مسيّرات وصواريخ ومدفعية.. إليك أبرز أسلحة المقاومة الفلسطينية، والمدى الذي تستطيع الوصول له

عربي بوست
تم النشر: 2023/05/11 الساعة 14:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/05/12 الساعة 12:40 بتوقيت غرينتش
flame and smoke rise during an Israeli air strike, amid Israel-Gaza fighting, in Gaza City August 6, 2022. REUTERS/Mohammed Salem

مع تنفيذ إسرائيل هجمات عنيفة ضد حركة الجهاد الفلسطينية أدت لاغتيال قادة بارزين بالحركة واستشهاد مدنيين، ورد الحركة على الاحتلال، يعود للمشهد سؤال حول مدى قوة أسلحة المقاومة الفلسطينية التي يمكن أن تردع إسرائيل، وإلى أي مدى يمكن أن تصل، وهل أنهت القبة الحديدية خطر هذه الأسلحة؟

والسؤال الأهم: كيف طوّرت المقاومة الفلسطينية هذه الأسلحة، رغم الحصار والحروب الإسرائيلية المتكررة؟

وعلى نحوٍ مباغت، شنّت طائرات حربية إسرائيلية غارات مركزة ومتزامنة قبل أيام، أسفرت عن اغتيال 3 قادة بارزين في "سرايا القدس" الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة.

وما زال القتال يتركز حتى الآن بين إسرائيل والجهاد، في ظل محاولة وساطة مصرية تتعثر بسبب رفض إسرائيل إعادة جثمان عدنان خضر، الذي توفي بسبب إضرابه عن الطعام ورفض تل أبيب كذلك وقف سياسة الاغتيالات، وقالت القناة الإخبارية الإسرائيلية 12: "أجهزة الأمن الإسرائيلية، على علم بحقيقة أنه مع كل يوم من أيام القتال، تزداد فرص مشاركة حماس في ذلك، وهم يريدون تجنب ذلك".

فما هي الأسلحة التي لدى المقاومة الفلسطينية للضغط على إسرائيل لقبول شروطها، ولماذا تفضّل تل أبيب الدخول في نزاع مع الجهاد وعدم إقحام حماس في الصراع.

الصواريخ الكارتونية أصبحت تهدّد كل إسرائيل

عندما بدأت حركتا حماس والجهاد تطلقان قبل سنوات طويلة صواريخهما  البدائية المطورة محلياً، تجاه إسرائيل، كان رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، يطلق عليها في ذلك الوقت الصواريخ الكارتونية، التي لا تضر إسرائيل وتدفعها للانتقام فقط.

واليوم، باتت صواريخ المقاومة الفلسطينية أداة ردع فعالة ضد إسرائيل، وتطال كل مناطقها تقريباً.

وطورت إسرائيل القبة الحديدية المضادة للصواريخ، وهي واحدة من أكثر النظم المضادة للصواريخ في العالم تطوراً وفعالية واقتصادية، حتى إن أوكرانيا وأمريكا طلبتا مراراً من تل أبيب تقديمها لكييف، لاستخدامها ضد الصواريخ الروسية.

أسلحة المقاومة الفلسطينية
وابل من الصواريخ الفلسطينية يطلق على إسرائيل/رويترز

ورغم ذلك تستطيع الصواريخ الفلسطينية أحياناً، اختراق القبة، سواء عبر استراتيجيات الإلهاء للقبة، أو إمطارها عبر إطلاق أعداد هائلة من الصواريخ، وبما أن القبة تسقط نحو 90% من الصواريخ، حسب المصادر الإسرائيلية، فإن إطلاق عدد كبير من الصواريخ وقذائف الهاون يعني أن نسبة الـ10% (لو افترضنا أنها ليست أكثر من ذلك) قادرة على التسبب في مشكلات لإسرائيل.

