رغم تباطؤ الاقتصاد العالمي في عام 2020 وتصاعد مستويات التضخم في عام 2021، يتوقع أن يشهد العام الجديد (2022) زخماً متجدداً لاتجاهات التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الكبرى الأخرى التي قد يحظى بعضها بتحولات كبيرة تغير مسارها. وإليكم في هذا التقرير 7 توقعات تقنية في 2022.
1- الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي
أحدث الذكاء الاصطناعي بالفعل الكثير من الضجة في العقد الماضي، لكنه لا يزال أحد اتجاهات التكنولوجيا الجديدة؛ نظراً إلى تأثيراته الملحوظة والمستمرة على كيفية عيشنا وعملنا. وسيتم استخدام الذكاء الاصطناعي خلال الفترة القادمة، بشكل أكبر، لتحليل التفاعلات والاتصالات والمساعدة في التنبؤ بالطلب على الخدمات مثل المستشفيات لتمكين السلطات من اتخاذ قرارات أفضل بشأن استخدام الموارد، واكتشاف الأنماط المتغيرة لسلوك العملاء من خلال تسريع تحليل البيانات، وزيادة الإيرادات وتعزيز التجارب الشخصية.
ومن المتوقع أن تنمو قيمة سوق الذكاء الاصطناعي إلى 190 مليار دولار بحلول عام 2025 مع زيادة الإنفاق العالمي على الأنظمة المعرفية والذكاء الاصطناعي إلى أكثر من 57 مليار دولار في عام 2022. ومع انتشار الذكاء الاصطناعي عبر القطاعات المختلفة، سيتم إنشاء وظائف جديدة في مجالات التطوير والبرمجة والاختبار والدعم والصيانة، وغيرها.
2- تقنية البلوكتشين
على الرغم من أن معظم الناس يفكرون في تقنية بلوكتشين فيما يتعلق بالعملات المشفرة مثل Bitcoin، فإن هذه التقنية توفر أماناً مفيداً بعدة طرق أخرى. في أبسط المصطلحات، يمكن وصف blockchain على أنها بيانات لا يمكنك إلا أن تضيفها أو تغيرها. ومن هنا جاء مصطلح "سلسلة"، لأنك تصنع سلسلة من البيانات. عدم القدرة على تغيير الكتل السابقة هو ما يجعلها آمنة للغاية. إضافة إلى ذلك، تعتمد البلوكتشين على الإجماع، لذلك لا يمكن لأي كيان واحدٍ التحكم في البيانات. باستخدام blockchain، لا تحتاج إلى طرف ثالث موثوق به للإشراف على المعاملات أو التحقق منها.
ومع زيادة استخدام تقنية البلوكتشين، يزداد أيضاً الطلب على المهنيين المهرة. وإذا كنت مفتوناً بـBlockchain وتطبيقاتها وترغب في جعل حياتك المهنية بهذه التكنولوجيا الرائجة، فهذا هو الوقت المناسب للبدء كما يقول الخبراء. للدخول إلى البلوكتشين، يجب أن تكون لديك خبرة عملية في لغات البرمجة، وأساسيات OOPS، وقواعد البيانات المسطحة، وهياكل البيانات، وتطوير تطبيقات الويب والشبكات.
3- "اقتصاد النقل" سوف يكافح من أجل كسب المال
لا يزال اقتصاد التوصيل -واقتصاد النقل- كبيراً كما كان من قبل، مع استمرار ارتفاع توصيل أغذية المطاعم ومحلات البقالة إلى المنازل، ذلك الارتفاع الذي بلغ ذروته خلال الجائحة، وما أدَّت إليه من زيادة الطلب على وسائل النقل على غرار شركة أوبر، بنسبةٍ من 20% إلى 40% من مستويات فترة ما قبل الجائحة.
تكمن المشكلة في أن هذا قد لا يبدو أكثر ربحيةً بالنسبة للشركات التي تقدِّم الخدمة مِمَّا كانت عليه من قبل. رفعت أوبر أسعارها بنسبة 10% في لندن، لكنها لا تزال تكافح لتوظيف سائقين، وفي المملكة المتحدة بشكلٍ عام هناك افتقارٌ إلى نحو 20 ألف سائق، من أجل أن تلبي الشركة الطلب على خدماتها. إلى جانب ذلك، رغم أنها تحقِّق ربحاً "مُعدَّلاً"، لاتزال تحرق مئات الملايين من الأموال نقداً.
لدى الشركات أيضاً منافسةٌ جديدة على العمالة في شكل موجةٍ من الشركات الناشئة لتوصيل البقالة في غضون 10 دقائق، وضمن ذلك Getir وWeezy والعديد من الشركات الأخرى. تقدِّم كلُّ شركةٍ من هؤلاء خصوماتٍ هائلة وتوصيلاً رخيصاً، لمحاولة تأمين عملاء أكثر من منافسيها، وبالتالي تحرق هذه الشركات الأموال النقدية بمعدَّلٍ ينذِر بالخطر. وهناك توقُّعٌ بفشلِ العديد من هذه الشركات أو اندماجها معاً قبل انتهاء عام 2022.
