بينما حصدت الطائرة الشبحية الإف 35 الاهتمام في الصفقة الإماراتية المحتملة مع أمريكا، فإن الصفقة تضم طائرات مسيرة من نوع MQ-9 Reaper (ريبر)، التي لا يقل ثمنها كثيراً عن الإف 35، فما هي إمكانات الطائرة الأمريكية المسيرة MQ-9 Reaper التي تجعلها باهظة الثمن بهذا الشكل، وهل ستمثل نقلة نوعية في القدرات الإماراتية؟
وتسعى إدارة ترامب قبل رحيلها لعقد صفقة مع الإمارات لبيع طائرات مسيَّرة وأسلحة أخرى تتجاوز قيمتها 23 مليار دولار، تتضمن بيع 50 طائرة من طراز "إف-35" بنحو عشرة مليارات دولار، ما قد يؤدي إلى مواجهة محتملة مع الهيئة التشريعية في الولايات المتحدة، إضافة إلى نحو 18 وحدة من الطائرة الأمريكية المسيرة MQ-9 Reaper بقية 2.9 مليار دولار.
وتم تقديم الطائرة بدون طيار MQ-9 Reaper لأول مرة في عام 2007. وهي أكبر وأسرع وأكثر تسليحاً من طائرة Predator السابقة بدون طيار، وحملت الطائرة اسم Predator 2 لفترة، ثم تم تغييره إلى MQ-9 Reaper.
مواصفات الطائرة الأمريكية المسيرة MQ-9 Reaper
وريبر هي أكبر طائرة بدون طيار مسلحة معروفة لدى الولايات المتحدة.
تمثل هذه الطائرة أول جيل من الطائرات المسيرة القاتلة، والتي تحولت فيه الولايات المتحدة من استخدام الطائرات المسيرة للاستطلاع والتجسس بالأساس إلى الاعتماد عليها في تدمير الأهداف.
والطائرة المسيرة الأمريكية MQ-9 Reaper تعد بمثابة نظام طائرات كامل موجه عن بُعد، تعمل على ارتفاع متوسط إلى مرتفع، مع قدرة على البقاء لفترة طويلة.
وتتمثل مهمة MQ-9 الأساسية في كونها صياداً قاتلاً مستمراً ضد الأهداف العسكرية، وتتمثل المهمة الثانوية لـMQ-9 في العمل لصالح الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، باستخدام أجهزة استشعار لتوفير بيانات في وقت آني للقادة والمتخصصين في الاستخبارات على جميع المستويات.
وتطير الطائرة MQ-9 Reaper بمهام يومية فوق أفغانستان منذ أواخر سبتمبر/أيلول 2008، ويمكن لبعض نسخها أن تطير في مهمة لمدة 42 ساعة
كما يمكن للطائرة حمل أسلحة جو-جو مثل صاروخ Raytheon AIM-9 Sidewinder وAIM-120 Advanced متوسط المدى جو-جو، إضافة إلى قنابل وصواريخ القصف الأرضي.
وتستخدم الطائرة مستشعرات متعددة الأطياف للعثور على الأهداف الأرضية وتتبعها تلقائياً.
هل تصبح بديلاً للطائرات المقاتلة التي يقودها الطيارون؟
في عام 2008، بدأ الجناح 174 للحرس الوطني في نيويورك بالانتقال من المقاتلات الموجهة من طراز F-16 إلى MQ-9A Reapers، ليصبح أول وحدة مقاتلة تتحول بالكامل إلى استخدام المركبات الجوية القتالية غير المأهولة (UCAV).
وكان البيت الأبيض قد أخطر الكونغرس، الخميس 12 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بأنه ينوي بيع 50 طائرة من طراز "إف-35" من صنع شركة لوكهيد مارتن، إلى الإمارات بنحو عشرة مليارات دولار، ما قد يؤدي إلى مواجهة محتملة مع الهيئة التشريعية في الولايات المتحدة.
في مارس/آذار 2011، كانت القوات الجوية الأمريكية تدرب المزيد من قائدي الطائرات المسيرة أكثر من أي نظام أسلحة آخر.
