تحاول روسيا منذ سنوات امتلاك حاملة طائرة تعمل بالطاقة النووية، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل، بحسب تقارير نشرها موقع 19FortyFive الأمريكي.
لكن الغريب في الأمر وقد يكون من المحرج للغاية لفلاديمير بوتين وقادة البحرية الروسية أن الدولتين الوحيدتين اللتين نجحتا في إطلاق ونشر ناقلات نووية هما الولايات المتحدة وفرنسا.
تمتلك البحرية الأمريكية 11 ناقلة نووية، بينما تمتلك البحرية الفرنسية واحدة فقط، شارل ديغول.
والآن، لنلقِ نظرة تفصيلية على الناقلة الفرنسية العملاقة، بحسب تقرير لموقع The Business Insider الأمريكي.
تحمل اسم الرمز التاريخي
كما سيكتشف أي مُطلع على حقبتي الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة، فقد سُميت الناقلة شارل ديغول على اسم أبرز رجال الدولة الفرنسية في القرن العشرين.
لم يكن شارل ديغول محبوباً من الجميع، لكن كان له تأثير كبير على بلده. وبالتالي كان من المناسب إطلاق اسمه على السفينة الأبرز في البحرية الفرنسية.
تولَّت شركة DCN (Direction des Constructions Navales) مهمة تشييد الناقلة في حوض بناء السفن في بريست، بريتاني؛ وضعت العارضة في يوم 14 أبريل/نيسان 1989، وأُطلقت في 7 مايو/أيار 1994، وقامت بأولى رحلاتها البحرية في 18 مايو/أيار 2001.
شُيدت الناقلة شارل ديغول لتكون بديلاً لناقلات كليمنصو القديمة التي تعود إلى ستينيات القرن الماضي. يبلغ طول الناقلة 261.5 متر، وعرضها 64.36 متر، وارتفاعها 66.5 متر، والغاطس 9.43 متر، بإزاحة 38,000 طن.
تكفي تلك الأبعاد المذهلة طاقماً للسفينة من 1,150 شخصاً، و550 فرداً من طاقم القوات الجوية، و50 فرداً من أفراد الدعم الجوي، إلى جانب إقامة قصيرة المدة لـ 800 فرد من القوات البحرية.
وفيما يتعلق بالقوة الضاربة التي يمكن أن تستعملها الناقلة ضد أي أعداء محتملين، تستضيف السفينة 40 طائرة، بينها 30 مقاتلة داسو رافال متعددة المهام، وطائرتي إنقاذ مبكر من طراز إي – 2 هوك آي، ومروحيتين NFH، وطائرة يوروكوبتر إيه إس 565 بانثر، ومروحيتين إيه إس 365 دوفين.
كما توجد أربع قاذفات (8 خلايا) Sylver تحمل صواريخ أرض- جو أستر 15 (صواريخ سام) وقاذفتان (6 خلايا) Sacral لصواريخ ميسترال قصيرة المدى. وللدفاع عن النفس من المسافات القريبة، تحمل السفينة ثمانية مدافع Giat 20F2 من طراز 20 ملم.
"شارل ديغول" في الخدمة
شاركت "شارل ديغول" في الحرب على أفغانستان، وأرسلت أولى مهامها القتالية فوق كابول في 19 ديسمبر/كانون الأول 2001، لتنفذ في نهاية المطاف إجمالي 770 طلعة جوية لدعم العمليات القتالية المناهضة لطالبان والقاعدة، بمتوسط 12 مهمة في اليوم.
وفي 11 مارس/آذار، عبَّر الرئيس الأمريكي وقتئذ جورج بوش الابن عن امتنانه لإسهامات البحرية الفرنسية في عملية الحرية الدائمة، وقال: "نشرت حليفتنا الجيدة، فرنسا، ما يقرب من ربع قواتها البحرية لدعم عملية الحرية الدائمة". وبعد حوالي تسع سنوات، أُرسلت الناقلة شارل ديغول إلى مهمة في البحر المتوسط للمساعدة في فرض حظر الطيران فوق ليبيا.
ومؤخراً، في مارس/آذار 2022، في أعقاب بدء فلاديمير بوتين "عمليته العسكرية الخاصة" ضد أوكرانيا، بدأت الناقلة شارل ديغول وجناحها الجوي في دعم أنشطة حلف الناتو في البحر الأسود.
وذكر بيان البحرية الفرنسية المنشور على منصة تويتر في ذلك الوقت: "أبحرت شارل ديغول الفرنسية بالأمس مجدداً بعد عدة أيام من الاتصالات في ميناء قبرص. سوف تستمر الناقلة كليمنصو 22 في عملها، لكن المهمة تطورت وباتت تتطلب التكيف مع الوضع الجيوسياسي الحالي. وتثبت مرونة الناقلة النووية مجدداً أنها أحد أصولنا الهامة والرئيسية، وذلك بفضل تنوع الأصول البحرية والجوية للناقلة شارل ديغول، وقدرتها على الصمود في البحر وحرية عملها، مما يسمح لفرنسا وحلفائها بوجود قطعة بحرية قوية ومرنة قادرة على التكيف السريع تحت تصرفهم في أي وقت.
ستعمل قدرات الرصد لطائرات الإنذار المبكر إي – 2 هوك آي على تمكين مجموعة الطائرات الهجومية من تقييم الوضع على الحدود البحرية الأوروبية، لا سيما في البحر الأسود. قاتلت شارل ديغول بالأمس ضد داعش، واليوم تعمل على طمأنة شركائنا في حلف الناتو على الضفة الشرقية من أوروبا، وتواصل العمل من أجل حماية فرنسا والقارة الأوروبية".