بينما تنال مقاتلات الصين اهتماماً غربياً كبيراً، خاصة مقاتلاتها الشبحية فإن ترسانة صواريخ جو-جو الصينية هي ما يقلق سلاح الطيران الأمريكي أكثر من أي شيء، آخر، وهناك مخاوف جدية من أن تمثل هذه الترسانة مفاجئة كبرى حين يأتي وقت القتال الحقيقي.
لقد تم توثيق الوتيرة السريعة للتطور في الطائرات العسكرية في الصين جيداً، حيث ينتظر المراقبون الغربيون بفارغ الصبر تصميمات ومتغيرات جديدة للتصميمات الحالية، بينما تحافظ المصانع الصينية على وتيرة عمليات التسليم التي لا هوادة فيها على ما يبدو.
ومع ذلك، فإن ما لم تتم تغطيته جيداً هو الإنتاج المحلي من صواريخ جو-جو الصينية.
فلسنوات عديدة، تم تجاهل التقدم الصيني في صواريخ جو – جو، أو الإنجازات الصينية في هذا المجال.
ولكن الواقع أن الصين حققت تقدماً مثيراً للإعجاب في تطوير صواريخها جو – جو، حتى لو كانت هذه الأسلحة لا تزال غامضة نسبياً في الغرب، حسبما ورد في تقرير لموقع the drive الأمريكي.
في كثير من الحالات، تم تشويه سمعة صواريخ جو-جو الصينية باعتبارها مجرد نسخ مقلدة للتصاميم الغربية أو الروسية. ومع ذلك، في الآونة الأخيرة، كان هناك قبول أوسع بأن صواريخ جو-جو الصينية لا تواكب منافسيها فحسب، بل تحقق تقدماً، في بعض الحالات، يفوق هؤلاء المنافسين، والولايات المتحدة، على وجه الخصوص.
تجدر الإشارة إلى أن الصين تلقت أيضاً مخزوناً كبيراً من صواريخ جو-جو الروسية الصنع، بشكل أساسي لتسليح مقاتلاتها من طراز سوخوي 27 و30 و35، إضافة لصواريخها المنتجة محلياً.
خنجر مغروس في طائرة صينية يطلق صناعة الصواريخ جو-جو السوفييتية
كان أول صاروخ جو-جو صيني بالفعل نسخة من سلاح سوفييتي. اعتمد PL-1 على الصاروخ السوفييتي RS-1U AA-1 Alkali الذي كان صاروخاً بدائياً يمتطي شعاعاً يستخدم في بعض المقاتلات النفاثة السوفييتية الأولى.
تم تقديم هذا الصاروخ من قبل الاتحاد السوفييتي لبكين، قبل الخلاف الصيني السوفييتي في الستينيات، ولكن لا يبدو أن القوات الجوية الصينية استخدمته بشكل كبير.
من المحتمل جداً أن يكون استياء جيش التحرير الشعبي من RS-1U قد أصبح واضحاً بعد اشتباكات مع القوات الجوية التايوانية التي كانت تعتمد على طائرات F-86 في عام 1958 بينما كان الصينيون يعتمدون على طائرات ميغ 17 السوفييتية، عندما حدثت أول مواجهة في التاريخ بين مقاتلات بالصواريخ بين طائرات صينية وتايوانية فوق مضيق تايوان.
في هذا القتال استخدمت طائرات تايوان صواريخ AIM-9B Sidewinder الأمريكية الموجهة بالأشعة تحت الحمراء لأول مرة في القتال. بينما استخدمت الصين صاروخها المحلي PL-1 الذي أنتجته في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، وصنعته بمساعدة سوفييتية على ما يبدو.
وكان الفارق هائلاً بين الصاروخين لصالح الصاروخ الأمريكي.
جاء الصاروخ الصيني التالي باسم PL-2، وكان قائماً على صاروخ R-3S السوفييتي، المتأثر بصاروخ AIM-9B Sidewinder الأمريكي، بشكل كبير حيث استفاد الروس من حطام أحد الصواريخ التايوانية التي تقاسمتها بكين مع موسكو، حيث قيل إن الصاروخ الأمريكي غرز في جسم طائرة صينية كأنه خنجر، ولم ينفجر، فنقله الصينيون للسوفييت للاستفادة منه، وكانت هذه الواقعة بداية تطور كبير في صناعة صواريخ جو-جو السوفييتية.
