"كم هو عدد القتلى الروس في حرب أوكرانيا؟"، يبدو أن إجابة هذا السؤال هي إحدى ضحايا الحرب نفسها، إذ تتفاوت التقديرات بشكل هائل بين المبالغات الأوكرانية والتهوين الروسي.
مرت ثلاثة أسابيع منذ أن قامت روسيا بتحديث حصيلة القتلى الرسمية لغزوها لأوكرانيا، تاركةً المجال مفتوحاً لمسألة عدد القتلى الروس أو الجرحى للرواية الأوكرانية والغربية.
في أوائل مارس/آذار 2022، اعترفت وزارة الدفاع الروسية بمقتل 498 جندياً روسيّاً في أثناء القتال، وإصابة 1500.
ورغم أن هذا العدد أقل من عُشر التقديرات الأوكرانية في ذلك الوقت ويُفترض أنه تقدير أقل من الواقع في ظل طبيعة الجيش الروسي المتكتمة، فإنه يظل عدداً كبيراً.
إذ إنه جاء بعد نحو أسبوع فقط من القتال بين ثاني أقوى جيش في العالم، وجيش دولة متوسطة الجحم، لا يمتلك سوى نحو أقل من عُشر الدبابات والطائرات الروسية، وأقل منها في النوعية كثيراً.
ويقول منتقدو موسكو إن الأرقام الرسمية للحكومة الروسية يجب التعامل معها بتشكك، حسبما ورد في تقرير لصحيفة the Guardian البريطانية.
وزعم المسؤولون الأمريكيون والأوكرانيون منذ ذلك الحين، أن روسيا تكبدت 10 أو 20 أو 30 ضعف عدد الضحايا الذي تحدثته عنه، وأن الخسائر الروسية يمكن أن تنافس الحروب في الشيشان أو أفغانستان.
ووسط فراغ إعلامي في روسيا، انتشرت شائعات حول المئات أو الآلاف غيرهم ممن قُتلوا في الأسابيع التالية.
وقال معلق عسكري روسي طلب عدم ذكر اسمه؛ لبحث القضية: "إنه سر من أسرار الدولة تقريباً، لا نعرف بالضبط عدد القتلى الروس في حرب أوكرانيا، من الأفضل مناقشة أسئلة أخرى"، حسبما نقلت عنه الصحيفة البريطانية.
تقديرات أوكرانيا عن عدد القتلى الروس
بالكاد تحركت الخطوط الأمامية منذ أكثر من أسبوع، وحسب تقديرات الاستخبارات الغربية يُقتل أو يُصاب الروس بمعدل يصل إلى 1000 شخص يومياً، وحتى أكثر، وفقاً للتقديرات الأوكرانية.
وقدَّر مسؤولون أوكرانيون، مساء الإثنين 21 مارس/آذار 2022، أن أكثر من 15 ألف جندي روسي قُتلوا منذ بداية الحرب، وهو رقم قريب من التقديرات الرسمية للجنود السوفييت الذين قُتلوا في الحرب التي استمرت نحو عقد بأفغانستان.
تجدر الإشارة إلى أن حرب أفغانستان شكلت ضربة لهيبة الجيش السوفييتي في الخارج، وجاء الانسحاب قبل أشهر فقط من سقوط الاتحاد السوفييتي.
ويعني هذا العدد- إذا صحت التقديرات الأوكرانية- أن الجيش الروسي الذي دخل بلادهم ويقدر عدده بنحو 190 ألفاً، سوف يباد عن بكرة أبيه إذا تواصل الحرب لمدة عام مع استمرار تزايد عدد القتلى الروس بنفس المعدل.
وأعطى مسؤولو المخابرات الأمريكية هذا الأسبوع تقديراً وصفوه بالـ"متحفظ"، يفيد بأن أكثر من 7000 جندي روسي قُتلوا في الحرب بأوكرانيا منذ أواخر فبراير/شباط، وهو رقم سيتجاوز العدد الرسمي للقتلى بين الجنود الروس خلال عامين من الحرب الشيشانية الأولى، التي يتم تذكُّرها على أنها حملة وحشية وعشوائية بشكل خاص.
وتعني هذه الأرقام أن عدد القتلى من القوات الروسية يزيد بالفعل على عدد الجنود الأمريكيين الذين قُتلوا في حربَي العراق (4825 قتيلاً أمريكياً) أو أفغانستان (3576) واللتين استغرقتا سنوات طويلة.
وتشير تقديرات الاستخبارات الغربية إلى أنه إضافة إلى مقتل نحو 7000 آلاف جندي روسي، فلقد جُرح ما يصل إلى 20000، وبافتراض أن القوات المقاتلة تتحمل العبء الأكبر من الخسائر، فقد يعني ذلك أن ما يصل إلى ثلث القوة القتالية الرئيسية هي الآن، حسبما يقول روب لي، وهو جندي سابق في مشاة البحرية الأمريكية وهو الآن زميل كبير بمعهد أبحاث السياسة الخارجية، لصحيفة Washington Post الأمريكية.
