سباق أمريكي صيني لاستعادة حطام طائرة أمريكية من طراز إف 35 الشبحية سقطت في بحر الصين الجنوبي، إذ تخشى واشنطن من وصول بكين إليها واستنساخها، فهل يمكن فعلاً اقتباس أو استنساخ أسلحة أو تكنولوجيا عسكرية من حطام أسلحة مدمرة أو غارقة.
الواقع أنه على مدار التاريخ نجحت العديد من الدول، من بينها دولة إسلامية، في الحصول على تكنولوجيا عسكرية متطورة عبر انتشال حطام أسلحة دُمرت أو فُقدت في المعارك.
الصين طوَّرت طائراتها الشبحية من القرصنة، فماذا سيحدث إن وصلت للأصل؟
ومما يزيد من قلق واشنطن من احتمالية وصول الصين للطائرة الأمريكية الشبحية الغارقة، أنه في الأصل يُعتقد أن الصين طورت طائراتها الشبحية J-20 التي دخلت الخدمة وطائراتها قيد التطوير الشبحية الأصغر J-31، من خلال القرصنة الإلكترونية لبرامج الطائرتين الشبحيتين F-35 وf-22، ويعني ذلك أن وصول حطام طائرة شبحية أمريكية إلى أيديها سيعطيها فرصة لا تعوَّض لاستنساخ واقتباس التكنولوجيا الأمريكية.
ومما يعزز من هذا الاحتمال أن التاريخ العسكري الحديث مليء بالوقائع التي جرى فيها استنساخ أسلحة مهمة من الحطام، بل إن بعض هذه الأسلحة غيَّرت التاريخ.
أشهر عملية استنساخ أسلحة محطمة ولكنها غيَّرت التاريخ العسكري
أول قاذفة سوفييتية تسقط قنبلة نووية نسخة من طائرة أمريكية معطوبة
في الأربعينيات أنتجت الولايات المتحدة سلاحاً سيكون مقدراً له أن يغير التاريخ، وهو القاذفة الشهيرة B-29 Superfortress التي منحت واشنطن ذراعاً طويلة لأول مرة لقصف اليابان من جزر المحيط الهادي والصين.
وأنفقت الولايات المتحدة على تطوير هذه القاذفة الجديدة أكثر مما أنفقته على أي مشروع طيران سابق.
ودخلت الطائرة الأمريكية- B-29 Superfortress- التاريخ في 6 أغسطس/آب 1945، عندما أسقطت قنبلة نووية على هيروشيما، وحتى قبل ذلك ساهمت في إلحاق تدمير هائل بالعاصمة اليابانية طوكيو والبنية التحتية والصناعية للبلاد.
وقرب نهاية الحرب العالمية الثانية، رأى الاتحاد السوفييتي أنه بحاجة إلى قدرةِ قصفٍ استراتيجيةٍ مماثلة لتلك الموجودة في القوات الجوية الأمريكية.
كان لدى السوفييت القاذفة Petlyakov Pe-8 التي تعمل بأربعة محركات في بداية الحرب، ولكن تم بناء 93 فقط بحلول نهاية الحرب، وبات واضحاً أن الزمن عفى عليها، وأن القاذفات الثقيلة نقطة ضعف للاتحاد السوفييتي مقارنة ببريطانيا وأمريكا.
في ذلك الوقت كانت الولايات المتحدة تشن بانتظامٍ غارات على اليابان، من قواعد أمامية بعيدة في المحيط الهادئ باستخدام القاذفة الشهيرة B-29 Superfortresses التي ستُستخدم بعد ذلك لإلقاء القنبلتين الذريتين على مدينتي هيروشيما ونغازاكي اليابانيتين.
وأمر الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين بتطوير قاذفة مماثلة، ورفضت الولايات المتحدة مرتين تزويد الاتحاد السوفييتي بـB-29 بموجب "Lend Lease" (برنامج أمريكي لتزويد الحلفاء بالأسلحة شمل الاتحاد السوفييتي الذي كان يحارب ألمانيا النازية في ذلك الوقت).
ومع ذلك، هبطت طائرات B-29 اضطرارياً في الأراضي السوفييتية أربع مرات خلال عام 1944، وتحطمت واحدة بعد إنقاذ الطاقم.
