تمثل الطائرة المسيرة التركية الأسرع من الصوت، مشروعاً طموحاً تسعى أنقرة إلى خروجه للنور خلال فترة قصيرة، وهي طائرة من شأنها، إذا تحقق لها النجاح، إحداث تغيير كبير في عالم الطيران الحربي، إضافة إلى أنه سيمثل مكسباً استراتجياً كبيراً للقوات الجوية التركية.
فقد أعلنت شركة TAI أنها ستبني طائرة بدون طيار أسرع من الصوت، وبدأ المشروع بالفعل في أبريل/نيسان 2019 ومن المقرر الانتهاء منه خلال 16 شهراً، من تاريخ البدء، لتضيف زخماً منتظراً لنجاحات الطائرة المسيرة التركية والذي ظهر في سوريا وليبيا والحرب ضد حزب العمال الكردستاني.
ويهدف المشروع إلى أن تصل سرعة الطائرة إلى 1.4 ماخ (الماخ هو سرعة الصوت) أي نحو 1600 كم.
سيكون وزن الطائرة المسيرة التركية أسرع من الصوت أقل من 100 كيلوغرام. ومع ذلك، ستحوي رادارات ذات قدرات تنافسية لديها قدرة على الرؤية والتعريف مثل الطائرة الكبيرة، حسب منفذي المشروع.
كيف سيتم توظيف الطائرة المسيرة التركية الأسرع من الصوت في القتال الجوي؟
سيتم استخدام الطائرة المسيرة التركية الأسرع من الصوت الجديدة في اختبار وتطوير أنظمة الدفاع الجوي.
ولكن اللافت أن من بين وظائفها أن تكون معاونة لطائرة القتال الوطنية التركية (MMU)ـ التي تسعى أنقرة لإنتاجها بحيث تكون الطائرة المسيرة التركية الأسرع من الصوت قادرة على الطيران جنباً إلى جنب مع طائرة القتال التركية (MMU) وتنفيذ عمليات مشتركة معها.
بل سيتمكن الطيار في (MMU) من التحكم وإدارة الطائرات المسيرة الأسرع من الصوت من حوله.
كما أن المشروع يستهدف أن تكون الطائرة المسيرة التركية قادرة على خداع أنظمة الدفاع الجوي بحيث تكون قادرة على تقديم نفسها لأنظمة الدفاع المنافسة كطائرة مختلفة، وبالتالي، سيتم استخدامها لخداع أنظمة دفاع الخصم وإرباكها أثناء المعركة، لإيقاظ أنظمته مبكراً واستهلاك صواريخه عن طريق التسبب في إطلاقها بشكل غير صحيح على الطائرة المسيرة.
انقلاب استراتيجي يجعل تركيا أكثر استقلالاً
وعلق منتدى الدفاع الإسرائيلي على هذا المشروع وغيره من مشروعات الطائرات المسيرة التركية قائلاً "يبدو أن برنامج الطائرات بدون طيار التركي بشكل عام وشركة Baykar المصنعة للطائرات بدون طيار على وجه الخصوص مهيأة للسيطرة على مستقبل القوات الجوية للبلاد.
وسيؤدي هذا حتماً إلى تحول أعمق في السياسة الخارجية التركية. إذا كانت تركيا ستصبح أقل اعتماداً على مزودي الأسلحة الآخرين (خاصة الغربيين)، فسيكون من الصعب على الغرب وروسيا إقناع تركيا بالحد من تطلعاتها الإقليمية".
مشروعات مماثلة
وفكرة الطائرات المسيرة الأسرع من الصوت قديمة، ولكن يبدو أنها ستكتسب زخماً في المرحلة المقبل، فهناك مشروع قديم مهم في هذا الشأن وهي الطائرة الأمريكية المسيرة لوكهيد D-21 هي طائرة استطلاع بدون طيار أسرع من الصوت كانت في الخدمة بالفعل.
وتم تصميم D-21 في البداية ليتم إطلاقها من الجزء الخلفي من طائرة حاملة لها هي الطائرة M-21 ، وتجاوزت سرعة هذه الطائرة المسيرة 3.3 ماخ (2200 ميل في الساعة؛ 3600 كيلومتر في الساعة) على ارتفاع تشغيلي يبلغ 90 ألف قدم (27 ألف متر).
وبدأ التطوير لهذه الطائرة في أكتوبر/تشرين الأول 1962، وكانت مخصصة للاستطلاع في عمق المجال الجوي للعدو، مع التركيز على استهداف الصين.
وتم تصميم D-21 لحمل كاميرا فوتوغرافية واحدة عالية الدقة عبر مسار مبرمج مسبقاً، ثم يتم إطلاق وحدة الكاميرا في الهواء من الطائرة لاسترجاعها من التحكم الأرضي للاستفادة من الصور التي التقطتها، وبعد ذلك تقوم الطائرة بدون طيار بعملية تدمير ذاتي.
بعد وقوع حادث مميت عند إطلاقها من طائرة M-21 ، تم تعديل D-21 ليتم إطلاقها من طائرة Boeing B-52 Stratofortress. وتم إجراء العديد من الرحلات التجريبية، تليها أربع رحلات تشغيلية غير ناجحة من طراز D-21 فوق جمهورية الصين الشعبية.
في 23 يوليو/تموز 1971، تم إلغاء برنامج D-21B بسبب ضعف معدل نجاحه، وإدخال جيل جديد من أقمار الاستطلاع للصور، وتقارب الرئيس ريتشارد نيكسون مع الصين. بعد أن تم بناء ما مجموعه 38 طائرة بدون طيار D-21 وD-21B ،21.
والصين تنضم للمنافسة
ويبدو أن الصين تطور بدورها طائرة مسيرة بدون طيار جديدة أسرع من الصوت.
وتُظهر صور ومقاطع فيديو متداولة عبر الإنترنت نوعين على الأقل من المركبات الجوية غير المأهولة (UAV) – تم تحديدها على أنها DR-8 أو Wuzhen 8، وطائرة Sharp Sword الشبح الهجومية.
يقول الخبراء إن DR-8 يمكن أن تطير أسرع من طائرة D-21 الأمريكية.
كما تطور كندا طائرات مسيرة أسرع من الصوت، التي تسمى ( Avro Mark X) ، بمظهر طائرة نفاثة أنيقة، وبطول 22 قدماً (6.7056 متر)، ووزن ألف رطل ويمكن أن تحمل حمولة تصل إلى 500 كيلوغرام.