وصل التقدم في صناعة الروبوتات إلى درجة مذهلة، وسيؤدي إلى تغيير نمط حياتنا، ودفع ذلك الباحثين والإعلاميين لتتبع مجموعات من أغرب الروبوتات في العالم، والتي تكشف أن هؤلاء الآليين باتوا يستعدون حتى لاختراق أجسامنا.
فالتطور القادم في صناعة الروبوتات يدفع بقوة في اتجاه تصغيرها من ناحية وربطها أيضاً بالكائنات الحية من ناحية أخرى، الأمر الذي قد يحدث ثورة في المجال الصحي عبر الروبوتات، ولكنه قد يسبب مشكلة إن لم تكن هناك قيود أخلاقية على عمليات التطوير هذه.
مشكلة أخلاقية أخرى تظهر بسبب التطور في الروبوتات القتالية، والمخاوف من أن يصل الأمر إلى الترخيص لها بالقتل، كما تتزايد جهود العلماء لكي يحل الروبوتات محل البشر في أصعب المهام، الأمر الذي يثير تساؤلات حول كيف يمكن أن تتولى الروبوتات اتخاذ قرارات شديدة الخطورة تتعلق بالحياة ذاتها.
في هذا التقرير نرصد قائمة أغرب الروبوتات في العالم، من حيث القدرات الواعدة التي تحويها.
إليك مجموعة من أغرب الروبوتات في العالم
1- أول روبوت حي
أول الروبوتات الحية.. هكذا وصفت الروبوتات " xenobots" من قبل صانعيها.
يقول جوشوا بونجارد، عالم الكمبيوتر وخبير الروبوتات في جامعة فيرمونت الأمريكية، والذي شارك في قيادة البحث، إن الروبوتات الدقيقة "xenobots" مصنوعة من خليط من الخلايا الجذعية من قلب الضفدع وجلد الضفدع، كل منهما بحجم مليمتر واحد، وهي "كائنات قابلة للبرمجة".
طور علماء من جامعة تافتس وجامعة فيرمونت ومعهد ويس في هارفارد، كائنات حية دقيقة يمكن برمجتها، تسمى هذه الروبوتات بـ"xenobots"، وهي مصنوعة من خلايا جذعية للضفادع.
يهدف البحث، الذي نُشر في المجلة العلمية Proceedings of the National Academy of Sciences، إلى المساعدة في تطوير الروبوتات اللينة التي يمكنها إصلاح نفسها عند تلفها، حسبما ورد في تقرير لموقع Popular Mechanics الأمريكي.
يمكن أن تكون هذه الأنواع من الكائنات الآلية هي المفتاح لتوصيل الأدوية في الجسم وتنظيف اللدائن الدقيقة، وهضم المواد السامة.
كما تبشر بجيل جديد من التكنولوجيا الصديقة للبيئة؛ لأنها مصنوعة من مواد حيوية قابلة للتجديد أو التحلل في البيئة كأي كائن حي يموت، عكس أغلب التقنيات الحالية المصنوعة من مواد مثل الصلب والبلاستيك، تمثل مشكلة إذا تحولت لنفايات.
قام العلماء باقتطاع خلايا جذعية من قلب وجلد الضفدع، ثم قاموا ببرمجة تلك الخلايا لكي تتحرك، ليصنعوا بذلك نوعاً جديداً من الكائنات الحية، جزء منه روبوت، وجزء منه كائن حي.
قال جوشوا بونجارد، عالم الكمبيوتر وخبير الروبوتات بجامعة فيرمونت، الذي شارك في قيادة البحث الجديد، في بيان صحفي: "هذه آلات حية جديدة، إنها ليست روبوتاً تقليدياً ولا نوعاً معروفاً من الحيوانات، إنها فئة جديدة، كائن حي قابل للبرمجة".
أظهرت اختبارات أخرى أن مجموعات كاملة من xenobots قادرة على التحرك في دوائر، ودفع الأشياء الصغيرة إلى موقع مركزي بمفردها دون تدخل، كما يمكن لهذه الروبوتات الصغيرة التوجه نحو الهدف والقيام بالإصلاح الذاتي، كل ذلك بمفردها.
قال بونجارد إنها خطوة في الاتجاه الصحيح للكائنات المصممة بالكمبيوتر التي يمكنها توصيل الأدوية بذكاء إلى الجسم.
في حين أن xenobots هذه قادرة على بعض الحركة التلقائية، فإنها لا تستطيع إنجاز أي جهود منسقة دون مساعدة أجهزة الكمبيوتر.
ولكنْ هناك كثير من الأسئلة الأخلاقية حول هذه التجربة، قالت نيتا فارهاني، التي تدرس التداعيات الأخلاقية للتقنيات الجديدة في جامعة ديوك الأمريكية، ولم تشارك في الدراسة: "عندما تنشئ الحياة، لا يكون لديك إدراك جيد للاتجاه الذي ستتخذه، في أي وقت نحاول فيه الاستفادة من الحياة يجب أن ندرك قدرتها على المضي قدماً بشكل سيئ حقاً".