الغرب يتجاوب مع الدعاية الأوكرانية
وحذَّر محللون من أخذ هذه المعلومات على ظاهرها خلال الحرب، حيث تريد الدول الغربية تأكيد خسائر الحرب على الجيش الروسي، بينما يريد الكرملين التقليل من خسائره، حسب تقرير صحيفة the Guardian البريطانية.
وفقاً للباحث في قسم أبحاث السلام والنزاع بجامعة أوبسالا في السويد، انخرطت الحكومة الأوكرانية في حملة تضليل تهدف إلى رفع الروح المعنوية، وكانت وسائل الإعلام الغربية سعيدة عموماً بقبول ادعاءاتها، بينما كانت روسيا "على الأرجح" تقلل من أهمية مزاعمها. تميل أوكرانيا أيضاً إلى أن تكون أكثر تحفُّظاً بشأن القتلى العسكريين لديها. وفقاً لـ"بي بي سي نيوز"، من المحتمل أن تكون المزاعم الأوكرانية بشأن عدد القتلى الروس تشمل الجرحى أيضاً.
وحذَّر المحللون من قبول الادعاءات الأوكرانية على أنها حقيقة، حيث كانت الدول الغربية تؤكد خسائر الجيش الروسي، بينما أرادت روسيا التقليل من خسائرها.
إذ يبدو من المستحيل تحديد عدد القتلى المدنيين وكذلك القتلى العسكريين بدقة بالنظر إلى مقدار الدعاية المحيطة بالحرب.
وأعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الأربعاء 23 مارس/آذار 2022، أن تقديراته لخسائر القوات الروسية منذ بدء العملية العسكرية ضد أوكرانيا تشير إلى مقتل ما بين 7 و15 ألف جندي روسي في تلك الحرب، محذراً موسكو من استخدام السلاح النووي في حربها ضد أوكرانيا.
وقال مسؤول عسكري رفيع بالناتو، فضّل عدم ذكر اسمه، في تصريحات لوكالة أسوشييتد برس الأمريكية، إن "تقديرات الحلف تستند إلى معلومات من مسؤولين أوكرانيين، وما نشرته روسيا- عمداً أو بغير قصد- والمعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها من مصادر مفتوحة".
يُظهر ذلك مدى استسلام الغرب للرواية الأوكرانية للأحداث، فأكبر منظمة عسكرية في العالم تقدر أعداد قتلى طرف من خلال كلام خصمه.
وإذا افترضنا أن تقديرات الأمريكيين صحيحة فإنه إذا استمرت القوات الروسية في خسارة القوات بهذا المعدل، فسيكون نحو 121000 جندي روسي قد لقوا حتفهم خلال عام، ومن المحتمل أن يكون عدد الجرحى ثلاثة أو أربعة أضعاف، مما يشير إلى أن الهجوم الروسي يجب أن يكسر المقاومة الأوكرانية أو أن يتكبد خسائر لا يمكن تحملها، حسبما ورد في تقرير لموقع Business Insider الأمريكي.
ستكون هذه الحصيلة، على سبيل المثال، أعلى من الخسائر الأمريكية خلال الحرب الكورية، حيث مات 36576 أمريكياً على مدار ثلاث سنوات.
خبر صادم عن عدد القتلى الروس ورد بصحيفة موالية للكرملين ثم تم سحبه
توقفت المنافذ الإخبارية الروسية التي استمرت في العمل داخل البلاد، إلى حد كبير، عن الإبلاغ عن عدد القتلى في الحرب، حيث منعت الرقابة أي نقاش يصف الصراع بأنه "حرب" أو "غزو".
لكن يوم الإثنين 21 مارس/آذار 2022، نشرت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية، التي كثيراً ما تنشر تقارير إخبارية موالية للكرملين خبراً صادماً، داخل قصة إخبارية عن الحرب: "وفقاً لبيانات وزارة الدفاع الروسية… قُتل 9861 جندياً روسيّاً في أثناء القتال، وأصيب 16153 بجروح".
بعد دقائق فقط، اختفى الخبر، ولم تذكر أي وكالات أنباء روسية هذه التصريحات، ولم يتضح سبب حصول "كومسومولسكايا برافدا" وحدها على تلك المعلومات.
سرعان ما انتشرت لقطات الشاشة والنسخ المؤرشفة من التقرير المحذوف، حيث أشار نقاد موسكو إلى هذا الخبر كدليل على أن الكرملين كان يعاني من خسائر فادحة في الحرب المستمرة منذ شهر.
