هل فناء البشرية خطر قائم حقاً؟ إليك عدد الأسلحة النووية، وأي الدول التي تستطيع تدمير العالم بالفعل

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2022/03/24 الساعة 16:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/25 الساعة 11:43 بتوقيت غرينتش
اختبار صاروخ Trident II D5 من غواصة الصواريخ الباليستية التابعة للبحرية الأمريكية Nebraska قبالة سواحل كاليفورنيا/رويترز

تزايد خطر استخدام الأسلحة النووية منذ غزو روسيا لأوكرانيا أول مرة قبل نحو 3 أسابيع، وبات الحديث عن احتمال الحرب النووية جدياً، وترتب على ذلك سؤالٌ مفاده: هل تؤدي الحرب النووية إلى فناء العالم حقاً، وأي الدول الحائزة أسلحة نووية قادرة على فعل ذلك؟

اتضح أن خطر الحرب النووية قائم بشدة في 27 فبراير/شباط، عندما أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بوضع القوات النووية لبلاده في "حالة تأهب"، حسب تقرير وكالة أنباء "Associated Press" الأمريكية.

ووفقاً لدورية "the Bulletin of the Atomic Scientists" العلمية الخاصة بعلماء الذرة، فإنَّ الوضع الحالي "مرعب للغاية" بالنسبة للبشرية.

إذن، ماذا كان يقصد بوتين عندما أعلن أنَّ الأسلحة النووية لبلاده في حالة تأهب قصوى، وكم عدد الأسلحة النووية الموجودة في العالم، ومن يمتلكها، وما مدى قوتها التدميرية؟

يُقدّر محللون عسكريون أنَّ الدول التسع النووية في العالم -الصين وفرنسا والهند وإسرائيل وكوريا الشمالية وباكستان وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية– تمتلك نحو 13 ألف رأس حربي نووي، وذلك وفقاً لـ"رابطة الحد من الأسلحة"

ومع ذلك، يستند هذا التقدير فقط إلى المعلومات المتاحة علناً، ومن ثمَّ قد تكون هناك أعداد أكبر من الرؤوس الحربية النووية لم تفصح عنها الدول، حسبما ورد في تقرير لموقع Live Science الأمريكي.

لا تزال الولايات المتحدة وروسيا تحتفظان بآلاف الأسلحة النووية بما يمثل أكثر من 90% من الترسانة النووية في العالم، بينما لا تمتلك الدول السبع الأخرى- المملكة المتحدة وفرنسا والصين وإسرائيل والهند وباكستان وكوريا الشمالية- أكثر من بضع مئات. ومع ذلك، تمتلك كل دولةٍ ما يكفي من الأسلحة للتسبب في معاناة على نطاق لم يسبقه مثيل في تاريخ البشرية، حسبما ورد في تقرير لموقع vox الأمريكي.

تقول آن هارينغتون، محاضرة في العلاقات الدولية بجامعة "كارديف" البريطانية، لموقع "Live Science": "نعرف الدول المالكة لأسلحة نووية، لكننا لا نعرف بالضرورة عدد هذه الأسلحة. على سبيل المثال، لا تقر إسرائيل بامتلاك أسلحة نووية، إضافة إلى أنَّ عدد الرؤوس الحربية النووية التي تمتلكها الصين لا يزال محل نقاش".

وقلَّصت الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا حجم ترسانتيهما النووية منذ نهاية الحرب الباردة، وأصبحت مخزوناتهما النووية أصغر بكثير مما كانت عليه في أوج الحرب. كانت الولايات المتحدة تمتلك 31.225 رأساً نووياً في عام 1967. أفاد تقرير صادر عن كلية "هارفارد كينيدي" كتبه غراهام أليسون، محلل الأمن القومي، بأنَّ نحو 35 ألف سلاح نووي ظلّت موجودة في آلاف المواقع على امتداد مساحة شاسعة من أوراسيا وقت انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991.

ووفقاً لوثيقة معلوماتية من صفحة واحدة نشرتها "رابطة الحد من الأسلحة"، تقول روسيا إنَّها تمتلك حالياً نحو 6257 رأساً نووياً، بينما تعترف الولايات المتحدة بامتلاكها 5550 رأساً نووياً. ومع ذلك، يعود السبب الأساسي لهذا التراجع الكبير، إلى تفكيك الرؤوس الحربية النووية المتقاعدة، وذلك بحسب ما صرّحت به سارة ميدي جونز، الناشطة في حملة نزع السلاح النووي (CND)، لموقع "Live Science" الأمريكي.