وفقاً لاتفاق الحياد السوفييتي الياباني، كان السوفييت محايدين في حرب المحيط الهادئ، ولذلك احتجز السوفييت القاذفات، وعلى الرغم من الحياد السوفييتي، طالبت الولايات المتحدة بعودة القاذفات، لكن تم رفض الطلب.
تم نقل ثلاث طائرات B-29 أُعطبت ولكنها كانت قابلة للإصلاح، إلى موسكو وتم تسليمها إلى مكتب Tupolev OKB السوفييتي لتصميم الطائرات، كانت بينها واحدة محطمة.
وتم تفكيك واحدة من طراز B-29، واستخدمت الثانية لاختبارات الطيران والتدريب، فيما تُركت الثالثة كمعيار لتقييم محاولات الاستنساخ الروسية.
الطائرات الثلاث كانت تتألف من ثلاثة نماذج مختلفة من خطَّي إنتاج مختلفين، أعيدت الطائرة B-29 الرابعة إلى الولايات المتحدة مع طاقمها مع نهاية اتفاق السلام السوفييتي الياباني، ثم أعلن السوفييت الحرب على اليابان بعد يومين من القصف الذري لهيروشيما.
أمر ستالين مكتب Tupolev بأن يستنسخ الطائرة B-29 في أقصر وقت ممكن بدلاً من الاستمرار في عمله بمشروع القاذفة المحلية ANT-64 / Tu-10.
كانت سمعة ستالين بمعاقبة أي فشل بوحشية عاملَ ضغطٍ على المكلَّفين بالمشروع، حسبما ورد في تقرير لموقع Amusing Planet.
اشتملت جهود الهندسة العكسية على مشاركة 900 مصنع ومعهد أبحاث، والتي أنهت أعمال التصميم خلال العام الأول، وتم عمل 105000 رسم.
عدَّل الاتحاد السوفييتي أنماط إنتاجه لألواح الألمنيوم في مجمل البلاد لتتوافق مع مواصفات تصنيع الطائرة، وتم إدخال سبائك ومواد جديدة إلى الإنتاج الاتحاد السوفييتي لتصنيع الطائرة.
كان لابد من إعادة هندسة واسعة النطاق للتعويض عن الاختلافات. على الرغم من هذه التحديات، فإن النموذج الأوَّلي الذي خرج باسم Tu-4 كان يزن 340 كغم فقط (750 رطلاً) أكثر من B-29، أي بفارق أقل من 1%، وهو مؤشر على نجاح عملية الاستنساخ على المستوى الكمّي والوزن على الأقل.
تم فحص كل تغيير وكل مكون تم إجراؤه وخضع لعملية قرار بيروقراطية مطولة، لتأكيد أن الطائرة تتشابه مع النموذج الأمريكي والابتعاد عن المنهج السوفييتي في صناعة الطيران.
ذكر كيربر، نائب توبوليف آنذاك، في مذكراته، أن المهندسين بحاجة إلى تصريح من جنرال رفيع المستوى لاستخدام المظلات السوفييتية الصنع. اقتصرت الاختلافات على المحركات والأسلحة الدفاعية والراديو ونظام تحديد الصديق أو العدو (IFF) Shvetsov ASh-73 السوفييتي.
وتم إجراء تغييرات إضافية نتيجة للمشاكل التي تمت مواجهتها في أثناء الاختبار والمتعلقة بفشل المحرك والمروحة.
الأمريكيون صُدموا من سرعة استنساخ السوفييت لها
تم عرض الطائرة لأول مرة في 3 أغسطس/آب 1947، في موكب يوم توشينو للطيران بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بعامين.
في البداية حلَّقت ثلاث طائرات فوق الموكب، وافترض المراقبون الغربيون أنها كانت مجرد قاذفات B-29 الثلاث التي كانوا يعرفون أن الاتحاد السوفييتي قد استولى عليها خلال الحرب العالمية الثانية. بعد دقائق ظهرت طائرة رابعة، من طراز Tu-70، وهي أيضاً نسخة ركاب مقتبسة من الطائرة الأمريكية B-29، في ذلك اليوم، مما أجبر المراقبين الغربيين على قبول حقيقة مُقلقة، وهي أن الاتحاد السوفييتي فعل المستحيل، وقام بتصميم هندسي عكسي وإنتاج نسخ طبق الأصل من طراز B-29 قابلة للطيران، في غضون عامين فقط، حسبما ورد في تقرير لموقع Airforce Magzine.
