تمتلك الهند ما يتراوح بين 130 و140 رأساً نووياً، مع انتظار المزيد في الطريق بحسب تقريرٍ نُشِرَ عام 2018 فقط، إذ صرّح هانز كريستينسن ومات كوردا، من مشروع المعلومات النووية في منظمة Federation of American Scientists، بأنّ "التقديرات تُشير إلى إنتاج الهند ما يكفي من البلوتونيوم الحربي لصُنع 150 إلى 200 رأسٍ نووي، لكنها أنتجت ما يتراوح بين 130 و140 فقط.
ومع ذلك، ستحتاج الهند إلى بلوتونيوم أكثر لإنتاج الصواريخ التي يتم تطويرها الآن، كما تُشير التقارير إلى بناء الهند للعديد من منشآت إنتاج البلوتونيوم الجديدة. كذلك تُواصل الهند تحديث ترسانتها النووية، مع تطوير خمسة أنظمة أسلحة جديدة على الأقل الآن لتُكمل أو تحل محل الطائرات النووية، وأنظمة التوصيل الأرضية، والأنظمة البحرية الحالية".
الهند وتطوير قاذفات القنابل النووية
وبعكس القوات النووية الأمريكية والروسية التي تعتمد على الصواريخ، لا تزال الهند تعتمد بشكلٍ كبير على قاذفات القنابل، وهو أمرٌ متوقع من بلدٍ نشر أول صواريخه البالستية بقدرات نووية في عام 2003، وبالتالي يتطلّب هذا التطور إنتاج أسلحةٍ جديدة تشمل الصواريخ النووية. وقدّر كريستينسن وكوردا امتلاك الهند لثلاثة أو أربعة أسراب هجوم نووي من طائرات الحرب الباردة فرنسية الصنع ميراج 2000H وجاغوار IS/IB الموجهة صوب باكستان والصين طوال الوقت.
ويقول تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية، إنه رغم التحديثات، فإن هذه الأنواع من قاذفات القنابل صارت قديمة. وتبحث الهند الآن على الأرجح عن قاذفة قنابل مقاتلة حديثة تستطيع تولّي مهمات الهجوم النووي الجوي مستقبلاً، حيث تستعد الهند لشراء 36 مقاتلة رافال فرنسية حديثة من النوع القادر على حمل الأسلحة النووية لدى القوات الفرنسية، وهو ما تطمح الهند لإضافته إلى قواتها.
في سنوات معدودة، صارت "القوات النووية الهندية" تمتلك بالفعل أربعة أنواعٍ من الصواريخ البالستية الأرضية: صواريخ Prithvi-II وAgni-I قصيرة المدى، وصواريخ Agni-II متوسطة المدى، وصواريخ Agni-III طويلة المدى. وأوضح التقرير: "هناك نوعان آخران على الأقل من صواريخ Agni ذات المدى الأطول تحت التطوير حالياً. ولا نزال في انتظار رؤية عدد الصواريخ الذي تنوي الهند إنتاجه من كل نوع لإضافته إلى ترسانتها، فربما تتحول بعض الأنواع إلى مجرد برامج لتطوير تكنولوجيا الصواريخ ذات المدى الأطول.
سباق التسلح مع الصين وباكستان
رغم أنّ الحكومة الهندية لم تُصدر أي تصريحات حول حجم أو تكوين قوات صواريخها الأرضية مستقبلاً، فإن المرجح هو إيقاف عمل الصواريخ قصيرة المدى، إذ من المتوقع أن يتم نشر القوات بصواريخ متوسطة وطويلة المدى فقط مستقبلاً، لتوفير العديد من خيارات القصف ضد الأهداف القريبة والبعيدة.
كما تُطوّر الهند أيضاً صاروخ Nirbhay الأرضي الجوّال، الذي يُشبه صواريخ Tomahawk الأمريكية. فضلاً عن صاروخ Dhanush البالستي البحري قصير المدى، الذي يجري إطلاقه خصيصاً من سفينتي دوريات بحرية مجهزة خصيصاً. كذلك قدّر التقرير أنّ الهند تبني ثلاث أو أربع غواصات نووية قادرة على حمل صواريخ بالستية.
وقد وصف التقرير البرنامج بأنّه طموح: "حيث يبدو أنّ الحكومة تُخطط لنشر قوات صاروخية متنوعة القدرات، وستُكلّف عمليات صيانتها وتشغيلها مبالغ طائلة".
لكننا لا نزال في الانتظار لنرى طبيعة نظام القيادة والتحكم الذي يضمن إطلاق تلك الصواريخ فقط حين تدعو الحاجة. وبالطبع، ونظراً لامتلاك باكستان والصين أسلحةً نووية، فربما يكتشف قادة الهند أن زيادة حجم ترسانتهم النووية سيُؤدّي فقط إلى سباق تسلّح يترك بلادهم أقل أماناً.
أسلحة مدمرة قد تحوّل شبه القارة الهندية إلى جحيم
وهناك نحو 10 أسلحة مدمرة قد تحول شبه القارة الهندية إلى جحيم إذا نشبت حرب بين الهند وباكستان. ففي مقابل تفوق الهند الكمي والنوعي، فإن إسلام آباد نجحت رغم إمكاناتها الأقل في امتلاك وإنتاج أسلحة تردع نيودلهي، عبر قدرتها على إلحاق تحدي الجيش الهندي والوصول للأهداف البعيدة في الهند.
وتظل احتمالات حدوث حرب بين الهند وباكستان مدمرة بالنسبة للعالم كله، بالنظر للتوتر الشديد في المنطقة، وامتلاك البلدين أسلحة نووية. فحرب كارغيل بين البلدين في عام 1999 كانت الحدث الأبرز الذي اقترب فيه العالم من حرب نووية شاملة منذ أزمة الصواريخ الكوبية.
وجرّبت الهند أول أسلحتها النووية في 1974، وفجرت قنبلة تزن 12 كيلوطناً. لكن الحكومة الهندية أبقت وضع ترسانتها النووية سراً، ونتيجة لذلك يحيط الكثير من الغموض بالأسلحة النووية الهندية.
تقع الأسلحة النووية الهندية تحت إمرة قيادة القوات الاستراتيجية. وأنظمة الإطلاق الرئيسية لدى الهند هي الصواريخ البرية. ويبلغ مدى صواريخ Prithvi I و Prithvi II من 150 إلى 350 كيلومتراً، وتحتاج إلى نصف يوم لتجهيزها للإطلاق. أما صواريخ Agni I, II, III, IV التي تعمل بالوقود الصلب فهي صواريخ باليستية متوسطة المدى بين 700 إلى 4 آلاف كيلومتر.