ليست المقاتلة الأفضل في العالم، ولكنها قد تكون الأقدر على مواجهة الطائرات الروسية، خاصة السوخوي الشهيرة، هكذا توصف المقاتلة السويدية غريبين، التي يعتقد أنها أنسب طائرة يمكن أن تستخدمها أوكرانيا لمواجهة التفوق الجوي الروسي الساحق، وذلك بفضل تمتعها بميزات فريدة لا مثيل لها في أي طائرة بالعالم، ولأنها صُنعت خصيصاً لمواجهة روسيا.
ومنذ بداية الحرب الأوكرانية، تطالب كييف بإلحاح الولايات المتحدة بتزويدها بطائرات مقاتلة، وعينها في الأغلب على الطائرات الموجودة لدى القوات الجوية الأمريكية من طرازي إف 16 وإف 15، ولكن الولايات المتحدة ما زالت تتمنع عن اتخاذ هذه الخطوة، سواء لخوفها من تصاعد الحرب وتورطها بها، أو لأنها ترى أنه لا فرصة كبيرة لبضعة عشرات من الطائرات في أيدي أوكرانيا من مواجهة القوات الجوية الروسية التي تعد الثاني في العالم من حيث القوة والحجم.
ولكن المقاتلة السويدية غريبين صنعت خصيصاً لحرب مماثلة لحرب أوكرانيا، حرب يشنها الروس ضد جارة أضعف منهم بكثير، لأنها تحتوي على قدرات للعمل في ظل احتمال القصف الجوي الروسي المكثف وحتى في ظل احتمال احتلال الروس للمطارات التي تنطلق منها، حسبما ورد في تقرير لموقع Eurasian Times.
والمقاتلة السويدية غريبين هي طائرة مقاتلة خفيفة متعددة المهام ذات محرك واحد، تصنعها شركة الدفاع والفضاء السويدية Saab AB.
كيف ردت السويد على طلب أوكرانيا؟
وتتطلع أوكرانيا لأن تمدها السويد، الدولة الإسكندنافية التي كانت تخشى دوماً غزواً روسياً، بهذه الطائرة الفريدة.
ومع ذلك خيبت ستوكهولم، وأعلنت رفضها تزويدها بهذه الطائرة، على لسان وزير الدفاع السويدي بول جونسون الذي نفى وجود خطط لإرسال طائرة غريبين إلى أوكرانيا. وكان يتحدث في إفادة مشتركة مع وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، عقدت في مدينة أوديسا على البحر الأسود.
وقال جونسون: "لأكون صادقاً، لا توجد خطط لإرسال طائرات غريبين لأوكرانيا"، ولكن في الوقت نفسه، قال إن حزمة المساعدة الجديدة لأوكرانيا المقدمة من بلاده تتضمن توفير أنظمة دفاع جوي حديثة.
ويؤمن المسؤولون الأوكرانيون أن تلقيهم لطائرات مقاتلة من دول الناتو يمكن أن تسمح لقواتهم الجوية التي تعتمد حالياً على بضع عشرات من الطائرات السوفيتية القديمة بتحدي المقاتلات الروسية الأكثر عدداً وتطوراً والمجهزة بصواريخ مميتة بعيدة المدى.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على فيسبوك إن الطائرات الحربية الغربية "ستساعد أوكرانيا على تحقيق التفوق على العدو في الأجواء".
وقبل الحرب، كانت روسيا تمتلك 1511 طائرة مقاتلة، في حين أن أوكرانيا لديها أقل من 100 طائرة، حسب دليل القوات الجوية العالمية لشركة Flight Global 2022.
وأبرز الطائرات لدى أوكرانيا 37 طائرة ميغ 29 السوفييتية الصنع، معظمها من نسخ قديمة غير محدثة بمستوى يناهز النسخ الروسية، ولديها 17 مقاتلة متخصصة في القصف الجوي من طراز سوخوي 25، و12 قاذفة من طراز سوخوي 24، وأقوى ما في جعبتها 32 من الطائرة الروسية الشهيرة سوخوي 27 التي تعود للثمانينيات، ويُعتقد أنها تعادل في قدراتها الـ"إف 15″ الأمريكية.
