أصبح اسم رئيس تركيا القادم مرتبطاً بشكل كبير بشكل التحالفات في الانتخابات التركية التي ستتشكل في اللحظات الأخيرة قبل جولة الإعادة التي سيخوضها يوم الأحد كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومرشح المعارضة ورئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار.
واكتسبت حملة أردوغان زخماً بتأييد المرشح القومي الذي كان يوصف بالمناهض للاجئين سنان أوغان، والذي حصل على أكثر من 5% من الأصوات، فيما لا يزال موقف تحالف الجدود المناهض للاجئين والذي كان مؤيداً لدوغان غامضاً، بعد وجود مؤشرات على تفتته أو انحياز جزء لأوغلو.
خريطة التصويت في الرئاسة والبرلمان
وحصل أردوغان على نحو 49.52% من الأصوات بفارق بضعة مئات آلاف من الأصوات عن الفوز، مقابل نحو 44.88% لأوغلو، وسنان أوغان، المرشح الرئاسي عن تحالف "أتا /الأجداد"، والحاصل على 5.17%.
وحاز تحالف "الجمهور" بقيادة أردوغان أغلبية البرلمان بـ49.47%، وسيكون قادراً على الحصول على أكثر من نصف مقاعد البرلمان، بالنظر إلى أن أصوات الأحزاب التي لم تتعدّ العتبة الانتخابية (7%) توزع على الناخبين بنسبة فوزهم.
وتمكن حزب العدالة والتنمية من احتلال المركز الأول في الانتخابات البرلمانية بنسبة 35.5% من الأصوات، وحصل حليفه حزب الحركة القومية على 10.07% (50 مقعداً) بزيادة مقعد عن الانتخابات الماضية.
فيما تمكن حزب هدى بار الكردي الإسلامي من دخول البرلمان في التحالف بقوائم حزب العدالة والتنمية، وحقق 3 مقاعد برلمانية، وأيضاً حصل حزب اليسار الديمقراطي على 3 مقاعد من قوائم العدالة والتنمية.
بالنسبة للمعارضة، حصل حزب الشعب الجمهوري على 169 مقعداً، بزيادة 23 مقعداً عن الانتخابات الماضية، ولكن يعتقد أنه فعلياً تراجع، بالنظر إلى أنه قد تنازل عن بعض المقاعد للأحزاب المحافظة التي ترشحت على قوائمه، وهي حزب الديمقراطية والتقدم بزعامة علي بابا جان (14 مقعداً) وحزب المستقبل بزعامة أحمد داوود أوغلو (11 مقعداً)، ولحزب السعادة المحافظ (10 مقاعد في البرلمان).
وحصل الحزب الجيد على 9.69% (44 مقعداً)، متراجعاً بشكل محدود عن الانتخابات الماضية، ورغم أنه متحالف مع حزب الشعب ولكن خاص المعركة الانتخابية بقوائم منفردة في أغلب الدوائر.
وبالنسبة لتحالف العمل والحرية، حصل حزب الشعوب الديمقراطي الكردي الذي خاض الانتخابات تحت اسم حزب اليسار الأخضر على نسبة 8.8% من الأصوات و62 نائباً في البرلمان، وحزب العمل التركي على 1.73% من الأصوات و5 نواب، بمجمل 10.52% من الأصوات لكل التحالف مع 66 نائباً.
بينما بقي تحالف أتا (الأجداد) الذي يقوده حزب النصر القومي المتطرف (حصل على 2 %)، وتحالف اتحاد القوى الاشتراكية بدون أي نائب في البرلمان، لأنهما لم يتجاوز العتبة الانتخابية البالغة 7 %، وكذلك
ورغم تراجع حصة حزب "العدالة والتنمية" بمقاعد البرلمان 28 مقعداً عن حصته بانتخابات 2018، حيث نال 267 مقعداً، فإن تحالفه مع الحزب "القومي" الذي حصد 50 مقعداً ومع حزب "الرفاه الجديد" الذي حصل على 5 مقاعد، أوصله إلى الأغلبية بعدد مقاعد 322 مقعداً من أصل 600، ما يعيق أي تطلع للتحالف المعارض وتمرير ما وعد به مرشحيه.
