تتضمن أحدث حزمة مساعدات عسكرية قدمتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لأوكرانيا، والتي وصلت في المجموع حوالي 10.6 مليار دولار منذ بداية عهد بايدن، 40 مركبة قتالية من طراز MaxxPro MRAP، التي يمكن أن يصل ثمن الواحدة منها إلى مليون دولار. فما هي هذه المركبات؟ وكيف يمكن لأوكرانيا الاستفادة منها؟
ما هي مدرعات MRAP القتالية المضادة للكمائن والألغام؟
بعد غزو أمريكا لأفغانستان والعراق، كان الجيش الأمريكي يستنزف بشكل شبه يومي من الكمائن التي كانت تصطاد مدرعاته القتالية وعرباته لنقل الجنود ودباباته، ودفع ذلك البنتاغون للبحث عن بديل محصن مضاد للألغام والكمائن القاتلة، فبدأ إنتاج مدرعات MRAP اختصاراً لـ(Mine-Resistant Ambush Protected) في عام 2007، وكان وصول هذه المركبات إلى العراق وأفغانستان بمثابة لحظة حاسمة للجنود الذين يواجهون نيران المقاومة الأفغانية والعراقية في الحرب كل يوم.
تم استخدام هذه المركبات القتالية المضادة للألغام بأعداد كبيرة خلال الحروب البرية الأمريكية في العراق وأفغانستان. وتم إنتاج الآلاف من MaxxPro MRAP بكميات كبيرة، وتم نقلها بسرعة إلى ساحات المعارك لمواجهة تهديد العبوات بدائية الصنع سريعة النمو والقاتلة، التي كانت يصنعها المقاتلون في العراق وأفغانستان.
تزن مركبات MRAP القتالية ما بين 14 إلى 18 طناً، بارتفاع 9 أقدام (2.7 متراً)، في حين أن تكلفتها تتراوح ما بين 500.000 إلى مليون دولار أمريكي.
كيف يمكن لهذه المركبات مقاومة الألغام المدمرة؟
صُممت MRAPS مع "كبسولة" محمية وجسم سفلي على شكل "V" مرفوع عن الأرض؛ لصرف حطام القنابل والتشظي إلى الجانبين. تم تصميم مركبات MRAP بحيث تنفجر العجلات وقد تنهار السيارة، لكن الكبسولة الواقية الأساسية ستبقى سليمة للحفاظ على حياة الجنود.
وبعد إثبات قدرتها على إنقاذ أرواح الجنود الأمريكيين في أفغانستان، ألهمت مركبة Buffalo MRAP التي يبلغ وزنها 33 طناً، قادة البنتاغون للإنتاج الضخم للمركبات الأكثر تطوراً، نظراً لنطاق وخطورة تهديد العبوات الناسفة.
ومع تطور الحرب في العراق، أصبحت تهديدات العبوات الناسفة أكثر تعقيداً ومناعة للتشويش، حيث طور المقاتلون من استخدام العبوات الناسفة إلى زرع متفجرات متقنة متعددة الترددات مفخخة بالهاتف الخلوي، قادرة على تدمير المركبات المدرعة الأمريكية.
وقتل الآلاف من جنود الولايات المتحدة من الجنود ومشاة البحرية وأصيب آلاف آخرون، وعانى الكثيرون من خسائر فادحة في أطرافهم وأصبحوا مبتوري الأطراف.
ومع ذلك، بمجرد إنتاج ووصول مركبات MRAP على نطاق أوسع، والتي تضمنت جهود البنتاغون لشراء وإنتاج وتسليم الآلاف من مركبات MaxxPro Dash المبنية من شركة Navistar لصناعة الشاحنات، انخفضت معدلات الوفيات من العبوات الناسفة بشكل كبير بين الجنود الأمريكيين.
وبحسب البنتاغون، نجا الآلاف من الجنود الذين يركبون مركبات MRAP من هجمات العبوات الناسفة، وكانوا في وضع أفضل لاستكمال مهام الهجوم والكمائن والإنقاذ.
في الوقت نفسه، لم يخل إنتاج مركبات MRAP من النقد داخلياً، بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج (17.6 مليار دولار في البرنامج)، ووجود صعوبات لوجستية بسبب ارتفاع استهلاك الوقود والتكلفة الكبيرة في النقل والتشغيل، وكذلك مدى استفادة الولايات المتحدة العسكرية من هذه المركبات باهظة الثمن في أعقاب الانسحاب من العراق وأفغانستان.
لماذا تحتاج أوكرانيا بشدة لمركبات MRAP المضادة للكمائن والألغام؟
بعد حروب برية واسعة النطاق وطويلة في العراق وأفغانستان، تساءل الكثيرون عما إذا كانت مركبات MRAP ستصبح قديمة. ومع ذلك، كان آخرون يميلون إلى الاعتقاد بأن تهديد العبوات الناسفة للمركبات القتالية المدرعة لن يختفي من النزاعات المستقبلية.
وهذا يشمل أوكرانيا، حيث تتعرض القوات التي تحاول صد الغزو الروسي المستمر، للخطر بشكل يومي، بسبب الألغام التي تهدد المركبات التكتيكية والقتالية التي تسعى إلى المناورة عبر التضاريس الأوكرانية.
ويقول تقرير لمجلة national interest الأمريكية، إن مركبات MRAP القتالية يمكن أن تساعد القوات الأوكرانية على التقدم عبر المناطق التي كانت تحت سيطرة القوات الروسية سابقاً عن طريق تطهير حقول الألغام وإيجاد طرق لممر آمن للمشاة والمركبات الأوكرانية للتقدم.
ويقول تقرير للبنتاغون، يمكن أن تساعد مركبات MRAP القوات الأوكرانية على التقدم عبر المناطق التي كانت تحت سيطرة القوات الروسية سابقاً مثل "خيرسون" ومناطق أخرى في الجنوب والشرق، عن طريق تطهير حقول الألغام وإيجاد طرق لممر آمن للمشاة والمركبات الأوكرانية للتقدم، ما سيسمح لأوكرانيا بتحييد المناطق التي تلغَّم من قبل روسيا والصمود في أرض المعركة.