أحضروا سكاكين وبنزيناً.. كيف حذفت الشبكات الاجتماعية توثيق جرائم حرب غزة وسهلت ارتكابها أحياناً؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/05/23 الساعة 15:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/05/23 الساعة 18:58 بتوقيت غرينتش
انتقادات لأداء مواقع التواصل الاجتماعي خلال حرب غزة/رويترز

أظهرت الشبكات الاجتماعية أثناء حرب غزة والاعتداءات الإسرائيلية بالقدس، أنها سلاح ذو حدين، فبالإضافة إلى مجاملة أغلب الشبكات لإسرائيل، فإن الأخطر أن تطبيقات التراسل تحولت إلى وسيلة لتسهيل تنفيذ جرائم حرب وأعمال تدمير وقتل محتملة.

ولكن في الوقت ذاته، احتل المجال الرقمي مركز الصدارة في التغطية الإعلامية، وأعطى مساحة لتوثيق الحقائق على الأرض مباشرة وبحذافيرها، وسبيلاً لنشر المعلومات في العديد من الأشكال والصيغ المختلفة، حسبما ورد  في تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني.

وسيكون أداء الشبكات الاجتماعية أثناء حرب غزة، حادثة تاريخية لا تنسى لأنها تحولت إلى صراع بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعية والشركات التي تديرها، كما أنها كانت وسيلة فعالة لنقل وتوثيق جرائم الحرب. 

ولكن حتى جرائم الحرب التي جرى توثيقها على مواقع التواصل الاجتماعي ثبت أنها عرضة للحذف.

كما أن إسرائيل قامت بجهود، بعضها علني وكثير منها سري لإحداث تشويش على حالة التضامن مع فلسطين، ولكن رغم مجاملات شبكات التواصل الاجتماعي وجهود إسرائيل بإمكانياتها الهائلة، يبدو أنها خسرت الحرب على الشبكات الاجتماعية، بل إن الشركات العملاقة المسيطرة على هذه الشركات بدأت تدفع ثمن انحيازاتها.

فلقد ساد غضب تجاه العديد من شركات التواصل الاجتماعي في مقدمتها فيسبوك.

فيسبوك يتضرع لآبل لحذف التعليقات السلبية

كان تطبيق فيسبوك قد حصل أمس السبت، 22 مايو/أيار 2021، على تقييم 2.3 من تصنيف الخمس نجوم في متجر التطبيقات، بعد أن كان تقييمه يتجاوز الأربع نجوم الأسبوع الماضي.

وأظهرت رسالة داخلية راجعتها شبكة NBC الأمريكية، أن الشركة تشعر بقلق بالغ إزاء الجهود المنسقة لخفض التقييم، وصنفت المشكلة على أنها SEV1، والتي تعني "severity 1" أو "خطورة من الدرجة الأولى".

وذكرت شبكة NBC News الأحد 23 مايو/أيار 2021، أن مهندس برمجيات بارزاً قال في منشور على لوحة الرسائل الداخلية في فيسبوك، إن "ثقة المستخدم تتراجع بدرجة كبيرة بعد التصعيد الأخير بين إسرائيل وفلسطين. ومستخدمونا مستاؤون من طريقة تعاملنا مع الموقف، ويشعرون أنهم خاضعون للرقابة والتقييد، ولا يمكنهم الحديث، ونتيجة لذلك بدأ مستخدمونا في الاحتجاج بترك تقييمات بنجمة واحدة".

ورفضت شركة "آبل" طلباً من فيسبوك بحذف التعليقات السلبية في متجر التطبيقات، بعد اتفاق محتجين مؤيدين لفلسطين على خفض التقييم الخاص بالتطبيق، بسبب الرقابة المفروضة من قبلها على المحتوى الفلسطيني، خصوصاً خلال الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة. 

والجزء الأكبر من التقييمات لفيسبوك هو التقييم بنجمة واحدة، وأشارت العديد من التعليقات إلى أن تقييمها المنخفض جاء بسبب الرقابة التي تفرضها فيسبوك على هاشتاغات مثل #FreePalestine أو #GazaUnderAttack.

موقع Middle East Eye عرض 5 طرق أسيء من خلالها استخدام وإدارة منصات الاتصالات الرقمية، تزامناً مع تصاعد الاحتجاجات والعنف في إسرائيل وغزة والضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية المحتلة.