الفارق الهائل يظهر من أن روسيا لديها (229 طائرة) من السوخوي 27 مؤسسة عائلة الطائرات الروسية الشهيرة، التي يطلق عليها الغرب "Flanker"، كما أن لديها نسخ أحدث من هذه العائلة، منها 111 من طائرات سوخوي 30 الروسية الشهيرة التي تقارَن بالـ"إف 15 سترايك إيجل" الأمريكية، إضافة إلى النسخة الأحدث سوخوي 35 الشهيرة، التى تمتلك منها موسكو 92 طائرة، إضافة إلى 124 من المقاتلة القاذفة سوخوي 34 المطورة عن الأصل نفسه.
وتمتلك روسيا 280 طائرة من المقاتلة الخفيفة ميغ 29، المنافسة للـ"إف 16″ الأمريكية، و274 قاذفة من طراز سوخوي 24، و193 طائرة هجوم أرضي من طراز سوخوي 25، و113 من الاعتراضية الشهيرة فائقة السرعة ميغ 31، التي تُعد من أساطير الحرب الباردة.
أمريكا تدرب طيارين أوكرانيين
وفي يوليو/تموز 2022، وافق مجلس النواب الأمريكي على 100 مليون دولار لتدريب الطيارين الأوكرانيين على قيادة طائرات مقاتلة أمريكية كجزء من قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2023. ومع ذلك، أبدت واشنطن حتى الآن تردداً خوفاً من التصعيد مع روسيا.
في مرحلة ما، كانت التكهنات منتشرة بأن الولايات المتحدة ستنقل في النهاية طائرات A-10 Warthogs إلى أوكرانيا. في نوفمبر/تشرين الأول، كانت هناك تقارير تفيد بأنه تم اختيار طيارين أوكرانيين يتحدثون الإنجليزية للتدريب على الطائرات الغربية.
ومع ذلك، على الرغم من قصف روسيا المستمر للبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، لا تزال الطائرات المقاتلة الغربية لأوكرانيا بعيدة المنال.
وقد يكون هدف تمنع الغرب من تزويد كييف بطائرات مقاتلة هو كسب الوقت لتدريب الطيارين الأوكرانيين عليها قبل اتخاذ هذه الخطوة.
لماذا تعالت الأصوات بمنح أوكرانيا المقاتلة السويدية غريبين؟
رغم وجود سلسلة طويلة من الطائرات الأمريكية والأوروبية، تبنى العديد من الخبراء العسكريين ومراكز الفكر مؤخراً الدعوات لتقديم المقاتلة السويدية غريبين لأوكرانيا، لا سيما نسختها الأكثر تقدماً JAS-39.
واكتسبت المسألة زخماً في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2022، عندما قال النائب السويدي ماغنوس جاكوبسون: "وجهة نظري بسيطة. أوكرانيا تريد شراء غريبين JAS، وعلينا أن نقول نعم. ليس الأمر صعباً".
وبينما طالب سلاح الجو الأوكراني وساسته بنقل مقاتلات F-15 أو F-16 إلى كييف، فإن كثيراً من المحللين، أوصوا المسؤولين الأوكرانيين والغربيين بالتركيز على الطائرة Saab JAS 39 Gripen كأحد أفضل الخيارات في أوكرانيا.
وفقاً للمعايير التشغيلية للدفاع الجوي الأوكراني، فإن الطائرة السويدية هي الخيار الأكثر قابلية للتطبيق بين الطائرات المقاتلة الغربية الصنع، حسبما خلص خبراء من المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI) في بحث نُشر في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
لماذا تمتلك الطائرة السويدية قدرات مصممة خصيصاً لمحاربة روسيا؟
فالسويد دولة قليلة السكان (نحو 10 ملايين)، ولكنها تُعد واحدة من أكثر دول العالم تقدماً في المجال العسكري، وكان من سوء حظها أنها جار لروسيا، وعدو تاريخي لها (مدينة سان بطرسبورغ بنيت من أرض منتزعة من السويد).
وكان شبح الغزو السوفيتي يطارد السويد (المحايدة رسمياً) بشكل كبير خلال الحرب الباردة، لدرجة أنها كانت تتأهب لامتلاك سلاح نووي، ودخلت في برامج لتطوير طائرات مصممة لإلقاء قنابل نووية.
