نحو نصف الأصوات في الجولة الأولى للانتخابات الفرنسية ذهبت إلى مرشحين متعاطفين بشكل أو بآخر مع بوتين، واليوم رغم ما يبدو من وحدة الغرب في الأزمة الأوكرانية، فإن المخاوف من صعود اليمين الشعوبي والتدخل الروسي بالديمقراطية الغربية، قد يقلب الطاولة لصالح الرئيس الروسي.
موجة جديدة من الشعبوية المتطرفة- تتغذى على الضغوط الاقتصادية، والعداء للمهاجرين والحرب الثقافية- تتحدى الديمقراطيات الغربية الرئيسية من الداخل في نفس الوقت الذي يبدو فيه الغرب موحداً بشكل غير مسبوق ضد روسيا.
ولكن في أماكن بعينها يبدو أن بوتين يحظى بتعاطف وهو تعاطف مرشح للتصاعد.
في فرنسا والولايات المتحدة والمجر وأماكن أخرى، يبدو أن الوسط ينسحب من السياسة حيث يفقد المعتدلون قوتهم أمام الراديكاليين من اليمين واليسار، وسط استياء شعبي واسع النطاق بعد جائحة استمرت عامين وشهدت الحكومات تقليصاً كبيراً للحريات الفردية.
قبل 17 شهراً فقط، فاز الرئيس جو بايدن- الذي قدم نفسه كسياسي مخضرم معتدل ضد الرئيس اليميني دونالد ترامب الذي أنهى رئاسته بتشجيع هجوم مؤيده على الكونغرس.
ومع ذلك، فإن الجمهوريين، لا يزالون مستعبدين لترامب، وأيد العديد منهم ادعاءاته حول تزوير الانتخابات لكسب تأييد مؤيديه.
ويظهر أن الجمهوريين في طريقهم للاستيلاء على مجلس النواب، وربما مجلس الشيوخ، في انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة، حسبما ورد في تقرير لشبكة CNN الأمريكية.
ورغم قيادة بايدن للعالم الغربي في الصراع ضد روسيا، لكنه قد يدفع ثمناً داخلياً باهظاً.
إذ يستفيد خصومه من الإحباطات العميقة في جميع أنحاء البلاد بشأن ارتفاع الأسعار وتكاليف البنزين المرتفعة التي عجز بايدن عن وقفها، والتي تفاقمت جراء الحرب الأوكرانية.
ويقوم الكثيرون أيضاً بتوجيه رسائل نارية حول قضايا العرق والجنس والمثليين والمتحولين جنسياً والهجرة، وهي إشارات تتحدث عن أن الثقافة الأمريكية التقليدية معرضة لخطر التدمير.
فوز اليمين الشعوبي المتطرف في المجر يسعد بوتين
في فرنسا، يواجه الرئيس إيمانويل ماكرون الآن معركة صعبة استمرت أسبوعين للتغلب على زخم المرشحة اليمينية المتطرف المناهضة للهجرة والمناهضة للإسلام والمؤيدة لبوتين مارين لوبان.
وفاز الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون بـ28.4% من الأصوات في الجولة الأولى وفقاً لنتائج أولية، محققاً تحسناً مقارنة بأدائه في الجولة الأولى في انتخابات 2017، حين حقق 24.01% من الأصوات، ولكن ليس هذا خبراً جيداً على الإطلاق بالنسبة لماكرون، لأن في انتخابات 2017 كان مجرد مرشح شبه مغمور مقابل مرشحين أقوياء مثل اليميني فرانسوا فيون مرشح حزب الجمهوريين، لكن في الانتخابات الحالية سُحِق اليمين الفرنسي المحافظ تماماً في الانتخابات، حيث حصلت مرشحة اليمين التقليدي فاليري بيكريس على 4.7% من الأصوات، مقابل صعود كبير لليمين المتطرف.
ولكن لم تكُن اليمينية المتطرفة مارين لوبان هي فقط التي سجلت زيادة كبيرة في الأصوات التي نالتها بعد أن حصلت على 23.6% مقابل 21.3% في الجولة الأولى في عام 2017.