تستطيع أن تقرأ لوحة السيارات من على بعد ميلين
واستهدفت القوات الجوية الأمريكية من هذه الطائرة أن توفر قدرة محسّنة على "القتال الثابت"، حيث تطير فوق منطقة قتالية ليلاً ونهاراً في انتظار أن يظهر الهدف نفسه، حيث يمكن لـReaper البقاء لساعات، في انتظار اللحظة المناسبة لإطلاق صاروخ Hellfire أو قنبلة موجهة بالليزر.
أحد الادعاءات أن الكاميرا الموجودة على متن الطائرة قادرة على قراءة لوحة ترخيص السيارات من على بعد ميلين (3.2 كم)، ويستغرق أمر المشغل 1.2 ثانية للوصول إلى الطائرة بدون طيار عبر رابط القمر الصناعي.
ويتم استخدام Reaper أيضاً من قبل الجمارك وحماية الحدود الأمريكية، وجيوش العديد من البلدان الأخرى، أبرزها فرنسا وبريطانيا وأستراليا.
تاريخها القتالي
في 3 يناير/كانون الثاني 2020، قتلت ضربة صاروخية أمريكية من طراز MQ-9 قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، وأبو مهدي المهندس، نائب قائد قوات الحشد الشعبي العراقية، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية.
في 18 أغسطس/آب 2020، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن طائرتين أمريكيتين من طراز MQ-9 Reapers تحطّمتا في تصادم في الجو فوق سوريا. [79] [80]، ومع ذلك قالت بعض التقارير إن طائرة بدون طيار واحدة على الأقل ربما تم إسقاطها من قبل مقاتلي المعارضة السورية الموالين لتركيا.
كما سبق أن نشرت حركة طالبان صوراً للطائرة MQ-9 Reaper قالت إنها أسقطتها، بينما تقول الولايات المتحدة إنها تحطمت ببساطة.
ويبلغ ثمن النسخة الواحدة من الطائرة الأمريكية المسيرة MQ-9 Reaper ريبر 64 مليون دولار، مقابل 95 مليون دولار لطائرة F-35 Joint Strike Fighter، ما يجعلها باهظة الثمن مقارنة بالطائرات المسيرة الأخرى، خاصة التركية والصينية.
تفاصيل الصفقة الإماراتية
يقال إن الحزمة المقترحة للإمارات تشمل ما يصل إلى 18 طائرة MQ-9B – منها 15 طائرة مؤكد شراؤها، بالإضافة إلى خيار لشراء ثلاث أخرى- بقيمة إجمالية تصل إلى 2.9 مليار دولار، رغم أنه في حالة إتمام البيع فإن هذه المبالغ يمكن أن تكون عرضة للتغيير.
إذا تم تنفيذ الصفقة فعلى الأرجح أنها ستشمل عناصر إضافية وخدمات دعم أخرى، وتم الحديث عن إمكانية تسليم الطائرات بدون طيار اعتباراً من عام 2024.
ورغم أن عدم وجود تقارير عن النسخ التي قد تتم الموافقة على شراء الإمارات العربية المتحدة لها، فإن نسخة MQ-9B Sky Guardian هي النسخة المعتمدة من الطائرة MQ-9 Reaper، التي تلبي معايير الطيران حول العالم ومقبول من الولايات المتحدة تصديرها.
وأوضح تقرير لرويترز أن الطائرات المسيرة التي قد تباع للإمارات ستكون مسلحة، أو على الأقل قادرة على حمل أسلحة.
وكان أول عميل لـنسخة Sky Guardian هو سلاح الجو البريطاني، وتم اختيارها لاحقاً من قبل أستراليا وبلجيكا.
وبحسب ما ورد، فسيتم تجهيز الطائرات بدون طيار للإمارات العربية المتحدة أيضاً برادار المراقبة البحرية، ما يشير إلى أنها يمكن أن تكون من نسخة Sea Guardian.