وبينما بدأ السوفييت في تطوير صاروخ جو-جو الباحث عن الحرارة، تمسكت الصين بتصميم PL-2 الأساسي وحاولت تحسينه، وأدى هذا المسار إلى ظهور الصاروخ PL-5 ، الذي استمرت عملية تطويره فترة طويلة جداً بسبب تداعيات الثورة الثقافية الصينية التي عرقلت الصناعة العسكرية في البلاد.
إسرائيل تساعد بكين على تطوير أول صواريخها الحديثة
بحلول أوائل الثمانينيات، أصبح واضحاً للصينيين أن صواريخ PL-5 لم تقدم سوى إمكانات تطوير محدودة وقد تفوقت عليها التصاميم السوفييتية والغربية.
رداً على ذلك، بدأت الصين العمل على صاروخ PL-8 الجديد الموجه بالأشعة تحت الحمراء، الذي استفاد من صاروخ Rafael Python 3 الإسرائيلي ويشبهه بشكل كبير، حتى إن الكثيرين يصفونه بأنه نسخة منه، لكن الحقيقة أكثر تعقيداً، حسب الموقع الأمريكي.
فصاروخ PL-8 هو إحدى ثمار فترة التعاون الصيني الإسرائيلي خلال الثمانينيات. فلقد أعجبت بكين بأداء Python 3 في لبنان في عام 1982 وطلبت نقل التكنولوجيا الخاصة به.
وبحسب ما ورد في الموقع الأمريكي، قدمت إسرائيل ترخيصاً للصين لإنتاح صواريخ Python III في أواخر الثمانينيات، قبل أن تبدأ الصين التصنيع المحلي الكامل، في عدة نسخ أبرزها PL-8A، في أواخر التسعينيات، ثم PL-8B، الذي يستخدم مع مجموعة طائرات حديثة مثل J-10 وسلسلة Flanker (سلسلة مشتقة من سوخوي 27 الروسية) وحتى الطائرة الشبحية الصينية الجديدة J-20.
ويعتقد أن الصاروخ وفر قدرة استهداف ديناميكية حقيقية عالية.
PL-10 أول صاروخ صيني يعادل نظراءه الغربيين
بينما لا يزال PL-8B في الخدمة على نطاق واسع لدى بكين، فإن أحدث صاروخ قتال ينتج بشكل جماعي في الصين هو، PL-10، الذي يعتقد أنه يعادل الأسلحة الغربية في فئتها.
يحتوي PL-10 على باحث تصوير بالأشعة تحت الحمراء (IIR)، وفوهة عادم موجهة للدفع، وفتيل تقارب ليزر، ويقال إنه يتميز بقدرة 90 درجة بعيداً عن التسديد، ومقاومة أفضل للتدابير المضادة.
كانت هناك ادعاءات مفادها أن PL-10 لديه إمكانية القفل على الخصم بعد الإطلاق، والتي من شأنها أن تسمح له بضرب الأهداف على مسافات أكبر، مع نقل البيانات المستهدفة عن طريق رابط البيانات أثناء الطيران. هذه القدرة ضرورية أيضاً للطائرات الشبحية التي تحمل أسلحتها مخبأة في فتحات داخلية.
يتوافق الصاروخ أيضاً مع الخوذات المزودة بمشاهد الإطلاق التي تعرض على الطيارين.
بدأ تطوير PL-10 في حوالي عام 2005 مع إطلاق أول اختبار تم الإبلاغ عنه في أواخر عام 2008، لكن الصاروخ خضع أيضاً لإعادة تصميم واسعة النطاق.
يعتبر مركز الأبحاث الدفاعي التابع لمعهد Royal United Services في المملكة المتحدة أن PL-10 "يمكن مقارنته بصواريخ ASRAAM و IRIS-T الأوروبية، مع أداء حركي متفوق على AIM-9X Sidewinder الأمريكية".
هناك تقارير غير مؤكدة تفيد بأن الصين تعمل الآن على خليفة لـ PL-10، والمعروف أحياناً بالتسمية PL-16، لكن لا توجد تفاصيل متاحة.
