أثارت حرب أوكرانيا جدلاً غير مسبوق حول مستقبل الدبابات، وسط تساؤلات حول: هل السبب فيما يُقال عن تعرض الجيش الروسي لخسائر كبيرة في المدرعات يرجع إلى مشكلة خاصة به، أم هو نتيجة قصور عام في قدرات الدبابات عموماً، أمام الجيل الجديد من الأسلحة المضادة؟
فالجيش الروسي يمتلك دبابات كثيرة، ودباباته أحدث وأكثر بكثير من الدبابات الأوكرانية، ولديه مركبات مشاة قتالية مدرعة حديثة، والكثير من المدفعية الثقيلة ذاتية الحركة، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The Telegraph البريطانية.
لكن الروس تعرضوا لخسائر كبيرة حسب التقارير الغربية والأوكرانية، وهي الخسائر التي جعلت البعض يتساءلون حول مستقبل الدبابات، وهل تؤدي دروس حرب أوكرانيا إلى نهاية تفوق الدبابات في القتال البري الحديث؟
الجيش الروسي لديه أكبر أسطول دبابات في العالم
بعد أكثر من 100 عام منذ أن دخلت الدبابات التاريخ خلال معركة السوم في الحرب العالمية الأولى، يتعرض مستقبل الدبابات لتحدٍّ غير مسبوق هو الطائرات المسيرة، التي يبدو أنها قادرة على اصطياد المدرعات بسهولة مثلما حدث في حرب القوقاز، والآن تظهر حرب أوكرانيا أنه إضافة للطائرات المسيرة، تبدو الصواريخ المضادة للدبابات المحمولة على الكتف خطراً كبيراً على أساطيل المدرعات الحديثة.
وتعد روسيا أكبر دولة في العالم من حيث عدد الدبابات التي بحوزة جيشها، حيث كان يبلغ عددها قبل حرب أوكرانيا نحو 12950 دبابة من بين حوالي 73000 دبابة لدى كل دول العالم، مقارنة بـ6333 دبابة لدى أمريكا، و5800 لدى الصين، بحسب ما نقل تقرير لمجلة Forbes الأمريكية عن نيكولاس دروموند، المستشار العسكري والمعلق البريطاني.
وهذا يعني أن روسيا تمتلك ما نسبته 17.7% من إجمالي الدبابات في العالم.
ويقول محللون غربيون إن روسيا عانت من خسائر كبيرة في الدبابات في الحرب، حسب الأدلة المرئية، رغم عدم إمكانية التحقق من زعم الجيش الأوكراني بأنه دمّر 1300 دبابة و3000 عربة مصفحة روسية، حتى الثلث الأخير من شهر مايو/أيار 2022.
وتزعم تقارير غربية أن الدبابات الحديثة تنفد من الجيش الروسي، بسبب خسائره في حرب أوكرانيا، والدليل على ذلك حسب مجلة Forbes الأمريكية، أنه يضطر لاستخدام دبابات قديمة من طراز T-62، التي يبلغ عمرها 60 عاماً.
وهناك تقديرات بأنه تم إيقاف ما يقرب من 700 دبابة روسية عن العمل، بحسب موقع Oryx المتخصص (الذي يُحصي الخسائر من كل جانب، بناءً على الصور التي بُثت في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي).
روسيا حشدت أكبر عدد ممكن من دباباتها مقابل قوة أوكرانية صغيرة وقديمة
لحشد أكبر عدد ممكن من الدبابات في حرب أوكرانيا، قام الجيش الروسي بتجريد كتائبه من أفضل ما لديها من أسلحة ومركبات وجنود، ووجها لتشكيل الكتائب التكتيكية (BTG)، مثلما فعل الجيش البريطاني في حرب الخليج عام 1991، ومعظم قوات روسيا المقاتلة في أوكرانيا تتكون من هذه الكتائب التكتيكية، وفقاً لتقرير صحيفة The Telegraph البريطانية.
