شنَّت القوات الخاصة الأمريكية فجر الخميس 3 فبراير/شباط غارةً نجحت خلالها في اغتيال زعيم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أبو إبراهيم الهاشمي القرشي شمالي سوريا. قبل مقتله، القرشي من بين أبرز المطلوبين المتهمين بالإرهاب لدى الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في العالم. وقد تولى القُرشي إمارة تنظيم الدولة الإسلامية بعد مقتل الزعيم السابق أبو بكر البغدادي في عملية أمريكية مماثلة في عام 2019.
ولما يقرب من عقدين من الزمن، كان الرجل شخصية محورية في القوة الطاغية التي أصبحت تنظيم الدولة الإسلامية. من مقاتل إلى سجين ومن مُخطِّطٍ استراتيجي إلى قائد، ولم تكن هناك أجزاءٌ كثيرة من التمرُّد لم يكن للجهادي البالغ من العمر 46 عاماً، يد فيها.
ولعب القرشي دوراً كبيراً في الاستيلاء على الموصل منتصف عام 2014، والذي أدى نجاحه إلى إصابة دولتين بالشلل، ودبَّر عمليات قتل جماعي للمدنيين الشيعة وعناصر من قوات الأمن العراقية، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.
ومثل العديد من قادة داعش، خَدَم القرشي في جيش صدام حسين؛ حيث كان ضابطاً، وبحكم التعريف عضواً في حزب البعث. ووُصِفَ بأنه أيديولوجي خلال سنواته في جامعة الموصل، حيث درس الشريعة.
سَلَكَ طريقه إلى قيادة داعش في مسارٍ مألوفٍ آخر، حيث قضى فترةً في سجن بوكا الأمريكي بجنوب العراق، حيث التقى سلفه كزعيم لتنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي، وآخرين مِمَّن ساعدوه لاحقاً في اعتلاء أكبر دورٍ في التنظيم.
وفي سياق الإعلان الأمريكي عن عملية اغتيال القرشي، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء الخميس 3 فبراير/شباط إن مقتل القُرشي يوجِّه رسالة قوية للإرهابيين في جميع أنحاء العالم، مفادها أننا: "سنُلاحقكم ونجدكم أينما كنتم".
في هذا التقرير، إليكم نظرة على عددٍ من أبرز المطلوبين الآخرين بتهمة الإرهاب في الشرق الأوسط، ممن ما زالوا مطلقي السراح، وتبحث الولايات المتحدة عنهم، بحسب ما أورد تقرير لموقع Al-Monitor الأمريكي.
أبرز المطلوبين بتهم الإرهاب للولايات المتحدة
1- أيمن الظواهري
هو الزعيم الحالي لتنظيم القاعدة. ولد الظواهري لعائلة مصرية بارزة، ودمج جماعته، "الجهاد الإسلامي المصرية" في تنظيم القاعدة في عام 1998. وقد عمل الظواهري طبيباً شخصياً لأسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة السابق، وكان أقرب مستشاريه حتى اغتياله في 2 مايو/أيار 2011، بقرار من الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
تتهم الحكومة الأمريكية الظواهري بالتخطيط لتفجير المدمرة الأمريكية "يو إس إس كول" قبالة سواحل اليمن، والذي أسفر عن مقتل 17 بحاراً أمريكياً في أكتوبر/تشرين الأول 2000. ويُعتقد أيضاً أنه شارك في الإعداد لهجمات 11 سبتمبر/أيلول، واتهمته الولايات المتحدة في عام 1988 بأن له دوراً في تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا، والتي أسفرت عن مقتل 224 شخصاً.
وفي سبتمبر/أيلول 2021، خرج الظواهري، الذي ترددت شائعات قبلها عن وفاته، في مقطع فيديو جديد بمناسبة الذكرى العشرين لأحداث 11 سبتمبر/أيلول. وقد عرضت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة قدرها 25 مليون دولار للحصول على أي معلومات عن موقعه.