2- روبوت يتحكم به المخ ويحاكي تخزين الذكريات البشرية
صمم العلماء روبوتاً به دماغ مركب يحوي من 50 ألفاً إلى 100 ألف خلية عصبية نشطة مأخوذة من الفئران المستزرعة لمعرفة كيفية عمل الدماغ البيولوجي.
وقد يساعد النموذج الآلي في مكافحة الأمراض التنكسية العصبية، مثل مرض باركنسون ومرض الزهايمر، حسبما ورد في تقرير لموقع Unbelievable Facts.
صمّم علماء في جامعة ريدينغ البريطانية هذا الروبوت، للمساعدة في معرفة كيفية تخزين الذكريات في أدمغة البشر.
قام Kevin Warwick، أحد مصممي الروبوت، بإزالة الخلايا العصبية من أجنّة الفئران ووضعها في قناة غنية بالمغذيات عبر مجموعة من 60 قطباً كهربائياً.
تعمل هذه المصفوفة متعددة الأقطاب (MEA) كوسيط بين الجهاز والأنسجة الحية، ويتمثل دورها في تلقي النبضات الكهربائية من الدماغ ونقلها إلى عجلات الروبوت، وكذلك تلقي النبضات التي ترسلها أجهزة الاستشعار الخاصة بالجسم الآلي للروبوت.
ويعد هذا أول روبوت في العالم يتم التحكم فيه بواسطة أنسجة المخ الحية، ويستخدم فقط رابط راديو Bluetooth للتواصل مع "جسمه".
3- روبوتات بحجم الفيروسات قابلة للحقن في جسم الإنسان
يبدو الأمر وكأنه خيال علمي، ولكن يمكن لهذه الروبوتات النانوية القابلة للحقن أن تتجول داخل جسم الإنسان بعد حقنها من خلال حقنة عادية، حسبما ورد في تقرير موقع Popular Mechanics.
تم تصميم الروبوتات الصغيرة جداً، ذات الأرجل الأربع، في جامعة كورنيل الأمريكية، بهدف توصيل الأدوية في يوم من الأيام مباشرة إلى الإصابات أو الأورام مباشرة. في الوقت الحالي، تعمل هذه الروبوتات الدقيقة بالطاقة الشمسية فقط، لذا لا يمكن استخدامها داخل الجسم، لكن هذا يمكن أن يتغير.
يقول الباحثون إنه يمكن تزويدهم بالطاقة باستخدام المجالات المغناطيسية أو الموجات فوق الصوتية، ويعمل باحثو جامعة كورنيل الآن مع مهندسي جامعة بنسلفانيا لتطوير إصدارات "ذكية" تشمل وحدات تحكم وأجهزة استشعار وساعات.
يمكن صنع حوالي مليون من هذه الروبوتات الصغيرة من رقاقة مركّبة من السيليكون مقاس 4 بوصات؛ حيث يبلغ طول كل روبوت منها 70 ميكروناً فقط، أي عرض شعرة الإنسان الرقيقة.
4- روبوت الفضاء الهندي نصف البشري
منظمة أبحاث الفضاء الهندية (ISRO) هي وكالة فضائية أخرى تخطط لإرسال روبوت نصف بشري يُدعى Vyommitra إلى الفضاء بحلول نهاية عام 2022، في مهمة غير مأهولة.
من المقرر أن يكون الروبوت فيوميترا ثنائي اللغة وله وجه يشبه الأنثى، على متن مهمة Chandrayaan-3 غير المأهولة إلى القمر.
سيكون الروبوت قادراً على إصدار تحذيرات إذا أصبحت البيئة في المقصورة غير مريحة، بحيث يكون البشر مجهزين بشكل أفضل للتغلب على المشاكل قبل أن يتوجهوا إلى القمر بأنفسهم.
سيكون هذا الروبوت، ذو المظهر النسائي، قادراً على تشغيل لوحات التبديل للتحكم في الكبسولة والجلوس في أوضاع شبيهة بالبشر، بالإضافة إلى أن هذا الروبوت الأنثى سيتمتع بوظيفة اجتماعية؛ حيث سيتمكن في المستقبل من التعرف على زملائه رواد الفضاء والدردشة معهم.
5- روبوت يقفز ويمارس ألعاباً رياضية صعبة، ولكن لديه مهمة جادة أخرى
هذه الروبوتات نشيطة حقاً، حيث يمكنها القفز عبر الفجوات، وتسلق السلالم، والقفز فوق العوائق، والجري عبر عارضة التوازن.
قد تبدو روبوتات بوسطن ديناميكس، المسماة أطلس، رائعة، لكنها مخصصة لأكثر من مجرد الاستعراضات البهلوانية التي تنافس السيرك.
قالت الشركة في تدوينة بتاريخ 17 أغسطس/آب 2021 إنها تسعى لتطوير روبوتات إنقاذ تستطيع تسلق الأشجار للوصول إلى شخص سقط، أو روبوت المستشفى الذي يمكنه تصحيح نفسه بسرعة، ومساعدة المريض إذا أسقط الأدوية مثلاً.