ولذا بنت البلاد عقيدتها العسكرية، وصممت أسلحتها على أساس احتمال أنها سوف تتعرض لغزو سوفييتي أو روسي، وأن القوات الروسية ستجتاح البلاد بالفعل، وأن على الجيش السويدي أن يضع في حسبانه أنه سيحارب داخل البلاد في ظل سيطرة روسية على مناطق واسعة من الدولة الإسكندنافية، وأن الجيش السوفييتي أو الروسي سيدمر بنية السويد التحتية والعسكرية في مستهل الغزو، والمفارقة أن هذا السيناريو حدث بالضبط في حرب أوكرانيا.
وضمن هذه العقيدة، فإن الطائرات السويدية منذ بداية الحرب الباردة، تصمم منذ البداية لهذا الاحتمال أي أن تنطلق وتهبط من الطرق العامة السريعة، وأن تكون سهلة الصيانة بالنسبة للمتطوعين الجدد الذين سينضمون للجيش السويدي في حالة تعرض البلاد لغزو روسي.
تم تنفيذ ذلك مع طائرة السويد الرئيسية خلال الحرب الباردة ساب دراكين.
وواصلت السويد هذا التقليد عندما بدأت برنامج المقاتلة غريبين في الثمانينيات، حيث أعدت للعمل والانطلاق من مواقع بعيدة ومزودة بأقل قدر من البنية التحتية على أساس افتراض أن المطارات الرئيسية سوف تدمر من قبل الروس.
الأمريكيون يتعلمون منهم حرب العصابات الجوية، والأوكرانيون ينفذون أفكارهم
يقول تقرير خبراء المعهد الملكي للخدمات المتحدة ببريطانيا (RUSI) إنه "من الناحية النظرية، أكدت القوات الجوية السويدية دائماً على تكتيكات التفوق الجوي منخفضة المستوى من القواعد المتفرقة، بطريقة مماثلة لكيفية عمل القوات الجوية الأوكرانية حالياً، وبالتالي تم تصميم غريبين بدعم أرضي متطلبات المعدات والصيانة المتوافقة مع هذا النهج".
وأشاد سلاح الجو الأمريكي بهذه الاستراتيجية، ومن المعروف أنه يرسل أفراده لهذا البلد الإسكندنافي لتعلم أساليب القوات الجوية السويدية في تفريق طائراتها خلال أوقات الحرب.
ويبدو أن الأوكرانيين ينفذون جزئياً السيناريو الذي تدرّب عليه السويديون.
فعلى الرغم من تفوق القوات الجوية الروسية الساحق في العدد والعتاد، فإن القوات الجوية الأوكرانية أبقت المجال الجوي فوق أراضيها موضع نزاع ومنعت موسكو من فرض هيمنتها الجوية، حيث استخدم الطيارون الأوكرانيون استراتيجيات تقوم على التكيف مثل إبقاء الطائرات تتحرك بين المطارات والطيران في مسارات طيران صعبة لتقليل احتمالية اصطياد العدو لهم وهي رابضة في المطارات.
وكان نجاح الأوكرانيين في منع الروس من سحق سلاحهم الجوي والأنظمة المضادة للطائرات، هو مفتاح إخفاق الروس في تدمير الجيش الأوكراني ومنع تحقيق انتصار روسي حاسم وسريع على غراري حربي الولايات المتحدة ضد العراق في عام 1991، و2003.
كيف تستطيع المقاتلة غريبين العمل في مواجهة التفوق الروسي؟
تم تصميم الطائرات المقاتلة السويدية للإقلاع والهبوط على أجزاء صغيرة من الأرض وأجزاء طويلة من الطرق السريعة المستقيمة. وفقاً لشركة SAAB المصنعة للطائرات، يمكن للطائرات المقاتلة Gripen C / D على سبيل المثال، الهبوط على ارتفاع 600 متر والإقلاع على ارتفاع 500 متر.
وبالتالي، يمكن لـGripen الإقلاع والهبوط بسرعة ومن مسافة قصيرة، مما يسمح لها بالعمل من الممرات والمطارات العامة الصغيرة بل الطرق السريعة المخصصة للسيارات.
وهذا من شأنه أن يتناسب مع متطلبات ساحة المعركة الفريدة في أوكرانيا.
