رغم تفوق المرشح الديمقراطي في عملية فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية الأمريكية حتى فجر يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني، فإن ترامب حقق مفاجأة بتحقيق تقدم في عدد من الولايات المتأرجحة.
وحتى صباح اليوم حصل بايدن على 223 أصوات في المجمع الانتخابي، وهو يحتاج إلى 270 صوتاً للفوز، بينما نال ترامب 118 صوتاً.
واللافت أن ترامب أظهر تفوقاً في البداية في التصويت الشعبي قبل أن يتقدم عليه بايدن ، قد يرجع ذلك إلى أن بعض الولايات التي منحت أصواتها لترامب أعطته نسبة مرتفعة، وبالتالي رفعت من نسبة التصويت الشعبي وأعطت نسبة أقل إلى بايدن، عكس الولايات التي منحت أصواتها لبايدن، مما قلل من مكاسب الأخير في التصويت الشعبي.
ويبدو أن ظهور النتيجة النهائية قد يستغرق وقتاً فى ظل تأخر عمليات الفرز في بعض الولايات خاصة في بنسلفانيا وأيضاً أوهايو.
وكان المراقبون يعتبرون أن هناك 12 ولاية متأرجحة في الانتخابات الأمريكية وهي فلوريدا وجورجيا ونيوهامبشير ونورث كارولاينا وأوهايو ميشيغان وبنسلفانيا وتكساس وويسكونسن ومينيسوتا وأريزونا ونيفادا وأيوا.
وفي هذا التقرير نركز على أداء بايدن وترامب بالتركيز على هذه الولايات
أزمة محتملة في بنسلفانيا
هناك خلافات في بنسلفانيا، ورفع الجمهوريون في الولاية دعوى قضائية تطالب بعدم احتساب أصوات البريد التي تم تصحيحها بعدما أرسلت الولاية إلى الناخبين لتصحيحها.
ومع فرز أقل قليلاً من نصف الأصوات في بنسلفانيا، فإن ترامب حصل على أصوات نحو 46% من أصوات الناخبين، وبايدن 42%.
ويعتقد أنه مع فرز جميع الأصوات خاصة أصوات البريد في بنسلفانيا التي سيتم التمديد لها حتى السادس من نوفمبر/تشرين الثاني، ستكون النتيجة لصالح بايدن.
وفي كل الأحوال من الواضح أن ولاية بنسلفانيا ستكون هي ساحة المعركة الرئيسية، ويعتقد أن الطريق للبيت الأبيض يجب أن يمر في هذه الانتخابات من بنسلفانيا.
ترامب يتفوق في الغرب الأوسط والجنوب
تقدم ترامب في العديد من الولايات المتأرجحة مثل يوتاه في الغرب أو ظهرت مؤشرات على تقدمه بولايات أخرى مثل ولاية فلوريدا التي يعتقد أنها حسمت لصالح بايدن، كما يظهر تقدماً في ولاية ميشيغان وأوهايو بالغرب الأوسط ونورث كارولينا بالجنوب، وهي ولايات كان يراهن عليها بايدن.
بينما تبدو ولايتي أريزونا ونيفادا الواقعتان في الغرب تميل إلى أن تكون في صالح بايدن، وكذلك مينسوتا في الغرب الأوسط، وكذلك تحدثت حملته في عن أنباء إيجابية في ولاية نبراسكا التي تعطي أصواتها عادة للجمهوريين، حسبما ورد في قناة الجزيرة.
والوضع في ولاية جورجيا الجنوبية مربك، حيث كان ترامب يتفوق، ولكن هناك حديث عن احتمال تعادل المرشحين، وبالتالي قد تحدث إعادة بها، الأمر الذي قد تظهر نتائجه في يناير/كانون الثاني 2021.
أي أن ترامب حصد أغلب الولايات المتأرجحة في الغرب الأوسط والجنوب، وبايدن نال أغلب الولايات المتأرجحة في الغرب وبصورة أقل الغرب الأوسط.

ومن الأمور اللافتة أيضاً في الانتخابات أن أداء بايدن في فلوريدا كان سيئاً في المعقل الرئيسي للديمقراطيين، أي في مدينة ميامي، ويعتقد أن هذا يرجع لتأييد الجالية الكوبية وإلى حد ما الجالية الفنزويلية لترامب، لأنه يتخذ موقفاً أكثر تشدداً تجاه الأنظمة اليسارية في كوبا وفنزويلا.
أما المفاجأة الإيجابية التي حققها بايدن فكانت في تكساس، حيث أظهر أداء جيداً في هذه الولاية الجمهورية الجنوبية التقليدية، ولكن هذا الأداء لم يصل إلى درجة تحقيق الفوز حتى الآن في تكساس وإن كانت النتائج متقاربة بينهما للغاية ولصالح ترامب بفارق ضئيل.
ومازال من المبكر الحديث عن فوز مرشح بعينه، إلا أنه من المؤكد أن أداء دونالد ترامب كان مفاجئاً للمراقبين الداخليين والخارجيين.
ويطرح هذا الأداء تساؤلات حول استطلاعات الرأي التي تحدثت عن تفوق يصل إلى 8 أو 10 نقاط لصالح المرشح الديمقراطي على ترامب، وكذلك حول تقييمات وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث الأمريكية التي كانت تتحدث عن نصر ساحق لبايدن.