وقالت الصحيفة في وقت لاحق، إن موقعها قد تعرض للاختراق. وكتب موقعها: "تم اختراق الوصول إلى الواجهة الإدارية على موقع كومسومولسكايا برافدا على الإنترنت، وتم عمل نسخة مزيفة في هذا المنشور حول وضع العملية الخاصة في أوكرانيا"، مؤكداً أنه "تم حذف المعلومات الخاطئة على الفور".
رفض العديد من المحللين العسكريين والمنظمات غير الحكومية التعليق على قصة "كومسومولسكايا برافدا"، بسبب مخاوف بشأن رد الفعل القانوني والعقوبة المحتملة لمناقشة الأرقام غير الرسمية. لكن هناك مؤشرات، وضمن ذلك من مصادر مفتوحة، على أن روسيا تكبدت خسائر فادحة خلال القتال، حسب the Guardian.
إنها لحظة محفوفة بالمخاطر بشكل خاص لقيام صحفيين بتقديم تقرير عن هذا الموضوع، حيث تهدد روسيا جميع المنشورات التي تنشر معلومات حول الحرب.
وقال فلاديمير بوتين في خطاب ألقاه أواخر الأسبوع الماضي: "الغرب يحاول تقسيم مجتمعنا. التكهن بالخسائر العسكرية والعواقب الاجتماعية والاقتصادية للعقوبات لإثارة تمرد مدني في روسيا. ويستخدم طابوره الخامس من أجل تحقيق هذا الهدف: تدمير روسيا".
رصد للمشارح والجنازات يكشف وفاة أكثر من 500 جندي روسي
مع قلة المعلومات الرسمية، اضطر الصحفيون إلى التدقيق في إعلانات الجنازة المحلية أو البحث عن مديري المشارح؛ لإيجاد أدلة حول عدد القتلى الروس.
نشرت "بي بي سي روسيا"، يوم الإثنين، تقريراً قالت إنها أكدت مقتل 557 جندياً. واستند هذا التقرير إلى معلومات عن جنود يمكن تأكيدهم بالاسم الأول والأخير، ورد أنهم لقوا مصرعهم في القتال. لا تزال هذه هي الرواية الأكثر موثوقية لعدد القتلى الروس في الحرب، حسب صحيفة الغارديان البريطانية.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، ذكرت إذاعة أوروبا الحرة "راديو ليبرتي"، وكالة الأنباء التي تمولها الدولة الأمريكية والتي تضم عشرات الصحفيين في المنطقة، أن المستشفيات البيلاروسية امتلأت بقتلى الحرب الروس بعد أسابيع من الحرب.
ونقلت عن موظف في مستشفى هوميل الإكلينيكي الإقليمي، الذي قال إنه تم شحن أكثر من 2500 جثة جندي من منطقة بيلاروسيا إلى روسيا اعتباراً من 13 مارس/آذار 2022. لكنها لم تستطع تأكيد هذا الحساب بشكل مستقل.
خسائر الدبابات
وذكرت مدونة أوريكس، وهي موقع مفتوح المصدر يتتبع خسائر المعدات العسكرية، أن روسيا فقدت 1666 مركبة في أوكرانيا، تم تدمير أكثر من 800 منها خلال الصراع. ومن بين ما تم التأكد من تدميره 111 دبابة، و74 عربة قتال مصفحة، و123 عربة قتال مشاة، و312 شاحنة ومركبة وجيب.
وكتب المدونون: "تشمل هذه القائمة فقط المركبات والمعدات المدمرة التي تتوافر عنها أدلة مصورة أو بالفيديو"، "لذلك، فإن كمية المعدات التي تم تدميرها أعلى بكثير مما تم تسجيله هنا".
خسائر كبيرة في الرتب العليا
عادةً ما تكون الخسائر أقل في الرتب العليا للجيوش، وتزايد هذه الخسائر مؤشر على خسائر أكبر على مستوى القاعدة.
وأعلن مستشار الرئيس الأوكراني، ميخايلو بودولاك، الأحد الماضي، عن مقتل ستة جنرالات روس قال إنهم قُتلوا في أوكرانيا، إلى جانب عشرات من العقداء والضباط الآخرين.
ولم تؤكد وزارة الدفاع الروسية وقوع أي من هؤلاء الضحايا.
وذكرت وكالة Reuters أنه لم يتسن لها التحقق بشكل مستقل، من معظم مزاعم أوكرانيا، لكن بعضها تأكد من مصادر روسية، حيث أقامت روسيا جنازة نائب قائد أسطولها بالبحر الأسود في شبه جزيرة القرم المضمومة، يوم الأربعاء.
وأكدت الحكومة الروسية المحلية في ميناء نوفوروسيسك الجنوبي وفاة الميجور جنرال أندريه سوخوفيتسكي، في 28 فبراير/شباط 2022، في بيان على موقعها بالإنترنت. وقالت إنه خدم في سوريا وشمال القوقاز وأبخازيا.