أعطت Tu-4s سلاح الجو السوفييتي سلاحاً استراتيجياً شكَّل تهديداً حقيقياً للغرب. بحلول عام 1950، تم نشر أكثر من 270 طائرة من طراز Tu-4 في أفواج الطيران بعيد المدى السوفييتية. وبحلول الحرب الكورية، كان هناك ما يكفي لدى السوفييت من الطائرات لتقديمه للصين التي كانت تحارب أمريكا.
لم تشارك Tupolev Tu-4 في أي معارك حاسمة، لكن تأثيرها على الطيران السوفييتي كان مهماً للغاية. نقلت شركة هذه الطائرة صناعة الطائرات السوفييتية بأكملها إلى عصر القوة الجوية الحديث.
حقق السوفييت تقدماً ملحوظاً في إنتاج الأسلحة النووية بعد الحرب العالمية، ولكن بدون الإنتاج السريع المذهل للطائرة Tu-4، لم يكن بإمكان الاتحاد السوفييتي استخدام هذه الأسلحة لسنوات عديدة.
فلقد كانت طائرة Tu-4A أول طائرة سوفييتية تُسقط سلاحاً نووياً، وكان مداها يصل إلى 5400 كم، مما يجعلها قادرة على ضرب معظم أجزاء أوروبا، وكذلك قصف ولاية ألاسكا الأمريكية إذا انطلقت من الشرق الأقصى السوفييتي، ومن ثم وفَّرت للاتحاد السوفييتي أولى أدوات تحقيق الردع النووي أو قدرات الثالوث النووي الذي يتضمن وسائل توصيل الأسلحة النووية وهي القاذفات والغواصات والصواريخ الباليستية.
واستمرت هذه القاذفة الاستراتيجية السوفييتية في الخدمة من أواخر الأربعينيات إلى منتصف الستينيات. وقبل إحالتها للتقاعد بسنوات كان السوفييت قد قدموا بدائل أقوى وأحدث وأطول مدى، ولكن تظل الحقيقة وهي أن أول قاذفة سوفييتية استراتيجية بالمعنى الحديث قادرة على ضرب أمريكا بالأسلحة النووية، كانت مجرد نسخ من طائرة أمريكية شبه معطوبة سقطت بالخطأ في الأراضي السوفييتية.
الاتحاد السوفييتي يستنسخ صاروخ جو/جو أمريكياً عالقاً في طائرة صينية
إذا كان الاتحاد السوفييتي استنسخ من طائرات أمريكية معطوبة جزئياً أولى قاذفاته النووية، فإن ما فعله هو والصينيون مع الصواريخ الجو-جو يعد غريباً لدرجة أنك لو شاهدته في فيلم سينمائي لاتهمت المؤلف بالمبالغة.
بعد الحرب العالمية الثانية كانت الولايات المتحدة وبريطانيا أكثر تطوراً في مجال صواريخ جو-جو من الاتحاد السوفييتي، وبينما طوَّر الروس بعض الصواريخ الجو-جو، كان الصاروخ Vympel K-13 البدايةَ الحقيقية لترسانة الصواريخ الجوية السوفييتية الحديثة.
ولقد اقتُبس تصميم هذا الصاروخ من صاروخ أمريكي علق في بدن طائرة صينية.
فخلال أزمة مضيق تايوان الثانية في عام 1958 بين الصين والنظام الحاكم في تايبيه الذي كان قد طُرد لتوِّه في نهاية الحرب الأهلية الصينية من قِبل الشيوعيين إلى تايوان، واجهت طائرات F-86 Sabers الأمريكية الصنع التي تستخدمها تايوان أداءً أعلى بكثير من قِبل الطائرات ميغ 17 السوفييتية الصنع التي تستخدمها الصين.
رداً على ذلك، سارعت البحرية الأمريكية إلى تعديل 100 من F-86 Sabers التايوانية لحمل صاروخ AIM-9 Sidewinder الأمريكي الشهير الذي كان قد طُرح حديثاً.
