الطائرة الصينية الشبح J-31 تكاد تكون نسخة من نظيرتها الأمريكية الإف-35، وهذا نموذج واحد من 5 أسلحة مقاتلة تنتجها الصين وكأنها نسخ مقلدة من نظيراتها الغربية، فكيف نجحت الصين في سرقة التكنولوجيا الخاصة بتلك المقاتلات؟
أين كانت الصين وأين أصبحت؟
مع بزوغ جمهورية الصين الشعبية من فترة الحرب والثورة في عام 1949، بات من الواضح أن الاقتصاد الصيني يفتقر إلى القدرة على التنافس مع الولايات المتحدة أو الاتحاد السوفييتي في إنتاج التقنية العسكرية المتقدمة.
وساعد النقل أو بمعنى أدق التقليد المباشر عن الاتحاد السوفييتي في سد الفجوة في الخمسينيات، كما فعل النقل عن الولايات المتحدة وأوروبا في السبعينيات والثمانينيات. مع ذلك خنقت الثورة الثقافية التقنية والبحث العلمي، تاركةً الصين بعيدة أكثر عن الركب.
وأكملت الصين لفترة طويلة عمليات النقل المشروعة والابتكار المحلي بالتجسس الصناعي، باختصار أصبح لدى جمهورية الصين الشعبية عادة راسخة وهي سرقة تقنية الأسلحة من روسيا والولايات المتحدة، مع مرور السنين أصبح جواسيس بكين أكثر براعة ومرونة في نهجهم، وفيما يلي خمسة أنظمة للتسليح سرقها الصينيون أو نسخوها، كلياً أو جزئياً، بحسب تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية
الطائرة الصينية J-7
في عام 1961، عندما وصلت التوترات بين الاتحاد السوفييتي وجمهورية الصين الشعبية إلى ذروتها، نقل السوفييت المخططات والمواد المرتبطة بطائرة MiG-21 الاعتراضية الجديدة إلى الصين. وكان العرض بمثابة المحاولة لرأب جزء من الصدع، وللإشارة للصين بأن التعاون بين العملاقين الشيوعيين لا يزال ممكناً.
ولم ينجح العرض، إذ استمرت التوترات الصينية السوفييتية في التصاعد، حتى وصلت إلى حد الحرب في أواخر الستينيات. وقد عمل الصينيون على المخططات والمواد الأخرى، وأنتجوا في النهاية J-7، وهي نسخة مقاربة لـMiG-21.
وقد باع الصينيون في النهاية طائرة J-7 (نسخة التصدير F-7) في منافسة مباشرة مع طائرات MiG التي باعها السوفييت. والواقع أنه بعد التقارب بين الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية في أوائل السبعينيات باع الصينيون طائرات J-7 مباشرة إلى الأمريكيين، الذين استخدموها كجزء من سرب هجومي لتدريب الطيارين الأمريكيين على محاربة السوفييت.
الطائرة J-11
كان انهيار الاتحاد السوفييتي في أوائل تسعينيات القرن العشرين بمثابة البشارة بتحسن العلاقات بين روسيا والصين، والأهم من ذلك أن المجمع الصناعي العسكري السوفييتي الضخم كان بحاجة ماسة إلى العملاء، ولم يعُد الجيش الروسي قادراً على تحمل تكاليف معدات جديدة.
ومن جانبها، احتاجت جمهورية الصين الشعبية إلى مصادر جديدة من المعدات العسكرية عالية التقنية، بعد أن فرضت أوروبا والولايات المتحدة حظراً على الأسلحة في أعقاب مذبحة ميدان تيانانمن.
وبناءً على ذلك، شهدت التسعينيات عدة صفقات أسلحة ضخمة بين موسكو وبكين، كان من أهمها بيع وترخيص ونقل التقنية الخاصة بالمقاتلة Su-27″ Flanker" متعددة المهام. ولقد أعطت هذه الصفقة الصين واحدة من أخطر مقاتلات التفوق الجوي على مستوى العالم، ومنحت صناعة الطيران الروسية شريان حياة.