2- أبو محمد الجولاني
هو قائد "هيئة تحرير الشام"، وهي جماعة تصنفها الولايات المتحدة إرهابية وتسيطر على جزء كبير من محافظة إدلب في شمال غرب سوريا. انبثقت هيئة تحرير الشام عن الفرع السابق لتنظيم القاعدة في سوريا، والمعروف باسم "جبهة النصرة"، ثم قطع الجولاني العلاقات رسمياً مع القاعدة في عام 2016، وفي السنوات الأخيرة، سعى إلى تصوير هيئة تحرير الشام على أنها جماعة معارضة سورية معتدلة تقاتل نظام بشار الأسد في سوريا.
وكان الجولاني قد تعهد في نيسان/أبريل 2013 بالولاء لتنظيم القاعدة وقائدها أيمن الظواهري بعد خلافه العلني مع داعش. كما أشاد الجولاني في يوليو/تموز 2016 عبر شريط فيديو نُشر على شبكة الإنترنت بتنظيم القاعدة والظواهري، وكذلك زعم أن جبهة النصرة قد غيرت اسمها إلى جبهة فتح الشام.
وقد أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية في مايو/أيار 2013 اسم الجولاني ضمن قائمة المنع الخاصة بالإرهابيين العالميين. كما وضعت لجنة العقوبات الخاصة بداعش والقاعدة لمجلس الأمن الدولي اسم الجولاني في قائمة الإرهابيين الخاضعين للعقوبات منذ 24 يوليو/تموز 2013، مما جعله عُرضة لتجميد الأصول الدولية وحظر السفر وكذلك حظر توريد الأسلحة. وتعرض وزارة الخارجية الأمريكية، مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تصل إلى الجولاني.
3- خالد باطرفي
هو قائد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية منذ فبراير/شباط 2020، وهو مواطن سعودي بالأساس، ويُعتقد أنه في الأربعينيات من العمر، وقد تولى منصبه بعد مقتل زعيم التنظيم السابق قاسم الريمي في غارة جوية أمريكية.
ودعا باطرفي، الذي شغل سابقاً منصب قاضٍ ديني والمتحدث الرسمي باسم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، إلى شنِّ الهجمات ضد الولايات المتحدة في مقطع فيديو نُشر في عام 2018. وفي فبراير/شباط 2021، زعم تقرير للأمم المتحدة بالخطأ أن باطرفي قد قُبض عليه قبل أشهر في محافظة المهرة شرق اليمن.
وبحسب تقارير أمريكية، قاتل باطرفي في عام 2001 إلى جانب طالبان ضد القوات الأمريكية والتحالف الشمالي. وفي عام 2010 انضم البطارفي إلى منظمة القاعدة في اليمن، وقاد مقاتلي القاعدة في الاستيلاء على محافظة أبين اليمنية، وأطلق عليه لقب أمير أبين. وبعد وفاة زعيم القاعدة ناصر الوحيشي في ضربة عسكرية أمريكية في شهر يونيو 2016، أصدر بياناً يحذر فيه بأن منظمة القاعدة سوف تدمر الاقتصاد الأمريكي وتهاجم مصالح أمريكية أخرى.
وفي يوليو/حزيران 2021، عرض برنامج "مكافآت من أجل العدالة" التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، مبلغ 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن خالد باطرفي.
4- سليم جميل عياش
هو عضو بارز سابق في حزب الله اللبناني، وكان له دور رئيسي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في عام 2005. وتقول وزارة الخارجية الأمريكية إن عياش شخصية بارزة في الوحدة 121، وهي فرقة الاغتيال التابعة للحزب وتتلقى أوامرها مباشرة من زعيمه حسن نصر الله.
وفي عام 2020، أدانت محكمة دولية عياش غيابياً بالإرهاب والقتل لدوره في تفجير الشاحنة المفخخة الذي أودى بحياة الحريري و21 شخصاً آخرين. وتقول الحكومة الأمريكية أيضاً إن عياش شارك في الإعداد لهجمات تستهدف النيل من أفراد الجيش الأمريكي.