أغرب الممارسات والمنشورات على الشبكات الاجتماعية أثناء حرب غزة

حذف منشورات تعرض العنف الإسرائيلي في الشيخ جراح دون تعليق

صاحب العنف والوحشية في حرب غزة نماذج متكررة من تقييد المحتوى على الشبكات الاجتماعية وحذف بعضه. 

وبدأت الأزمة بحملة مقاومة الإخلاء الوشيك لست عائلات في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة- المحرك وراء حملة القمع الأخيرة التي شنتها القوات الإسرائيلية على الاحتجاجات- التي وجدت نفسها في قلب الاتهامات بفرض الرقابة.

وأفادت Middle East Eye، في 7 مايو/أيار، بتزايد القلق من حذف المحتوى وتعليق الحسابات على الشبكات الاجتماعية المتعلقة بحي الشيخ جراح. 

وتعرض حساب منى الكرد، الصحفية المقيمة في الشيخ جراح التي تواجه الطرد من منزل عائلتها، على إنستغرام للتعليق لفترة وجيزة لأنها وثَّقت الانتهاكات اليومية التي تحدث. 

وأزيل كذلك محتوى نشره شقيقها محمد الكرد بزعم أنه "خطاب كراهية"، رغم أنه قال إنه كان يصور ببساطة عنف الشرطة دون تعليق نصي.

إلى جانب ذلك، أثيرت أسئلة على تويتر عندما عُلِّق حساب الصحفية الفلسطينية مريم البرغوثي أثناء تغطيتها لمظاهرة تضامنية مع الشيخ جراح في الضفة الغربية المحتلة. وأخبرت شركة تويتر مجلة Vice في وقت لاحق أنَّ القرار اتُّخِذ خطأ، رغم أنها لم تُوضح الجزء المحدد من شروط الخدمات التي اعتقدت في البداية أنَّ مريم البرغوثي قد خرقتها.

وهكذا تساهم مواقع التواصل في حذف عمليات توثيق الجرائم

وقالت مروة فطافطة، مديرة سياسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤسسة Access Now، لموقع Middle East Eye: "للقيود والرقابة تأثير بعيد المدى على قدرة الناس على التواصل والتنظيم وتبادل المعلومات".

وأضافت: "حين تعجز عن الولوج لحسابك، أو يُحذَف ما تنشره من محتوى، فهذا ينتهك بوضوح قدرتك على ممارسة حقك في حرية التعبير على الإنترنت".

من جانبها، أشارت العديد من الجماعات الحقوقية إلى أنَّ أية رقابة من عمالقة الشبكات الاجتماعية يمكن أن ترقى إلى مستوى تدمير الأدلة في توثيق جرائم الحرب، التي تتابعها المحكمة الجنائية الدولية حالياً فيما يتعلق بالعنف الأخير.

وبجانب حذف المحتوى "خطأ"، هناك سبب آخر محتمل وهو استخدام كلمة "صهيوني".

وجد تقرير صادر عن موقع The Intercept أنَّ سياسة فيسبوك لإزالة أي محتوى يستخدم كلمة صهيوني أثبتت صعوبة تنفيذها. إذ لم تترك الإرشادات "حيز مناورة كبيراً لانتقاد الصهيونية"، وفقاً لأحد المشرفين على المنصة.

إسرائيل تبادر بالاجتماع بالمسؤولين في تيك توك وفيسبوك

ووسط كل مخاوف النشطاء الفلسطينيين، كانت الحكومة الإسرائيلية هي التي اجتمعت الأسبوع الماضي مع كبار المسؤولين التنفيذيين في تيك توك وفيسبوك. وحث وزير العدل الإسرائيلي بيني غانتس شركات الشبكات الاجتماعية من إزالة المحتوى العنيف، والاستجابة بسرعة لنداءات مكتب الإنترنت الإسرائيلي.

تعمل وحدة السايبر الإسرائيلية، التابعة لوزارة العدل، على المراقبة المنهجية للمحتوى الفلسطيني وتبلغ عمالقة التكنولوجيا. وفقاً لتقرير صادر عن منظمة الحقوق الرقمية الفلسطينية "حملة"، فقد قبل فيسبوك 81% من الطلبات التي قدمتها وحدة السايبر الإسرائيلية لإزالة محتوى معين.

وقالت منى اشتية من "حملة" لموقع Middle East Eye: "هذا دليل يؤكد أنَّ التمييز الرقمي الذي نتعرض له نحن الفلسطينيين في الفضاء الرقمي ليس خللاً تقنياً. بل نتيجة جهود ممنهجة من السلطات الإسرائيلية لإسكات أصوات نشطاء حقوق الإنسان والتأثير على سياسات شركات التكنولوجيا المتعلقة بضبط المحتوى".

