"لو جاء الصينيون لتايوان سنؤيدهم ونعتبرهم محررين"، جانب خفي من الوضع في تايوان تتجاهله أغلب وسائل الإعلام الغربية، وهو أن جزءاً لا يُستهان به من سكان الجزيرة يعتبرون أنفسهم صينيين ويؤيدون توحيد تايوان مع الصين، بل إن جزءاً منهم يؤيد الرئيس الصيني شي جين بينغ، ولكن الأغرب ما يخطط هذا التيار لفعله في حال وقوع حرب بين بكين وتايبيه.
في مطعم كانتوني (قومية أصولها من جنوب الصين)، داخل العاصمة التايوانية تايبيه، جلس هاري تشين مع أربعةٍ من أصدقائه حول صينية دوارة، وبدأوا يصرخون في بعضهم البعض.
وجميعهم رجالٌ في الـ70 من عمرهم، وينحدرون من آباء كانوا جنوداً قوميين جاءوا من البر الرئيسي للصين، ووُلِدوا أو نشأوا في تايوان إبان عقود الأحكام العرفية التي اتسمت بالوحشية.
وهم يمثلون تركيبةً سكانية هي الأقرب لدعم توحيد تايوان مع الصين، ولكنهم يختلفون في شكل هذا التوحيد وكيف سيتم ومن يقوده، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.
ويُعرِّف الرجال الخمسة أنفسهم بأنهم صينيون، ويؤمنون بأن تايوان جزء من الصين، مستشهدين على ذلك بالتاريخ والأعراق والثقافة واللغة.
لكن المسألة تظل معقدة: إذ تعمل تايوان محلياً كدولةٍ مستقلة بالكامل، حيث تمتلك حكومتها المنتخبة ديمقراطياً، وعملتها الخاصة، وجيشها، ومجتمعها المدني النشط.
وبينما يؤكد الحزب الشيوعي الصيني أن تايوان تعتبر مقاطعةً صينية يجب "إعادة توحيدها" مع البر الرئيسي، سواءً باختيارها سلمياً أو بالقوة إن دعت الحاجة، فيما تعترف الولايات المتحدة بسياسة الصين واحدة وبأن بكين ممثل شرعي لها وفي الوقت ذاته فإنها لا تعترف بسيادة الحزب الشيوعي على الصين.
تايوان كانت تعتبر نفسها ممثلة الصين الشرعية
جزيرة تايوان، كانت جزءاً من الصين منذ القرن الـ17، حيث هاجر إليها شعوب جاءت من جنوب الصين، ثم أصبحت تابعة للإمبراطورية الصينية، إلى أن احتلها اليابانيون في نهاية القرن التاسع عشر، ثم عادت للصين بعد نهاية الحرب العالمية ولكن بعد هزيمة حزب الكومينتانغ الحاكم في الصين أمام الحزب الشيوعي في الحرب الأهلية الصينية عام 1949، هرب قطاع من النخبة الصينية يضم كبار موظفي الدولة وتجار ورجال الجيش إلى الجزيرة الذين كان يقدر عددهم بنحو مليون شخص، حيث أسسوا بدعم أمريكي نظاماً استبدادياً اعتبر نفسه ممثلاً شرعياً للصين وسمى البلاد جمهورية الصين أو الصين الوطنية.
وللمفارقة ظلت الأمم المتحدة تعترف بتايوان كممثل شرعي للصين (ولا تعترف بالصين نفسها التي يحكمها الحزب الشيوعي) بفضل الدعم الغربي إلى أن طردت عام 1971 من مجلس الأمن وحلت محلها بكين، ثم اعترفت الولايات المتحدة، بالصين الشعبية عام 1979، نكاية في الاتحاد السوفييتي الذي كان قد دخل في نزاع مع بكين.
وظل حكام تايوان لعقود ينتمون لمجموعة بشرية تدعى Waishengren، تمثل حالياً نحو 10% من السكان، وهم النخبة التي جاءت إلى تايوان من الصين القارية في الفترة بين الاستسلام الياباني في نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945، ونهاية الحرب الأهلية الصينية في عام 1949 (نسبة كبيرة منهم من شمال الصين)، بينما تم تهميش فئة الـ"Benshengren" وهم الصينيون الذين وصل أسلافهم من الصين إلى تايوان قبل عام 1945، وعادةً ما ينتمون إلى عرقيتي هوكلو وهاكا، الذين عاشوا تحت الحكم الاستعماري الياباني، وتعود جذورهم للجنوب الصيني، حيث جاءوا لتايوان بدءاً من القرن الـ17، ولغتهم الأصلية مختلفة عن لغة الماندرين، اللغة الرسمية في تايوان والصين.