وعلى الجانب الآخر فالدبابات الأوكرانية محدودة العدد، ومعظمها قديمة. ومدرعات قوة المشاة الأوكرانية قديمة، أو مجرد شاحنات وعربات صغيرة في حالات كثيرة. والمدفعية الأوكرانية بعد غزو روسيا كانت قليلة، وغالباً ما كانت مدافع صغيرة مكشوفة، وليست مدرعة، وذاتية الحركة.
ولكن التقارير الغربية تصف القوات الأوكرانية في الخطوط الأمامية بأنها قوية، لأن معظم أعضائها من المحاربين الذين صقلتهم الحرب في دونباس، المستمرة بشكل متقطع منذ عام 2014.
في المقابل، فإن المجموعات التكتيكية الروسية تضم أفضل الجنود الروس أيضاً، فأغلب المجموعات التكتيكية الروسية من صنف جديد من الجنود المحترفين الروس "kontraktniki"، بينما معظم المجندين من أصحاب الخدمة القصيرة يُتركون في الوحدات التي جُردت من أسلحتها لتشكيل كتائب المجموعات التكتيكية.
وكان يفترض أن يكون هذا الغزو نزهة عسكرية للروس، حتى دون أن يحققوا نصراً في السماء عبر تفوقهم الجوي الواضح، لكنه لم يكن كذلك.
ولكن ما حدث أن كتائب المجموعات التكتيكية التي تضم أفضل الجنود الروس والمدججة بالأسلحة الثقيلة لم تتمكن من تطويق مدينة خاركيف الأوكرانية، التي تقع على مرمى الحدود الروسية، وكذلك العاصمة كييف.
وانسحبت القوات الروسية من محيط كلا الهدفين، ولم تحقق سوى تقدم بطيء ومؤلم في الجنوب الشرقي، وخسائرها البشرية فادحة، وتحولت دبابات القتال إلى حطام محترق بكميات مهولة، حسب The Telegraph.
مقولة خاطئة.. الدبابة هي الوحيدة القادرة على التغلب على الدبابة
لعقود ظلَّ العسكريون الغربيون يعتقدون أن الشيء الوحيد القادر على صدّ دبابة قتالية هو دبابة قتالية أخرى.
فالجنود في أغلب الجيوش تعلموا قديماً أن السلاح الوحيد الذي يمكنه اختراق درع الدبابة القتالية شديد الصلابة هو مدفع خاص، يطلق قذائف اختراقية فائقة السرعة. والطريقة الوحيدة لإدخال هذا المدفع في ساحة المعركة هي وضعه في دبابة منافسة.
ربما يعترف جنود المدرعات على مضض بأنه توجد أيضاً رؤوس حربية متفجرة يمكن وضعها على صواريخ صغيرة جداً: صغيرة بدرجة تكفي ليحملها جندي على كتفه ويطلقها، أو تطلقها طائرات مسيرة مثلاً.
لكن جنود الدبابات يقولون إن هذه الرؤوس ليست بالخطيرة، فبعد ظهورها بدأ الروس يستخدمون "الدروع التفاعلية المتفجرة"، وهي عبارة عن متفجرات مثبتة على السطح الخارجي للدبابة، تنطلق حين تصطدم برأس حربي من هذه الرؤوس، وهذا يؤدي إلى تعطيل شحنة المتفجرات المركّزة في هذا الرأس الحربي وإبطال مفعوله.
غير أنه ثبت أنه يمكن التعامل مع هذه المتفجرات بطرق مختلفة، إحداها الرؤوس الحربية "الثنائية"، فتتخلص الشحنة الأولى فيها من القطعة المتفجرة على سطح الدبابة، وبعدها تخترق الشحنة الثانية الدرع العادية. وهذا هو التصميم الذي يقوم عليه صاروخ جافلين الأمريكي المضاد للدبابات، والذي يتوفر الآن بأعداد كبيرة للأوكرانيين، وكذلك الصواريخ التركية المضادة للدبابات التي تطلقها طائرات بيرقدار.