عندما اقتربت طائرات الميغ 17 الصينية من مقاتلات F-86 الأمريكية، وجدت نفسها تحت هجوم صاروخي. كانت هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها الصواريخ الموجهة في القتال جو-جو.
في 28 سبتمبر/أيلول 1958، نتج عن اشتباك مماثل أن أحد الصواريخ استقر في بدن طائرة ميغ 17 صينية دون أن ينفجر، مما سمح بإزالته بعد الهبوط.
بعدما علِم السوفييت بذلك طلبوا من الصينيين الحصول على نسخة "سايد ويندر" التي لم تنفجر، وبعد بعض المشاحنات تمكنوا من إقناع الصينيين بإرسالها.
قال جينادي سوكولوفسكي، كبير المهندسين في وقت لاحق بفريق Vympel السوفييتي، إن "صاروخ Sidewinder الأمريكي كان بالنسبة لنا جامعةً تقدِّم دورة في تكنولوجيا بناء الصواريخ، طوَّرت تعليمنا الهندسي وتحديث نهجنا لإنتاج الصواريخ المستقبلية".
سرعان ما حقق السوفييت تقدماً على نموذج Sidewinder الأصلي، وأجروا عشرات التعديلات على التصميم الأوَّلي. في عام 1960، بدأ الإنتاج المتسلسل لصاروخ K-13k، ومازالت النسخ المتقدمة من هذا الصاروخ قيد الخدمة في العديد من الدول، وضمنها دول عربية.
وظهرت ادعاءات بعد ذلك بأن السوفييت حصلوا على تصميم الصاروخ من جاسوس سويدي، ولكن المصادر السوفييتية لا تذكر إلا الرواية الخاصة بالاشتباك بين الصين وتايوان.
"بابر" أول صاروخ كروز باكستاني اقتُبس من بقايا غارة أمريكية
ويعد بابر أول صاروخ كروز باكستاني، وسمي باسم الإمبراطور المغولي الأول زاهر الدين بابر، وهو صاروخ كروز متوسط المدى يعمل بمحرك نفاث دون سرعة الصوت ويمكن إطلاقه من المنصات البرية أو المحمولة بحراً تحت الماء. تم اختبار الصاروخ لأول مرة في عام 2005، ويُعتقد على نطاق واسع، أنه دخل الخدمة مع الجيش الباكستاني في عام 2010، والبحرية الباكستانية في عام 2018.
وتدَّعي باكستان أنها طوَّرت صواريخ بابر رداً على سعي الهند للحصول على صواريخ باتريوت الأمريكية بهدف إنشاء نظام دفاع هندي ضد الصواريخ الباليستية التي طورتها إسلام آباد، ويعني وجود "بابر" لدى باكستان أن أي نظام دفاعي ضد الصواريخ الباليستية لن يوقف إسلام آباد عن الردع النووي.
كان هناك جدل حول أصول الصاروخ "بابر"، حيث أشار بعض المحللين من أصل هندي إلى تشابه الصاروخ مع التصميمين الصيني والأمريكي، وهما DH-10 وTomahawk على التوالي.
وقالت بعض المصادر إن تصميم الصاروخ تم تطويره من خلال فحص الصواريخ التي حصلت عليها من الصين، لكن المسؤولين الباكستانيين رفضوا التعليق على هذا الاحتمال.
فيما أشارت تقارير أخرى إلى أن باكستان اقتبست تصميم الصاروخ من صواريخ كروز وتوماهوك الأمريكية التي استخدمت في قصف أهداف بأفغانستان حينما كانت معقلاً لـ"القاعدة" في التسعينيات.
وبالفعل وقبيل الإعلان عن تطوير الصاروخ، نقلت صحيفة Washington Post الأمريكية عن مصادر أمنية باكستانية، أن علماء وخبراء أسلحة باكستانيين يدرسون مكونات تم الحصول عليها من صاروخ كروز أمريكي سقط بالخطأ في جنوب باكستان، في أغسطس/آب 1998، وأعربوا عن تفاؤلهم بإمكانية كشف الأسرار التكنولوجية التي ستدفع برنامج الصواريخ الباكستاني إلى الأمام.