كما عومل السكان الأصليون لتايوان، والمختلفون تماماً عرقياً عن الصينيين، كمواطنين من الدرجة الثالثة، رغم أنهم جاءوا للجزيرة قبل آلاف السنين.
وحتى التعديلات الدستورية لعام 1991 وإرساء الديمقراطية في تايوان، اعتبرت حكومة تايوان التي يهيمن عليها حزب الكومينتانغ أنها تمثل الحكومة الشرعية الوحيدة للصين وأراضيها المحددة دستورياً، بما في ذلك حدود أسرة تشينغ السابقة في البر الرئيسي للصين، وأيضاً تم تصنيف الحزب الشيوعي الصيني على أنه "جماعة متمردة".
وفي عام 1992، أكد حزب الكومينتانغ، الذي أسس تايوان، أن كلاً من جمهورية الصين الشعبية وجمهورية الصين قد اتفقتا على وجود "الصين الواحدة"، لكنهما اختلفا حول ما إذا كانت "الصين الواحدة" هذه تمثلها جمهورية الصين الشعبية، أم جمهورية الصين (تايوان).
في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، التقى الرئيس التايواني ما ينج جيو، الذي ينتمي لحزب الكومينتانغ، والرئيس الصيني شي جين بينغ في سنغافورة، في أول اجتماع من نوعه بين الجانبين منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية.
غير أن أموراً كثيرة تغيرت، فمع تولي أجيال جديدةٍ السلطة في تايوان إثر ترسيخ الديمقراطية في البلاد وصعود الصين وفقدان النخبة التي أسست البلاد الأمل في استعادة حكم بكين، تخلت تايوان عن اعتبار نفسها ممثلة رسمية للصين برمتها.
وتقدم جيل جديد من الساسة يعتبر أن تايوان دولة مستقلة عن الصين قائمة بذاتها، وأغلب هؤلاء ينتمون إلى قومية هوكلو، أكبر مجموعة عرقية (70% من إجمالي السكان)، الذين هاجر أسلافهم من منطقة فوجيان الجنوبية الصينية الساحلية عبر مضيق تايوان بدءاً من القرن الـ17، ويشجع الغرب هذه التوجهات أو لا يعارضها علناً على الأقل.
ومع ذلك ما زال هناك خلاف كبير بين التايوانيين، حول مسألة هوية البلاد وهل هي جزء من الصين أم دولة مستقلة، وتتباين المواقف بشكل كبير، حسب الأجيال والأصول، فالأكبر سناً تزداد بينهم نسب مؤيدي الهوية الصينية وكذلك التايوانيين الذي ينتمون للمهاجرين الذين جاءوا للبر الرئيسي من الصين بعد عام 1945.
كم نسبة سكان تايوان الذين يؤيدون الوحدة مع الصين؟
بصفة عامة تكبُر المقاومة التايوانية لجهود التوحيد أكثر، رغم التهديدات والترهيب من جانب بكين وجيشها. بينما يصنف المزيد من الناس أنفسهم باعتبارهم تايوانيين فقط، أو ليسوا صينيين فقط، أو كليهما. وتُعرب أعدادٌ أكبر عن تأييدها للاستقلال اليوم.
وجد استطلاعٌ للرأي أُجرِيَ خلال الشهر الجاري في تايوان أن نحو 12% من المشاركين ما يزالون مؤيدين للتوحيد مع الصين. بينما كشفت استطلاعات أخرى أن الرقم يتراوح بين 5% و10%. وتراجع الرقم بالتأكيد على مدار السنوات، لكن يظل هناك قطاعٌ عنيد يقول "نعم للصين"، مما يُشير إلى وجود مجموعة كبيرة من التايوانيين الذين لا يتبنون فكرة الاستقلال مثل بقية مواطنيهم.
ويقول بعض المحللين كذلك إن هذه المجموعة قد تكون كافية لانتخاب المرشحين المؤيدين للصين في الحكومات المحلية التايوانية.
كيف نجح الغرب في استغلال أزمة هونغ كونغ لتخويف التايوانيين؟
وإذا نظرنا إلى المناورات العسكرية والتهديدات لتايوان، بالإضافة لتدهور الحريات والحقوق داخل الصين؛ فمن المنطقي أن نتساءل عن السبب الذي قد يدفع أي شخص داخل تايوان للرغبة في العودة إلى الحياة تحت نظام حكم استبدادي، بعد مرور عقودٍ على التخلص منه، حسب وصف صحيفة The Guardian البريطانية.
بينما قال جيريمي هواي-تشي شيانغ، المحلل المقيم في تايبيه: "تغير فهم الناس لفكرة التوحيد كثيراً على مر العقود الماضية".