وفي مارس/آذار 2021، خصص برنامج "المكافآت من أجل العدالة" التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل معلومات عن مكان أو هوية، سليم عياش، أو تمنعه من الانخراط في أعمال الإرهاب الدولي ضد شخص أمريكي أو ممتلكات أمريكية.
ووصف بيان للوزارة عياش بـ"الناشط البارز في الوحدة 121 التابعة لحزب الله، وهي فرقة الاغتيالات تتلقى أوامرها مباشرة من زعيم حزب الله، حسن نصر الله". وأضاف البيان أنه سبق لعياش أن شارك في جهود لإلحاق الضرر بأفراد الجيش الأمريكي.
5- عبد الرحمن المغربي
عبد الرحمن المغربي، المعروف أيضاً باسم محمد أباتي، هو قيادي بتنظيم القاعدة تعتقد الحكومة الأمريكية أنه مستقر في إيران. والمغربي هو صهر الظواهري. وتصفه وزارة الخارجية الأمريكية بأنه المدير المخضرم للذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة، موقع "السحاب".
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت في يناير/كانون الثاني 2021 عن مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار، مقابل تزويدها بمعلومات تساهم في تحديد موقع المغربي، زاعمة أنه يتواجد حالياً في إيران بحماية وعلم الحكومة هناك.
وعبدالرحمن المغربي أو محمد أباتي، يحمل الجنسية المغربية، وولد في مدينة مراكش عام 1970. ويشغل المغربي بحسب التقارير الأمريكية، منصب "القائد العام للقاعدة في أفغانستان، وباكستان" منذ 2012، ولكنه يدير ويشرف على عمليات القاعدة من إيران، وفق موقع "المكافآت من أجل العدالة".
ويدير أيضاً المكتب الإعلامي التابع للقاعدة الذي يعرف باسم "السحاب"، وهو المنسق العام للاتصالات الخارجية للقاعدة، وهو من يقوم بالتنسيق مع أية جهات خارجية. وإضافة إلى أن المغربي، هو المستشار الرئيسي لأيمن الظواهري زعيم القاعدة، فهو صهره أيضاً. وكشفت وثائق كانت بحوزة الزعيم السابق للتنظيم، أسامة بن لادن، أن "نفوذ المغربي ينمو في القاعدة منذ سنوات كثيرة".
6- إبراهيم البنا
المعروف أيضاً باسم أبو أيمن المصري، هو قيادي بارز في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وأحد الأعضاء المؤسسين. وتزعم وزارة الخارجية الأمريكي أنه شغل منصب مسؤول الأمن الداخلي للتنظيم، وقدم التوجيه العسكري والأمني لقيادة القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
وبحسب تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية، فإن القيادي البنا، قدم توجيهات عسكرية وأمنية إلى قيادات القاعدة في شبه الجزيرة العربية، بصفته المسؤول الأمني للتنظيم.
وقالت الخارجية الأمريكية، إن النسخة الإنجليزية لأحد أعداد مجلة تنظيم "القاعدة" الإلكترونية في شبه الجزيرة العربية "أنسباير" لعام 2010، نشرت مقالاً للبنا وصف فيه هجمات 11 سبتمبر/أيلول، بأنها فضيلة".
وأضافت أن البنا "هدد (في المقال) باستهداف الأمريكيين، رداً على خطوات اتخذتها الولايات المتحدة خارج البلاد"، دون أن يشير بيان الوزارة إلى طبيعة تلك الخطوات.
وأفادت بأن "البنا" كان قيادياً في جامعة "الجهاد الإسلامي" المصرية في اليمن بين عامي (1996- 1998)، وكان مسؤولاً عن التدريب والاستخبارات ضمن الجماعة.
ووضعت الولايات المتحدة مكافأة تصل قيمتها إلى 5 ملايين دولار، لكل من يدلي بمعلومات تؤدي إلى التوصل إلى موقع إبراهيم البنا المعروف كذلك باسم "أبو أيمن المصري"، أو القبض عليه، منذ العام 2017.