نحو 800 هدف دمرتها طائرات بيرقدار التركية منذ انطلاقها قبل بضع سنوات، وذلك بعد أن انضمت المدرعات الروسية إلى قائمة الأهداف التي أصابتها هذه الطائرات، الزهيدة الثمن والتي ليست بسريعة ولا تحمل أعداداً كبيرة من الأسلحة.
وتحولت طائرات بيرقدار المسيرة التركية في الحرب الأوكرانية إلى بطل شعبي بالنسبة للأوكرانيين في حرب العصابات الجوية التي يخوضها الجيش الأوكراني ضد الجيش الروسي المشهور بعنفوانه، حتى إن الأوكرانيين ألّفوا لها أغنية، حسبما وصف تقرير لموقع Popular Mechanics.
فلماذا نجحت البيرقدار ضد قوى عظمى كروسيا في حرب أوكرانيا، وقبل ذلك ضد حلفاء روسيا ممثلة في أرمينيا بالقوقاز حينما استخدمتها القوات الأذربيجانية أو ضد جيش النظام السوري عندما استخدمها الجيش التركي في إدلب مطلع عام 2020.
وقبل ذلك في ليبيا، عندما استخدمتها قوات حكومة الوفاق المعترف بها دولياً في الدفاع عن طرابلس ضد قوات أمير الحرب خليفة حفتر المدعومة من الإمارات وموسكو وضد المرتزقة الروس الذين كان يحاربون بجانب حفتر.
وفي الحروب الأربع هذه دمرت طائرات بيرقدار المدرعات الروسية وكذلك أنظمة الدفاع الجوي الروسية الصنع مثل نظام بانتسير، وقيل أيضاً إنها نجحت في استهداف نظام إس 300 العامل لدى أرمينيا، كما أنه في سوريا كان نظام الأسد يشغل نظام إس 300 تحت توجيه الروس، كما أن لدى الروس أنظمة إس 400 الأكثر تطوراً ولكن لا يعرف هل أدخلوها في أوكرانيا حالياً أم لا.
ودمرت الطائرة بدون طيار، التي تم إطلاقها لأول مرة في عام 2014، 796 هدفاً في خمس حروب عبر سوريا وأوكرانيا والقوقاز وإثيوبيا، حسبما ورد في تقرير Popular Mechanics.
كيف شكلت طائرات بيرقدار سلاحاً مهماً للأوكرانيين أمام الروس؟
لم يسر الغزو الروسي لأوكرانيا بالطريقة التي خططت لها موسكو، وأحد أسباب ذلك هو الطائرة التركية بيرقدار، حسب تقرير Popular Mechanics.
قبل الحرب الروسية على أوكرانيا، تحدثت وسائل إعلام روسية عن أن طائرات بيرقدار تركية الصنع التي تمتلكها كييف لن تكرر ما حدث في القوقاز، لأن جغرافية أوكرانيا سهلية لا يوجد بها جبال وعرة مثل إقليم ناغورنو كارباخ الأذربيجاني الذي كانت تحتله أرمينيا ودار فيه معظم القتال، حيث كانت الطائرات المسيرة التركية الصنع تختبئ في هذه التضاريس من الصواريخ المضادة للطائرات الروسية الصنع، حسب المواقع الروسية.
ولكن بعد 19 يوماً من المعارك في أوكرانيا تبين أن طائرات بيرقدار تي بي 2 واحدة من الأسلحة التي مكنت الجيش الأوكراني من الصمود أمام الجيش الروسي الأكبر والأقوى بشكل هائل.
دور طائرات بيرقدار في الحرب الأوكرانية
توفر طائرات بيرقدار للجيش الأوكراني صورة حية لساحة المعركة والقدرة على الضرب بعيداً عن الخطوط الروسية.
ونتيجة مشاركتها في الحرب الأوكرانية، حصدت الطائرة التركية بدون طيار ما يقرب من 800 هدف عبر مشاركتها في حروب متعددة، في ثلاث قارات، أشهرها حروب القوقاز وإدلب ومعركة طرابلس في ليبيا، إضافة إلى استخدام الجيش التركي لها منذ سنوات ضد حزب العمال الكردستاني المصنف إرهابياً في تركيا والدول الغربية.