ومن الطرق الأخرى لإبطال هذه المتفجرات على سطح الدبابة "الهجوم من أعلى"، فدرع الدبابة سواء العادي أو المضاف إليه الدروع التفاعلية، قوي جداً من الأمام، وهي الجهة التي تأتي منها الضربات عادةً، وهو أضعف من الجانبين، وأضعف بكثير في الأعلى والخلف.
ولو كان درع الدبابة قوياً من كل الجهات فلن تتمكن الدبابة من التحرك من ثقلها، والدبابات ثقيلة جداً في الأصل، يصل وزنها إلى 50 طناً أو أكثر، لدرجة أنها أقل قدرة على الحركة مما يعترف به محبوها.
فالصاروخ الذي يهاجم الدبابة من أعلى، ويطلق شحنته المتفجرة على سطحها الضعيف هو الآلية المتبعة في الجيل التالي من الأسلحة الخفيفة المضادة للدروع (NLAW). وهذه الأسلحة مستخدمة في الجيش البريطاني، وزودت لندن الأوكرانيين بالعديد منها، وكثيراً ما يهتف الجنود الأوكرانيون "حفظ الله الملكة" وهم يقصفون بها دبابة روسية، حسب صحيفة The Telegraph البريطانية.
وتمكنت الأسلحة الخفيفة المضادة للدبابات وصواريخ جافلين وطائرات بيرقدار من تدمير أعداد هائلة من الدبابات الروسية، بل وحتى الأسلحة المحمولة التي تطلق شحنات متفجرة من طراز قديم نجحت في ذلك: فقد أفادت تقارير أن واحدة من أحدث دبابات T-90 الروسية أصيبت مطلع شهر مايو/أيار بمدفع كارل جوستاف عيار 84 ملم، الذي يعود تاريخه إلى الأربعينيات.
هكذا أظهرت الطائرات المسيّرة تفوقها على الدبابات في القوقاز وإدلب
في الصراع بين الجيش التركي وجيش النظام السوري في إدلب بشمالي سوريا في مطلع عام 2020، فقد النظام السوري قبل نهاية المعركة ثماني مروحيات، و135 دبابة، و77 مركبة مدرعة أخرى، ونحو 2500 قتيل، بحسب وزارة الدفاع التركية. لقد ترك الجيش السوري غير قادر على حماية دروعه ووحدات المدفعية في الخطوط الأمامية، والتي استهدفت بشكل منهجي بصواريخ رخيصة، ولكنها عالية الدقة، تطلق من الطائرات المسيرة التركية، الأمر الذي دفع روسيا لطلب وقف إطلاق النار في ذلك الوقت.
وفي حرب أرمينيا وأذربيجان، تشير تقديرات إلى مقتل حوالي 5000 جندي من كلا الجانبين، لكن المحللين في مدونة أوريكس، بالاعتماد على الصور ومقاطع الفيديو المتاحة للجمهور، قدروا أن أرمينيا فقدت 224 دبابة، مقارنة بـ36 دبابة من أذربيجان.
فبمجرد تعطيل الدفاعات الجوية، تصبح الدبابات هدفاً تالياً واضحاً للطائرات القتالية بدون طيار.
ولكن قبل أن تقوم حرب أوكرانيا كان يُنظر لتفوق الطائرات المسيرة التركية، على الدبابات الأرمينية والسورية الروسية الصنع، أنه نتيجة قدم النسخ الموجودة لدى الجيشين من الدبابات، وقصورها التقليدي، خاصة في مجال الدفاع الجوي وأساليب التشويش والحرب المشتركة، وكان يُعتقد أن الطائرات المسيرة عندما تواجه جيشاً كبيراً وحديثاً، مثل الجيش الروسي، سيكون أداؤها أضعف.
ولكن يبدو أن نتائج حرب أوكرانيا تزيد من إلحاح التساؤلات حول مستقبل الدبابات.