صاروخ PL-11 تم إنتاجه بالتعاون مع إيطاليا
يعود تاريخ الصاروخ PL-11 في الواقع إلى أبعد بكثير من معظم ترسانة صواريخ جو-جو الصينية، إذ يرجع إلى جهود بكين الأولى لإطلاق صاروخ متوسط المدى موجه بالرادار شبه النشط (SARH) إلى جانب التوجيه بالقصور الذاتي.
تتطلب طريقة التوجيه هذه أن تقوم طائرة الإطلاق بإضاءة الهدف باستخدام الرادار الخاص بها خلال المراحل الأخيرة من الاشتباك.
يبدو أن هذه المحاولات ركزت في البداية على محاولة إجراء هندسة عكسية لطائرة AIM-7 Sparrow الأمريكية، دون نجاح.
ومع ذلك، في منتصف الثمانينيات، حصلت الصين على صاروخ Alenia Aspide Mk 1 أرض-جو من إيطاليا، والذي يشبه في الأساس صاروخ AIM-7E الأمريكي.
بعد الحصول على ترخيص لإنتاج Aspide Mk 1 الذي يتم إطلاقه على السطح، شرعت الصين في تطوير PL-11. ولكن مذبحة ميدان تيانانمن التي أدت إلى إنهاء مفاجئ للتعاون مع إيطاليا (ومع الولايات المتحدة)، غير أن الصين استمرت في التطوير وبدأ اختبار إطلاق الصاروخ من مقاتلة J-8B Finback في عام 1992.
على غرار Aspide Mk 1 الإيطالي، وعلى عكس AIM-7E الأمريكي، فإن صاروخ PL-11 لديه باحث أحادي النبض معكوس، مما يجعله أكثر دقة وأقل عرضة للإجراءات المضادة الإلكترونية.
دخل الصاروخ PL-11 الخدمة في منتصف التسعينيات، ولكن يبدو أن السلاح قد تم التخلص منه في عام 2001، وفي ذلك الوقت تم اعتباره قديماً.
تم إصدار PL-11 فقط لمقاتلات J-8 و J-10.
صاروخ PL-12 يتفوق على AMRAAM الأمريكي الشهير
كان العمل جارياً منذ أوائل التسعينيات على خليفة للصاروخ PL-11 والذي يدعى PL-12، والذي كان يهدف إلى أن يكون الرد الصيني على الصاروخ الأمريكي الشهير AIM-120 AMRAAM.
مثل AMRAAM، يتميز PL-12، الذي تم إطلاق تطويره في أوائل التسعينيات، بالتوجيه النشط للرادار، مما يوفر إمكانية "إطلاق النار والنسيان"، بالإضافة إلى رابط بيانات لتحديثات منتصف المسار. يعتمد هذا على باحث رادار نشط مصغر، بالإضافة إلى رابط البيانات، الذي تشير بعض الحسابات إلى أنه تم تطويره بمساعدة روسية.
يعد PL-12 أكبر بشكل عام قليلاً من AMRAAM وتتميز زعانف التحكم المثبتة على الذيل بشقوق مميزة مقطوعة في القاعدة.
تشير التقارير إلى أن PL-12 يستخدم محركاً صاروخياً متغير الدفع لضمان السرعة والقدرة على المناورة عبر غلاف الرحلة، وأن القوات الجوية الصينية تعتبره متفوقاً على الصاروخ الأمريكي AIM-120B والصاروخ الروسي R-77 AA-12 Adder، على الرغم من أنه أقل قدرة بشكل هامشي من الصاروخ الأمريكي AIM-120C الأكثر تقدماً.
تمت الموافقة على إدخال PL-12 للخدمة في عام 2005 وتم إصداره لأول مرة لوحدات مقاتلات J-8F الاعتراضية (مقاتلة سريعة ولكن قديمة وغير مرنة)، قبل تقديمه على الطائرات الأكثر تقدماً مثل J-10 (منافسة للإف 16) و J-11B (تقليد لسوخوي 27) و J-15 و J-16 (منافسة لسوخوي 30) و Su 30MK2 و J-20 .