ودعا ائتلاف من منظمات الحقوق الرقمية شركتي تويتر وفيسبوك إلى تقديم بيانات مُفصَّلة عن الطلبات المُقدَّمة من الوحدة الإلكترونية والتحلي بالشفافية في عملية اتخاذ القرار بشأن إزالة المحتوى.

وتستخدم فيديوهات مفبركة.. جنازة وهمية من الأردن

اعتمد الملايين حول العالم على مصادر الشبكات الاجتماعية لإطلاعهم على أحداث العنف في إسرائيل وفلسطين، لكن لم يكن كل المحتوى- بما في ذلك المحتوى المنشور من مسؤولين- دقيقاً.

في واقعة قد تكون الأشهر في ما يخص نشر معلومات مضللة عن الأحداث في غزة، شارك المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي للعالم العربي، أوفير غيندلمان، مقطع فيديو زعم فيه أنه يُظهِر حماس وهي تطلق صواريخ على إسرائيل. وكان المقطع في الواقع من عام 2018، ويصور إطلاق صواريخ في محافظة درعا السورية.

ووسم تويتر في البداية التغريدة بـ"محتوى إعلامي مفبرك"، قبل أن يحذفها غيندلمان.

وأُعِيد مشاركة الفيديو بواسطة إحدى حسابات تويتر الموثقة باسم "Stop Antisemites"، الذي اعتذر لاحقاً عن المعلومات المضللة. لكن في الاعتذار، أصر بشكل استفزازي على وصف اللقطات الفعلية بأنها جاءت من "حي ذي أغلبية مسلمة"، فيما بدا أنه محاولة واضحة لربط السلاح الإسرائيلي بالفلسطينيين.

وقالت منى اشتية، من "حملة": "عادة ما تستخدم السلطات الإسرائيلية المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة بوصفها جزءاً أساسياً من دعايتها. هذا النوع من المعلومات يؤثر تأثيراً كبيراً على وعي الناس والحركات السياسية الفلسطينية".

وبحسب "حملة"، فإنَّ 54% من المشاركين في استطلاع رأي في تقريرها "الأخبار الكاذبة في فلسطين" حددوا أنَّ السلطات الإسرائيلية هي المصدر الرئيسي للأخبار المزيفة. ووجد البحث أيضاً أنَّ هناك ارتفاعاً بنسبة 58% في الأخبار المُضلِّلة خلال الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين.

وتشمل حالات أخرى من نشر المعلومات المُضلِّلة أنباء كاذبة تتهم الفلسطينيين بتزييف جنازة في غزة في محاولة لاستدرار العطف العالمي.

وأظهر الفيديو المزيف، الذي شاركه مستشار وزارة الخارجية الإسرائيلية، دان بوراز، مجموعة من المراهقين يُفترَض أنهم يحملون "جثة". وعندما تُسمَع صافرات الإنذار بصوت عالٍ فجأة، يتفرق المراهقون- بما في ذلك "الجسد"- ويهربون. وفي الحقيقة، كانت هذه اللقطات قد صُوِرت في العام الماضي في الأردن لمجموعة من الشباب يحاولون تجنب قيود "كوفيد-19" من خلال التظاهر بإقامة جنازة.

التفاخر بتدمير مبنى الأسوشيتدبرس والجزيرة

استُخدِمَت حسابات التواصل الاجتماعي الرسمية الإسرائيلية، ولا سيما تلك المرتبطة بالجيش، خلال الأسبوعين الماضيين لنشر رسائل دعائية استفزازية للغاية، وغالباً ما كانت تحريضية.

يوم الأربعاء الماضي 19 مايو/أيار، استخدم حساب الجيش الإسرائيلي العبري على إنستغرام شكل الميم "قبل" و"بعد" للتفاخر بكيفية تدميره لمبنى سكني في غزة.

ونشر كذلك حساب الجيش الإسرائيلي على تويتر مراراً صوراً للمباني التي قصفها في غزة، بما في ذلك مبنى يضم صحفيي قناة الجزيرة ووكالة The Associated Press وموقع Middle East Eye. وغالباً ما صاحب الصور مزاعم بأنَّ المباني كانت تؤوي أصولاً للمخابرات العسكرية التابعة لحماس، دون أي دليل يؤكد ذلك.