توزيع عدد الأسلحة النووية على الدول الحائزة لها

تقول روسيا إنَّها تمتلك حالياً نحو 6257 رأساً نووياً، بينما تعترف الولايات المتحدة بامتلاكها 5550 رأساً نووياً. 

تمتلك فرنسا نحو 300 رأس نووي، معظمها مثبَّتة في غواصات من طرازي "إم 45" و"إم 51″، وبعضها جاهز للإطلاق من طائرات مقاتلة.

وتمتلك الصين 280 رأساً نووياً، بينما لدى بريطانيا 215 رأساً نووياً، وتمتلك 4 غواصات، تحمل كل منها 16 صاروخاً مت طراز ترايدنت.

ويقدر عدد الرؤوس النووية في باكستان بما بين 120 و130 رأساً، بينما تقدر الترسانة النووية للهند بما بين 100 و120 رأس نووي.

إما إسرائيل فتتبع سياسة الغموض النووي، فلم تكشف عن حجم ترسانتها النووية، بينما تشير التقديرات إلى امتلاكها 80 رأساً نووياً.

ويُعتقد أن عدد الرؤوس النووية في كوريا الشمالية يتراوح بين 10 و20 رأساً حربياً.

وقالت سارة: "في واقع الأمر، كانت هناك زيادة فعلية في عدد الرؤوس النووية التي نُشرت العام الماضي 2021، وتواصل جميع الدول النووية التسع إما تحديث ترسانتها النووية وإما زيادتها".

في السياق ذاته، قال مات كوردا، باحث مشارك ومدير مشروع المعلومات النووية باتحاد العلماء الأمريكيين: "على الرغم من صعوبة أن نعرف يقيناً شكل التغيرات التي تحدث بالضبط في الترسانات النووية، نعتقد أنَّ هذه الدول، الصين والهند وكوريا الشمالية وباكستان والمملكة المتحدة، وربما روسيا، تزيد جميعها من حجم مخزونها النووي".

أنواع الأسلحة النووية والاختلاف في قوتها

تختلف الأسلحة النووية في قوتها التدميرية. تمتلك الولايات المتحدة في ترسانتها النووية الحالية القنبلة "B83"، وهي قنبلة هيدروجينية تعادل قوتها التفجيرية ما يصل إلى 1.2 ميغا  طن من مادة "تي إن تي"، ما يجعلها أقوى 60 مرة من القنبلة التي أُسقطت على مدينة ناغازاكي في اليابان عام 1945. ووفقاً لأرشيف الأسلحة النووية، يوجد حالياً 650 قنبلة من طراز "B83" في الخدمة الفعلية.

ومع ذلك، تتواضع القدرة التدميرية لـB83 أمام أقوى قنبلة صُنعت على الإطلاق، ألا وهي "قنبلة القيصر" السوفييتية، التي كانت قدرتها التدميرية تصل إلى 50 ميغا طن، أي أقوى بنحو 2500 مرة من القنبلة النووية التي دمّرت ناغازاكي. صُمّمت "قنبلة القيصر" لإظهار مدى القوة العسكرية الهائلة للاتحاد السوفييتي، ولم تُنتج إصدارات أخرى من هذا السلاح حتى الآن.

تستخدم القنابل الهيدروجينية، مثل "B83" أو "القيصر"، الاندماج النووي بينما تعتمد القنابل الذرية على الانشطار النووي. وبناءً عليه، ووفقاً لمقال منشور في مجلة "Time" الأمريكية، لا مجال للمقارنة من حيث القدرة التدميرية، إذ تمتلك القنابل الهيدروجينية إمكانات تجعلها أقوى 1000 مرة من القنبلة الذرية.

وتتباين قوة الأسلحة النووية التفجيرية بشكل كبير. في هذا الصدد، أشار مات كوردا، الباحث ومدير مشروع المعلومات النووية باتحاد العلماء الأمريكيين، إلى أنَّ أحد الفروق الرئيسية الأخرى هو ما إذا كان السلاح النووي يُصنّف على أنَّه "إستراتيجي" أو "غير إستراتيجي".

من جانبه، قال الباحث الأمريكي صامويل هيكي، إنَّ "الأسلحة الإستراتيجية تستطيع الوصول من موسكو إلى واشنطن العاصمة، في حين أن الأسلحة غير الإستراتيجية -التي عادةً ما يطلق عليها الأسلحة النووية التكتيكية- تكون ذات مدى أقصر".

فالأسلحة النووية الحرارية الإستراتيجية للقوى العظمى تقاس بما يعادل عدة ملايين طن من مادة تي إن تي (مليون طن من مادة تي إن تي هي ميغا طن)، بينما الرؤوس الحربية التي اختبرتها الهند وباكستان أقل قوة بنحو 100 مرة، حسبما ورد في تقرير لموقع Science Focus.