يتم عرض الصاروخ أيضاً للتصدير باسم SD-10، وهو يستخدم في الطائرات المقاتلة الصينية الباكستانية الصنع من طراز JF-17 Thunder التي تمتلكها ميانمار ونيجيريا وباكستان.
يقال إن نسخة محسنة، PL-12A ، تحتوي على باحث معدل بمعالج رقمي جديد ويُزعم أنه يمكن مقارنته بـ AIM-120C-4. وتشير التقارير غير المؤكدة إلى أن الإصدار الجديد قد يكون له أيضاً وضع سلبي للهجوم على أجهزة التشويش وبواعث الحرب الإلكترونية وطائرات الإنذار المبكر المحمولة جواً.
وفقاً للمواصفات الرسمية، يبلغ مدى PL-12 ما بين 44 و62 ميلاً، يخفض إلى 37-44 ميلاً لنسخة SD-10 التي تم تجهيزها للتصدير.
كانت هناك شائعات عن متغيرات أخرى أكثر تقدماً أيضاً، بما في ذلك نسخة ذات زعانف قابلة للطي للحاويات الداخلية بالطائرات الشبحية، وواحدة برأس باحث مضاد للإشعاع، ونسخة تعمل بالطاقة النفاثة للهجمات طويلة المدى.
لا يبدو أن أياً من هؤلاء قد دخل الخدمة التشغيلية.
صاروخ PL-15 السلاح الصيني الذي أثار قلق أمريكا الشديد
يمثل هذا الصاروخ أهمية كبيرة للصين، حيث اهتمت بتطويره باعتباره صاروخاً متطوراً بعيد المدى موجهاً بالرادار، ويبدو أن المقصود منه على الأقل مطابقة أداء الصاروخ الأمريكي AIM-120D.
منذ البداية، تم تصميم هذا الصاروخ ليعمل في الحاويات الداخلية ليكون مناسباً للطائرات الشبحية التي تخفي الصواريخ داخل أبدانها؛ كي لا تكشفه الرادارات مثل المقاتلة الصينية الشبحية J-20، وهو يتميز بزعانف مقصوصة مميزة لتقليل أبعاده.
والأهم من ذلك، أن الصاروخ الجديد يستخدم محركاً صاروخياً ثنائي النبض يساعد في زيادة مداها إلى 124 ميلاً. ويوفر رابط البيانات ثنائي الاتجاه تحديثات توجيهية للصاروخ خلال رحلته لضمان تبادل المعلومات مع طائرة الإطلاق ويستخدم الباحث تقنية المصفوفة الممسوحة ضوئياً إلكترونياً (AESA)، ويقال أيضاً إنه يتمتع بمقاومة أفضل للتدابير المضادة للصواريخ.
من المحتمل أن تطوير PL-15 بدأ في عام 2011، من عام 2013 فصاعداً، بدأ يظهر في حجرة الأسلحة الرئيسية للطائرة الشبحية الصينية J-20، ويعتقد أنه يوفر لها قدرات عالية الأداء في مواجهة الطيران الأمريكي ويعطيها ميزة في القتال البعيد حتى على الطائرة الأمريكية الشبحية الأكثر فتكاً في العالم إف 22 رابتور خاصة أن مداه الطويل مهم جداً في ساحة القتال فوق المحيط الهادئ.
يحل PL-15 حالياً محل PL-12 في أسطول مقاتلات جيش التحرير الشعبي الصيني، وقد تم عرضه أيضاً للتصدير تحت اسم PL-15E. أول زبون لنموذج التصدير هو باكستان، حيث استخدم لتسليح مقاتلاتها من طراز JF-17 Block III و J-10C.
وسبق أن نسبت لقائد القوات الجوية الهندية تحذيرات من أوجه قصور طائرات رافال المقاتلة في أي مواجهة مع الطائرة الباكستانية JF-17 Thunder، رغم الفارق الهائل في الإمكانيات بينهما، ويعتقد أن المخاوف الهندية تأتي بشكل أساسي من تسليح الطائرة الباكستانية بصاروخ PL-15.
ويفوق مدى هذا الصاروخ الصيني الموجه بالرادار صاروخ أمرام الأمريكي وR-77 الروسي، وكلاهما في الخدمة مع القوات الجوية الهندية.