وبالإضافة لإمكانية إصابتها أهدافاً عسكرية ومدنية، بما في ذلك أهداف حساسة مثل مصافي النفط وحفارات استخراج الغاز، والمطارات، فحتى لو أسقطت إسرائيل معظم الصواريخ، فإن حالة التأهب والرعب التي تدفع الإسرائيليين للإبقاء في الملاجئ وأحياناً تعليق حركة الطيران في المطارات توفر للمقاومة الفلسطينية حالة من الردع النسبي الذي يدفع إسرائيل للموافقة على الهدن المقترحة من الوسطاء (عادة مصر)، دون تحقيق أهداف تل أبيب لأهدافها. 

وسبق أن استهدفت المقاومة الفلسطينية حقل تمارا على بُعد حوالي 55 ميلاً (88.5 كم) من ساحل حيفا.

ترسانة غزة بدأت بصاروخ بدائي قبل عشرين عاماً، والأن بها صاروخ يصل لـ250 كلم

بعد نحو 20 عاماً من إطلاقها صاروخ "قسام 1″، أول صاروخ من صنع محلي في غزة، وكان مداه لا يتعدى 3 كيلومترات؛ فاجأت كتائب الشهيد عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إسرائيل بصاروخ "عياش 250" الذي استهدفت به "مطار رامون" على بُعد 220 كيلومتراً أثناء الحرب الرابعة في مايو/أيار العام 2021، حسبما ورد في تقرير لموقع "الجزيرة.نت".

وما بين "قسام 1″ و"عياش 250" راكمت المقاومة في غزة الكثير من الخبرات التي مكنتها من التغلب على تحديات ومعوقات، حتى نجحت في تطوير قدراتها العسكرية الذاتية بإمكانات بسيطة.

وتصف مصادر عسكرية إسرائيلية قوة حماس العسكرية حالياً بأنها تعادل القوة النيرانية لدولة أوروبية صغيرة.

ماذا لو حاولت إسرائيل التوغل في غزة أو غزوها؟

واللافت أن إسرائيل منذ سنوات لم تعد تتوغل في غزة، بل تكتفي بالقصف الجوي.

وذلك لأنها لو حاولت غزو غزة، فسيواجه جيش الاحتلال أعداداً كبيرة من أعضاء الفصائل الفلسطينية المسلحة، التي طالما نحّت خلافاتها في مواجهة إسرائيل؛ فصائل تتنوع بين بقايا فتح، وبعض القوى السلفية وحركة الجهاد، إضافة للقوة الأكبر حماس.

وفي عام 2021، قال قائد كبير في الجيش الإسرائيلي إن حماس لديها 30 ألف رجل و7 آلاف صاروخ وعشرات الطائرات بدون طيار، حسبما نقل عنه موقع the Times of Israel.

ولدى حماس 300 صاروخ مضاد للدبابات و100 صاروخ مضاد للطائرات، حسب القائد الإسرائيلي، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته.

أسلحة المقاومة الفلسطينية
إسماعيل هنية الرئيس الحالي للمكتب السياسي لحماس مع رئيس الحركة السابق خالد مشعل وأعضاء آخرين في الحركة/ رويترز

وتشير بعض التقديرات إلى أن حماس لديها قوة قتالية تقدّر بحوالي 40 ألف رجل، من بينهم 400 كوماندوز بحري، تلقوا تدريبات ومعدات متطورة لتنفيذ عمليات بحرية، حسب المصادر الإسرائيلية.

 في حين أن القوة القتالية للجهاد الإسلامي في فلسطين يعتقد أنها لا تقل عن 9 آلاف.

ويعتقد أن حماس لديها قوات كوماندوز وقوات عسكرية أساسية وقوات شرطة، إضافة لقوات احتياطية من المتطوعين والشباب، وقد تكون الأخيرة أكبر حجماً من التقديرات السابقة.

وقال قائد إسرائيلي إن حركة الجهاد الإسلامي الأصغر، والتي غالباً ما تعمل بشكل مستقل عن حماس، تمتلك ترسانة مماثلة. ويشمل ذلك 6000 صاروخ وعشرات الطائرات بدون طيار، والصواريخ المضادة للدبابات، والطائرات.