تعليقاً على ذلك، قال كوردا في رسالة بالبريد الإلكتروني: "ظاهرياً، يبدو من المنطقي افتراض أنَّ الأسلحة غير الإستراتيجية تحقق تأثيرات أقل من الأسلحة الإستراتيجية. ورغم أنّ هذا يكون الحال عادةً، فإنه ليس دائماً".

ماذا سيحدث إذا وقعت حرب نووية وكم من البشر سوف يموتون؟

إليك ما سيحدث لدولة مثل الصين

ذكرت دراسة بعنوان "حد أمان عملي وطني لكميات الأسلحة النووية"، أن أي دولة ستطلق العنان لأكثر من 100 قنبلة نووية على دولة أخرى يمكن أن تدمر المجتمع المعادي لها.

أي بوجود 100 سلاح نووي لدى أي دولة، فإنها تحصل الردع النووي، حسب دراسة لجوشوا بيرس، الأستاذ في جامعة ميتشيغان التكنولوجية الأمريكية.

وبافتراض أن كل رأس حربي من هذه الكمية لديه تصنيف ميغا طن، فإن الطاقة المنبعثة من تفجيرها المتزامن لن تدمر الأرض. ومع ذلك، ستحدث حفرة يبلغ قطرها نحو 10 كيلومترات وعمقها كيلومتران.

ولمعرفة تأثير مثل هذه القوة النووية (مئة قنبلة) والتي لا تعتبر كبيرة وتقارب في الحجم ترسانات باكستان والهند وإسرائيل.

يستشهد الباحثون أيضاً بتقديرات متحفظة بأن 34 مليون شخص سيموتون إذا تم إطلاق 100 قنبلة نووية على الصين، أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، حسبما ورد في تقرير لصحيفة New York Post.

"الخريف النووي" قد يحدث إذا نشبت معركة بين قوتين ذريتين صغيرتين

قد تتسبب معركة نووية بين نيودلهي وإسلام آباد وهما قوتان نوويتان صغيرتان أو متوسطتان في "خريف نووي".

أمضى آلان روبوك، أستاذ العلوم البيئية بجامعة روتجرز، عقوداً في محاولة فهم ما يمكن أن تفعله الحرب النووية على كوكب الأرض.

كتب روبوك وتون، الأستاذ بجامعة كولورادو بولدر، في عام 2016: "حتى الحرب النووية" الصغيرة بين الهند وباكستان، ستكون مدمرة.

لو قامت كل دولة بتفجير 50 ​​قنبلة ذرية بحجم هيروشيما، يمكن أن تنتج الكثير من الدخان بحيث تنخفض درجات الحرارة أقل من تلك التي كانت موجودة في العصر الجليدي الصغير في القرنين الرابع عشر والتاسع عشر، مما أدى إلى تقصير موسم النمو في جميع أنحاء العالم وتهديد الإمدادات الغذائية العالمية".

فأي حرب نووية بين الهند وباكستان بهذا الحجم يمكن أن ينبعث منها ما لا يقل عن 5 ملايين إلى 6 ملايين طن من الدخان الأسود في الستراتوسفير.

وسينتج عنها مثلاً انخفاض ​​الإنتاج الزراعي الأمريكي والصيني، خاصة في الذرة والقمح، بنحو 20 إلى 40% في السنوات الخمس الأولى. 

الأسلحة النووية
صاروخ باليستي عابر للقارات (ICBM) هواسونغ -14 الكوري الشمالي خلال اختباره الثاني لإطلاق النار/رويترز

كتب روبوك وتون أنه من المحتمل أن يستمر التبريد لعقد من الزمان على الأقل، مما يؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة إلى مستويات "أكثر برودة من أي شيء شهدناه على الأرض خلال الألف عام الماضية".

ويصف إيرا هيلفاند، مدير مجلس إدارة منظمة أطباء من أجل المسؤولية الاجتماعية المناهضين للحرب النووية، هذا السيناريو بأنه "الخريف النووي".

ويقدر أن ما يصل إلى ملياري شخص معرضون لخطر المجاعة حتى في هذا النطاق "المحدود" للحرب النووية، ومعظمهم في جنوب شرقي آسيا وأمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية وأوروبا. وقال هيلفاند: "إن موت ملياري شخص لن يكون نهاية الجنس البشري، لكنه سيكون نهاية الحضارة الحديثة كما نعرفها".

يمكن أن تزداد الآثار سوءاً. سيؤدي نقص الغذاء إلى ارتفاع أسعار ما تبقى من الغذاء. 