لكن عصر المشاعر الطيبة لا يمكن أن يستمر، وتظل التفاصيل غامضة ومثيرة للجدل، لكن الروس يزعمون أن الصينيين بدأوا في انتهاك شروط الترخيص على الفور تقريباً، من خلال تثبيت إلكترونيات الطيران الخاصة بهم على طائرات Flanker خاصتهم (J-11، تحت التصنيف الصيني).
وبدأ الصينيون أيضاً في تطوير بديلٍ للنقل الجوي، في انتهاك مباشر للشروط المتفق عليها. وأدى الاستيلاء على التقنية الروسية إلى تقويض العلاقة بين روسيا والصين، ما جعل الروس أكثر حذراً في نقل تقنياتهم المميزة الخاصة بهم إلى الجيش الصيني.
الطائرة J-31 مقابل الإف-35
حتى قبل أن تُثبت تسريبات سنودن وجود تجسس صناعي صيني واسع النطاق، اشتبه المحللون الأمريكيون في أن الصين كانت تسرق المعلومات المرتبطة بالطائرة F-35. وأصبحت الحقيقة المحتملة لهذه السرقة واضحة عندما أصبحت المعلومات حول المقاتلة الشبح J-31 متاحة. وتبدو J-31 مشابهة إلى حد كبير لطائرة F-35 ذات المحركين، بدون قدرات VSTOL (الإقلاع والهبوط العمودي) في F-35B.
ومن المفترض أيضاً أن J-31 تفتقر إلى الكثير من إلكترونيات الطيران المتقدمة التي جعلت من الطائرة F-35 مقاتلة مدمرة. ومع ذلك قد تعمل J-31 في النهاية من حاملات الطائرات، ويمكن أن تتنافس مع برنامج Joint Strike Fighter في سوق التصدير.
الطائرات بدون طيار
في عام 2010، تخلفت الصين بشكل محزن عن الولايات المتحدة في تقنية المركبات الجوية غير المأهولة (UAV)، لكن منذ ذلك الوقت استطاع الصينيون اللحاق بالركب، وهم الآن ينتجون طائرات بدون طيار قادرة على منافسة النماذج الأمريكية في سوق الأسلحة الدولي، كيف تمكن الصينيون من مواكبة السباق بهذه السرعة؟
وفقاً للاستخبارات الأمريكية استولى قراصنة صينيون على التقنية من عدة مصادر، بما في ذلك الحكومة الأمريكية والشركات الخاصة (General Atomics) المرتبطة بإنتاج الطائرات بدون طيار. وتشبه أحدث الطائرات بدون طيار الصينية الطائرات الأمريكية من ناحية الشكل والأداء، وهو وقت تحول مميز لصناعة الطيران في الصين.
تقنية الرؤية الليلية
بعد حرب فيتنام، قرر الجيش الأمريكي أنه سيستثمر بكثافة في الجهود الرامية لـ"السيطرة على الليل". وأدّى ذلك إلى تقدم كبير في تقنية الرؤية الليلية، بما في ذلك المعدات التي سمحت للجنود والمركبات المدرعة والطائرات بالرؤية والقتال في الظلام، وقد منحت هذه المعدات الولايات المتحدة تفوقاً كبيراً في العديد من النزاعات منذ الثمانينيات.
وتسعى الصين إلى إنهاء هذا التفوق، وقد وجهت بعض جهود التجسس نحو الحصول على التقنية الأمريكية وتكرارها في هذا المجال، وشمل ذلك بعض عمليات السرقة الإلكترونية، إلى جانب العديد من العمليات قديمة الطراز التي استحوذ فيها رجال الأعمال الصينيون بشكل غير قانوني على تقنية خاضعة لسيطرة التصدير من شركات أمريكية.