البعض يقول إن المشكلة تتعلق بعيوب تقليدية في الدبابات الروسية
إحدى النقاط التي قد تفسر إخفاقات قوة الدبابات الروسية الضخمة، أن هناك عيوباً تقليدية في تصميم الدبابات الروسية، تجعلها هدفاً أسهل مقارنةً بمنافساتها الغربيات، فالعقيدة السوفييتية في الحرب كانت تعتمد على إنتاج أعداد كبيرة من الدبابات أقل تكلفة ووزناً وتدريعاً من الدبابات الغربية، على أمل أن الكثرة السوفييتية سوف تهزم التقنية الغربية الأكثر تقدماً وكلفة في أي غزو بري محتمل لأوروبا.
وواحد من أشهر عيوب الدبابات الروسية التقليدية يتعلق بآلية تخزين الذخيرة فيها، والتي تخزن في برج الدبابة بشكل مباشر قرب طاقم الدبابة، بخلاف الدبابات الغربية الحديثة، ويقال إن كثيراً من الدبابات الروسية في أوكرانيا تعاني منه، بحسب تقرير لشبكة CNN الأمريكية.
وتؤدي طريقة التخزين هذه إلى إمكانية انفجار كامل مخزن القذائف في الدبابة الروسية، في حال استهدافها، وهو أمر يؤدي في النهاية إلى تدمير الدبابة بشكل كامل، أو إعطابها على الأقل، كما أنه عيب خطير جداً على حياة الجنود الروس، ويؤدي في العادة إلى قتلهم جميعاً، لأنهم لا يكونون معزولين بما فيه الكفاية، بعيداً عن أماكن تخزين الذخيرة مثل الدبابات الغربية.
أما عن التأثير الذي يُحدثه العيب، فهو قادر على جعل برج الدبابة يطير في الهواء، على ارتفاع طابقين في الهواء، بحسب ما تظهره بعض مقاطع الفيديو المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي نقلتها CNN الأمريكية.
ويشير محللون عسكريون أمريكيون إلى صحة وجود هذا العيب في الدبابات الروسية، مؤكدين علم الجيش الأمريكي به منذ عقود، قائلين إن أي استهداف ناجح لدبابة روسية؛ وتحديداً لبرجها، يعني إشعال انفجار ضخم في كامل الذخيرة.
كما أن الجيش الروسي رغم أسطول الدبابات الضخم لديه، فإن معظمه من طُرز قديمة تعود للعهد السوفييتي، حيث إن أكثره من الدبابة T-72، التي يعود تصميمها إلى السبعينات، وحتى أحدث دبابات روسيا T-90 فهي ليست متوفرة بأعداد كبيرة (نحو 400 دبابة من بين أكثر من 12 ألف دبابة روسية)، وهي تظل مجرد تطوير للدبابة T-72، ما يجعلها تعاني من نفس العيب الشهير المعروف عن الدبابات الروسية، حتى لو بشكل أقل.
عشاق الدبابات يتوقعون أن الأرماتا الروسية الجديدة لن تواجه المشكلة ذاتها
ولكن عشاق الدبابات يفضلون الحديث عن دبابة T-14 Armata الروسية، التي يصورها جنود المدرعات بالبعبع.
وكان يفترض إدخال هذه الدبابة الخدمة في الجيش الروسي منذ زمن، ولكن لم يحدث ذلك. وقد لا يحدث أبداً إذا ظل الحصول على المكونات الرقمية بها والمستوردة من الغرب ممنوعاً بسبب العقوبات التي فُرضت بعد غزو الكرملين لأوكرانيا.
والدبابة أرماتا أكبر وأثقل من الدبابة T-90، وإن كانت ليست بنفس ثقل دبابة تشالنجر البريطانية الشهيرة.
على أن الشيء الذي يميز دبابة T-14 Armata هو أنها لا تعتمد على الدروع في الأساس لحمايتها، رغم أنها بالطبع تحوي الكثير منها، إذ تضم الدبابة T-14 أيضاً برجاً آلياً صغيراً يرصد صواريخ جافلين أو الأسلحة الخفيفة الأخرى المضادة للدبابات، ويسقطها قبل أن تصطدم بالدبابة، ومن المقرر تزويد دبابة تشالنجر 3 البريطانية ببرج مماثل.