وأدى استخدام الشبكات الاجتماعية بهذه الطريقة المخادعة إلى اتهام الكثيرين للجيش الإسرائيلي بإساءة استخدام منصاته الرسمية، و"التغريد المباشر لجرائم حرب".

وهنا، علَّقت مروة فطافطة، مديرة سياسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤسسة Access Now: "أجد أنه من غير المقبول استخدام الجيش الإسرائيلي لمنصات التواصل الاجتماعي لتهديد الناس ونشر معلومات مُضلِّلة بينما ينخرط بنشاط في أعمال ترقى لجرائم حرب".

وقارنت ناشطة الحقوق الرقمية بين طريقة تعامل هذه المنصات مع الحسابات الإسرائيلية الرسمية وتلك الخاصة بالفلسطينيين.

وأضافت: "يعكس هذا التطبيق التمييزي لشروط خدمات المنصة على مختلف المستخدمين، في الوقت الذي يفرضون فيه رقابة على النشطاء، يسمحون للصفحات التي تديرها الدولة الإسرائيلية باستغلال المنصة وإساءة استخدامها لأغراضهم السياسية والعسكرية".

وبجانب الجيش الإسرائيلي، عُرِضَت المنشورات الدعائية بكثافة على الحسابات الإسرائيلية الرسمية الأخرى.  

في منشور انتُقِد بشدة، نقل الحساب الرسمي لإسرائيل باللغة العربية على الشبكات الاجتماعية، يوم الثلاثاء 18 مايو/أيار، آيات من القرآن إلى جانب صورة غزة وهي تتعرض للقصف. وقد وصف النقاد المنشور- الذي حُذِف بعدها- بأنه "سادي وحقير".

التخطيط لجرائم قتل على تطبيقات الرسائل

بالإضافة إلى تطبيقات مشاركة المحتوى، تعرضت منصات المراسلة الفورية لانتقادات لدورها في المساعدة المزعومة في تسهيل العنف المدني الإسرائيلي.

في الأسبوع الماضي، أشارت رسائل الدردشة على تطبيقي سيغنال وواتساب، التي اطلع عليها موقع Middle East Eye إلى أنَّ الجماعات الإسرائيلية اليمينية المتطرفة ناقشت بالتفصيل كيف ستهاجم بعنف المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل.

وجاء في إحدى هذه الرسائل على مجموعة دردشة بعنوان "The Underground Unit"، وتضم أعضاء بالمئات: "أحضروا كل شيء معكم: سكاكين وبنزين. لا تخافوا، نحن المختارون".

وذكرت رسالة أخرى في مجموعة على واتساب تسمى Israel People Alive Haifa: "أي عربي تراه، اطعنه. رجاءً تعالوا مجهزين بالأعلام، والمضارب، والسكاكين، والبنادق، والمفاصل النحاسية، والألواح الخشبية، ورذاذ الفلفل، وأي شيء يمكن استخدامه لإلحاق الأذى به".

وفي دردشة جماعية أخرى على واتساب أيضاً، كتب أحد المستخدمين: "نحتاج إلى زجاجات حارقة (مولوتوف). في المسجد. لجعلهم يضطربون. سنحرق منازلهم وسياراتهم وكل شيء".

كما كانت هناك تحريضات على العنف ضد الفلسطينيين على تليغرام؛ مما دفع العديد من مستخدمي تويتر إلى دعوة تطبيقات المراسلة للتدخل لحماية الأرواح.

وهنا، قالت منى اشتية: "إذا لم يتحرك تليغرام سريعاً، سيواصل التحريض على الفضاء الرقمي في نشر العنف في الشوارع ضد الفلسطينيين".

ترويج لرسائل تزعم تجمع الفلسطينيين لمهاجمة الإسرائيليين

وتفاقمت عقلية الغوغاء بسبب انتشار المعلومات الكاذبة؛ فقد وجد تقرير لصحيفة The New York Times أنَّ الرسائل على تليغرام وواتساب حذرت من أنَّ الفلسطينيين يستعدون للخروج على المواطنين الإسرائيليين. في حين لم ترد تقارير عن وقوع أعمال عنف في المناطق المذكورة في الرسائل.

