رغم مساعي ترامب لعرقلته، هكذا يحدث انتقال السلطة لبايدن فعلياً

عربي بوست
تم النشر: 2020/11/14 الساعة 14:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/11/14 الساعة 14:19 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أرشيفية/ رويترز

بينما يعمل الرئيس المُنتَخَب حديثاً جو بايدن على تحويل دفة الحكومة إلى إدارته، يبدو أنَّ الرئيس الحالي يبذل ما بوسعه لوقف هذا الانتقال السلمي للسلطة، أو على الأقل تجاهله.

ورفضت رئيسة إدارة الخدمات العامة، المُعيَّنة من الرئيس دونالد ترامب، حتى الآن "تأكيد" فوز بايدن، الذي يمثل شارة بدء عملية الانتقال الرسمية. وعلى الرغم من أنَّ بايدن قلَّل من شأن ذلك، لكن هذا التأخير له تداعيات ملموسة، حسبما تقول شبكة CNN الأمريكية.

جهود ترامب لا تؤتي ثمارها

وكان المؤتمر الخاص بلقاح فيروس كورونا، الذي عُقِد يوم الجمعة 13 نوفمبر/تشرين الثاني، أول فرصة يتحدث فيها ترامب أمام الكاميرات منذ خطاب الأسبوع الماضي، لكنه انتقد على تويتر العملية الديمقراطية ورفض الاعتراف بفوز بايدن.

وفي غضون ذلك، انتشر محامو ترامب في جميع أنحاء البلاد، ورفعوا دعاوى قضائية واهية في محاولة لعرقلة اعتماد نتائج التصويت في ولايات رئيسية، بما في ذلك أريزونا وبنسلفانيا وميشيغان وجورجيا. لكن هذه الجهود لا تؤتي ثمارها تماماً حتى إنَّ كارل روف نفسه، نائب رئيس موظفي البيت الأبيض السابق، قال إنه لا يعتقد أنها ستنجح. 

وأعلنت حملة ترامب، يوم الجمعة 13 نوفمبر/تشرين الثاني، أنها ستغلق خطاً ساخناً كانت أعلنت عنه لاستقبال بلاغات عن تزوير في الأصوات. وكان يتلقى الكثير من المكالمات الساخرة.

وطوال هذا الوقت، تستمر الجائحة في الانتشار. ثم جاء بصيص أمل مع الأخبار السارة الخاصة بتطوير لقاح، لكنه لا يزال بعيداً عن واقعنا الحالي.

ومع اقتراب عطلة عيد الميلاد، ساءت حالة الصحة العامة في البلاد. وحث بايدن، في إطار جهوده لإتمام عملية انتقال السلطة وإعادة توحيد الدولة الممزقة في نهاية المطاف، على ارتداء الأقنعة، على الرغم من أنَّ بعض محافظي الولايات يرفضون هذه الدعوات.

الوكالات الفيدرالية تقوم ببعض "الاستعدادات الحتمية"

تقول "سي إن إن"، إنه طُلب من الوكالات الفيدرالية بموجب القانون أن تستعد للانتقال قبل انتخابات 2020، لكن فورة النشاط التي ستحدث عادة خلال فترة الانتقال الرئاسي توقفت بفضل رفض ترامب قبول نتائج الانتخابات.

يقع مسؤولو الوكالة في إدارة ترامب المكلفون بالانتقال، في وضع محرج ولا يستطيعون أداء مهامهم بشكل فعال حتى تقوم إدارة الخدمات العامة، وهي وكالة يقودها شخص معين من قبل ترامب، بالتوقيع على نتائج الانتخابات- وهي عملية ليست في العادة قضية.

لكن هذا لا يعني أن الوكالات لا تقوم ببعض الاستعدادات للحتمية. إذ بدأ قسم في وزارة الطاقة في الاستعداد بهدوء لإدارة بايدن القادمة على الرغم من عدم وجود اتصال رسمي، وفقاً لأحد الموظفين في القسم.

يقول لسي إن إن: "لقد أجرينا اتصالات وتحدثنا كثيراً عن هذا الأمر، وكان الاتجاه الذي تلقيناه هو توقع انتقال، والبدء في التخطيط له، والتفكير في الأشياء التي قد يرغب فريق بايدن في رؤيتها والبدء في تحسين هذه الخطط والبدء في التفكير بكيفية وضع إطار لبرامجنا وعملنا بطريقة فعالة لإدارة بايدن".

وأوضح الموظف أن هذا التوجيه لم يكن من المعينين من قبل ترامب ولكن من الموظفين المحترفين أنفسهم، وأنه تم تسليمه عن قصد في شكل مكالمة هاتفية وليس مذكرة، حتى لا يكون لها أثر ورقي. وقال: "هذا ليس توجيهاً من المعينين السياسيين الحاليين من إدارة ترامب، إنه في الأساس من الموظفين دون المستوى السياسي".