ويعني ذلك أن تحالف المعارضة ككل المعروف باسم تحالف الشعب نال 213 نائباً بعد الحصول على نسبة 35.12% من الأصوات.
وفقاً للانتخابات البرلمانية، نحن أمام أربعة كتل تصويتية، كتلة تحالف الجمهور الحاكم لديها نحو النصف، وكتلة تحالف الشعب المعارض لديها نحو الثلث، وكتلة الأحزاب الكردية 10 %، وهي الكتل الممثلة في البرلمان، بينما هناك كتلة من اليمين المتطرف مقدارها 2 % لم تصل للبرلمان، علماً بأن تفاصيل الكتلة معقدة، لأن الكتلتين الكبيرتين بهما كتلة قومية كبيرة تقدر بـ20 % موزعة على التحالفين.
وبعد إعلان سنان أوغان، المرشح الرئاسي عن تحالف "أتا /الأجداد"، والحاصل على 5.17% من الأصوات في الجولة الأولى التي أقيمت في 14 مايو/أيار، أمس الإثنين، دعمه للتحالف الجمهوري ومرشحه الرئيس رجب طيب أردوغان، يحاول كليجدار أوغلو كسب دعم أوزداغ الذي حصل حزبه على 2.1% من الأصوات بالانتخابات البرلمانية.
هل تذهب أصوات سنان أوغان لأردوغان؟
سيكون من الصعب توجيه الكتلة التصويتية لأوغان بالكامل لصالح أردوغان، نظراً لأن الأصوات التي حصل عليها أوغان تزيد على قاعدته التصويتية الأصلية التي هي نفسها محل تساؤل بشأن وجودها من عدمه، حسبما يقول الأكاديمي كرم يافاشتشا، الذي يلفت إلى أن أوغان حصل على أصوات ناخبين لم يصوتوا لتحالف الأجداد في الانتخابات البرلمانية.
الباحث مرت حسين أكغون قال لـ"الجزيرة نت" إن أوغان لا يتمتع بقاعدة تصويتية مهيمنة، ولكن بين داعميه من يميلون اجتماعياً إلى قاعدة أردوغان التصويتية، ويعتقد أن نصف الكتلة التي صوتت لأوغان -على الأقل- قد تذهب لأردوغان، وسيكون أمامها اختيار آخر؛ ألا وهو الامتناع عن التصويت برمته.
أما الخبير السياسي جاهد توز فيرجح فوز أردوغان ويرى أن نسبة 5% التي حصل عليها أوغان قد تقسم كالتالي: 2% قد تصوت لأردوغان و1.5% قد تمتنع عن المشاركة و1.5% كأقصى تقدير ستصوت لكليجدار أوغلو، مما قد يزيد الفارق الموجود أصلاً في الجولة الأولى.
ورأى يافاشتشا أن الفائدة الأكبر من دعم أوغان ليست الكتلة التصويتية في الأساس التي بطبيعة الحال لن تذهب كلها لأردوغان، ولكن الفائدة الأهم هي التصور العام والأثر السيكولوجي بأن أردوغان هو من سينتصر في الجولة الثانية.
تحالف الجدود موقفه لم يحسم
ولم يؤيد أبرز قادة تحالف الجدود أوزداغ موقف سنان أوغان الداعم لأردوغان، ولكنه لم يعلن تأييده رسمياً لمرشح المعارضة، وإن كانت هناك تلميحات لذلك.
وقال أوزداغ إن قرار أوغان "يعود له، ولا يربط حزب النصر، هناك فرق بطريقة التفكير، ونترك الأمر للرأي العام".
وقال رئيس حزب الظفر التركي المعادي للاجئين أوميت أوزداغ، إن حزبه لم يتوصل بعد لقرار بخصوص الجهة التي سيدعمها في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقررة في 28 من الشهر الجاري، مؤكداً أن حزبه (حزب الظفر) يمضي على خطى ونهج أتاتورك
ولا تزال المفاوضات مستمرة بين كليجدار أوغلو وأوزداغ، وقال أوزداغ -في مؤتمر صحفي بأنقرة- أنه سيجتمع بزعيم حزب الشعب الجمهوري مرشح تحالف الشعب كمال كليجدار أوغلو، لبحث عدد من المسائل العالقة، بحسب تعبيره.