إضافة إلى ذلك، تم تصميم مجموعة الحرب الإلكترونية على الطائرة المقاتلة السويدية خصوصاً لمنع المقاتلات الروسية ورادارات أنظمة الدفاع الجوي الروسية.
وفقاً لتقرير RUSI، حتى عدد صغير من المقاتلات الغربية المعاصرة، مثل المقاتلة السويدية غريبين ذات الصواريخ طويلة المدى، قد تتنافس مع القوات الجوية الروسية على أسس تكنولوجية متساوية أو حتى أفضل، مما يؤدي إلى نتيجة ضد الروس.
كما أن المقاتلة السويدية غريبين يسهل قيادتها وبالتالي يسهل التدرب عليها في فترة وجيزة، من قبل الطيارين المبتدئين لدرجة أن المملكة المتحدة تستخدمها كطائرة تدريب، ويعني ذلك أن الوقت اللازم للطيارين الأوكرانيين المعتادين على الطائرات السوفييتية الصنع للتدرب عليها لن يكون كبيراً، بل إنه يمكن تأهيل الطيارين المبتدئين الأوكرانيين لقيادتها بسرعة أعلى من أي طائرة روسية أو غربية منافسة.
مقاتلة صغيرة، ولكن بقدرات جيدة.. إليك مقارنة بينها وبين أبرز منافسيها
وتعد المقاتلة السويدية غريبين نموذجاً لما يوصف بالمقاتلة الصغيرة الحديثة متعددة المهام.
ورغم أنها مزودة بمحرك متوسط القوة، يولد دفعاً أقل من معظم منافسيها، فإن سرعتها جيدة (2 ماخ، أي أعلى من الرافال الفرنسية الأغلى بكثير)، ولديها مدى جيد يصل إلى 3200 كم (أطول من الروسية الأكبر حجماً ميغ 29، ولكن أقل من الـ"إف 16″ الأمريكية والسوخوي 30 و35 الروسيتين، والرافال والتايفون الأوروبيتين).
ورغم صغر حجمها ووزنها (طولها يتراوح بين 14.1 و14.8 متر حسب النسخة)، فإن لديها حمولة أسلحة معقولة تبلغ نحو 5.3 طن، أي قليلاً من الميغ 29 الروسية (5.6 طن) رغم أن الأخيرة لديها محركان يوفران ضعف قوة الغريبين، كما أن حمولة الغريبين أقل بشكل ليس كبيراً من الـ"إف 16″ الأمريكية بلوك 50 التي تحمل أسلحة بوزن 7.7 طن.
تكلفة تشغيل تقارب نصف أقرب الطائرات الغربية الشبيهة
وإلى جانب قدراتها التشغيلية المتقدمة، فإن صيانة المقاتلة السويدية وتكلفة التشغيل أرخص كثيراً من منافسيها، من الطائرات القتالية الغربية مثل F-16 وF-18 وRafale، مع احتفاظها بجودة عالية.
ويُقدر أن ساعة الطيران في المقاتلة السويدية غريبين تتكلف نحو 4700 دولار، أي أكثر قليلاً من السبعة آلاف دولار التي تتكلفها في الساعة الواحدة الطائرة الأمريكية F-16 التي تعد ثاني أرخص طائرة في التكلفة بعدها والأقرب لها في الإمكانيات، حسبما ورد في موقع Jane المتخصص في الشؤون العسكرية.
كما أن لدى المقاتلة السويدية غريبين عمر تشغيل وخدمة طويلاً يصل لـ50 عاماً، ومحركاً أمريكي الأصل (يتم تجميعه وتصنيع أجزاء منه في السويد) مشهوراً، بالأساس ليس بقوته بل باعتماديته العالية وقلة أعطاله، لأنه يستخدم في طائرات إف 18 التي تعمل على متن حاملات الطائرات الأمريكية في ظروف تشغيل وطيران قاسية.
تصميم المقاتلة غريبين وُضع منذ البداية بطريقة تضمن أن يكون مرناً، بحيث يمكنه ملاحقة التطورات، من خلال إمكانية دمج النسخ الأحدث من أجهزة الاستشعار والحواسيب والأسلحة التي طورت بعد صنع الطائرة.
