجين كان جزءاً من مجموعة سعت لإنهاء الحرب التي يستحيل الفوز فيها. ولا خلاف على أنه خسيس ومجرم حرب، حسب تعبيره، لكنه ينظر إلى الأمور من زاويةٍ مختلفة. ولا شك في أن بريغوجين يمكن أن يرسل بوتين إلى لاهاي لو وجد الأمر ملائماً له في يومٍ من الأيام".
لكن يُمكن وصف مثل هذه التوقعات بأنها مفرطة في التفاؤل بحسب مايكل كوفمان، الخبير العسكري الروسي في Carnegie Endowment. إذ قال كوفمان: "غالبية الزعماء الذين يرثون الحروب يقررون مواصلتها. حيث يصبحون عالقين فيها، ويضطرون للتصعيد عادةً في محاولةٍ لإنهاء الحرب التي شنها أسلافهم. وقد لا يكون الزعيم التالي متعلقاً بأوكرانيا مثل بوتين، لكنه لن يجد أي طريقة أخرى للخروج من الحرب، لأن بوتين بدأ في تحويل الاقتصاد والدولة الروسية إلى وضعية الحرب، وستكون إعادة الأمور إلى سابق عهدها مخاطرةً كبيرة من الناحية السياسية".
وأضاف كوفمان أن خلفاء الزعماء المستبدين الأقوياء عادةً ما يكونون أقل قمعيةً في الداخل، لكنهم ليسوا أكثر أماناً بالنسبة للعالم الخارجي بالضرورة. وأردف: "من المرجح أن يكون الزعيم الروسي التالي أفضل، لكنه لن يكون أفضل بالنسبة لأوكرانيا بالضرورة -كما كان حال نيكيتا خروتشوف الذي لم يكن أفضل من ستالين بالنسبة للولايات المتحدة خلال الحرب الباردة" (رغم أنه كان أقل قمعية في الداخل).
السيناريو الأفضل للغرب هو انقلاب قصر
وستعتمد الكثير من الأمور على كيفية حدوث أي تغيير مستقبلي في الكرملين. حيث يرى صامويل غرين، أستاذ السياسة الروسية في كلية كينغز لندن، أن أفضل أمل للسلام سيتمثل في عملية خلافة مصممة بموافقة الفصائل الرئيسية في النخب الروسية أي ما يسمى انقلاب قصر.
ويرى أن النظام الذي سيحتفظ بوحدته وسيطرته على آلة الدعاية الحكومية يمكنه أن "يشرح للناس أن بوتين مجرم حرب، وأنه كذب على الشعب، وأنه لم يكن هناك داعٍ لخوض الحرب".
بينما سيزيد تعقيد المهمة في حالة العودة إلى السياسات التنافسية على الجانب المقابل، "لأنه من الصعب للغاية أن نرى زعيماً منتخباً يكسب الأصوات وهو يقول للناس إن سلفه كذب عليهم وإنهم كانوا على خطأ" (وبالأخص في أزمة خارجية).
هل يفسد الغرب أي محاولة إصلاحية في روسيا بعد سقوط بوتين؟ الإجابة لدى أردوغان
لكن التقارير الغربية التي تتحدث عن سقوط بوتين أو بديله، لا تحاول أن ترى دور الغرب في المشكلة، فأي بديل معتدل لبوتين، سوف يواجه في الأغلب شروطاً غربية غير مقبولة للتطبيع، قد يراها الروس إضعافاً لدولته، وأثبت الغرب في حالة تعامله مع حكام منتخبين ولكن أقوياء مثل رجب طيب أردوغان، أن الغرب يريد حكاماً ديمقراطيين كدمى في يديه وليسوا أنداداً، ففي حالة تركيا العضو في الناتو، يساعد الغرب أكراد سوريا الذين يشكلون تهديداً مباشراً على أنقرة، ويمثلون فرعاً سورياً لحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابياً في تركيا والغرب (آخر عملية إرهابية في تركيا منفذها جاء من مناطق سيطرة الأكراد بسوريا).
يريد الغرب من أردوغان أن يتغاضى عن أمن بلاده القومي والتهديد الذي يمثله أكراد سوريا لمجرد أن الغرب يعتبرهم حلفاء.
في حالة روسيا، قد تؤدي سلسلة من المطالبات بتنازلات من خليفة بوتين المحتمل، سواء في الملفات الداخلية أو الخارجية، إما لإضعافه مطلقاً دورة من عدم الاستقرار، أو دفع الخليفة المحتمل لنفض يده من محاولة تطبيع العلاقة مع الغرب.
هناك ملفان يصعبان التطبيع بين أي رئيس لروسيا بعد سقوط بوتين المزعوم، الأول الملف الداخلي، وتحديداً التعامل مع أي محاولة داخلية لإثارة اضطرابات، وخاصة لو كانت ذات طبيعة انفصالية، فأي محاولة لوأدها سوف تواجه بصراخ غربي حول حقوق الإنسان في روسيا البلد المتعدد العرقيات في وقت تكون المسافة بين الاستبداد وبين الحفاظ على وحدة الدولة هي خيط رفيع مختلف عليه بين الغرب المستقر والمتجانس سكانياً وبين الكيانات الكبرى حول العالم.
الملف الثاني، هو الأزمة الأوكرانية، فلقد يقبل أي رئيس روسي الانسحاب من الأراضي الأوكرانية التي احتلتها موسكو، بعد الغزو الذي بدأ في فبراير/شباط 2023، ولكن ماذا عن المناطق التي احتلت في 2014، وتحديداً شبه جزيرة القرم التي يعتبرها أغلب الروس بمن فيهم معارضون شرسون لبوتين أرضاً روسية، كما سيثور الجدل أكثر حول مسألة طلب أوكرانيا الانضمام للناتو.
مخاوف من وقوع حرب أهلية في روسيا
روسيا إحدى الدول الكبرى القليلة في العالم التي لم تشهد مرحلة شبه ليبرالية كانت فيها الانتخابات تؤثر في الحكم، باستثناء فترة قصيرة عام 1917، بين سقوط الحكم القيصري، واستيلاء الشيوعيين على السلطة.
ومن الممكن أن تتواجه النخب المختلفة بشأن خلافة بوتين في الشوارع بدلاً من صناديق الاقتراع وفقاً لمارات غيلمان، مستشار بوتين السابق الذي كان رئيساً في التلفزيون الحكومي قبل أن يتحول للمعارضة. وأوضح غيلمان أن "خطر الحرب الأهلية واضح. لقد دمر بوتين جميع المؤسسات. وإذا ترك السلطة، فلن تخضع المناطق للمركز كما تفعل اليوم"، حسب قوله.
وفي جميع الأحوال، ونظراً للتوترات المتراكمة داخل روسيا؛ من المرجح أن يركز الزعيم الروسي التالي على تعزيز سلطته وصد المنافسين في الداخل أولاً. إذ قال الألماني رينهارد بوتيكفور، عضو البرلمان الأوروبي: "أي شخص سيأتي بعد بوتين قد يكون أسوأ من بوتين نفسه. لكن المؤكد هو أنه سيكون أضعف من بوتين".