وقال إن من أهم تلك المسائل العالقة، قضية "الـ13 مليون لاجئ ومهاجر غير نظامي، وكيفية إعادتهم إلى أوطانهم خلال عام واحد"، والتخلص من عبء 11 مليار دولار يتحملها المواطنون الأتراك بسببهم، حسب زعمه (وهي بطبيعة الحال أرقام خاطئة تماماً).
وأضاف أنه من بين هذه المسائل ضمان المواد الأربع الأولى من الدستور (قومية الدولة)، ومكافحة التنظيمات الإرهابية وهي حزب العمال الكردستاني وجماعة الخدمة وداعش.
وأشار إلى أنه في حال اتفق مع كليجدار أوغلو، فسينظمان غداً الأربعاء مؤتمراً صحفياً مشتركاً معه، مؤكداً أن حزبه يمضي على خطى ونهج أتاتورك.
وكان حزب العدالة من تحالف "أتا" قد أعلن قبل أيام عبر زعيمه، وجدت أوز، دعم كليجدار أوغلو.
وبحسب صحافيين مقربين من حزب الشعب الجمهوري، فإن خلافات في تحالف الطاولة السداسية، حالت دون التوصل إلى توافقات مع حزب النصر، حيث إن أوزداغ يطالب بأن يكون الاتفاق مكتوباً وموقعاً من قبل جميع مكونات تحالف المعارضة.
وتفيد هذه التقارير بأن زعيم حزب المستقبل، أحمد داوود أوغلو، أحد أعضاء الطاولة السداسية، يعترض على مسألة إعادة السوريين بهذه الطريقة التي يقترحها أوزداغ، فيما يعترض علي باباجان، على مسألة المواد الأربع في الدستور، منها المواد الخاصة بذكر الأمة التركية في الدستور، وتطالب هذه الأحزاب بأن تكون التوافقات بين كليجدار أوغلو وأوزداغ شفوية، أو بينهما دون أن تلزم بقية الأحزاب، وهو ما يرفضه أوزداغ.
ويؤيد حزب النصر فرض نظام الوصاية على البلديات التي تسيطر عليها قوى محسوبة على حزب العمال الكردستاني.
وسبق أن شنّ زعيم حزب "النصر" المعارض أوميت أوزداغ هجوماً على زعيم حزب "الديمقراطية والتقدم" علي باباجان، على خلفية دفاع الأخير عن اللاجئين السوريين في تركيا.
كما أن علي بابا جان الذي كان وزيراً سابقاً للاقتصاد، في حكومة أردوغان، ويصنف نفسه كليبرالي أكثر منه محافظاً يقدم نفسه كمتعاطف مع الأكراد؛ وهو ما يجعل لديه مشكلة مع القوميين مثل أوزداغ أو أنهم لديهم مشكلة معه.
وسبق أن قال باباجان، العام الماضي في حديثه عن خطته للتعامل مع ملف اللاجئين السوريين: "لن نحيد عن بوصلة سيادة القانون بشأن ملف الهجرة، سنقف ضد أصحاب اللغة القذرة الذين يقومون بتحريض المجتمع ضد المهاجرين".
الأكراد.. هل يفقد كليجدار بعض أصواتهم خلال مغازلته للقوميين؟
تقليدياً، كان يحصل أردوغان على نحو 40% من أصوات الأكراد الذين منحهم كثيراً من الحقوق السياسية والثقافية التي كانوا محرومين منها في السابق، ولحزب العدالة والتنمية وجود قوي بمناطق الأكراد خاصة في انتخابات المحليات، ويكاد يكون حزب العدالة والتنمية هو الحزب الوحيد الذي يحصل على أصوات الأكراد والأتراك.
ولكن في الانتخابات الأخيرة، تراجعت نسبة تصويت الأكراد لأردوغان لنحو 25%، ويمكن القول إن الصوت الكردي هو الذي كان مرجحاً لأوغلو وأدى لاضطرار أردوغان للدخول في جولة الإعادة.
