قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس 8 أكتوبر/تشرين الأول، إنه يعتقد أنه لم يعد ناقلاً للعدوى، لكن خبراء طبيين يقولون إن من المستحيل معرفة ذلك بعد أسبوعٍ من تشخيصه بالإصابة بكوفيد-19.
ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يمكن لمعظم الذين أُصيبوا بالفيروس قطع عزلتهم والاختلاط بالآخرين بعد حوالي 10 أيام من ظهور الأعراض عليهم لأول مرة. ويفترض هذا أن أعراضهم تحسَّنَت، وأنهم تعافوا من الحمى لـ24 ساعة، ولم يعودوا يتناولون أيَّ دواءٍ من أجل خفض الحرارة المرتفعة. لكن خبراء يقولون إن ما مِن طريقةٍ للتأكُّد من أن الشخص لم يعد ناقلاً للعدوى بعد فترةٍ وجيزةٍ من إصابته بالفيروس، بحسب تقرير لصحيفة The Independent البريطانية.
ماذا يقول الأطباء؟
قال الدكتور بنجامين بينكسي، الذي يترأس مختبرات علم الفيروسات بجامعة ستانفورد الأمريكية: "في هذه المرحلة، ليس هناك اختبارٌ تشخيصي يخبرك بما إذا كان الشخص الذي انتقلت إليه العدوى لايزال ناقلاً لها. هناك بالقطع سلسلةٌ من الأمور غير المعروفة".
وقال أطباء ترامب إن أعراض الإصابة بكوفيد-19 ظهرت عليه الخميس الماضي
1 أكتوبر/تشرين الأول، لذا فإنه سيصل إلى اليوم العاشر منذ الإصابة يوم الأحد المقبل 11 أكتوبر/تشرين الأول. وأفادوا الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الأول أنه لم يعد مصاباً بالحمى لأيام، واختفت الأعراض من عليه منذ أكثر من 24 ساعة، بينما قال ترامب أمس الخميس إنه لايزال يتناول عقار الديكساميثازون، وهو ستيرويد يقلِّل من أعراض الحمى.
هل يستطيع ترامب السفر؟
وكان مساعدو ترامب يدرسون خيارات السفر للرئيس، بما في ذلك رحلاتٍ لحضور فعالياتٍ صغيرة الأسبوع المقبل. وخلال مقابلةٍ جرت عبر الهاتف الخميس مع قناة Fox Business الأمريكية، قال ترامب: "أعتقد أنني أفضل الآن إلى الحدِّ الذي يجعلني أودُّ أن أخرج في مسيرةٍ انتخابيةٍ الليلة"، وأضاف أيضاً: "لا أعتقد على الإطلاق أنني ناقلٌ للعدوى".
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض مساء الإثنين الماضي، 5 أكتوبر/تشرين الأول، لم يركِّز على حالته سوى عددٍ قليلٍ من موظفي الرئاسة -في ظلِّ غياب المراسلين الصحفيين- وأعلنوا تحديثاتٍ عن حالته على منصة تويتر، إضافةً إلى بضع مقاطع فيديو على الإنترنت. ولم يعقد أطباؤه مؤتمراً صحفياً منذ غادر الرئيس المستشفى، ولم يصدروا سوى بياناتٍ محدودة المعلومات.
وقال الدكتور ويليام شافنر، خبير الأمراض المعدية بالمركز الطبي بجامعة فاندربيلت الأمريكية: "نحن نراقب من الخارج، ولدينا فقط إشارات، بل أودُّ أن أسميها تلميحات" بشأن صحة ترامب ومتى لا يكون ناقلاً للعدوى.
كيف يعرف الأطباء؟
وفي وقتٍ سابق من الأسبوع الجاري، اقترح أطباء الرئيس أن يعملوا بصورةٍ وثيقة مع مرافق البحث الطبي العسكري وغيرها من المختبرات على "اختبارٍ تشخيصي متقدِّم" من أجل تحديد الوقت الذي لن يكون فيه الرئيس ناقلاً للعدوى، لكنهم لم يفسِّروا الأمر. لم يدلوا بأيِّ تفاصيل عن نتائج الاختبار، بما في ذلك آخر مرة ظهرت فيها نتائج ترامب سلبيةً قبل أن يمرض.
وقال الدكتور أنتوني فوسي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الحكومة، إن إجراء اختبارين PCR سلبيين يفصل بينهما 24 ساعة لهو عاملٌ رئيسي في تحديد ما إذا كان الشخص لايزال ناقلاً للعدوى.
وقال الخميس على محطة MSNBC التلفزيونية: "إذا قضى الرئيس 10 أيام دون أعراض، وأجروا الاختبارات التي نتحدَّث عنها، يمكننا الافتراض حينها، بناءً على علمٍ موثوق، أنه ليس مصاباً".
وتتحقَّق الاختبارات المعملية الحسَّاسة -مثل اختبار PCR- من الفيروس من خلال مسحاتٍ تُؤخَذ من الأنف والحَلق. وقال الدكتور ويليام موريس، الذي يشرف على المختبرات في مؤسَّسة مايو كلينك الطبية، إنه باستخدام هذه الاختبارات يمكن للفريق الطبي للرئيس قياس وتتبُّع كمية الفيروس في العيِّنات بمرور الوقت.
وقال موريس: "إذا أجروا اختباراتٍ يومية، سوف ترى كمية الفيروس تقل. وإذا قلَّت كمية الفيروس، تقل أيضاً فرصة أن ينشر المُصاب الفيروس".
طريقة جديدة لمعرفة بقاء الفيروس
هناك استراتيجيةٌ أخرى مُحتَمَلة: خذ عيِّنات الرئيس وحاول أن تجعل الفيروس يتكاثر في مزرعةٍ خلوية، وسوف تتحقَّق حينها مِمَّا إذا كان الفيروس لايزال نشطاً. ويُعَدُّ هذا النهج أقل حساسيةً من الاختبارات الجزيئية، وأحياناً لا يقدِّم نتائج دقيقة. وعلاوة على ذلك، فإن هذا الاختبار ليس آمناً ولا قابلاً للتطوير بحيث لا يمكن استخدامه على نطاقٍ واسع مع مرضى كوفيد-19.
وقال شافنر: "يستغرق هذا النهج وقتاً أطول، ويكلِّف أكثر بكثير، وليس لدينا الكثير من المعامل التي يمكنها إجراؤه".
هناك احتماليةٌ ثالثة، وهي الاختبارات الجديدة المتاحة في بعض المعامل البحثية التي تبحث عن أدلةٍ جزيئيةٍ دقيقة على أن الفيروس لايزال يتكاثر في الخلايا. لكن بينكسي يقول إن هذه التكنولوجيا حديثةٌ للغاية على الاستخدام من أجل الحكم ما إذا كان الشخص لايزال ناقلاً للعدوى.
وقالت جيجي غرونفال، من مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي: "لن نحصل على المثالية في أيٍّ من هذه الاختبارات، وهذا هو السبب في أنك بحاجةٍ للتفكير في آلياتٍ أخرى للتحكُّم في الصحة العامة"، مثل ارتداء الأقنعة الواقية، وغسل الأيدي، والحفاظ على التباعد الاجتماعي، من أجل إيقاف تفشي الفيروس.