 وسبق أن وجّه قائد حماس في غزة يحيي السنوار في خطاب باسم كل الفصائل المسلحة، ما يشبه رسالة تحذير لإسرائيل إن حاولت احتلال غزة، قائلاً إن "عدد المقاتلين في القطاع يقدّر بحوالي 70 ألفاً من الشباب، سيخرجون من باطن الأرض بمضادات دروع، وسيطلقون صواريخ ستحيل مدن إسرائيل إلى مدن أشباح"، وأنّهم يملكون مئات الكيلومترات من الأنفاق تحت الأرض، وآلاف الكمائن، وجميعها صُنعت في غزة.

كما هدّد السنوار إسرائيل، بقدرة المقاومة على ضرب تل أبيب مدة 6 أشهر متواصلة، برشقات صاروخية متتالية، تفوق أعدادها عشرات المرات، لما تعرضت له من قصف خلال عام 2014.

مترو حماس حوّل غزة إلى فخ كبير

ولكن هناك ما هو أسوأ بالنسبة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يُعرف بـ"مترو حماس" أو مترو غزة، وهي شبكة واسعة من الأنفاق تحت غزة، وتوصف بأنها مدينة كاملة تحت أرض القطاع، وهي معدة لحماية أنشطة المقاومة من الطيران الإسرائيلي، وكذلك قد تُستخدم لشن هجمات مباغتة على قوات الاحتلال في حال تنفيذها توغلاً أو غزواً للقطاع.

تعبير "مترو حماس" أول من استخدمه رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي في الأيام الأولى لجولة القتال مع غزة في عام 2021، وتحديداً بعد ارتكاب الطائرات الحربية مجزرة شمالي قطاع غزة -عبر بناء ما يُعرف "بحزام ناري" مكثف- تم عبر قصف الطائرات الحربية بـ200 غارة جوية في أقل من نصف ساعة لمنطقة شرقي مدينة غزة، بالتزامن مع تسريب الجيش الإسرائيلي أخباراً مضللة لوسائل إعلام محلية إسرائيلية ودولية عن استعداد الجيش لدخول غزة برياً.

كان الهدف من ذلك، وفقاً لما كشفته صحيفة معاريف الإسرائيلية، استدراج أفراد الفصائل الفلسطينية المتمركزين في مواقعهم فوق الأرض وتحتها للانقضاض عليهم، ضمن خطة استعداد تدرب عليها الجيش منذ 3 سنوات، وهي الفترة التي تولى فيها كوخافي رئاسة الأركان.

الصحيفة ذاتها اعترفت بهذا الفشل وفقاً لمصادرها في الجيش؛ إذ كان الهدف من هذه الخطة وفق الادعاء الإسرائيلي، قتل وإصابة ما بين 300-400 فرد من فصائل المقاومة.

والمرات القليلة التي توغل فيها جنود الاحتلال داخل قطاع غزة أدت لكوارث للطرفين، يعلق الجنود الإسرائيليون وسط قتال المدن، فيحاول جيش الاحتلال تغطيتهم بقصف عشوائي بالمدفعية أو الطائرات، يصيب المدنيين الفلسطينيين قبل مقاتلي المقاومة، مثلما حدث في مجرزة حي الشجاعية عام 2014، التي راح ضحيتها نحو 74 شهيداً فلسطينياً.

صواريخ المقاومة تزداد

وسبق أن قال الباحث الإسرائيلي أوري غولدبرغ "عندما يزداد عدد الصواريخ التي تطلقها حماس في كل جولة قتال عن الجولة التي سبقتها، فهذا يدل على أننا فشلنا في ردعها، مع أننا في كل مرة نقتل ونجرح أكثر… نحن نقتل الآلاف لكن هذا لا ينجح"

الجزء الأكبر من ترسانتي حركتي حماس والجهاد الإسلامي مصنعة محلياً إلى حد بعيد، حيث توجد قدرات تصنيع نشيطة ومتطورة نسبياً داخل قطاع غزة نفسه. ويعتقد خبراء إسرائيليون وأجانب أن الخبرة والمعرفة الإيرانية لعبت دوراً مهماً في بناء هذه الصناعة، حسبما ورد في تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