ولكن خريطة التصويت الكردية قد لا تكرر بالضرورة، فأولاً، حزب الشعوب الديمقراطي الكردي المتحالف بشكل غير رسمي مع كيلدجار أوغلو، قد حقق أهدافه بالوصول للبرلمان، وقد يفقد جمهوره حماسته ولو قليلاً؛ باعتبار أن الحزب غير مشارك في الانتخابات الرئاسية، رغم أن الحزب نفسه يتسم بأنه يتبنى خطاباً عدائياً جداً ضد أردوغان، ولكن موقف ناخبيه قد يكون أقل حدة.
ولكن هناك عوامل أخرى، قد تؤثر على موقف الأكراد، وهو أن محاولة كليجدار أوغلو نيل تأييد القوميين، قد تنفِّر منه الأكراد، وهو ما تسرب من الحديث عن الخلافات التي نشبت بسبب شروط تحالف الأجداد بشأن المواقف المرتبطة بالأكراد، وهي الشروط التي قيل إن بابا جان اعترض عليها.
وبالفعل يرى الباحث أكغون أن محاولة كليجدار أوغلو زيادة حدة الخطاب القومي قد تأتي بمردود عكسي وفقدان أصوات من الكتلة الكردية، مضيفاً أن التحول في الخطاب بهذا الشكل الحاد يمكن أن يقوض عامل الثقة عند الناخبين.
خلافات المعارضة
أحد العوامل التي قد تكون مؤثرة على الانتخابات التركية هو ما يتردد عن خلافات بين المعارضة.
وبصرف النظر عن إمكانية أن تكون هناك مبالغة من قبل المحسوبين على حزب العدالة بشأن خلافات المعارضة، فإن هناك مؤشرات على أن أحزاب المعارضة المتحالف معها حزب الشعب، فقدت حماسها، سواء بسبب فقدان الأمل بعد أن رفعت سقف الآمال في الجولة الأولى أو لأن كثيراً من أطرافها يشعرون بأن المشكلة في شخصية كليجدار أوغلو، إضافة إلى أن كلاً منها ضمن نصيبه من البرلمان.
ورغم خسارته مرات عديدة أمام أردوغان سواء كمرشح أو زعيم حزب، استمر كيلجدار في زعامة حزب الشعب الجمهوري، ويرجع ذلك إلى أن كليجدار أوغلو استطاع حماية موقعه في الحزب على الرغم من خسارات سابقة نظراً للطبيعة الهيكلية داخل الحزب، حسب الباحث التركي محمد علي مرت.
ويعتقد أن ترشح كمال كليجدار أوغلو للرئاسة لم يحظ بشعبية، ودعت زعيمة الحزب الجيد ميرال أكشينار قبل الانتخابات لترشيح رئيسي بلديتي إسطنبول أو أنقرة، وانسحبت لفترة من الطاولة السداسية، بسبب إصرارها على هذا المطلب.
وكان كليجدار أوغلو بعد الجولة الأولى من الانتخابات، قد أقال عبد الله وعلي كيريمتشي أوغلو اللذين كانا يديران حملته الانتخابية، كما استقال أنورسال أديجوزال نائب رئيس مجلس إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في حزب الشعب الجمهوري.
وأفادت تقارير بأن أحمد داوود أوغلو طلب تسمية مرشح لرئاسة الشؤون الدينية بهدف استمالة بعض المحافظين.
كما أن هناك تقارير عن غضب بل استقالات في أوساط حزب المستقبل المحافظ الذي يتزعمه أحمد داوود أوغلو، حيث قدم 4 من أعضاء حزب المستقبل استقالاتهم مؤخراً، حسبما قال عضو الهيئة التأسيسية في حزب المستقبل التركي المعارض خالد خوجة لموقع الجزيرة.نت.
وتوقع خوجة عدم نجاح أسلوب مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو، باستخدام ورقة طرد اللاجئين السوريين في جذب المزيد من الأصوات له في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية، المنتظرة الأحد المقبل.
وبعد الجولة الأولى سادت حالة من فقدان الأمل بين أنصار المعارضة، حسب المحلل التركي يافاشتشا "والآن يضاف إليها دعم أوغان، مما يعزز هذا الشعور بخسارة الانتخابات، وأن الفوز سيكون من نصيب أردوغان".