وأفادت تقارير سابقة بأن صاروخ PL-15 تسبَّب في قلق شديد في البنتاغون.
فالمدى الواقعي الفعال لصاروخ PL-15 في الاشتباكات الجوية هو بالتأكيد أقل من الحد الأقصى المعلن، البالغ 300 كم، ولكنه مع ذلك أكبر بكثير من صواريخ AIM-120 AMRAAM الأمريكية، التي يُقدَّر مداها بحوالي 180 كم.
وسبق أن أعرب الجنرال الأمريكي هربرت كارلايل عن مخاوف خطيرة في عام 2015، عندما دخل تطوير PL-15 إلى الخدمة قائلاً: "انظروا إلى خصومنا (الصينيين) وما يطورونه، أشياء مثل PL-15 ومدى ذلك السلاح".
وقال في مقابلة مع FlightGlobal: "إن الولايات المتحدة يجب أن تكون قادرة على التفوق على هذا الصاروخ".
ويبلغ طول PL-15 أكثر من 4 أمتار، وهو أطول بكثير من AMRAAM ولديه رادار قوي ومحرك صاروخي.
ويؤكد الخبراء الذين يكتبون لصحيفة EurAsian Times، أنَّ الدور الأساسي
لـPL-15 هو استهداف الأهداف "عالية القيمة"، مثل طائرات الإنذار المبكر (أواكس)، وطائرات التزود بالوقود الجوي، والتي يمكن أن تعيق أي خصم، بما في ذلك الولايات المتحدة.
هل هو أفضل من الميتيور الأوروبي الشهير؟
ويستخدم PL-15 محركاً صاروخياً تقليدياً، على عكس محرك صاروخ ميتيور (Meteor) الأوروبي الأكثر تطوراً.
وقد يكون هناك مواجهة محتملة بين الصاروخين لأن بينما لدى باكستان صاروخ PL-15 الصيني فإن صاروخ ميتيور تستخدمه طائرات رافال الفرنسية، التي انضمت لسلاح الجو الهندي.
ويمتلك صاروخ ميتيور نطاقاً معلناً فعالاً يزيد عن 150 كلم، وفقاً لمصنّعيه، ولكنه أيضاً أقل من PL-15 في الأغلب.
خلص الخبراء الذين تحدثوا إلى EurAsian Times إلى أن PL-15 لديه مدى أكبر من ميتيور، بسبب سعة الوقود العالية لديه، ما يجعله يشكل تهديداً خطيراً للطائرات الرافال، التي يتم تشغيلها من قِبل القوات الجوية الهندية.
تتضمن أرقام الأداء المنشورة لـPL-15E نطاقاً يبلغ 90 ميلاً، وهو أقل نوعاً ما من الإصدار المحلي، والذي يمكن أن يكون نتيجة لوقود دفع مختلف أو تغييرات في المحرك.
ورغم أن مدى صاروخ ميتيور الأوروبي أقل على الأرجح من PL-15 الصيني، إلا أن الصاروخ الأوروبي من المحتمل أن يكون به منطقة حظر هروب أكبر بكثير واحتمال قتل بعيد المدى أفضل بفضل محركه النفاث.
أمريكا تطلق برامج لمنافسة الصاروخ الصيني PL-15
ولكن ما زال صاروخ PL-15 أطول مدى بشكل لافت من أي صاروخ أمريكي عامل حالياً، ولذا في استجابة جزئية للتهديد الذي يمثله PL-15 الصيني، شرعت الولايات المتحدة في برنامج تحسينات لصاروخ AIM-120D، مما أدى إلى ظهور صاروخ أمريكي مؤقت إلى حين دخول الصاروخ AIM-260 الجديد بعيد المدى إلى الخدمة واسعة النطاق.
وكان برنامج الصاروخ الأمريكي AIM-260 نفسه أيضاً استجابة إلى حد كبير لتطورات صواريخ جو-جو الصينية.
الصاروخ الصيني القادم
هناك برامج صواريخ جو-جو صينية قيد التطوير، على الرغم من أن التفاصيل حولها لا تزال محدودة.
