في مواجهة ثورة الطائرات بدون طيار، يراهن الجيش الأمريكي على أسلحة الليزر لمنع تعرض قواته البرية لمذبحة قادمة من السماء.
في السيناريو الذي يتوقعه الجيش الأمريكي، تتقدم وحدة جيش ميكانيكية لتتشتبك مع قوةٍ معاديةٍ على الحدود الخارجية لمنطقةٍ حضرية، وعندها يظهر فجأة سربٌ من طائراتٍ مُسيَّرة للعدو من خلف مبانٍ شاهقة لتهاجم بصواريخ جو-أرض.
قد تتعرَّض الدبابات والمركبات التكتيكية السائرة في طابور للخطر بشكلٍ مفاجئ إذا لم تُكتَشَف الطائرات المُسيَّرة من قِبَلِ أصلٍ جوي، والحل الوحيد يتمثل في ابتكار سلسلة من أسلحة الليزر المتحركة والقادرة على إسقاط الطائرات المسيرة، حسبما ورد في تقرير لمجلة National Interest الأمريكية.
الرهان على المركبات الحاملة لأسلحة الليزر
في مواجهة مثل هذه السيناريوهات يستعد سلاح الجو والجيش الأمريكي، عبر تسليح مركباتٍ تكتيكية صغيرة وبعض الشاحنات التكتيكية الأكبر بأسلحة ليزر دقيقة للمساعدة في العثور على أهداف العدو وحرقها دون الحاجة إلى تفجيرها إلى شظايا. سيوفِّر الليزر حلاً طويل الأجل وأقل تكلفةً من الأصول الحالية.
يقوم الجيش الأمريكي بتسليح ما يصل إلى أربع مركبات قتالية نموذجية كبيرة وصغيرة، بأسلحة ليزر مصممة لإحراق أهداف العدو بسرعة الضوء.
وبحسب الجيش الأمريكي، تعد هذه الخطوة جزءاً من برنامج أكبر لاستكشاف التقنيات الجديدة التي تساعد في حماية القوات البرية والمعدات من "عدد متزايد من التهديدات التي تشمل أنظمة الطائرات بدون طيار، والصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون، وأنظمة المراقبة والاستطلاع". وتتوقع الولايات المتحدة طرح أولى مركبات مسلحة بالليزر للتشغيل الميداني بحلول السنة المالية 2022.
ولكن هناك مشكلة كبيرة تواجه أسلحة الليزر المتنقلة
الجهد الرئيسي الذي يبذل في هذا المجال وُجِّه نحو هندسة مصادر متنقِّلة للطاقة الكهربائية القابلة للنقل بما يكفي لضمان الفاعلية التشغيلية واستدامتها.
يقول الجنرال جون موراي، قائد قيادة مستقبل الجيش الأمريكي، إن الجيش يتعامل مع هذه التحديات ويحقِّق تقدُّماً سريعاً في دمج الطاقة الكهربائية المتنقِّلة في المركبات القتالية.
وقال موراي في وقتٍ سابق من هذا العام في فعاليةٍ لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "إذا كنت تضعه على متن سفينة، فلديك المساحة ولديك القوة. وإذا كنت تضعه في منشأةٍ ثابتة، يمكنك توفير المساحة والتمتُّع بالقوة. تكمن المشكلة في كيفية تحريك هذه الأشياء".
تم تشغيل النموذج الأوَّلي لأسلحة الليزر لسنواتٍ عديدة حتى الآن. لكن التكنولوجيا الناشئة تعمل على تغيير نوع المهمات التي يمكن أن تؤدِّيها هذه الأسلحة. تعمل شركات الخدمات العسكرية والصناعات الدفاعية على تحسينات البرامج وترقياتها لتحسين الوظائف التشغيلية. ويتضمَّن جزءٌ من ذلك استخدام برنامج جديد لتحسين التحكُّم في حريق الليزر. وهذا شيءٌ يمكن استخدامه لزيادة الدقة أو قياس التأثيرات أو زيادة الطاقة حسب متطلَّبات المهمة. ويمكن أن يوفِّر الليزر الكبير المُثبَّت على شاحنةٍ دفاعاً جوياً وصاروخياً متحرِّكاً للوحدات أثناء التحرُّك في القتال.
وقد يوفِّر الليزر عالي الطاقة غلافاً وقائياً أو غطاءً دفاعياً فوق منطقة عمليات معينة، مِمَّا يسمح للقوات التكتيكية والقتالية بالمناورة بخطرٍ أقل.
وسيتطلَّب ذلك "توسيع نطاق الطاقة" المستمر لأنظمة الليزر واستكشاف أنواع جديدة من تكيُّفات الطاقة المتنقِّلة لضمان ضغط القوة الكافية في شكلٍ صغيرٍ بما يكفي لجلب قوة نيران كبيرة جداً للأنظمة المتنقِّلة مثل شاحنات الجيش التكتيكية.
روسيا تحاول اللحاق بثورة أسلحة الليزر
كما تقوم روسيا بتطوير أنظمة ليزر مصممة لمواجهة الطائرات بدون طيار في روسيا، حسبما قال نائب وزير الدفاع الروسي، أليكسي كريفوروتشكو.
وكانت الأسلحة الروسية قد عانت من هزائم كثيرة مؤخراً أمام الطائرة التركية المسيرة في سوريا وليبيا وأذربيجان.
وفي عام 2018، أعلن معهد Polyus للأبحاث، وهو مركز علمي روسي رائد في مجال تقنيات الليزر، عن مناقصة لجزء من العمل البحثي الذي يهدف إلى إنشاء مجمع ليزر متنقل لمكافحة الطائرات بدون طيار صغيرة الحجم.
ويُفترض أن يتكون المجمع من نظام تتبع، ويجب أن يحدد أهدافاً لنظام توجيه إشعاعي قوي، يكون مصدره ليزر سائلاً أيضاً.
وستكون نسخة العرض قادرة على اكتشاف ما يصل إلى 20 جسماً جوياً على مسافة 200- 1500 متر، والحصول على صور مفصلة لها، لتمييز طائرة بدون طيار عن طائر أو سحابة، لحساب المسار وضرب الأهداف.