والأمر قد يتعدى هذا الحد، وأن الحالة السيكولوجية لأنصار المعارضة قد تدفع بعضهم إلى عدم المشاركة في الجولة الثانية، كونهم "قد يرون أن أصواتهم أصبحت بلا معنى"، مما قد يقلل نسبة المشاركة وزيادة نسبة الفوز لأردوغان.
ولكن البعض يخشى أن يؤدي ذلك إلى إضعاف حماس مؤيدي حزب العدالة بعد إحساسهم أن فوز أردوغان بات مضموناً إلى حد كبير.
كما أن هناك تقارير أن مؤيدي حزب الشعب العلمانيين يشعرون بالغضب من فقدانهم بعض المقاعد لأنهم رشحوا أعضاء حزب بابا جان وأوغلو وحزب السعادة على قوائم حزب الشعب، ويرون أنهم لم يحصلوا على أصوات مقابلة من المحافظين لقاء ذلك، بينما ترد هذه الأحزاب المحافظة بأنهم جلبوا كتلة تصويتية أكبر لكليجدار.
إلى أين ستذهب أصوات المرشح المنسحب محرم إنجة؟
محرم إنجه واحد من أبرز زعماء المعارضة التركية، وقطب سابق بحزب الشعب الجمهوري وزعيم ومؤسس حزب البلد.
ويعد واحداً من أقوى منافسي أردوغان في كل الانتخابات التي خاضها الأخير.
فلقد نافس أردوغان في آخر انتخابات عام 2018، وحصل على نحو 30.68%، (15 مليون صوت).
وبعد تلك الانتخابات قرر إنجه الخروج من عباءة حزب الشعب الجمهوري، فاستقال منه بشكل رسمي في فبراير/شباط 2020، وأسس حزب البلد في مايو/أيار 2021.
وكان يتوقع أن يحل إنجه ثالثاً في الانتخابات الحالية قبل أن يعلن انسحابه وسط حديث عن تعرض لابتزاز واتهامه لحزب العمال الكردستاني وحركة فتح الله كولن باستهدافه، بينما سارع كليجدار أوغلو والمعارضة في إلقاء اللوم على روسيا بأنها السبب في انسحاب إنجه، وألمحت مصادر حزب العدالة لمسؤولية كليجدار أوغلو وذكرت أن أوغلو قد وصل لرئاسة حزب الشعب بعد تسريب جنسي لرئيس الحزب السابق.ي
أعلن إنجه موقفه من المنافسة بين أردوغان وكليجدار، في مساء الثلاثاء 16 مايو/أيار، أي بعد تأجيل حسم الرئاسيات إلى جولة الإعادة، حيث وجّه المرشح المنسحب انتقادات حادة للمعارضة التركية، متهماً إياها بأنها عملت جاهدة على إسكات صوته وإخراجه من المشهد، وفي بيانه على تويتر، قال إنجه إن "أحزاب المعارضة أدارت حملة تشهير ضده وصفها بأنها الأكبر في تاريخ المشهد السياسي التركي".
وأضاف أن الشعب التركي رفض التصويت للمعارضة بسبب تحالفها غير المعلن مع "المنظمات الإرهابية"، وعلى رأسها حزب العمال الكردستاني وجماعة فتح الله كولن، مكرراً اتهامه للمعارضة بأنها رسمت صورة لنفسها كأنها تسعى لتقويض نجاحات البلاد في الصناعات الدفاعية، ومؤكداً أن انسحابه من السباق الرئاسي جاء كي لا يتحمل أسباب التراجع والخسارة.
وقال: "الشعب لا يعترف بمن يغض الطرف عن التنظيمات الإرهابية وأفعال حزب العمال الكردستاني ومنظمة كولن ومن يريد تقويض سياسة تركيا في الصناعات الحربية. لو لم أنسحب كانوا سيحملونني مسؤولية ما حدث، ولكني انسحبت، والآن تأكد أن محرم إنجه كان على حق، لكن بعد فوات الأوان".
يؤشر ذلك إلى أن أنجه يؤيد أردوغان أو على الأقل يرفض تأييد كليجدار أوغلو، وهو ما يمثل أهمية كبيرة لأردوغان لأنه يستقطب أصوات القوميين وكذلك العلمانيين غير الراديكاليين وكذلك الشباب.