واشترت كييف 20 تيرابايت -2 قبل الحرب وطلبت 24 أخرى قبل وقت قصير من الغزو الروسي. في أوائل شهر مارس/آذار 2022، ذكرت شركة Janes- وهي شركة استخبارات مفتوحة المصدر مقرها المملكة المتحدة- أن تركيا نقلت طائرات TB-2 جواً إلى بولندا، والتي تم نقلها بعد ذلك إلى الخدمة الأوكرانية، فيما لم تؤكد أنقرة هذه الأنباء.
ويمنح الأسطول الأوكراني الصغير من طائرات بيرقدار، أداة مرنة في مواجهة تفوّق الدب الروسي الهائل، حيث يدمر بطاريات صواريخ أرض-جو، وقوافل الوقود، وأهدافاً أخرى حيوية للجهود الحربية الروسية.
يستخدم الجيش الأوكراني الطائرات بيرقدار لعدة أدوار، وصمن ذلك الاستطلاع والمراقبة، وقمع الدفاعات الجوية للعدو، وتدمير الدفاعات الجوية للعدو (DEAD)، واعتراض ساحة المعركة.
دمرت بيرقدار قاذفات صواريخ بوك الروسية متوسطة المدى أرض-جو، مما مهد الطريق لسلاح الجو الأوكراني الناجي لشن غارة جوية.
وقصف الجيش الأوكراني بواسطة طائرات بيرقدار القوافل الروسية، ودمر الإمدادات التي كانت في أمس الحاجة إليها متجهة إلى الخطوط الأمامية. وضرب بها قطاراَ روسيّاً يحمل وقود الديزل، مما حرم الدبابات والعربات المدرعة من القدرة على التقدم في عمق أوكرانيا. الدور الأخير- اعتراض القوافل المتجهة إلى الجبهة مع الغذاء والوقود والذخيرة- مهم بشكل خاص، لأن القوات الروسية معروفة بمشكلات نقص الوقود والإمدادات.
مواصفات الطائرة بيرقدار، وكيف تعمل؟
يبلغ طول الطائرة بيرقدار 6.4 متر (21 قدماً) فقط، فيما يبلغ طول جناحيها 12.03 (39.5 قدماً)، مما يجعلها أصغر من طائرة MQ-9 Reaper الشهيرة التابعة للجيش الأمريكي.
ولدى طائرات TB2 مدى تشغيل أقصر بكثير من الطائرات الأمريكية يصل إلى 150 كم، لكنها قادرة على التسكع والتحليق في الهواء لمدة تصل إلى أكثر من 24 ساعة.
وهي مزودة بمحرك توربيني بقوة 105 أحصنة يحرك مروحة دفع مواجهة للخلف، مما يمنحها سرعة تحليق تبلغ 129.64 كيلومتر في الساعة (70 عقدة)، وسرعة قصوى تبلغ 222.22 كم في الساعة (120 عقدة) فقط.
ويصل أقصى ارتفاع لها إلى 5.4864 كلم (18000 قدم)، وتبلغ سعة حمولتها القصوى 136.077 كلغم (300 رطل).
والطائرة بيرقدار مزودة بمستشعر مزود بكاميرا كهربائية بصرية ورؤية ليلية ومخصص ليزر، يسمح هذا لـ"بيرقدار" بالتسكع أكثر من ثلاثة أميال فوق سطح الأرض، ليلاً أو نهاراً، ويمنح ذلك مشغلي طائرات بيرقدار من على بعد مئات الأميال القدرة على النظر إلى ساحة المعركة في الوقت الفعلي للأحداث.
بمجرد أن يحدد المشغلون الهدف الذي سيضربونه، يمكنهم توجيه محدد الليزر للطائرة إلى الهدف وإطلاق ما يصل إلى أربع ذخائر صغيرة من طراز Rocketsan MAM-C التركية الصنع وهي مزودة بقنابل انزلاقية صغيرة موجهة بالليزر مجهزة لمهاجمة الدروع، وعبر عمليات تفجير شديدة تؤدي لتفتيت الأهداف، وهي مزودة كذلك برؤوس حربية ضغط حراري.
في حين أن ذخائر MAM-Cs صغيرة، حيث يزن كل منها 48 رطلاً فقط، فإن التوجيه بالليزر يعني أنه يمكن للأوكرانيين وضعها في المكان الذي يريدونه بالضبط، مما يزيد من فعاليتهم.
إليك عدد الأسلحة الروسية التي دمرتها في الحرب الأوكرانية
مدونة Oryx، التي تتعقب المعدات الروسية التي دمرتها طائرات بيرقدار، تحققت بصرياً من تدمير ستة أنظمة دفاع جوي على الأقل وقطاري وقود وخمسة مدافع هاوتزر وأكثر من 20 مركبة أخرى.
