من المتوقع أن تشارك حشود من الدبلوماسيين وقادة العالم والنشطاء والصحفيين في قمة المناخ، التي ستنطلق في مدينة شرم الشيخ المصرية يوم الأحد، 6 نوفمبر/تشرين الثاني.
ولكن هناك شخصيات بعينها يؤمل منها أن تلعب دوراً في جعل قمة المناخ فرصة حقيقية للتغيير، وأن يتم فيها حسم العديد من القضايا العالقة، والتي ماطلت فيها الدول الكبرى كثيراً.
تقرير لصحيفة The Washington Post الأمريكية، استعرض السير الذاتية لـ5 شخصيات قد يساهمون في تحديد نتيجة المفاوضات في قمة المناخ بشرم الشيخ، مؤكداَ ضرورة متابعتهم خلال القمة.
شيري رحمان.. المرأة التي ستحمل ألم باكستان غير المسبوق للعالم
من المتوقع أن تساهم وزيرة المناخ الباكستانية، شيري رحمان، بدور رئيسي في تشجيع الدول الغنية على تعويض الفقيرة عن تكلفة الكوارث الناجمة عن تغير المناخ.
إذ تسبب هطول أمطار غير مسبوق في حدوث فيضانات كارثية في الدولة الجنوب آسيوية هذا الصيف، أسفرت عن مقتل حوالي 1500 شخص، وأضرار تفوق تكلفتها 40 مليار دولار، وفقاً لمسؤولين باكستانيين. ووجد العلماء أن تغير المناخ هو ما فاقم هذه الفيضانات، رغم أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من باكستان لا تتجاوز الـ1%.
وبالصدفة، تترأس باكستان مجموعة من 134 دولة نامية، تُعرف باسم مجموعة الـ77، تخطط للضغط على الدول المتقدمة في القمة لدفع تعويضات عن "الخسائر والأضرار" البالغة التي يتسبب فيها الاحتباس الحراري.
وستفيد شيري من تجربتها حين كانت سفيرة لباكستان لدى الولايات المتحدة، التي تفوق انبعاثاتها من الكربون أي دولة أخرى.
جنيفر مورغان.. الألمانية التي انتقدت حكومة بلادها ثم انضمت إليها
تولت المبعوثة الألمانية للمناخ، جنيفر مورغان، إدارة منظمة غرين بيس Greenpeace International الدولية مدة ست سنوات، قبل أن تنضم إلى نفس الحكومة التي انتقدتها وهي ناشطة.
وأثناء رئاستها للمنظمة البيئية، شاركت مورغان في محادثات قمة المناخ العام الماضية في مدينة غلاسكو الأسكتلندية، وهناك أوقفت فعالية وحملت لافتات تنتقد "تحالف غلاسكو المالي لأجل صافي انبعاثات صفري" ووصفته بالـ "احتيالي".
والآن بعد أن أصبحت مسؤولة حكومية، اختيرت مورغان، إلى جانب وزيرة البيئة التشيلية ميسا روخاس، لتسهيل المفاوضات. وفي تصريح لموقع The Climate 202، دعت مورغان بلدان العالم إلى تسريع خطواتها للتحول إلى الطاقة النظيفة، رغم أزمة الطاقة التي تسبب فيها الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقالت: "بعد قمة المناخ الـ27، لا بد أن تسود الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على الفحم والنفط".
جون كيري.. هل يأتي حاملاً قبول أمريكا بدفع تعويضات عن الضرر الذي ألحقته بعالم؟
سيصل مبعوث المناخ الأمريكي جون كيري، الذي شغل منصب وزير الخارجية في عهد الرئيس باراك أوباما، إلى قمة المناخ الـ 27 مع ملف أمريكي مختلط في سياسة المناخ. فرغم أن الرئيس بايدن وقّع مؤخراً على أكبر قانون للمناخ في تاريخ البلاد، لم تلتزم الولايات المتحدة بتقديم مليارات الدولارات لمساعدة الدول الفقيرة على التكيف مع كوارث المناخ وتحويل اقتصاداتها للطاقة النظيفة.
وأكد كيري الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة لا تمانع تعويض الدول الفقيرة عن الخسائر والأضرار، رغم أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد سبق وعرقلا مقترحات لإجراء مفاوضات رسمية في هذه المشكلة.
وقال كيري للصحفيين، بعد اجتماع له في مجلس العلاقات الخارجية: "نؤمن بضرورة تكثيف جهودنا وأن علينا مسؤولية، وسنتحملها".
ورغم أن عديداً من المراقبين يتوقعون أن يتنحى كيري عن منصبه بعد قمة المناخ الـ27، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ويتني سميث في بيان إن كيري "لا يعتزم الرحيل، وتركيزه الوحيد هو قمة المناخ الـ27".
شيه جينهوا.. الكل يترقب ما سيفعله المبعوث الصيني مع الجانب الأمريكي
رغم أن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، لن يشارك في قمة المناخ الـ27، فيتوقع أن يشارك مفاوض المناخ الصيني شيه جينهوا، رغم حملة "صفر كوفيد" المتواصلة في البلاد.
وسيحرص كثير من المراقبين على متابعة ما إن كان شيه سيتفاعل مع كيري بعد أن علقت الصين محادثات المناخ مع الولايات المتحدة بعد زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي لتايوان.
فانيسا ناكاتي.. ستفضح خلال قمة المناخ وعد أوباما الكاذب
رغم أن ناشطة المناخ الأوغندية فانيسا ناكاتي ليست مسؤولة حكومية، فستكون واحدة من أشد المنادين بتقديم تمويل لإفريقيا في قمة المناخ الـ27.
وصحيح أن الانبعاثات من إفريقيا لا تتجاوز 3% من الانبعاثات العالمية التراكمية، لكنها عرضة أكثر من غيرها للحرارة الشديدة، التي قد تجعل أجزاء من القارة غير صالحة للسكن بحلول عام 2100. وفي الوقت نفسه، تعاني دول شرق إفريقيا بالفعل من أسوأ موجة جفاف تمر بها منذ 4 عقود، أدت إلى مجاعة غير مسبوقة أثرت على أكثر من 80 مليون شخص في الصومال وإثيوبيا وكينيا والسودان وجنوب السودان وأوغندا وجيبوتي.
وقالت فانيسا في مقابلة مع موقع The Climate 202 في قمة المناخ الـ26: "كنت في الـ13 من عمري حين تحدث الرئيس أوباما عن تخصيص 100 مليار دولار لجهود المناخ. لكن هذه الأموال لم تأتِ بعد. ولا أظنها ستأتي، والوعد السابق ليس أكثر من وعد كاذب".