وفي هذا السياق، قالت Fake Reporter، وهي منظمة لرصد المعلومات المُضلِّلة الإسرائيلية، في الأسبوع الماضي إنها قدمت ملفاً مُفصَّلاً من المعلومات إلى الشرطة ووسائل الإعلام الإسرائيلية حول الجماعات اليمينية المتطرفة التي تستخدم واتساب وتليغرام للتخطيط لهجمات على الأعمال التجارية والمدنيين الفلسطينيين.

لكن في المقابل، لم يُتخَذ أي إجراء، حتى إنَّ بعض أقسام وسائل الإعلام الإسرائيلية ردت بأنَّ الأمر لا يستحق الإبلاغ حتى ارتكاب الجرائم.

وحذرت منى اشتية: "لقد تزايد التحريض ضد العرب والفلسطينيين على منصات الشبكات الاجتماعية تزايداً كبيراً".

الجيش الإلكتروني الإسرائيلي 

طوَّرت إسرائيل منصة Act.IL الإلكترونية في يونيو/حزيران 2017 لتجنيد وتنظيم جيش من القراصنة يتألف من آلاف الأشخاص لزج أنفسهم في المحادثات عبر الإنترنت الخاصة بإسرائيل وفلسطين، ولا سيما حركة (المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات). وتتلقى المنصة التمويل والإرشاد من إسرائيل، حسب تقرير الموقع البريطاني.

ويتلقى المُتصيِّدون توجيهات من المنصة بشأن المحتوى المؤيد لإسرائيل والمناهض للفلسطينيين لإعادة تغريده وإبداء الإعجاب، والعرائض المطالبة بالتوقيع عليها. ويتلقون كذلك نماذج لتعليقات يُشجِّعون على نسخها ولصقها في سياق المناقشات ذات الصلة.

ووُصِفت المنصة بأنها "تسويق ماكر"؛ وعبارة عن نشاط علاقات عامة مُنظَم ومخادع مدعوم من الحكومة، الذي يخلق انطباعاً زائفاً بوجود حملة شعبية عفوية.

ويدير مايكل بويكرت، باحث ونائب رئيس منظمة "كنديين من أجل العدالة والسلام في الشرق الأوسط" غير الربحية، حساباً على تويتر يراقب تطبيق Act.IL الإسرائيلي ويوثق أنشطته.

وقال بويكرت لموقع Middle East Eye: "أحد الأهداف الرئيسية للتطبيق هو الفصل بين أنشطة مستخدميه والدولة الإسرائيلية أو مجموعات الضغط، وجعل النشاط المؤيد لإسرائيل على الشبكات الاجتماعية، الذي يصممه التطبيق، يبدو عفوياً وطبيعياً".

هاشتاغ إسرائيل تحت النار

وأضاف بيوكيرت أنَّ وزارة الشؤون الاستراتيجية والإعلامية الإسرائيلية لديها سياسة العمل مع منظمات تكون واجهة "لإخفاء دور الدولة الإسرائيلية"، مشيراً إلى أنه يمكن القول إنَّ الحكومة كان لها "دور في التمويل المستمر للتطبيق وعملياته أكبر مما هو مُعلَن عنه للعامة".

ويوم الأحد 16 مايو/أيار، نظَّم التطبيق حملة عاصفة على تويتر تحت هاشتاغ "Right to Self Defence- الحق في الدفاع عن النفس" و"Israel Under Fire- إسرائيل تحت النار".

واستخدمت كذلك منصة Act.IL قناتها على تليغرام خلال الأسبوعين الماضيين لإرسال "مهمات" لمستخدميها بنشر الخطاب المعادي للفلسطينيين.

هل حققت جهود إسرائيل وانحيازات مواقع التواصل الاجتماعي نتيجة؟

وبرغم المحاولات المنسقة للتشويش على المحادثات عبر الإنترنت، يتشكك بويكرت في أنَّ يكون لأنشطة جيش المُتصيِّدين الإسرائيلي هذا التأثير.

وأكد بويكرت: "بدأت أعين الناس تتفتح على أهوال نظام الفصل العنصري الإسرائيلي ولا يريدون أن يكون لهم أي علاقة به، ولن يتمكن أي تطبيق من تغيير ذلك".

ولجأ مستخدمون عرب لموقع فيسبوك إلى استخدام الخط العربي القديم الخالي من النقاط، في محاولة لخداع الخوارزمية التي تلاحق ما يكتبونه وتقوم بحذفه، كما لجأ آخرون إلى الخطأ عمداً في تهجئة كلمة مثل فلسطين، وإسرائيل، حتى لا تُحذف منشوراتهم.

تحميل المزيد