ولكن حصل المرشح اليميني الأكثر تطرفاً إريك زمور على 7% من الأصوات، أي أن اليمين المتطرف نال أكثر من 30% من الأصوات، والمرشحان كانا متعاطفين بشكل واضح مع بوتين ورافضين لتعزيز العقوبات على روسيا.
وترتفع نسبة الأصوات التي ذهبت لمرشحين متعاطفين مع روسيا، إذا وضع في الاعتبار الأصوات التي نالها مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون الحاصل على نحو 21.1%، ورغم اختلافه مع ماكرون واليمين المتطرف في موقفه من الإسلام، فإنه يتفق معهم في التعاطف مع روسيا نكاية في أمريكا.
كما حقق اليمين المتطرف فوزاً قريباً من شأنه أن يسعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد أن احتفظ رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان- المتهم بتهديد حرية الصحافة والقيم الديمقراطية- بمنصبه في فوز ساحق في الانتخابات في وقت سابق، هذا الشهر.
واستفاد أوربان، المفضل لدى حركة "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" اليمينية المتطرفة والمحللين التلفزيونيين المحافظين في الولايات المتحدة، من تلاعبه في تقسيم الدوائر الانتخابية والدعاية المؤيدة له في الصحافة.
تؤكد سيطرة ترامب المستمرة على السياسة الجمهورية، وانتصار أوربان، وسباق ماكرون المتأزم في الانتخابات ضد مرشحة يمينية سيئة السمعة، كيف أن الهياكل الراسخة للديمقراطية في الدول الغربية تظل ضعيفة- ليس فقط جراء التهديد من القوى الخارجية مثل تدخل بوتين في الانتخابات ولكن أيضاً من تصور أن السياسيين التقليديين غير قادرين على حل مشاكل الناس.
أسباب الاندفاع إلى التطرف السياسي
لم تتحقق أسوأ التوقعات لأداء ماكرون في الجولة الأولى من الانتخابات، حيث فاز بنحو 5 نقاط مئوية. لكن حملته الباهتة منحت لوبان فرصة لوصف الرئيس بأنه غير مبال بالتضخم المرتفع وأسعار الطاقة.
المفارقة أن ماكرون الذي فرض منذ وصوله للسلطة سلسلة من القيود على مسلمي بلاده قدم نفسه على أن حصن ضد الشعبوية والتطرف داخل فرنسا وخارجها، علماً بأن خطابه التحريضي ضد المسلمين وتركيا وبريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي عزز الشعبوية الميالة لبوتين في فرنسا، وزاد ذلك علاقته الوثيقة بالرئيس الروسي وتقليله من الخطر الروسي على أوروبا مقابل محاولة تركيزه على الإسلام.
واليوم تبدو هذه السياسات قد ترسخت في فرنسا بفضل ماكرون، لدرجة أن المرشحة اليمينية مارين لوبان لم تتأثر شعبيتها البتة رغم تعاطفها المعروف مع بوتين، وانتقاداتها للاتحاد الأوروبي.
لوبان لم تتبرأ من بوتين
لم تتبرأ لوبان من دعمها السابق لبوتين ولم تتراجع بشكل قاطع عن تهديداتها بسحب فرنسا من الاتحاد الأوروبي.
وإذا حققت نصراً مفاجئاً، فإن التحالف المناهض لبوتين في أوروبا سيتعرض لضغوط شديدة، وستتاح للزعيم الروسي فرصة جديدة لتقسيم انقسامات جديدة بين الحلفاء.
قال نيكولاس دونجان، الزميل الأول في المجلس الأطلسي والمدرّس في ساينس بو، وهي جامعة بحثية فرنسية مرموقة، بعد نتائج الجولة الأولى في الانتخابات التي تمت مراقبتها بشيء من القلق بين مسؤولي إدارة بايدن: "اليوم لدينا بعض الارتياح الطفيف؛ لأننا سنكون قادرين على الاعتماد على القيادة الفرنسية في المستقبل".