وستوفر النسخة البحرية من MQ-9B قدرات خاصة، من شأنها أن تكون مفيدة للدولة الخليجية، التي لديها متطلبات للمراقبة البحرية المستمرة، خاصة في ضوء موجة الهجمات على الناقلات التجارية في خليج عمان في عام 2019 التي يعتقد أن إيران تقف وراءها.
كما يمكن أن تكون الطائرات بدون طيار مفيدة أيضاً في القيام بدوريات في المياه حول اليمن، وذلك لاكتشاف التهديدات والمساعدة في اعتراض تهريب الأسلحة إلى الحوثيين.
كما تتزايد أدوار MQ-9 في الحرب المضادة للغواصات (ASW)، حيث جرى بحث إضافة قدرات مضادة للغواصات إلى التصميم.
يمكن أن يكون أسطول إيران من الغواصات الصغيرة دافعاً لقرار الإمارات السعي لهذه الصفقة.
الصفقة تنقذ الشركة الأمريكية، لماذا يريد البنتاغون تقليل الاعتماد على طائرته المسيرة المفضلة؟
إذا مضت الإمارات العربية المتحدة في خططها، فقد تكون أخباراً جيدة جداً لشركة جنرال أتوميك، التي تواجه طائرتها ريبر مستقبلاً غير مؤكد فيما يتعلق بمشتريات القوات الجوية الأمريكية، على الأقل.
إذ يبدو أن البنتاغون يخفض مشرياته من هذه الطائرة، بينما يشجع تصديرها للخارج.
فالقوات الجوية الأمريكية تريد استبدال أسطول الخدمة من طائرات الهجوم بدون طيار من طراز Reaper بشيء جديد قادر على البقاء في المجال الجوي المعادي.
فرغم نجاحها الكبير فإن MQ-9 Reaper يتم إسقاطها بسهولة، ولن تنجو في ساحة معركة محمية بالدفاعات الجوية الحديثة.
نعم أثبتت Reaper كفاءة في مهام الطيران فوق أماكن مثل العراق وأفغانستان واليمن والصومال.
لكن في المجالات الجوية الأكثر خطورة الأمر مختلف.
تفتقر ريبر إلى المعدات التي تبقي الطائرات الحربية الحديثة على قيد الحياة في ساحة المعركة، بما في ذلك أنظمة الإنذار الصاروخي والأنظمة المضادة للصواريخ.
على وجه الخصوص، تفتقر Reaper التي تشبه الحشرات بالأذرع الكثيرة التي تتدلى منها، إلى القدرة على التخفي، حيث تتدلى حشوات الاستشعار والأسلحة من رؤوس الأجنحة، ما ينتج عنه بصمة رادارية كبيرة.
وإذا تم إطلاق صاروخ معاد ضد صاروخ ريبر، فليس هناك الكثير مما يمكن لمسير الطائرة عن بعد فعله حيال ذلك.
يتحول البنتاغون من معارك أصغر وأقل حدة في أفغانستان والعراق.
ولكن في أماكن أخرى هناك احتمال معارك أكبر مع دول مثل روسيا والصين. إدراكاً لضعف Reaper، خفضت القوات الجوية مشترياتها من طائرات Reaper بدون طيار إلى 337، وفقاً لموقع Military.com، مع شراء آخر 21 طائرة بدون طيار هذا العام.
ستضع القوة الجوية رؤيتها لبديل، يمكن أن يعمل في المجال الجوي المتنازع عليه، في ميزانية عام 2022.
ما الذي سيحل محل ريبير؟
من المحتمل أن يكون البديل طائرة مسيرة خفية، لإبعادها عن الرادارات وتقليل احتمال إصابتها من الصواريخ الموجهة بالرادار.
كما أن تصميمها سيعتمد على ما يعرف باسم الجناح الطائر(الجناح العريض)، مثل قاذفات B-2 و B-21.
تتمثل إحدى مزايا الجناح الطائر في وجود جسم كبير لتخزين الوقود والأسلحة، وهو ما يخفي ملحقات الطائرة والذخيرة أسفل الجناح.