إليك أبرز أسلحة المقاومة الفلسطينية التي تهدد إسرائيل

أولاً: الصواريخ

"قسام 1": البداية المتواضعة التي غيّرت الموازين

هو المولود الأول لترسانة كتائب القسام، ويكتسب اسمه من المجاهد عز الدين القسام، وأطلقته في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2001، باتجاه مستوطنة "سديروت"، وبلغ مداه آنذاك نحو 3 كيلومترات، حسب تقرير "الجزيرة.نت".

ويتمتع "قسام 1" بمواصفات بدائية نسبياً؛ حيث لا يتجاوز طوله 70 سم، وقطره نحو 8 سم، ويحمل رأساً متفجراً يزن 1 كلغم من مادة "تي إن تي" (TNT) شديدة الانفجار، ويطلق الصاروخ بواسطة قاذف غير دقيق في إصابة الهدف. بعد إطلاق هذا الصاروخ، وصفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية الحدث حينها، عبر موقعها الإلكتروني، بقولها إن الصاروخ قلب الموازين العسكرية وصنع لأول مرة قوة ردع، تؤثر بشكل مباشر على الجبهة الداخلية لـ "إسرائيل". إذ إن الخطر الأكبر الذي تمثله الصواريخ، هو خطر نفسي لا مادي بالأساس.

أسلحة المقاومة الفلسطينية
صاروخ قسام تعمدت حماس إخفاء نوعه/رويترز، أرشيفية

"قسام 2": نسخة مطورة عن الأول، وأعلنت عنه كتائب القسام عام 2002، وبلغ مداه من 9 كيلومترات إلى 12 كيلومترا.

"قسام 3": أعلنت عنه كتائب القسام عام 2005، وشكّل في ذلك الحين نقلة نوعية بوصوله إلى مدينة عسقلان المحتلة، بمدى يتراوح بين 15 و17 كيلومترا.

صاروخ M-75: أول ما وصل إلى مطار بن غوريون

هو أول صواريخ حماس، الذي يوصف بالبعيد المدى، ومن المتعارف عليه أن صواريخ حماس تحمل عبر رموزها الأحرف الأولى لأسماء قادة الحركة الشهداء. وقد سُمِّي صاروخ M75 نسبة للقيادي إبراهيم المقادمة.

أُطلق هذا الصاروخ عام 2012 رداً على اغتيال قائد أركان كتائب القسام، الشهيد أحمد الجعبري، ويبلغ مداه من 75 إلى 80 كيلومتراً، ويُعد أول صاروخ يُطلق على مطار بن غوريون.

صاروخ S55:  أول سلاح يصل لـ"اللد"

يُعرف أيضاً بـ "صاروخ سجّيل"، وهو أول صواريخ القسام التي تصل إلى مدينة اللد المحتلة. وقد أُطلق لأول مرة عام 2014 ويبلغ مداه 55 كيلومتراً.

J90 – J80: الصاروخ الذي أبلغت القسام إسرائيل بموعد إطلاقه وفشلت في إسقاطه

يُعد صاروخ J80 أول صاروخ يُطلق باتجاه تل أبيب في تاريخ الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، بحسب ما ذكرت كتائب القسام، وقد سُميّ باسم القيادي الشهيد أحمد الجعبري نائب القائد العام لكتائب القسام. 

ولهذا الصاروخ ذكرى مميزة، إذ تحدت به الكتائب قوات الاحتلال من أن تعترض القبة الحديدية هذا الجيل من الصواريخ، وأعلنت في حرب "العصف المأكول" عام 2014 أنها ستقصف "تل أبيب" في تمام الساعة بصواريخ J80، وكذلك فعلت، لتفشل القبة الحديدية من اعتراضهم، حسب تقرير لـ"الجزيرة.نت".

ويبلغ مدى هذا الصاروخ 80 كيلومتراً.