بالتأكيد ستكون هناك مناوشات عالمية- وربما حروب- على الموارد المتبقية. قد يصبح الوضع سيئاً للغاية لدرجة أننا قد نشهد حرباً نووية أخرى، حيث تحاول الدول السيطرة على مزيد من الطعام والماء، كما تخشى هيلفاند.

هذا سيناريو مخيف، لكنه قد يكون سيناريو أكثر رعباً

سيناريو يوم القيامة أو الشتاء النووي

سيناريو يوم القيامة المطلق هو "شتاء نووي".

وسيحدث إذا استخدمت الولايات المتحدة وروسيا نحو 2000 قنبلة نووية ضد بعضهما وتدمير المدن والأهداف الرئيسية، حيث سيقضي كل بلد على الآخر بشكل فعال، ومن المحتمل أن تسقط معظم البشرية معهما أيضاً.

وفقاً لروبوك وآخرين، فإن ما يقرب من 150 مليون طن من الدخان الأسود المتصاعد من المدن المحترقة ومناطق أخرى سينتشر في معظم أنحاء الكوكب على مدار أسابيع. سيؤدي ذلك إلى انخفاض درجات حرارة السطح بنحو 17 إلى 20 درجة فهرنهايت في السنوات القليلة الأولى، ثم تعود مرة أخرى بمقدار 5 درجات فهرنهايت فقط للعقد التالي.

إليك المناطق التي ستعاني أكثر من الحرب بين روسيا وأمريكا

سيعاني نصف الكرة الأرضية الشمالي من تراجع درجات الحرارة بشكل أكبر من النصف الجنوبي، لكن العالم كله سيشعر بالتأثير. وكتبوا: "سيكون تغيراً مناخياً غير مسبوق في السرعة والسعة في تاريخ الجنس البشري".

كما سينخفض ​​هطول الأمطار العالمي بنحو 45%. بين ذلك والبرد، لن ينمو أي شيء تقريباً، مما يضمن أن أولئك الذين لم يموتوا في تبادل إطلاق النار النووي قريباً سيصابون بالجوع. وإذا لم يفعل ذلك، فإن طبقة الأوزون المستنفدة- وهي أحد الآثار الجانبية لحرب نووية كبرى- ستسمح لكميات كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية بالوصول إلى السطح. هذا من شأنه أن يضر بكل نظام بيئي تقريباً ويجعل من الصعب على بعض البشر الخروج من المنزل. قال لي تون: "لا يمكن لشخص قوقازي الخروج لبضع دقائق قبل أن يصاب بحروق الشمس".

ماذا لو تم استخدام كل الأسلحة النووية الموجودة في العالم؟

الـ1500 قنبلة نووية، الموجودة في العالم، لديها مجتمعةً قوة تصل إلى 15 انفجاراً بركانياً على غرار بركان كراكاتوا الذي انفجر في إندونيسيا عام 1883 والذي أدخل الأرض في عصر جليدي صغير، وتدمرت المحاصيل الزراعية حول العالم وانتشرت المجاعات والأوبئة والأشخاص الذين كانوا يبتعدون عن البركان حتى مسافة 65 كيلومتراً أصيبوا بالصم على الفور من شدة الانفجار، وصوت الانفجار سمع على بُعد 4500 كيلومتر من مركز البركان، وأكثر من 10% من سكان الأرض سمعوا صوت الانفجار.

تشير بعض التقديرات إلى أنه إذا تم استخدام إمدادات العالم من الأسلحة النووية بالتساوي ضد المدن الكبيرة، فإن الترسانة العالمية ستكون كافية لقتل ثلاثة مليارات شخص.

مناخ ما تبقى من العالم سيتغير

تناولت أعمال آلان روبوك مع أعمال زملائه الآخرين نماذج اقتصادية وعلمية وزراعية لتأثير الحرب النووية، خاصةً تلك واسعة النطاق.

إليك ما وجده: الآثار طويلة المدى الأكثر تدميراً للحرب النووية تتلخص بالواقع في الدخان الأسود، جنباً إلى جنب مع الغبار والجسيمات الموجودة في الهواء، التي تنتجها الهجمات.

في أي حرب نووية، سيتم استهداف المدن والمناطق الصناعية، مما ينتج عنه أطنان من الدخان أثناء احتراقها. قد يصل بعض هذا الدخان إلى طبقة الستراتوسفير، حيث سيبقى لسنوات، لأنه لا يوجد مطر يغسله. سوف ينتشر هذا الدخان في جميع أنحاء العالم مع ارتفاع درجة حرارته، مما يؤدي إلى حجب ضوء الشمس فوق جزء كبير من الأرض.