كان أحد الجوانب الرئيسية لبرنامج غريبين هو الوضع في الاعتبار أنها تسمح بتوقيع اتفاقيات نقل التكنولوجيا وشراكات صناعية مع عملاء التصدير، مما يتيح الإدراج الروتيني للموردين المحليين في عمليات التصنيع والدعم والصيانة الخاصة بها.
يمكن لمشغلي الطائرة الخارجيين أيضاً الوصول إلى كود المصدر في برمجيات الطائرة والوثائق الفنية، مما يسمح بالترقيات والمعدات الجديدة ليتم دمجها بشكل مستقل، عكس الطائرات الغربية الأخرى، لاسيما الأمريكية التي يصبح مشغلوها رهائن لإرادة المصنعين.
مقاتلة الطبقة الوسطى من الدول
ولكل هذه الأسباب، فإن المقاتلة السويدية غريبين مفضلة بشكل كبير لجيوش الدول المتوسطة التقدم والثراء، القادرة على تنفيذ عمليات الصيانة محلياً ولكنها دول لا تمتلك كثيراً من المال.
وتعد دول أوروبا الشرقية أهم زبائنها، مثل المجر والتشيك (هناك قائمة طويلة من الزبائن المحتملين بهذه المنطقة)، وكذلك دول متقدمة نسبياً خارج أوروبا، ولكن غير ثرية مثل جنوب إفريقيا والبرازيل وتايلاند، بل إن دولة أوروبية ثرية مثل النمسا، تفكر في شراء المقاتلة السويدية غريبين بدلاً من الطائرات تايفون الأوروبية الباهظة التكلفة التي بحوزتها.
وتتمتع غريبين بالرشاقة في القتال الجوي مع نظام حرب إلكترونية (EW) قوي، مع قابليتها لتشغيل مجموعة متنوعة من الذخائر الغربية.
وطورت شركة ساب المصنعة للطائرة نسخة جديدة تدعى "إن J-39E" لديها مقطع عرضي للرادار أقل من الغريبين التقليدية، ومن المفترض أنه سيكون به أيضاً نظام تعقُّب بالأشعة فوق الحمراء يمكنه اكتشاف الأهداف الجوية وتتبعها عبر بصمتها الحرارية لتتبُّع الطائرات الشبحية رغم أن هذه القدرة لم يتم اختبارها وتوثيقها في النسخة الجديدة.
وزنها الخفيف يجعلها رشيقة رغم ضعف قوة محركها
وتحتوي J-39 أيضاً على محرك أصغر من الموجود في النسخة الأحدث من منافستها الأمريكية إف 16 المعروفة باسم F-16V، لكن لأن الغريبين أخف وزناً، فإن لديها نسبة دفع لوزن أكبر، مما يجعلها نظرياً أكثر ديناميكية، كما أن لديها برمجيات تشغيل متطورة للغاية.
وتعتبر مقاتلات غريبين أكبر صادرات صناعة الدفاع السويدية من ناحية القيمة المالية، حيث حققت المقاتلات معدل نجاح هائلاً في استبدال أساطيل المقاتلات القديمة لدول حلف وارسو السابقة، كما تم بيعها أيضاً في الأمريكتين وإفريقيا وآسيا.
بالطبع الغريبين ليست خالية من العيوب، أول عيوبها أن السويد لديها السياسة الأشد صرامة من ناحية قيود تصدير السلاح لأسباب مرتبطة بالديمقراطية وحقوق الإنسان ورفض الحروب وحتى حقوق المثليين، مما يجعلها صعبة المنال للعديد من الدول النامية خاصةً العربية، ولكن بالطبع لم تمنع انتهاكات الهند لحقوق المسلمين السويد من عرض طائراتها غريبين على نيودلهي.
كما أن المقاتلة غريبين تعتمد على محرك أمريكي الأصل، ومكونات أمريكية كثيرة، مما يجعل تصديرها وصيانتها مرتبطَين بموافقة واشنطن، حيث قُدِّر أن نحو 67% من الطائرة مصدره موردون سويديون أو أوروبيون، و33% من الولايات المتحدة.
وبالطبع فإن سرعة الطائرة أقل من بعض منافسيها، وكذلك المدى والحمولة.