صاروخ R160: طال حيفا

ويُعد الصاروخ الأول من نوعه الذي ضرب مدينة حيفا، التي تقع بعد تل أبيب  وسُمِّي نسبةً للقيادي الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، وتكمن أهميته -بحسب الكتائب- في وصوله مناطق أبعد، وقدرته على ضرب العمق الإسرائيلي على مسافة أكثر من 100 كلم عن قطاع غزة.

أُطلق هذا الصاروخ لأول مرة عام 2015، ويُعتقد أن مداه يتجاوز 160 كيلومتراً.

A120: مزوَّد برؤوس تفجيرية عالية التدمير

يحمل رؤوساً متفجرة ذات قدرةٍ تدميريةٍ عالية، يصل مداها إلى 120 كيلومتراً"، حسبما قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس في بيان لها، عند الإعلان عن استخدامها لصاروخ من هذا الطراز في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 في ضربة صاروخية وجهتها للقدس.

ودخل النوع من الصواريخ الخدمة "بشكل معلن لأول مرة" في ذلك الوقت بعد أن انقضت مهلة، منحت لإسرائيل من قبل "الغرفة المشتركة" في القطاع، لسحب جنودها من المسجد الأقصى وحي "الشيخ جراح" بمدينة القدس المحتلة والإفراج عن المعتقلين.

"SH85": ضُربت به تل أبيب

أيضاً خلال حرب غزة في مايو/أيار 2021، كشفت كتائب الشهيد عز الدين القسام عن استخدامها لأول مرة لصواريخ SH85، التي جاءت تسميتها تيمناً بالقائد الشهيد محمد أبو شمالة، ويصل مداها إلى 85 كم.
واستخدمت الكتائب هذا النوع من الصواريخ لأول مرة في الضربة الصاروخية التي وجهتها فجر 12 مايو/أيار 2021 لتل أبيب ومطار "بن غوريون". 

"عيّاش 250": الصاروخ الأبعد مدى

هو الصاروخ الأبعد مدى حتى حرب غزة الأخيرة في ظل ما هو مُعلن، وقد انطلق للمرة الأولى 13 مايو/أيار 2021، تجاه مطار رامون جنوب فلسطين وعلى بعد نحو 220 كلم من غزة. ويعتقد أن مداه يصل إلى 250 كيلومتراً، وينسب اسمه للمهندس الشهيد يحيى عياش، أحد أبرز قادة كتائب القسام الذي اغتالته إسرائيل عام 1995.

إليك أعداد كل فئة من الصواريخ

وخلال حرب غزة عام 2021، قالت تقديرات المخابرات الإسرائيلية إن حماس لديها عشرات الصواريخ بمدى يتراوح بين 100 و160 كيلومتراً، والتي يمكن أن تغطي معظم إسرائيل حتى حيفا والشمال. 

وقد يكون لدى حماس أيضاً مئات الصواريخ التي يتراوح مداها بين 70 و80 كيلومتراً، والتي يصل مداها إلى 3 أهداف مهمة: تل أبيب والمدن الواقعة داخل ممرها، ومطار بن غوريون والقدس. 

وتقدر المخابرات الإسرائيلية بأن معظم ترسانة حماس (من 5 آلاف إلى 6 آلاف صاروخ) يمكن أن تضرب في مكان ما بين المجتمعات الحدودية التي تبعد ما بين 40 و45 كيلومتراً من الحدود.

صواريخ الجهاد

وتمتلك الجهاد الإسلامي ترسانة كبيرة من الصواريخ وقذائف الهاون وكذلك الصواريخ المضادة للدبابات. وتتكتم الحركة دائما عن مثل هذه المعلومات، ولكنها يعتقد أنها أقل في العدد والمدى من حماس الأكبر في القوة البشرية والإمكانيات.

ويقول موقع "واللا" الإسرائيلي إن للحركة ترسانة أسلحة كبيرة تضم عشرات الآلاف من الصواريخ بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى قاذفات لصواريخ متطورة مضادة للدبابات من نوع "كورنيت" الروسية، وطائرات بدون طيار هجومية، لافتة إلى أنها ثاني أكبر حركة في قطاع غزة.