أحد هذه البرامج يعرف عادةً في الغرب باسم PL-XX، ويُعتقد أنه صاروخ بعيد المدى جداً، وربما يهدف في المقام الأول إلى استهداف الأصول عالية القيمة، مثل طائرات الإنذار المبكر المحمولة جواً، يمكن أن تكون التسميات البديلة PL-17 أو PL-20، لكنها تظل غير مؤكدة.
يبدو من المحتمل أن المشروع قد حل محل الخطط الخاصة بإصدار PL-12 الذي يعمل بالطاقة النفاثة، أو طراز PL-21 المنافس أيضاً بمحرك نفاث. بدلاً من ذلك، فإن السلاح الجديد سيعتمد على محرك صاروخي ثنائي النبض، والذي كان من المفترض أن يسهل إتقانه من الناحية التكنولوجية.
الصاروخ الناتج أطول بكثير وأكبر من PL-15، حيث يبلغ طوله 20 قدماً تقريباً (نحو 6.1 متر) . يستخدم مزيجاً من أربعة زعانف ذيل صغيرة وأدوات تحكم في توجيه الدفع للمناورة، ويقال إن نطاقه يزيد عن 186 ميلاً، مع سرعة قصوى لا تقل عن 4 ماخ. يُعتقد أن التوجيه يتحقق من خلال مجموعة من رابط بيانات ثنائي الاتجاه ونظام AESA، والذي يقال إنه مقاوم للغاية للتدابير الإلكترونية المضادة.
مع وجود مثل هذه النطاقات الطويلة، من المتوقع أن تتضمن معظم عمليات الاشتباك بيانات الاستهداف التي توفرها طائرات الإنذار المبكر المحمولة جواً، والطائرات الأخرى الأقرب إلى الهدف، والرادار الأرضي أو حتى الأقمار الصناعية.
أي أن الصاروخ سوف يتم توجيهه من قبل سلسلة من الأصول القادرة على الاستطلاع الواسعة وليس الطائرة التي تطلقه فحسب.
ويعتقد أنه قد يزود بباحث إضافي يعمل بالأشعة تحت الحمراء، مما يجعل هزيمته أكثر صعوبة، لأنه سيكون محصناً من التشويش الثقيل في المرحلة النهائية من الاشتباك.
حجم PL-XX يعني أنه في الوقت الحالي على الأقل، ستقتصر عملية إطلاقه من من أسطح الطائرات وليس من الحاويات الداخلية للطائرات الشبحية.
تم التعرف على السلاح لأول مرة على متن طائرة J-16، وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2016 تم إطلاقه بنجاح، ومع ذلك، فإن الوضع الحالي له غير واضح إلى حد ما، ولا يوجد تأكيد، حتى الآن، لدخوله الخدمة الرسمية.
بشكل عام، حققت الصين تقدماً سريعاً في تطويرها لصواريخ جو – جو، بالتوازي مع التحسينات في أسطول طائراتها القتالية، وفي بعض الحالات، قدمت قدرات لا تضاهيها تماماً أي منتجات غربية أو روسية مماثلة، حسب موقع the drive الأمريكي.
وفقاً لمعظم المصادر، سمحت أحدث ترسانة الصواريخ جو-جو الصينية لبكين بالاقتراب من التكافؤ مع نظيراتها الغربية، حتى إنها تجاوزت مرحلة التكافؤ في بعض الصواريخ، مع اتفاق المحللين الغربيين أن بكين تجاوزت الصواريخ الروسية بشكل كبير.
كما تواصل الصين أيضاً الاستثمار في توسيع البنية التحتية للاختبار والتطوير والتي تشبه بشكل متزايد تلك الموجودة في الغرب.
كما تتقدم الصين بشكل متسارع في مجال أجهزة الاستشعار التكميلية، بما في ذلك رادارات AESA وهو مجال رادرات مهم للغاية، حققت فيه الدول الغربية والصين تقدماً، بينما ما زالت روسيا متأخرة عنهما.
كما يحقق الصينيون تقدماً في تقنيات الملاحظة المنخفضة، بالإضافة إلى مقصورات القيادة الحديثة المزودة بشاشات مثبتة على خوذة.
ونتيجة لذلك فإن الصين تتفوق على روسيا باعتبارها التهديد الأكبر لأمريكا، فيما يتعلق بجهود تطوير القوات الجوية.