تركتها في البداية والآن تدمرها! لماذا تقصف روسيا شبكة السكك الحديدية في أوكرانيا بعد شهرين من الحرب؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2022/05/06 الساعة 14:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/05/06 الساعة 14:22 بتوقيت غرينتش
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتفقد تدريبات عسكرية مشتركة مع بيلاروسيا/gettyimages

رغم مرور أكثر من 70 يوماً على بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، فإن موسكو تجنبت قصف السكك الحديدية الأوكرانية واعتبارها طرفاً في الحرب، إلا أنه خلال الأيام الماضية شن الجيش الروسي عدداً من الهجمات على شبكة السكك الحديدية؛ مما أثار التساؤل عن الهدف من اللجوء إلى هذه الخطوة الآن.

وشنّ الجيش الروسي سلسلة من الهجمات على شبكة السكك الحديدية الأوكرانية، التي كانت تلعب دوراً حيوياً في نقل الأسلحة الغربية إلى القوات الأوكرانية، وإجلاء اللاجئين، وتصدير الطعام.

إذ قال مسؤولٌ روسي إن الغرض كان تعطيلَ شحنات الأسلحة الغربية. بينما يقول الخبراء إن السكك الحديدية لم تكن على قائمة الأهداف في بداية الهجوم، لأن المخططين الروس أرادوا استخدامها لنقل جنودهم وأسلحتهم عبر الأراضي التي جرت السيطرة عليها. ويبدو أن الهجمات الأخيرة كانت تسعى لإلحاق الضرر بتلك الشبكة وليس تدميرها، بحسب تقرير لصحيفة Washington Post الأمريكية.

لماذا تعتبر السكك الحديدية مهمةً في أوكرانيا؟

تتمتع أوكرانيا بشبكة سكك حديدية ضخمة تبيّن أنها لا تقدر بثمن من وجهة النظر العسكرية، خاصةً في ما يتعلق بتوريد شحنات الأسلحة الغربية الضرورية. كما ساعدت أيضاً في النزوح الجماعي للاجئين بعيداً عن مرمى القصف الجوي والتقدم البري الروسي.

ولا شك في أنَّ تدفق الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا قد ساعد قواتها على تخفيف وطأة الهجوم الروسي الأوّلي. كما بدا من المؤكد أيضاً أنها لعبت دوراً محورياً في معركة السيطرة على دونباس شرق البلاد، والتي تضعها موسكو نصب أعينها الآن بعد الفشل في السيطرة على العاصمة كييف.

تسببت الحرب في أوكرانيا في تداعيات طالت جميع المجالات/ رويترز

فيما زادت الولايات المتحدة وغيرها من الحلفاء الغربيين شحنات الأسلحة بطلبٍ من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. بينما حذَّر وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، من أن موسكو ستتعامل مع أي شحنات غربية تحمل أسلحةً إلى أوكرانيا باعتبارها أهدافاً مشروعة.

ولهذا فإن القصد من الهجوم على السكك الحديدية هو تعطيل توصيل الأسلحة الغربية، وفقاً لتصريحات المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، الأربعاء 4 مايو/أيار 2022.

أين كانت آخر أهداف الهجمات الروسية؟

استخدمت القوات الروسية الصواريخ الموجهة بدقة من البحر والجو لتدمير منشآت الطاقة في خمس محطات للسكك الحديدية بطول أوكرانيا على مدار الأيام الماضية.

وتركزت بعض الهجمات على مدينة لفيف الغربية ومحيطها، وهي مدينةٌ قريبة من الحدود مع بولندا وكانت تمثل منفذاً لعبور الأسلحة القادمة من الناتو. وأفاد عمدة لفيف بأن الهجمات دمرت ثلاث محطات طاقة فرعية وقطعت التيار الكهربي عن أجزاءٍ من المدينة، التي لم تشهد كثيراً من الهجمات في بداية الهجوم الروسي وأصبحت ملاذاً للمدنيين الفارين من القتال.

هل سبق استهداف شبكة السكك الحديدية؟

ضرب صاروخٌ روسيٌّ محطة قطارٍ مزدحمة شرق أوكرانيا الشهر الماضي، مما أسفر عن مقتل 52 شخصاً على الأقل وجرح عشرات آخرين.

وكان آلاف المدنيين، وغالبيتهم من النساء والأطفال الفارين من منطقة دونباس، قد اجتمعوا داخل المحطة في مدينة كراماتورسك يوم الثامن من أبريل/نيسان، حين ضرب الصاروخ المحطة.

قطار مدرع روسي كان مخصصاً لإطلاق صواريخ باليستية نووية في متحف السكك الحديدية في سانت بطرسبرغ بروسيا/ويكيبيديا

واتهم زيلينسكي الجيش الروسي بالهجوم على المحطة عمداً. فيما ألقت روسيا باللوم على أوكرانيا، قائلةً إن قواتها لا تستخدم نوعية الصواريخ التي ضربت المحطة.

وفي أواخر أبريل/نيسان، استهدف الروس عدة تقاطعات للسكك الحديدية في غرب البلاد؛ لتعطيل تسليم شحنات الأسلحة.

ما هي خطة روسيا؟

بدا كأن روسيا تجاهلت شبكة السكك الحديدية الأوكرانية على نطاقٍ واسع في بداية الهجوم، لأنها خططت لاستخدام القطارات في نقل قواتها وأسلحتها الخاصة، بطول البلاد، وهو ما كانت تأمل تحقيقه سريعاً، بحسب الخبراء العسكريين.

لكن الجنرال الفرنسي المتقاعد دومينيك ترينكواند قال: "بدأ الروس في ضرب خطوط السكك الحديدية، التي من المرجح أنها تحمل دروعاً وتعزيزات للأوكرانيين، بعد أن أدركوا الآن أنهم لن يتمكنوا من استخدامها".

نظام الحرب الإلكترونية الروسي المتنقل Krasukha/ ويكيبيديا

وربما بدأ الروس في تنفيذ هجمات بالصواريخ الموجهة على السكك الحديدية، وإطلاق صواريخ باهظة الثمن على خطوط إمداد الطاقة خلال الأسابيع الماضية، ولكن هدفهم يبدو أنه ما يزال مُنصبّاً على إلحاق الضرر بالشبكة وليس تدميرها.

حيث قال فرانك ليدويدج، ضابط الاستخبارات العسكرية البريطانية السابق: "لن تنجح الهجمات في إيقاف الأوكرانيين، لكنها ستعطلهم". كما أوضح أن الروس يستهدفون خفض المعنويات الأوكرانية أيضاً. وأردف: "تُمثّل هذه الهجمات تصريحاً يقول: لا يوجد مكانٌ آمن، وجيشكم لا يمكنه أن يحميكم، ونحن نحكم بلادكم كما نريد".

ما الذي تقوله الولايات المتحدة؟

قال مسؤولٌ دفاعي أمريكي بارز، تحدَّث بشرط عدم الكشف عن هويته؛ لمناقشة تقييم البنتاغون، إن الروس حاولوا ضرب مرافق البنية التحتية الحيوية حول لفيف واستهدفوا السكك الحديدية تحديداً. لكن الهجمات لم تترك "تأثيراً ملموساً" على الجهود الأوكرانية لإعادة إمداد القوات بالأسلحة والذخيرة.

وأوضح المسؤول أنه ليس من الواضح بعدُ ما إذا كانت الضربات الروسية شديدة الدقيقة، كما لم تنجح الضربات في إعاقة وصول الأسلحة إلى أوكرانيا.

تحميل المزيد