خليل الباهتيني أحد قادة الجهاد الإسلامي الذين اغتالتهم إسرائيل/ رويترز

أشار "واللا" إلى أن الجهاد الإسلامي في الماضي كانت تمتلك أسلحة وذخائر عالية الجودة، إلا أنه منذ تعزيز الحصار وإغلاق الأنفاق في سيناء وإحباط عمليات التهريب عبر البحر، واجهت الحركة صعوبة في استعادة قوتها واضطرت إلى التحول للإنتاج المحلي للصواريخ مثل حماس، خاصة أنها كانت أكثر اعتماداً على الدعم الإيراني.

لدى الجهاد مثل حماس نسخ مختلفة من صاروخ غراد الذي يصل مداه إلى 40 كيلومتراً ويستطيع الوصول لبئر السبع وأسدود في الجنوب. وصاروخ (بدر-3) من الجهاد له المدى نفسه.

وعلى الرغم من أنه يعتقد أن لدى حماس صواريخ بعيدة المدى أكثر بكثير من الجهاد الإسلامي، فإن الأخيرة لديها ما يقدر بحوالي 8 آلاف صاروخ قصير المدى، ما يعني أن لديها قوة نيران أكثر من حماس تطول المنطقة الإسرائيلية القريبة من المعروف باسم "غزة القريب".

الطائرات المسيرة.. لماذا تقلق منها إسرائيل أكثر من أي شيء؟

واحد من أكثر أسلحة المقاومة الفلسطينية التي تقلق إسرائيل هي الطائرات المسيرة، ولاسيما التي تمتلكها وتطورها حماس.

وخلال حرب عام 2021، بينما كانت صواريخ المقاومة الفلسطينية هي التي جعلت الإسرائيليين يفرون إلى الملاجئ خلال حرب غزة، فإن ما يُقلق الجيش الإسرائيلي أكثر، هو طائرات حماس المسيَّرة والمعروفة باسم طائرات شهاب التي استُخدمت بالفعل خلال هذه الحرب.

ولقد نشرت حماس فيديو لعملية إطلاقها، وتفيد تقارير بأنها قد تحمل رأساً حربياً يصل وزنه إلى 30 كيلوغراماً، وهناك تقارير عن أوزان أقل، ويمكن أن تطير بسرعة 250 كيلومتراً في الساعة. ويُعتقد أنها مبرمجة بإحداثيات GPS وصور الأقمار الصناعية للعثور على هدفها، كما يمكن توجيهه بصرياً إلى الهدف باستخدام مشغّل أرضي وكاميرا، ويُعتقد أنه يتم إطلاقها من سكة حديدية ويمكن نقلها على متن شاحنة.

ويُعتقد أن حماس لديها أيضاً طائرات مسيَّرة انتحارية والتي يطلق عليها الذخائر المتسكعة "loitering munition"، حسبما ورد في تقرير لمجلة Forbes الأمريكية.

ويطلق عليها هذا الاسم، لأنها تحوم في الجو لتبحث عن الأهداف، وتهاجمها بمجرد تحديدها، وتتيح ذخائر التسكع أوقات رد فعل أسرع ضد الأهداف المخفية أو المخفية التي تظهر لفترات قصيرة دون وضع منصات عالية القيمة بالقرب من المنطقة المستهدفة، وتسمح أيضاً بعملية استهدافٍ أكثر انتقائية.

أعضاء في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، يعرضون طائرة مسيرة محلية الصنع خلال عرض عسكري بمناسبة الذكرى السابعة والعشرين لتأسيس حماس، في مدينة غزة ، 14 ديسمبر/كانون الأول 2014 -رويترز

كان أول استخدام معروف للطائرات بدون طيار من قِبل حماس لاستهداف إسرائيل في عام 2014، لكن جهود حماس باستخدام الطائرات بدون طيار تعود إلى نهاية عام 2012، عندما قال الجيش الإسرائيلي إنهم هاجموا "برنامج الطائرات بدون طيار" التابع للحركة.