6- روبوت يقود دراجة بخارية
Motobot هو روبوت بشري طورته شركة Yamaha Motors اليابانية؛ بغرض استخدامه في قيادة الدراجات البخارية بشكل مستقل حول مضمار السباق. لديه القدرة على تشغيل أدوات التحكم في الدراجة النارية، مع إجراء تعديلات على الدراجة.
في المستقبل القريب، سيتمكن الروبوت الذي يقود الدراجات النارية هذا من اتخاذ قرارات معينة، مثل اختيار أفضل الخطوط حول المسار.
يستخدم هذا الروبوت مشغلات مختلفة لأداء عمليات الركوب، ويؤدي أفعالاً مماثلة للسائقين البشر. وبمجرد تطويره بالكامل، سيتحدى Motobot بطل العالم للدراجات النارية، فالنتينو روسي.
تذكر الشركة المصممة أن الروبوت ستكون لديه القدرة على ركوب دراجة نارية غير معدلة بسرعات تزيد عن 200 كيلومتر في الساعة.
سيتم استخدام Motobot بشكل أساسي لاختبار ميزات دعم الراكب، وكذلك لتحسين سلامة الراكب. ومن الآن فصاعداً، سيتم استخدام تقنيات التعلم الآلي والتعرف على موقع الآلة لتمكين الروبوت من اتخاذ قراراته الخاصة.
7- الثور الصيني الآلي
من المفترض أن يحمل روبوت "الياك"، رباعي الأرجل، كمية من البضائع تعادل حمولتي ثورين حقيقيين، وفقاً لصحيفة غلوبال تايمز الصينية.
إنه بالتأكيد يشبه حيوان الياك الضخم (حيوان أكبر من الثور)، بأرجله الأربع المدورة، وجسمه الذي على شكل برميل. ومع ذلك، قد يكون هناك مبالغة في قدراته، كما يشير الفيديو الذي نشر له، حسب موقع Popular Mechanics الأمريكي.
ويبدو أن الصين تريد استخدام الروبوت لدعم قواتها البرية، وليس فقط عن طريق نقل الإمدادات.
تدعي صحيفة جلوبال تايمز أن هذا الروبوت يستطيع حمل ما يصل إلى 160 كيلوغراماً والتنقل بسرعة تصل إلى 6.21 ميل في الساعة. ويقول الموقع الإخباري للحزب الشيوعي الصيني إن الروبوت "الأكبر والأثقل والأكثر قدرة على الطرق الوعرة في العالم". لكن يبدو أن الفيديو الذي نشر له يظهر أنه يعاني من مشاكل في التضاريس غير المستوية.
8- كلب آلي عسكري قادر على القتل
يقول الأمريكيون إن لديهم روبوتاً عسكرياً واعداً أكثر من الثور الصيني، ولكنه روبوت كلب.
فالكلب الآلي للجيش الأمريكي، الذي يجمع بين روبوت رباعي وبندقية قنص، يحمل بندقية قنص مدمجة قادرة على الاشتباك مع أهداف على بعد ثلاثة أرباع ميل.
الكلب الآلي يدعى "Vision 60″، وهو لن يشتبك مع الأهداف إلا بإذن من الإنسان، ويدعي مصمموه أنه سيكتسب في النهاية القدرة على الركض بسرعة 6.71 ميل في الساعة.
9 – كلب آلي آخر يساعد صاحبه
يمكن بالفعل شراء أحد الكلاب الروبوتية الشهيرة من Boston Dynamics، المسمى Spot، بسعر 74.500 دولار في عام 2020.
يمكن لهذا الكلب الطيب، بأطرافه المميزة ذات اللون الأصفر الفاتح، أن يتولى المسؤولية في المواقف الخطرة ويساعد عند الحاجة.
لقد عمل هذا الكلب في منصة نفطية، وفي المواقع النووية التي تم إيقاف تشغيلها، ومواقع البناء، وساعد العاملين الطبيين في فرز مرضى COVID-19 المحتملين بطريقة آمنة.
تم استخدام Spot في المشاريع الإبداعية، مثل الرقص على خشبة المسرح، والأداء في المنتزهات الترفيهية.
إذا كنت تفكر في شراء واحد، فضع في اعتبارك أن Spot ليس مخصصاً للاستخدام المنزلي، ولا يُنصح باستخدامه حول الأطفال.
10- روبوت كوميدي
جون روبوت ينافس الإنسان في أصعب صفاته؛ إنه روبوت كوميدي، ولقد قام بجولة في نوادي الكوميديا في ولايتي كاليفورنيا وأوريغون الأمريكتين لصقل مهاراته في الوقوف.
هذا الروبوت، جزء من مشروع بحثي في جامعة ولاية أوريغون، يسعى لاستكشاف طرق جديدة لتحسين التفاعل بين الإنسان والروبوت.
نظراً لأن الروبوتات الاجتماعي(التي تتعامل مع البشر بشكل يومي)، مثل روبوت Anki's Cozmo، والوكلاء المستقلين مثل Alexa، يتسللون بشكل متزايد إلى الحياة اليومية، فقد أراد الباحثون، الحصول على مزيد من المعرفة حول كيفية استخدام الروبوتات للفكاهة للتواصل مع البشر.