4- الواقع الافتراضي
بمجرد أن يبدأ شخصٌ في استخدام عبارات مثل "عِش حياتك عبر الإنترنت"، سوف يعني ذلك أنه يحاول إجبارك على ارتداء سماعة ونظارة الواقع الافتراضي. ولا يوجد سبب للاعتقاد بأن محاولة فيسبوك دفعنا إلى الميتافيرس بارتداء جهاز Oculus الخاص بها للواقع الافتراضي، ستكون مختلفة.
عَمَدَ المستخدمون بشكلٍ عام إلى تجنُّب الواقع الافتراضي، حيث سماعات الرأس الثقيلة ودوار الحركة والمحتوى الرديء؛ كلُّ ذلك يجعل الجميع في حالةٍ سيئة. ولكن مع الميتافيرس، فإن ما نؤكِّد أنه سيعمل بشكلٍ صحيح هذه المرة، نظراً إلى كون التثبيت الجديد للتكنولوجيا الكبيرة، يُتوقَّع أن يشهد العالم موجةً جديدةً من ضجيج الواقع الافتراضي قريباً جداً.
وفي عام 2022، يمكننا أن نتوقع أن يتم دمج هذه الأشكال من التقنيات بشكل أكبر في حياتنا. عادةً ما تعمل جنباً إلى جنب مع بعض التقنيات الناشئة الأخرى التي ذكرناها في هذه القائمة، تتمتع AR وVR بإمكانات هائلة في التدريب والترفيه والتعليم والتسويق وحتى إعادة التأهيل بعد الإصابة. يمكن استخدام أي منهما لتدريب الأطباء على إجراء الجراحة، أو تزويد رواد المتاحف بتجربة أعمق، أو تحسين المتنزهات الترفيهية، أو حتى تعزيز التسويق وغيرها.
5- ستواصل تطبيقات الألعاب المستقلة النهوضَ
كان هذا العام عاماً آخر للألعاب الإلكترونية المستقلة. أصبحت لعبة Find-and-murder-your-friends شهيرةً للغاية، بينما حقَّقَت لعبة Garden Story وSable وValheim وغيرها انتشاراً كبيراً. ونتوقَّع مزيداً من نهوض وانتشار هذه الألعاب في عام 2022.
ووفقاً لتحليل نتائج النصف الأول من عام 2021 لخدمة التحليلات والبيانات الهاتفية App Annie، فقد حصدت شركات الألعاب أرباحاً تجاوزت 100 مليار دولار. وقد تصدرت الهند سوق ألعاب الهواتف في العالم من حيث عدد التنزيلات، بينما تصدرت الولايات المتحدة قائمة الأكثر إنفاقاً في الألعاب، وفقاً لما ذكره موقع GadgetsNow الهندي.
6- فقاعة البودكاست لن تنفجر وستحقق نجاحاً مستمراً
من المألوف الآن العودة إلى تطبيقات البودكاست مرةً أخرى. لقد تلاشت جميع ملفات البودكاست المغلقة، وأصبحت حالة البودكاست أفضل من أيِّ وقتٍ مضى.
تنتج شركات البودكاست المحترفة ودور الإنتاج مسلسلات عالية الميزانية، ولايزال هناك مشهدٌ مستقلٌّ صاخب. يكون الإخراج أكثر تنوُّعاً من حيث المحتوى ومن يقف وراء الميكروفون مقارنةً بالوسائط القديمة، وتعمل على تحقيق الدخل الآن. المدوَّنات الصوتية تمثِّل قصة نجاح ويجب أن نلتفت إليها.
7- لكن فقاعة الرسائل الإخبارية قد تنفجر
في ظاهر الأمر، تتمتَّع النشرات الإخبارية (نيوزليتر) بانتصارٍ مماثل، لكن هناك غيوماً تلوح في الأفق. معظم المكوِّنات الفرعية التي تتصدَّر القائمة لم تنجح، لأنها تعارض الحروب الثقافية، فهي ناجحةٌ لأنها تغذيها. لم يثبت نظام Substack لدعم النشرات الإخبارية أنه هروبٌ من تويتر، فقد أصبح حافزاً للولوج إلى تويتر وجذب مزيد من التسجيلات عليه.
المشكلة الأكبر هي السعر. إذا قمت بالاشتراك في نشرةٍ إخبارية واحدة، فإن 4.99 دولار أو نحو ذلك يبدو معقولاً. أما إذا اشتركت في 4 أو 5 نشرات، فقد تدفع ثلاث أو أربع مراتٍ قدر ما تدفعه لصحيفة New York Times الأمريكية. يتساءل الناس علناً عما إذا كان من الممكن، على سبيل المثال، أن يكون هناك اشتراكٌ مُدمَج بسعرٍ أقل للعديد من الرسائل الإخبارية.