إحباط بين مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية من تعنت ترامب

يتزايد قلق مسؤولي وزارة الخارجية وإحباطهم حيث يُمنعون من التفاعل مع فريق بايدن الانتقالي. قال أحد المسؤولين الحاليين المطلعين على الخطط التي تم وضعها: "إنه أمر محبط، بل يضر أيضاً بالمعنويات في الوزارة ويعيق عملها".

لكن الاستعدادات التي يقوم بها الدبلوماسيون المتخصصون، كما يقتضي القانون، قد تمت بالفعل. إذ إن المساحات المكتبية للفرق الانتقالية- كل من المسؤولين المهنيين في وزارة الخارجية المعينين للوظيفة من قبل الوزارة، وكذلك فريق وزارة خارجية بايدن- أصبحت شاغرة.

وقال مصدر مطلع على العملية لـسي إن إن: "لقد فعلوا كل ما في وسعهم. والآن ينتظرون فقط أن يتم الأمر بشكل رسمي".

الانتقال مستمر.. لكن الأمر يحتاج إلى الصبر 

بينما يدرك مسؤولو الوزارة أنه ليس لديهم خيار آخر سوى التحلي بالصبر، مدركين أنهم سيصلون في النهاية إلى العمل مع الفريق القادم، فإنهم يعتقدون أيضاً أن القسم يحتاج إلى قدر هائل من الاهتمام ويودون أن يدخل فريق بايدن في أقرب وقت ممكن.

وقال مسؤول ثان في وزارة الخارجية: "أخشى أن يفصحوا عما لديهم تجاه فريق بايدن، وسيكون الأمر أسوأ بكثير مما توقعوا".

وقال موظف بوزارة الخزانة إن الوزارة كانت "تمر بعملية انتقال معيارية" بدأت بعد شهر من الانتخابات. وقال المصدر إن هذه العملية مستمرة، على الرغم من عدم وجود اتصال بشأن انتقال فرق بايدن حتى الآن.

وداخل وزارة الأمن الداخلي، يقود مارك كومانز، وهو مسؤول قديم في الوزارة الجهود الانتقالية للوزارة، بتذكير الموظفين مؤخراً بأنه حتى يكون هناك إعلان يشهد على الانتخابات، يجب على الموظفين الامتناع عن التحدث مباشرة مع أعضاء فريق بايدن. 

ويقول مساعدو الكونغرس الديمقراطيون الذين يتعاملون بانتظام مع الوكالات الفدرالية إن اتصالاتهم سكنت منذ الانتخابات، حيث يشك البعض من الموظفين في مخاوف بشأن فقدان وظائفه أو كونه هدفاً للبحث عن تسريبات- خاصة بعد أن نشر رئيس شؤون الموظفين بالإدارة الخبر في جميع أنحاء الإدارة الأسبوع الماضي، أنه إذا سمع عن أي شخص يبحث عن وظيفة أخرى فسيتم طرده، بحسب مسؤول كبير.

وقال مسؤول في وزارة الأمن الداخلي عندما سئل عن التواصل من القيادة بشأن المرحلة الانتقالية "الصمت لا يزال يصم الآذان". وأضاف المسؤول أن الوزارة تبدو في وضع "الانتظار والترقب"، قائلاً إن أي معاملات مع فريق بايدن قبل التصديق الرسمي تبدو "غير مرجحة في هذه المرحلة".

الفريق الانتقالي في عمل متواصل

ومنذ طرد وزير الدفاع مارك إسبر من قبل ترامب يوم الإثنين الماضي، يتواصل فريق بايدن الانتقالي مع مسؤولي البنتاغون السابقين الذين عملوا مع وزير الدفاع السابق جيم ماتيس وهم يسعون لجمع المعلومات لفريق بايدن القادم، وفقاً لمسؤولين سابقين تم الاتصال بهم بواسطة الفريق الانتقالي.

وقالت المصادر لشبكة "سي إن إن"، إن المحادثات جاءت نتيجة عدم القدرة على التعامل مع مسؤولي البنتاغون الحاليين في هذا الوقت. وتأتي كمحاولة لبناء فهم الفريق الانتقالي لما حدث في القسم على مدار السنوات الأربع الماضية.

ويدرك فريق بايدن أيضاً أنه حتى عندما يكونون قادرين على التحدث مع مسؤولي الدفاع الحاليين بعد توقيع إدارة الخدمات العامة على فوز بايدن ، فقد لا يكون هؤلاء المسؤولون متحمسين للانخراط أو أن يكونوا صريحين مثل أولئك الذين غادروا بالفعل. أوضح أحد المسؤولين السابقين أن التواصل مع المسؤولين السابقين هو "ثاني أفضل شيء".

تحميل المزيد