ومع ذلك، يعتبر فوز ماكرون في الجولة الثانية أمراً مفروغاً منه، ولكن الآثار البعيدة المدى لصعود الشعوبية لا يمكن تقييمها بشكل نهائي بعد.
فبعد الاختفاء الفعلي لمعارضة يمين الوسط في السياسة الفرنسية، ذهب حوالي 50٪ من الأصوات إلى الأحزاب المتطرفة من اليمين واليسار.
في بعض النواحي، يوازي هذا خسوف الجمهوريين المعتدلين في واشنطن من قبل ترامب الذي يرفع شعار "أمريكا أولاً".
في الولايات المتحدة، فاز بايدن في عام 2020 عن طريق التودد إلى الضواحي المعتدلة، لكن التقدميين نجحوا في دفع رئاسته إلى اليسار بمجرد توليه المنصب بطريقة ربما تكون قد أدت إلى نفور المزيد من ناخبي الوسط، حسب CNN.
عزز غزو بوتين لأوكرانيا الغرب بشكل لم يسبق له مثيل منذ الحرب الباردة.
وقالت المرشحة الجمهورية الفرنسية المهزومة فاليري بيكريس: "لم يكن اليمين المتطرف قريباً جداً من الفوز".
الأزمات مفيدة للمتطرفين
صعدت النازية في ألمانيا بعد خراب الاقتصاد الألماني جراج الكساد الكبير في الثلاثينات.
اليوم تمكنت لوبان من تنشيط حملتها، وعقدت مسيرات متعددة في المناطق الريفية، من خلال تسليط الضوء على حصيلة التضخم التي أدت إلى ارتفاع تكلفة المعيشة وتفاقمت بسبب الأثر الاقتصادي للحرب في أوكرانيا.
حاول بايدن، الذي أخبر الأمريكيين مراراً وتكراراً أن التضخم قضية "عابرة" ناتجة عن الوباء، واجتهد أن يُظهر للبلاد أنه يتفهم آثاره. لكنه قد يدفع ثمناِ باهظاً في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني النصفية إذا كان الناخبون الساخطون بالفعل لا يزالون غاضبين بشأن فواتير البقالة.
قد يؤدي استمرار موجة التضخم الأعلى في تاريخ أمريكا منذ 40 عاماً إلى عودة ترامب للسلطة في الانتخابات القادمة، الرجل لا يخفي إعجابه ببوتين، وقد يعقد معه صفقة لحل الأزمة الأوكرانية، تعيد مكانة روسيا الدولية أو حتى تقتسم معها النفوذ في أوكرانيا.
قوة مبنية على أكاذيب كبيرة
لا يمتلك ترامب ولوبان وأوربان السلطة ولا القوة لأن يكونوا مثل بوتين حاكم روسيا المطلق.
لكن تكتيكات العديد من السياسيين الشعوبيين في الغرب تنبع من بئر مماثلة من السمية السياسية. إنهم يعتمدون على إثارة الغضب بشأن الظروف الاقتصادية وتحويله إلى استياء من الأجانب والمسلمين، والأقليات الأخرى.
يركز البعض على تآكل سمعة الأنظمة الديمقراطية والصحافة الحرة لبناء السلطة.
أدى قمع الناخبين إلى تآكل الديمقراطية في روسيا والمجر، وهو يفعل الشيء نفسه في الولايات المتحدة (حيث تفرض ولايات الجنوب قيوداً على تصويت الناخبين الملونين).
وليس من المؤكد أن تطرف ترامب سيوفر طريقاً إلى السلطة بين جمهور ناخب متنوع في الانتخابات القادمة. لكنه لا يزال الشخصية المهيمنة في حزبه والمرشح الأول لترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة عام 2024
مشروع ترامب السياسي بأكمله- وهو المشروع الذي حرض على هجوم غير مسبوق على مبنى الكابيتول الأمريكي في 6 يناير/كانون الثاني 2021- يقوم الآن على كذبة كبيرة: أن الانتخابات الأمريكية تم تزويرها في عام 2020.