وقال المسؤولون الباكستانيون آنذاك، إن الخبراء المرتبطين ببرامج الصواريخ المدنية والعسكرية الباكستانية كانوا يتفقدون نظام التوجيه والكمبيوتر ونظام الدفع لصاروخ توماهوك، تم إطلاقه في 20 أغسطس/آب 1998، في الهجوم الأمريكي على معسكرات الإرهاب بأفغانستان، والذي يبدو أنه فشل في تحقيق هدفه.
إيران: إسقاط للطائرات الأمريكية ثم استنساخها
حصلت إيران أيضاً على العديد من الطائرات الأمريكية بدون طيار المحطمة، وضمن ذلك Boeing ScanEagles وRQ-170، وطائرات بدون طيار مقاتلة من طراز Predator وReape، وطوّرت تصميمات محلية على غرارها بوضوح، وهي: ياسر، وصاعقة-2، وشاهد-129، وكمان-122.
وأفادت وكالة تسنيم الإيرانية بأنه "حتى الآن كان مدى الطائرة المُسيَّرة شاهد 171، التي كانت (نسخةً) من الطائرة آر كيو-170 الأمريكية، هو 4.400 كيلومتر، وكانت أطول الطائرات المُسيَّرة الإيرانية في المدى الذي تبلغه".
وكانت إيران قد أسقطت طائرة آر كيو-170 الأمريكية، وهي طائرة تجسُّس مُسيَّرة، في عام 2011، وادَّعَت أنها فكَّكَتها وأعادت هندستها.
الحرس الثوري حوَّل الثورة الأمريكية التكنولوجية لصالحه
وجهود إسقاط الطائرات المسيرة الأمريكية ليست عشوائية أو تطوعية؛ بل هي قرار استراتيجي إيراني، حسب تقرير للمجلس الأطلسي Atlantic Council.
فعلى سبيل المثال شكَّلت المسيَّرة الأمريكية RQ-170 ثورة غيَّرت قواعد اللعبة لصالح واشنطن، فهي من المفترض أن تكون قادرة على الطيران لمسافة تصل إلى 50000 قدم وتحوي العديد من أجهزة الاستشعار في جسمها المتخفي. وقال محلل بمؤسسة RAND إنها قد تكون قادرة على رصد المواد الكيميائية والتصوير الدقيق وإطلاع القوات الموجودة على الأرض على الفيديوهات في توقيت التصوير نفسه.
وكان الحرس الثوري الإيراني يتابع هذا التطور، وقرر قلب المعادلة والاستفادة منها، وقاد الجنرال أمير علي، قائد القوات الجوية بالحرس الثوري الإيراني، تلك الجهود من عام 2011 إلى عام 2020. وحصل على دعم شخصي من آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى لإيران. حيث كان خامنئي يؤمن بضرورة تطوير برنامج الطائرات بدون طيار الإيراني ومواجهة جيش الطائرات المسيرة الأمريكية.
شجع حاجي زاده إيران على إسقاط مزيد من الطائرات الأمريكية المسيرة، وفي النهاية حصلت إيران ليس فقط على Sentinel، ولكن أيضاً على Predator وReaper وScanEagle5 وحتى هيرمس إسرائيلية الصنع التي عرضت طهران قطعاً محطمة منها وقالت إن الإسرائيليين استخدموها للتجسس على منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، تلك المنطقة تقع على بُعد 1000 ميل من إسرائيل.
كانت طهران قد استولت على ما يصل إلى ثماني طائرات أجنبية بدون طيار فوق العراق وسوريا وإيران من خلال مراقبتها وحتى "السيطرة عليها".
في عام 2014، عرضت إيران مقاطع فيديو زعمت أنها التقطت من طائرات بدون طيار من خلال اختراقها.
تطورت التجربة الإيرانية مع الطائرات بدون طيار بشكل كبير، والتي بدأت بشكل أساسي بإسقاط طائرات أمريكا وإسرائيل واستنساخها، وأصبحت تكنولوجيا الطائرات المسيرة الإيرانية منتشرة في غزة واليمن ولبنان وسوريا والعراق، وتلعب دوراً متزايداً في سياستها وتمثل أكثر أسلحتها فعالية.