ويميل الناس في تايوان اليوم إلى النظر لمستقبل التوحيد من عدسة هونغ كونغ. ولا توجد ثقة كبيرة في وعود الرئيس شي جينبينغ، التي شدّد عليها في ورقةٍ بيضاء نُشِرت مؤخراً، حين قال إنهم سيحتفظون بشيء من الحرية وبعض الحكم الذاتي الذي يتمتعون به الآن.
وتميل التقارير الغربية والآسيوية المناهضة للصين للتركيز على ما تعتبره تراجعاً هائلاً للحريات في إقليم هونغ التابع لبكين خلال السنوات الماضية، رغم تعهدها بتطبيق سياسة دولة واحدة ونظامين، في هونغ كونغ (مستعمرة بريطانية سابقة) وماكاو (مستعمرة برتغالية سابقة).
وتتجاهل هذه التقارير أنه حتى لو تراجعت الحريات ومقدار الحكم الذاتي في هونغ كونغ وماكاو، فإنهما زالا يحتفظان بنظام اقتصادي مستقل إلى حد كبير جداً، بما في ذلك عملتان منفصلتان عن اليوان الصيني، وكذلك لدى الإقليمين إدارتان محليتان يتوفر لهما قدر لافت من الاستقلال الذاتي، ومستوى حريات أعلى بكثير من بر الصين الرئيسي.
فالصين لا تريد إنهاء الاستقلال الذاتي لهونغ التي تمثل نافذتها الأكثر تقدماً انفتاحاً على العالم، ولكن حساسية الصين الرئيسية جاءت من فكرة توسع المعارضة في طرح فكرة انفصال هونغ كونغ وجاءت أغلب القيود الأمنية الصينية في اتجاه منع رفع شعارات انفصالية، وهو أمر مفهوم في دولة متعددة الأعراق مثل الصين تخشى أن تنتقل هذه العدوى إليها (خاصة أقاليمها الجنوبية المتشابهة عرقياً مع الصين).
وبعض أعرق الديمقراطيات الغربية ترفض السماح بظهور مثل هذه الدعوات الإنفصالية، ففرنسا على سبيل المثال لا يمكن أن تسمح بأي مظاهر للتعبير عن الهوية الإقليمية لبريتاني او الباسك أو أوكتانيا وهي أقاليم فرنسية كانت تتحدث لغات غير الفرنسية إلى أن حاربت باريس لغاتها وثقافتها المحلية وفرنستها.
كما تتجاهل هذه الانتقادات حقيقة أنه حتى لو كانت هونغ كونغ دولة مستقلة ولكن مجاورة للصين، فإنه من الطبيعي أن تراعي سياسة هذا الجار العملاق، مثلما كانت فنلندا تراعي مصالح الاتحاد السوفيتي، والمكسيك تفعل مع أمريكا، ومثلما تفعل العديد من الدول العربية مع السعودية.
تايوانيون يتهمون الحزب الحاكم بمفاقمة التوترات والحزب المؤيد للوحدة مرتبك
وتشتهر السياسات التايوانية بتنافسيتها الشديدة وانقسامها الصارخ، حيث تعمل وسط بيئة إعلام محلية حزبية شبه متساوية. وتتهم الصين الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم بالانفصالية، بينما يتهمه النقاد بمفاقمة التوترات عن طريق تعبئة الدعم العالمي.
أما حزب الكومينتانغ، حزب المعارضة الأساسي في البلاد، فيتمتع بقاعدة ناخبين مسنة ويكافح من أجل استرداد شعبيته مع الحفاظ على جذوره في الوقت ذاته، ورغم أن الحزب الذي كان يعتبر نفسه قديماً الحزب الحاكم للصين برمتها، ينظر إلى أنه مازال يتبنى شكل من أشكال الوحدة مع الصين أو على الأقل لا يؤيد التركيز على فكرة انفصال تايوان، إلا إنه لم يستفد بدعم فصيلٍ من السكان "يتبنى موقفاً شبه قوي في تأييد التوحيد" بحسب دافيد فيل، مدير مركز الدراسات التايوانية في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية بلندن.
ويُعتقد أن المؤيدين للتوحيد يتركزون في أوساط الأجيال الأكبر سناً، وعادةً ما يكونون من ناخبي الكومينتانغ الرجال. وأوضح شيانغ إنهم يضمون بعض الأنصار من الشباب أيضاً، وبينهم أقليةٌ قومية صينية، لكن عادةً ما يكون هؤلاء الشباب مجرد "انهزاميين" يعتقدون أن تايوان ستخسر النزاع وأن عليها تقليل خسائرها الآن.
في عام 2008 انتُخب ما ينج جيو رئيساً لتايوان، ونشأت حقبة جديدة من العلاقات الأفضل بين جانبي مضيق تايوان. وزار مسؤولو حزب الكومينتانغ البر الرئيسي للصين، والتقوا المسؤولين الصينيين في بكين، وتم إنشاء رحلات الطيران العارض المباشر.