كلما كانت الكذبة أكثر شناعة، أمكن استخدامها كسلاح سياسي. على سبيل المثال يقول بوتين إنه يغزو أوكرانيا لأن البلاد تحت سيطرة النازيين، بينما في الواقع لديها رئيس يهودي منتخب ديمقراطياً.
أحد أسباب الإعجاب المتبادل بين القادة الشعوبيين في الغرب وبوتين، هو الموقف من الإسلام فقط، حيث يرى القادة اليمينيون المتطرفون في بوتين زعيماً للحرب ضد الإسلام أو الإسلاميين من الشيشان إلى حلب، ولكن هناك عامل آخر يجمع بينهم، هو الكراهية المشتركة للديمقراطية ومحاولة استغلالها في الوقت ذاته.
هل يتدخل بوتين في الانتخابات الأمريكية؟
واليوم رغم أن بوتين يبدو منبوذاً في الغرب، وأزمة أوكرانيا خفتت من قدرة القادة اليمينيين الشعوبيين على إبداء الإعجاب به، ولكن ما زال هناك عاملان محتملان يمكن أن يساعدا بوتين؛ الوضع الاقتصادي، ومدى قدرته على التلاعب بالانتخابات في الدول الغربية.
وأطلق الرئيس الروسي جهوده المباشرة لتعطيل الديمقراطية الأمريكية بتدخله في انتخابات عام 2016 في الولايات المتحدة، والتي قيمت وكالات الاستخبارات الأمريكية أنها مصممة لمساعدة ترامب على الفوز.
وحذرت تلك الوكالات نفسها مؤخراً من أن الضغط الأمريكي على روسيا بشأن غزو أوكرانيا قد يدفع بوتين إلى المضي أبعد من ذلك في التدخل في الديمقراطية الأمريكية في المستقبل.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن بوتين قد يكون على استعداد لاتخاذ إجراءات أكثر عدوانية ضد الولايات المتحدة، بما في ذلك تصعيد محاولاته للتدخل في الانتخابات الأمريكية رداً على دعمها لأوكرانيا، وفقاً لما نقلته شبكة CNN الأمريكية عن أربعة مصادر مطلعة على تقارير الاستخبارات الأمريكية الأخيرة.
وقالت المصادر إن ذلك قد يشمل هجمات مباشرة على البنية التحتية للانتخابات الأمريكية، من بين مجموعة واسعة من الخيارات.
وقالت المصادر إنه لا يوجد دليل على أن بوتين اتخذ قراراً بالتدخل في الانتخابات المقبلة أو أنه يفضل أحد المرشحين. كما لن تكون محاولات الاختراق على البنية التحتية للتصويت سهلة، لأن أنظمة التصويت في الولايات المتحدة منتشرة ولا مركزية.
ولكن بينما كان بوتين في السابق أقل استعداداً لمحاولة التدخل المباشر في أنظمة التصويت في الولايات المتحدة في السابق حيث اختار بدلاً من ذلك أن يأمر بمسح قواعد بيانات تسجيل الناخبين وإجراء حملات التأثير لبث الشكوك في شرعية الانتخابات، يعتقد مسؤولو الاستخبارات أن بوتين قد يكون مستعداً الآن للذهاب أبعد مما كانت عليه في جهود التدخل السابقة مدفوعاً بصراعه الحالي مع الغرب.
وصرحت مصادر مطلعة على المداولات الداخلية الاستخباراتية الأمريكية لشبكة CNN بأن مجتمع الاستخبارات جعل فهم عقلية بوتين أولوية منذ وقت مبكر من الغزو. وأشارت التقييمات الأولية إلى أن سلوكه أصبح لا يمكن التنبؤ به بشكل متزايد، ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن بوتين أكثر استعداداً للنظر في خوض المخاطر بسبب غضبه من إخفاقات روسيا في أوكرانيا.