كل هذا مقابل تكلفة طيران منخفضة وسعر شراء أقل من نظيراتها الأمريكية بشكل كبير.
ولدى تركيا 140 مركبة جوية قتالية بدون طيار، ليصبح أسطولها من المسيرات أكبر من إسرائيل والمملكة المتحدة.
وأصبحت تركيا رابع أكبر منتِج للطائرات بدون طيار في العالم، وحققت طائرات Bayraktar TB2 بدون طيار التركية نجاحاً دولياً على مدار العامين الماضيين، حيث حققت مبيعات في بولندا وأوكرانيا وقطر وأذربيجان والمغرب، وذلك بعد أن ساهمت في تغيير شكل المعارك بسوريا وأذربيجان وليبيا.
ميزة طائرات بيرقدار الرئيسية ليس قدراتها القتالية فقط
قالت صحيفة Wall Steet Journal الأمريكية إن الطائرات المسيَّرة المنخفضة التكلفة التي تصنّعها تركيا، تعيد تشكيل ساحات القتال والجغرافيا السياسية.
تتوافر للطائرات المسيَّرة التركية ميزة مهمة، فبالنظر إلى تميُّز الصناعات التركية العسكرية والمدنية، بالتوازن بين التكلفة المنخفضة والجودة، فإن الطائرات المسيرة التركية تتسم بسعر تنافسي جداً.
إذ تبلغ تكلفة طائرات بيرقدار TB2 ما بين مليون دولار ومليونَي دولار لكل منها، وفقاً لتقديرات المحللين، وهو أقل بكثير، من 20 مليون دولار تقريباً لكل واحدة من الطائرات المسيرة الأمريكية.
ميزة السعر مهمة للغاية للطائرة بيرقدار، إذ بإمكان القوات العسكرية التي تستخدمها تحمُّل خسارة بعضها، خاصةً أنها لا تؤدي إلى خسائر بشرية بالنسبة لمشغليها.
وهو الأمر الذي جعل وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، يقول إن الطائرات التركية بدون طيار بيرقدار TB2 مثال على كيف أن الدول الأخرى "تقود الطريق" الآن.
فالطائرات بدون طيارٍ التركية ذات أسعار متوسطة مقارنة بالطائرات الإسرائيلية والصينية، حسب موقع Defense World.
إليك نقاط تفوقها على المنافسين الإسرائيليين والصينيين
قال كان كاساب أوغلو، مدير برنامج الأمن والدفاع في المركز التركي لدراسات الاقتصاد والسياسة الخارجية: "تعتبر الطائرات بدون طيارٍ التركية الصنع أغلى من الطائرات بدون طيارٍ الصينية ولكنها أرخص من الطائرات الإسرائيلية والأمريكية.
وبينما هي تتميز عن الإسرائيلية بالسعر المنافس، فإن الطائرات المسيرة التركية تتفوق على الصينية الأرخص منها في الخدمات التي تقدمها.
إذ لا تشارك الشركات المصنعة الصينية بعد، خدمة المبيعات مثل الشركات التركية، لذا فهم يفوّتون ردود الفعل لتحسين منتجاتهم".
وبينما أثبتت الطائرات بدون طيار أمريكية الصنع قوتها في أماكن مثل اليمن وأفغانستان، فإن الصين وإسرائيل لم تقنعا العالم بعد بكفاءة تكنولوجيا الطائرات بدون طيار في جبهات المعارك الصعبة، حسبما تقول ميرف سيرين، محللة الدفاع بأنقرة، لـTRT World.
سر نجاح بيرقدار في مواجهة ثاني أقوى سلاح جو بالعالم
نجاح طائرات بيرقدار ضد روسيا التي تمتلك ثاني أقوى سلاح جو في العالم يعد أمراً محيراً، حسب موقع Popular Mechanics.
فالقوات الجوية الروسية تتفوق 15 مرة من حيث الكم على القوات الجوية الأوكرانية وبنسب أعلى من حيث الكيف، وكان ينبغي أن تهزمها في الأيام الأولى للصراع.
كان من المفترض أن تكون أنظمة الدفاع الجوي الروسية، مثل Tor وBuk، قد طهرت سماء أوكرانيا من الطائرات بيرقدار التي تحلق ببطء. ويجب أن يكون تشغيل بيرقدار فوق أوكرانيا أمراً صعباً للغاية في ظل وجود الطائرات المقاتلة والأنظمة الدفاعية الروسية، ولكن الأمر ليس كذلك، وهذه الطائرة الصغيرة بدون طيار تجعل روسيا تدفع ثمناً باهظاً، حسب وصف Popular Mechanics.