ولكن التوجهات الانفصالية ازدادت قوة في البلاد مؤخراً بدعم من الغرب، وقد يكون ذلك بسبب سياسة الرئيس الصيني الحالي شي جين بينغ الأكثر تشدداً، خاصة فيما يتعلق بالحريات، وتخويف الغرب من تكرار نموذج هونغ كونغ.
هناك من يرى أن مصالح تايبيه الاقتصادية الأساسية مع الصين
سلّط فيل الضوء على بعض التأثيرات التي تحرك أنصار توحيد تايوان مع الصين مثل صعود القومية الصينية، ودعاية الحزب الشيوعي الصيني، وحملات التضليل. فيما يتحرك بعض من أنصار الوحدة مدفوعين بالسخرية من السياسات الحزبية التايوانية، والحنين إلى القيادة الحازمة للحزب الشيوعي الصيني أو الأحكام العرفية.
ويوجد أيضاً بعض المستفيدين اقتصادياً من العلاقات الأوثق مع الصين، والذين "يحاولون الابتعاد عن السياسة ببساطة… ويجدون قومية الحزب الديمقراطي التقدمي مزعجةً للغاية". في ما قضى البعض الآخر عقوداً داخل الصين أو الولايات المتحدة أو تايوان، وقرروا أن يمنحوا ثقتهم ودعمهم للحزب الشيوعي.
وبعض التايوانيين يتطلعون للقيادة الحازمة للحزب الشيوعي
وبالعودة لمائدة المطعم الكانتوني التي تضم 5 رجال يمثلون أطياف التيار الذي يؤيد توحيد تايوان مع الصين، نجد أن تشين يقع على الجانب الأكثر تشدداً.
إذ قال إن الحياة ستُصبح أفضل بالنسبة للجميع في حال تقبلت تايوان فكرة كونها مقاطعةً صينية، وفي حال تقبلت حكومتها الديمقراطية بسلامٍ مزايا القوة الاقتصادية للصين ونفوذها العالمي. وأردف: "لا يريد الناس سوى أن ينعموا بالحياة الهانئة، والسلام، والسعادة. أما من يريدون الاستقلال، فهذا هراء -وهم يكذبون على أنفسهم".
كما تحدث عن الاستقرار الذي اختفى في تايوان منذ إحلال الديمقراطية في الثمانينيات. واستشهد بتراجع الولايات المتحدة، وفجوة توزيع الثروات، وما حدث مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون باعتبارها أدلةً على فشل الديمقراطية.
إليك ما سيفعلونه لو دخل الجيش الصيني تايوان
يدعم رجلان من المجموعة الرئيس الصيني، تشي جينبينغ، والحزب الشيوعي الصيني بقوة، وبينهما تشين. حيث يرحبان باستيلاء الصين على تايوان.
ويعتقدان أن الحياة ستتحسن لجميع الأطراف حينها، ولهذا يجب على الحكومة التايوانية أن تتقبل الأمر ببساطة.
يظهر ما قاله تشين ورفاقه إن هناك قطاعاً ولو صغيراً من السكان بتايوان قد ينظر لجنود الجيش الصيني لو دخلوا الجزيرة بأنهم محررون أو رجال يقومون بالواجب التاريخي في توحيد تايوان مع الصين.
وآخرون يؤيدون توحيد تايوان مع الصين ولكن ليس تحت قيادة الرئيس شي
بينما قال صديقهم الثالث إنه يدعم التوحيد تحت حكم الحزب الشيوعي، ولكن ليس تحت قيادة شي، كما يشعر بالقلق الشديد حيال الغزو الصيني. بينما يؤيد الرابع التوحيد مع الصين، ولكن ليس تحت حكم الحزب الشيوعي.
أما الخامس فلا يؤيد هذه الخيارات، لكنه يكره الحزب الديمقراطي التقدمي بشدة.
وربما يمثل مصطلح "معارضة الاستقلال" وصفاً أدق من "تأييد التوحيد" بالنسبة لهذه المجموعة من الأصدقاء.
ويُذكر أن الرئيس الصيني تعهّد بضم تايوان، حيث قال في الورقة البيضاء إنه ليس بالإمكان ترك المسألة للأجيال المستقبلية. بينما تنمو مقاومة تايوان خاصة مع الدعم الغربي، بسبب ما سيعنيه ضمها بالنسبة للمنطقة بأكملها.
ويكمن الخيار الأسهل في الحفاظ على الوضع الراهن، لكن الموجودين على مائدة الطعام في تايبيه يرون استحالة أن تقرر بكين التراجع والتخلي عن تايوان في يومٍ من الأيام. حيث قال تشين: "مستحيل. إنها مهمة الصين الرئيسية. فما الذي سيدفعهم لتغييرها؟".