وقال جاستن برونك، من معهد رويال يونايتد سيرفيسز إنستيتيوت في لندن: "بمساعدة إيران، طوَّرت حماس عدداً كبيراً جداً من الذخائر غير المكلفة، والتي يمكن إرسالها لضرب أهداف ثابتة، تقع على نطاق بعيد".

أصول  المسيّرة "شهاب"، غير واضحة، وبينما تقول حماس إنها تصميم أصلي بالكامل، تقول المصادر الغربية والإسرائيلية إن تكوين الطائرات بدون طيار مشابه تماماً لتكوين "أبابيل تي" الإيرانية.

ومع ذلك، فإن طائرات "شهاب" ليست نسخة طبق الأصل من طائرات أبابيل الإيرانية أو "قاصف" التي يستخدمها الحوثيون.

فالطائرات الفلسطينية أصغر قليلاً من النوعين المذكورين أعلاه، حسب موقع Eurasian Times.

كما يختلف شكل وحجم الأجنحة في طائرات "شهاب"، إلى جانب مخروط الأنف، الذي يبدو أنه أكثر حدة واستدارة من النماذج الإيرانية واليمنية، إذ يبدو أن طائرات "شهاب" تصنع في ظروف أقل تقدماً من أبابيل.

ويرجَّح أن الإيرانيين قد أعطوهم بعض الأمثلة الأولية، وكذلك كُتيبات تدريبية حول كيفية بناء هذه الطائرات، وبمجرد نقل هذه الخبرة، أصبحت حماس بارعة جداً في تصنيع طائراتهم الخاصة في غزة، حسبما نقل عنه موقع the National News.

ليس من المستغرب أيضاً أن تكون طائرات "شهاب" أصغر من طائرات "قاصف" أو "أبابيل تي"، فالمسافات التي تحتاجها لمهاجمة الأهداف الإسرائيلية من غزة أقصر بكثير من تلك الموجودة بين مواقع الإطلاق في اليمن والأهداف في المملكة العربية السعودية، حسبما ذكر محلل الدفاع تايلر روجواي، في تقرير نشره موقع The War Zone.

بصفة عامة تمثل الطائرات المسيَّرة مشكلة بالنسبة للصواريخ الدفاعية وأنظمة الرادارات، لأنها قد تكون مصنوعة من مواد لا تعكس أشعة الرادار، ومحركاتها كهربائية وليست حرارية، مما يصعب تتبُّعها من أجهزة الرصد الحراري التي تستطيع رصد الصواريخ.

هل تستطيع القبة الحديدية التعامل معها؟

يُظهر فيديو نشرته حماس ما يوصف بـ"أول عملية ناجحة موثقة" لحركة حماس خلال عام 2021،  باستخدام طائرة شهاب الانتحارية "كاميكازي" الجديدة. ويُظهر المقطع هجوماً على مصنع كيماويات إسرائيلي في مستوطنة نير عوز، ولكن لم يتسنَّ التأكد منه من جهة مستقلة.

القدرة على ضرب أهداف دقيقة، خاصةً المنشآت المعرَّضة للخطر مثل تخزين النفط والغاز والمصانع الكيماوية، تجعل طائرات حماس المسيَّرة تهديداً أكبر بكثير من وابل الصواريخ غير الموجهة، حسب تقرير مجلة Forbes.

القبة الحديدية الإسرائيلية/ رويترز

وتستطيع الطائرات المسيرة خداع القبة المسيرة لدرجة أن تل أبيب طورت قبة حديدية مخصصة للمسيرات.

وحتى الآن، يبدو أن نظام الدفاع الإسرائيلي قادر على صدِّ طائرات شهاب التابعة لـ"حماس" بشكل كافٍ، ومنعها من إحداث خسائر كبيرة، حسبما قال دوغلاس باري، من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

ولكن باري يرى أن الأمر قد يكون مجرد مسألة وقت قبل أن تخترق طائرة فلسطينية انتحاريةٌ الدفاعات الإسرائيلية. 

تحميل المزيد