مؤخراً، تجمع المئات في مدينة سيفاستوبول القرم؛ لحضور جنازة نائب قائد أسطول البحر الأسود الروسي.
وقال كونراد موزيكا، مدير شركة روشان الاستشارية ومقرها بولندا، إن التقديرات الأوكرانية للخسائر الكبيرة في صفوف الروس كانت معقولة، لكن من الصعب التحقق منها وربما كان الرقم الفعلي أقل.
وقال: "حتى لو كنا نتحدث عن جنرالين، فهذه مشكلة كبيرة. نحن لا نتحدث فقط عن الجنرالات، نتحدث أيضاً عن الكولونيلات (العقداء) الذين هم مهمون جداً في الجيش الروسي".
وأضاف أن مثل هذه الخسائر تشير إلى أن روسيا لم يكن لديها فهم جيد لمواقع المدفعية الأوكرانية، وأن أوكرانيا تنجح في تحديد مواقع كبار الضباط الروس، ربما عبر إشارات هواتفهم المحمولة.
وقال دبلوماسي أجنبي كبير في موسكو لـ"رويترز": "المؤشر المهم هو الخسائر الفادحة في صفوف العقيد وما فوق، لأن هؤلاء يمثلون العمود الفقري للجيش الروسي، وليس الجنرالات فقط".
وقال الدبلوماسي إن الجيش الروسي شديد المركزية ولديه تسلسل هرمي صارم ويفتقر إلى الوجود الكبير والمؤثر لصغار الضباط على النمط الغربي، فهناك عدد كبير جداً من العقداء، وعدد قليل جداً من العريفين. لذا فإن ما يحدث هو أن المهام التي تتطلب حلاً سريعاً، والتي سيتم حلها في الغرب على مستويات أقل بكثير، يتم تصعيدها في سلسلة اتخاذ القرار، مما يجعل هناك أهمية أكبر للرتب العليا والوسطى مقارنة بالجيوش الغربية.
وقال الدبلوماسي إن طبيعة الهيكل الهرمي للجيش الروسي اضطرت موسكو إلى إشراك كبار الضباط بالجبهة؛ لحل المشاكل أو تنشيط الجهود العسكرية، مما جعلهم عرضة للهجوم.
وقال الدبلوماسي: "إن مركزية القيادة والسيطرة، ونقص الانتشار، وندرة الاتصالات الآمنة تضعهم أيضاً في مواقع يمكن التعرف عليها والتقاطها بواسطة الطائرات بدون طيار الأوكرانية"، في إشارة إلى الطائرات بدون طيار.
ماذا تعني ضخامة الخسائر الروسية لمستقبل الحرب؟
قال روب لي، الزميل الكبير في معهد أبحاث السياسة الخارجية: "لا أعتقد أن القوات الأوكرانية يمكنها دفع القوات الروسية إلى الخروج من أوكرانيا، لكنني أيضاً لا أعتقد أن القوات الروسية يمكن أن تستولي على قدر أكبر من أوكرانيا".
وفي الوقت نفسه، يقول "لي" إن الروس يموتون بمعدل لا يمكن تحمُّله على نحو متزايد. وقال إنه على الرغم من أن روسيا لاتزال لديها احتياطيات هائلة من القوى العاملة، فإنها أدخلت بالفعل معظم قواتها الجاهزة للقتال، وهم الذين يتحملون بشكل شبه مؤكد، وطأة الخسائر.
من بين 168 كتيبة تكتيكية تابعة للجيش الروسي، هناك 120 مجموعة تكتيكية تقاتل بالفعل على الأرض، مما يشكل نحو 100 ألف جندي من إجمالي 190 ألفاً تم إرسالهم إلى أوكرانيا. ويقول مسؤولون أمريكيون إن هذا يعني أن روسيا خصصت لأوكرانيا بالفعل 75% من قوتها الجاهزة للقتال.
وبصرف النظر عن مبالغات الغرب والأوكرانيين، فإن إعلان روسيا عن مقتل نحو 500 من جنودها بعد أسبوع من الحرب، ثم توقفها عن تحديث الأرقام له دلالات عدة، فالإعلان ثم الصمت الروسي دلالة على ضخامة الأرقام، أيضاً لو معدل القتلى الذي أعلن عنه الروس مازال قائماً، فإن هذا يعني مقتل 2000 جندي روسي بعد شهر من الحرب.
وقد يكون معدل القتلى قد انخفض كثيراً مع تحول الحرب لحالة جمود في كثير من الجبهات، وقد يكون ذلك بسبب تزايد عدد القتلى الروس بشكل لا يمكن للجيش الروسي الاستمرار في تحمله.