ويقول الموقع إن بيرقدار ليست أسرع طائرة بدون طيار أو أكثر تسليحاً أو حتى أعلى طائرة تحلّق. ولكنها الطائرة المسيرة البطلة التي يحتاجها الأوكرانيون، حسب تعبيره.
من المبكر تفسير هذا الأداء الجيد لطائرات بيرقدار في حرب أوكرانيا أمام ثاني أقوى سلاح جو في العالم، خاصة في ظل امتزاج الحقيقة بالدعاية في هذه الحرب.
باتريوت فشل أمام الطائرات الإيرانية
ولكن يمكن محاولة التفسير من خلال تجارب الحروب السابقة التي خاضتها بيرقدار والطائرة المسيرة الإيرانية والفلسطينية والحوثية في مناطق أخرى.
إذ أصبح فشل نظام باتريوت الأمريكي أمام هجمات المسيّرات الإيرانية على منشأة أرامكو السعودية عام 2019 وفشل الدفاعات الجوية الروسية المتعددة بما في ذلك S-300 وPantsir في ثلاث حروب بسوريا وليبيا وناغورني قره باغ، بمثابة ناقوس خطر لأمريكا وروسيا.
وفي حرب غزة، كان الإسرائيليون أكثر قلقاً من الطائرات المسيرة التي تطلقها المقاومة الفلسطينية أكثر من صواريخ القسام الشهيرة التي أمطرت إسرائيل.
الإجابة تأتي من إسرائيل
السؤال الأشمل هو لماذا فشلت الصواريخ في أن تكون سلاحاً فعالاً مضاداً للطائرات المسيرة؟
الإجابة تأتي من إسرائيل.
إذ يبدو أن الرادارات التقليدية لأنظمة الدفاع الجوي لا يمكنها اكتشاف الطائرات بدون طيار بسهولة.
تخصصت إسرائيل في ملاحقة الصواريخ الصغيرة جداً التي تطلقها حماس في غزة، ونجحت في إسقاط نسبة كبيرة جداً منها بواسطة نظام القبة الحديدية الإسرائيلي عبر تتبع محركاتها.
تم ضرب جميع هذه الصواريخ تقريباً أثناء الطيران، باستثناء تلك التي لم تستهدفها القبة الحديدية نتيجة توقف محركاتها.
عكس ذلك، لا تحتوي الطائرات بدون طيار على محركات صاروخية ساخنة وحارقة، فهي تعمل عادةً بواسطة محركات احتراق داخلي صغيرة تعمل بقدرة البطارية.
والعديد من الطائرات بدون طيار مصنوعة من البلاستيك أو المواد المركبة، وبعضها مصنوع منزلياً من الخشب، وبالتالي فإن الأجزاء المعدنية الوحيدة هي المحركات، والتي تكون عادةً صغيرة جداً أو غير مرئية على الإطلاق.
ويعني ذلك أن الرادارات لا ترصد الطائرات المسيرة من الأصل وهو ما حدث في حرب القوقاز، حيث لم ترصد الرادارات الروسية الصنع المملوكة لأرمينيا أغلب الطائرات المسيرة.
الوضع كان أسوأ في المملكة العربية السعودية، كانت هناك ثلاثة أنظمة دفاعية جوية تحرس حقول النفط ومصانع التكرير: باتريوت الذي زودتها به الولايات المتحدة، ونظام صواريخ شاشين أرض-جو (SAM) (فرنسا)، ومدافع أورليكون (السويسرية) GDF المزدوجة الموجهة بالرادار عيار 35 ملم.
السؤال المركزي الذي أثارته الهجمات في السعودية وناغورني قره باغ، هو: لماذا لم ترصد أنظمة الدفاع الجوي والرادارات تهديدات الطائرات بدون طيارٍ القادمة؟ (في الحالة السعودية، لم ترصد الرادارات صواريخ كروز أيضاً).
الأسوأ ما حدث للروس في هجوم نُفذ على قاعدة أحميم بسوريا يعتقد أن وراءه جبهة النصرة، استُخدمت فيه طائرات بدائية بدون طيارٍ عام 2018، اخترقت النظم الدفاعية الروسية رغم إسقاط بعضها.
