الشعب يريد.. دولة

عربي بوست
تم النشر: 2021/02/26 الساعة 15:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/02/26 الساعة 15:15 بتوقيت غرينتش

ليست دولة عادية، بل حالة خاصة جداً.

ليبيا التي عاشت عقوداً تحت حكم القذافي بلا دستور ولا مؤسسات حاكمة.

ليبيا التي انعدمت فيها الحريات وحقوق الإنسان منذ بداية التاريخ، وأثناء الاحتلال، وبعد الاستقلال المزعوم.

أكثر من نصف قرن عاشت ليبيا بعيداً عن "بدعة" الانتخابات والديمقراطية، وآفة الأحزاب والتنوع السياسي.

وبعد الربيع العربي ورث الشعب الفوضى التي عمّت مؤسسات الدولة ونظامها الإداري والسياسي.

شهدت ليبيا انقساماً داخلياً وصل إلى حد وصفه بالحرب الأهلية، نتيجة الخلافات بين القبائل الليبية ومجموعة من التيارات السياسية والعسكرية.

وانشطرت "الجماهيرية العظمى" إلى دولتين وعشرات الميليشيات والكتائب.

وانتهى الصراع على ثروة النفط إلى حرب أهلية تلتهم النفط والناس.

لكن الحوار الذي تم برعاية أممية نجح في وضع خطوط عريضة للتصالح.

ومع بداية 2021 بدأ العد التنازلي لأول محاولة "جادة" لبناء دولة.

ومع نهاية العام ستكون هناك انتخابات، وحكومة، ودولة اسمها ليبيا.

هل هذا الحلم ممكن، أم تستمر كوابيس عصر القذافي وما بعده في القضاء على كل محاولات بناء رابع أكبر دولة في القارة السوداء.

ليست دولة عادية.. ربما لم تجرب ليبيا من قبل أن تكون دولة.

هي مرحلة انتقالية جديدة تدخلها سلطة تنفيذية مؤقتة وموحدة، يتعين عليها تشكيل حكومة، ثم التحضير للانتخابات الوطنية المقرر إجراؤها في نهاية العام، لإنهاء عقد من الفوضى.

وهي ليست مهمة واحدة، بل عنقود من التحديات والعقبات، ربما تحول دون الوصول إلى الأهداف المنشودة في المستقبل المنظور.

يستعرض هذا التقرير تشكيل السلطة المؤقتة التي ستحكم ليبيا حتى الانتخابات، وأبرز الملفات التي يتعين عليها البدء في معالجتها فوراً، وسيناريوهات الصيغة الجديدة لبناء دولة ليبيا، وربما لأول مرة في التاريخ الحديث.

صُنع في جنيف

المجلس الرئاسي المُنتخب يتعهد بإعادة الوحدة الوطنية للبلاد وإجراء الانتخابات في نهاية 2021 

في سويسرا، وفي الخامس من فبراير/شباط 2021، نجحت وساطة الأمم المتحدة في وضع الخطوة الأولى نحو ليبيا الموحدة مرة أخرى: اختيار مجلس رئاسي مؤقت وسلطة تنفيذية جديدة.

أسفرت انتخابات ملتقى الحوار الليبي، الذي يضم 75 عضواً يمثلون   المناطق والتيارات الليبية المختلفة، عن انتخاب قائمة محمد يونس المنفي رئيساً للمجلس الرئاسي، من طبرق في الشرق.

ومعه نائبان هما موسى الكوني من الغرب، وعبدالله اللافي من الجنوب.

كما ضمَّت هذه القائمة رجل الأعمال الليبي المعروف عبدالحميد الدبيبة، 62 عاماً رئيساً للحكومة.

تحميل المزيد