نتيجة لذلك، سيشهد العالم درجات حرارة أكثر برودة وأقل هطولاً، مما يؤدي إلى استنفاد كثير من الإنتاج الزراعي في العالم. من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى مجاعة واسعة النطاق في غضون سنوات.

ومع ذلك، فإن التأثير على العالم يعتمد على كمية الدخان المتصاعد. بينما تختلف نماذج العلماء وتقديراتهم، يُعتقد أن نحو 5 ملايين إلى 50 مليون طن من الدخان الأسود يمكن أن تؤدي إلى ما يسمى بـ"الخريف النووي"، في حين أن 50 مليوناً إلى 150 مليون طن من الدخان الأسود قد تغرق العالم في "الشتاء النووي".

وقال روبوك إنه إذا حدث السيناريو الأخير، فـ"سيموت كل شخص على هذا الكوكب تقريباً".

إليك حالة التأهب النووي لكل دولة حالياً

أوضح الباحث مات كوردا، أنَّ الوضع ضبابي نوعاً ما فيما يتعلّق بمدى سرعة نشر سلاح نووي وعدد الرؤوس الحربية النووية الموجودة في "حالة تأهب قصوى"، وبالتالي مخاطر استخدامها.

وقال إنَّ الولايات المتحدة وروسيا "تحتفظان بجزء من أسلحتهما النووية في حالة تأهب فورية، وهو ما يعني أنَّها قد تكون جاهزة للإطلاق في غضون أقل من 15 دقيقة". 

قدَّرت ورقة بحثية صادرة عن اتحاد العلماء المعنيين (UCS) عام 2015، أنَّ كلاً من الولايات المتحدة وروسيا تضع نحو 900 رأس حربي نووي في حالة تأهب قصوى.

وأضاف كوردا أنَّ دولاً أخرى –من بينها الصين وإسرائيل والهند وباكستان- تحتفظ بأسلحتها النووية في مرافق تخزين مركزية، ما يعني أنَّه سيتعين أولاً إخراجها، ثم إيصالها بأنظمة إطلاقها في حالة حدوث أزمة. قد تستغرق هذه الخطوة أياماً أو حتى أسابيع.

وتابع أنَّ "دولاً أخرى، مثل المملكة المتحدة، لديها أسلحة نووية منتشرة في جميع الأوقات على غواصات الصواريخ الباليستية، لكنها في وضع غير موجّه إلى أية أهداف، لذا ستحتاج ساعات أو حتى أيام حتى تصبح جاهزة للإطلاق".

كيفية تخزين الأسلحة النووية

أوضح هيكي إنَّه في حين تمتلك كل دولةٍ نظام تخزين خاصاً بها، فإنَّ مرافق التخزين بوجهٍ عام تكون مقاومة للانفجار وغالباً مدفونة تحت الأرض؛ لحمايتها والحد من الأضرار عند وقوع أي هجوم أو انفجار عرضي.

وأضاف: "تؤمَّن الرؤوس الحربية النووية في الولايات المتحدة بأكواد تشفير؛ لمنع الاستخدام غير المصرح به، ويمتلك الرئيس الأمريكي وحده سلطة إصدار الأمر باستخدامها". 

لكن بالنظر إلى أنَّ خطوة إطلاق سلاح نووي ستُقابل في جميع الاحتمالات بردٍّ انتقامي فوري، ما قد يؤدي إلى حرب نووية عالمية شاملة، فهل هناك فرصة لتفكيك جميع الأسلحة النووية من أجل الصالح العام؟ هل يمكن أن نشهد مستقبلاً خالياً من الأسلحة النووية؟

قال هولغر نيرينغ، رئيس قسم التاريخ الأوروبي المعاصر في "جامعة ستيرلنغ" بأسكتلندا: "لا أعتقد أن هذا سيحدث. تعتبر الأسلحة النووية بالأساس شكلاً من أشكال الردع ضد أي هجوم نووي، لذا ليس لدى الدول مصلحة حقيقية في التخلّص منها"، موضحاً أنَّ "التخلص الكامل من الأسلحة النووية يعني الوصول إلى مستوى عالٍ جداً من الثقة بين جميع الدول في النظام الدولي، وهذا أمر مستبعد الحدوث".

يتفق أندرو فيتر، أستاذ السياسة الدولية في "جامعة ليستر" الإنجليزية، مع هذا الرأي، قائلاً لموقع "Live Science": "ربما وصلنا الآن إلى مرحلة يصعب فيها توقع أن ترغب دولة في تقليص حجم ترسانتها النووية".

تحميل المزيد