قال الروس إنهم بعد ذلك طوروا نظمهم الجوية، ولكن أداء النظم الجوية الروسية بعد هذا التطوير المزعوم، كان ضعيفاً أمام الطائرات المسيرة التركية في إدلب، وليبيا وأذربيجان.
تتمثل المشكلة الرئيسية لمصممي الدفاعات الجوية في أن قدرات الرادارات عالية الدقة اللازمة لتحديد الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز الصغيرة، محدودة حالياً.
وهذا يعني ضرورة وجود العديد من هذه الأنظمة للدفاع عن الحدود والقواعد والبنية التحتية عالية القيمة ضد الطائرات المسيرة. هناك حاجة إلى تقنية جديدة لتوسيع نطاق الرصد بشكل كبير.
كما أدى ظهور الطائرات بدون طيار ذاتية التحكم إلى إزالة إحدى أدوات التغلب على الطائرات المسيرة وهي تشويش الاتصالات. في حين أنه لا يزال من الممكن إبطال نظام الملاحة TERCOM (على سبيل المثال باستخدام الليزر)، فإن تشويش الاتصالات اللاسلكية لن يعمل.
ومع ذلك، ما لم تكن الطائرات بدون طيار مجهزة بأنظمة توجيه دقيقة بالقصور الذاتي (على سبيل المثال الجيروسكوبات الليزرية الحلقية)، فستحتاج الطائرات بدون طيار إلى الاعتماد على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS). وتعتبر الطرق الفعالة إما لتشويش GPS أو بث معلومات خاطئة له، أداة لها مستقبل في مكافحة هجمات الطائرات بدون طيار.
الطائرات بدون طيار، اليوم، منخفضة الطاقة والمصنوعة من البلاستيك أو المواد المركبة تتفادى بشكل طبيعي، الرادار. يوفر المسح الضوئي جنباً إلى جنب مع التصوير الحراري نطاقاً أفضل من الرادار عالي الدقة وهي تقنية واعدة للأنظمة المستقبلية.
إنها مصنوعة من مواد مركبة يصعب رصدها
خير مثال على طبيعة بناء الطائرات المسيرة التي تجعل من الصعب رصدها، الطائرة التركية Bayraktar TB2 وهي طائرة كبيرة الحجم ولكن يصعب رصدها، لأنها مصنوعة من المركبات والكيفلار، وليس المعدن.
كما أنها تستخدم محرك احتراق داخلياً نمساوياً صغيراً موجوداً داخل جسم الطائرة وفي المؤخرة حيث يقود دعامة دافعة، مصنوعة أيضاً من مادة مركبة.
على الرغم من أن طائرات بيرقدار كبيرة، فإنها بالكاد تحمل توقيعاً للأشعة تحت الحمراء، وتوقيع الرادار الخاص بها صغير جداً، مما يصعب على الردارات اكتشافها.
كما طور الأتراك تكتيكات لاستخدام طائرات بيرقدار بكفاءة، ظهر هذا واضحاً في أنهم عندما أرسلوا خبراءهم لليبيا لتدريب قوات حكومة الوفاق، سرعان ما تفوق أداء البيرقدار على الطائرات المسيرة الصينية التي كان يشغلها خبراء إماراتيون في الأغلب.
فعكس الصينيين، خاص الأتراك حرباً طويلة باستخدام الطائرات المسيرة ضد إرهابيي حزب العمال الكردستاني في بيئة وعرة للغاية بجنوب شرقي تركيا وشمال العراق، بينما لم يخض الجيش الصيني حروباً منذ عقود.
رغم أن كثيراً من هذه التكتيكات التركية غير معروفة، ولكن ما رشح من الحروب السابقة يؤشر إلى أن أبرزها استخدام الطائرات المسيرة أولاً لضرب أنظمة الدفاع الجوي، وبعد تدميرها يُفتح أمامها الطريق لمهاجمة المدرعات، ولأن ذلك يتم من أعلى فإنها تستهدف المدرعات، لاسيما الدبابات من أضعف نقاطها.
كما أن عمليات إطلاق الطائرات المسيرة أقل تعقيداً من الطائرات العادية، وبالتالي فإن تدمير المطارات ومقرات القيادة والاتصالات لا يؤثر عليها كثيراً، وهو أمر له أهمية خاصة في بلد كأوكرانيا يتعرض لهجوم شامل من دولة أقوى منه بكثير دمرت قواته الجوية الأساسية وضمنها المطارات.
ولذا لم يكن غريباً أن يصف البعض استخدام كييف لطائرات بيرقدار التركية بأنها حرب عصابات جوية.