ويعتقد عشاق الدبابات أنه وإن تحولت دبابات T-90- وسابقاتها الأكثر شيوعاً، T-72- إلى مجرد نمور من ورق، فدبابات T-14 وتشالنجر 3 وغيرهما من الدبابات الحديثة ستثبت صحة نظرتهم للدبابات.
ولكن في المقابل، تزيد حرب أوكرانيا التساؤلات بشأن مدى فاعلية الدروع في مواجهة سيل الأسلحة الفردية، وتلك القادمة من السماء التي استخدمت في الحرب.
وبينما أقر الكثيرون من عشاق ومصممي الدبابات في النهاية أن الدروع، مهما بلغت كثرتها، لا يمكنها توفير حماية كافية لأي دبابة من مدفع دبابة أخرى، تقول صحيفة The Telegraph إنه من المسلَّم به الآن -وما تؤكده خسائر الدبابات الروسية في أوكرانيا- أن الدرع لا يمكنها حماية دبابة من الأسلحة الخفيفة أيضاً، وأنه ربما نحتاج لسلاح سحري جديد يمكنه ذلك.
الجيش المصري سبق أن وضع مستقبل الدبابات على المحك
لقد تجاوزت الدبابة محنة مماثلة في الحرب العربية مع إسرائيل، التي أدت إلى ظهور توقعات بنهاية مستقبل الدبابات من قبل.
كان ظهور الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات من الخمسينيات معناه التبشير نظرياً باستبدال الدبابة التقليدية بمركبات مسلحة بالقذائف أخف وزناً وأكثر رشاقة، بسبب المخاوف من هذه الصواريخ.
وأثبتت الجيوش العربية صحة هذه النظريات لفترة.
فهذه الصواريخ تسببت في خسائر مروعة للدروع في الحروب التقليدية بين إسرائيل وجيرانها (لا سيما الخسائر التي كبدها مشاة الجيش المصري المزودون بهذه الصواريخ، والذين دمروا أعداداً كبيرة من الدبابات الإسرائيلية قبل عبور الدبابات المصرية قناة السويس في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973).
إلا أن صناع الدبابات وواضعي استراتيجيتها تكيفوا مع هذا الأمر عبر تكلفة باهظة من خلال تدريع الدبابات بشكل كبير، وتوفير أطقم مدربة جيداً.
في المقابل، ثبت أن المركبات المدرعة الخفيفة معرضة بشدة للأسلحة الأرخص والأكثر غباء: القذائف الصاروخية والمدفع الآلي والألغام الأرضية، بما لا يجعلها بديلاً ممكناً للدبابات.
هل يعني ذلك نهاية عصر الدبابات؟
واليوم تواجه الدبابات أمام الطائرات المسيرة والأسلحة المحمولة على الكتف المحنة نفسها، ولكن هذا لا يعني في الأغلب نهاية مستقبل الدبابات كعمود فقري للقوات البرية.
فالبساطة والإمكانات الواسعة -التنقل والدروع والقوة النارية- هي ما يمنح الدبابات أهميتها.
ولا يكفي أن يكون هناك سلاح قادر على هزيمة دبابة لجعلها بالية، يجب أن تكون هناك أيضاً وسيلة لإنجاز المهام نفسها.
فحتى تتمكن المركبات التي يتم تشغيلها عن بُعد (وهي بديل الدبابات المحتمل) من حماية فرقة مشاة في قتال قريب، وكذلك القتال في أرض مفتوحة، فمن غير المرجح أن تحل محل الدبابات تماماً.
لا يعني أي من ذلك أن صناع الدبابات يمكنهم تجاهل هذا التطور التكنولوجي العميق، المتمثل في الطائرات المسيرة والجيل الجديد من الأسلحة المحمولة على الكتف دون تغيير.
ولكن على الأرجح بدلاً من تقديم دبابات جديدة لديها تسليح مكثف مضاد للطائرات المسيرة والصواريخ المحمولة على الكتف، فمن المرجح أن تكون الاستجابة عقائدية، أي تطوير التكتيكات وربما منصات أخرى يمكنها على الأقل حماية الدبابات من التهديدات القادمة من السماء، أو المحمولة على الكتف.