وأطلع مسؤولو المخابرات المشرعين الأمريكيين الأسبوع الماضي على حسابات بوتين بشأن عمليات التأثير المحتملة على الانتخابات، وفقاً لمسؤول أمريكي آخر مطلع على الإحاطة.
وأقرت الإحاطة بأنه في حالة تحويل بوتين تركيزه إلى إلحاق الأذى خارج أوكرانيا، فإن الانتخابات النصفية الأمريكية هذا العام تمثل هدفاً محتملاً للعملاء الروس، في حين أنه سيكون من الصعب على روسيا التلاعب بإحصاءات الناخبين، أشار مصدر آخر إلى أن روسيا لن تحتاج إلى تغيير العديد من الأصوات، إن وجدت، "من أجل التشكيك في أمن مؤسسة التصويت بأكملها".
وقال مصدر آخر إنه حتى لو لم تؤثر جهود القرصنة الروسية على نتيجة الانتخابات الأمريكية على الإطلاق، فإن نشر الفوضى وانعدام الثقة في أنظمة التصويت قد يكون كافياً لتحقيق النصر بالنسبة لها.
الانتخابات ليست الهدف الوحيد الذي يمكن أن تفكر فيه روسيا. بدأت حكومة الولايات المتحدة في التحذير من احتمال أن تحاول روسيا مهاجمة البنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة، وحثت مالكي ومشغلي القطاع الخاص على الاستعداد.
احتمال حدوث تدخل روسي في انتخابات فرنسا
هناك قلق متزايد داخل إدارة الرئيس جو بايدن أيضاً بشأن تدخل روسي محتمل في الانتخابات الفرنسية وتأثير ذلك على وحدة الصف الغربي في الأزمة الأوكرانية.
وحسب صحيفة Politico الأمريكية "فلقد راقب كبار المسؤولين الأمريكيين بحذر عبر المحيط الأطلسي أي علامات على تدخل روسي محتمل في الجولة الأولى من الانتخابات، التي أجريت يوم الأحد".
ولكن أي تدخل روسي لصالح لوبان قد يكون أكثر فاعلية في الجولة الثانية الحاسمة، خاصة أن تأهل لوبان كان مضموناً في الجولة الأولى.
قال المسؤولون إن واشنطن كانت تراقب الانتخابات وتشارك المعلومات حول التدخل المحتمل في روسيا، من الروبوتات إلى الحسابات المزيفة، على الرغم من أن معظم جهود موسكو الإلكترونية في الوقت الحالي تركز على تبادل الدعاية لدعم المجهود الحربي في أوكرانيا.
وسبق أن أفادت تقارير بأن موقع حركة "إلى الأمام" المؤيدة لماكرون قد تعرض لحوالي 100 محاولة قرصنة في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 قبيل الانتخابات الفرنسية التي جرت في عام 2017 وزاد الأمر مع اقتراب الانتخابات في ذلك العام.
متي سيشكل التدخل الروسي خطراً حقيقياً على الديمقراطيات الغربية؟
أن التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات بالدول الغربية مثل أمريكا وفرنسا والذي قد يحدث تغييراً محدوداً في النتائج، أو قد يثير الشكوك في شرعيتها، أمر يمكن أن يتلقفه المرشحون الشعبويون في هذه البلدان إما للتشكيك في النتيجة إذا خسروا أو الادعاء بالفوز في حال غير التدخل الروسي النتيجة لصالحهم.
في أمريكا تحديداً، أكد ترامب أن الانتخابات في عام 2020 زورت رغم فارق الأصوات الواضح بينه وبين بايدن.
ويمكن تخيل الوضع، إذا كان فارق الأصوات أقل أو فاز ترامب بأصوات مشكوك فيها أو الأهم إذا فاز جراء حملة دعاية روسية المصدر، فإن بوتين في هذه اللحظة سيكون قد حقق نجاحاً كبيراً في اختراق المؤسسات الديمقراطية الغربية، وإشغالها في صراعات داخلية بدلاً من تركيزها على مناكفته في أوكرانيا.