كشفت مصادر خاصة لـ "عربي بوست" أن حكومة دياب سوف تعلن استقالتها اليوم، وأن الاتفاق السياسي جرى على أن يعلن الرئيس دياب الاستقالة بنفسه ثم تنتقل الجلسة إلى السرايا الحكومية على أن تكون جلسة شكلية بهدف إعلان الاستقالة.
يأتي هذا في ظل توالي استقالات وزراء من الحكومة بعد فشل حزب الله في ممارسة ضغوط لإقناع الحكومة ووزرائها بالبقاء في مناصبهم.
كما كشفت مصادر مقربة من وزيرة الدفاع الوطني اللبناني زينة عكر لـ "عربي بوست" أنها سوف تقدم استقالتها بعد اجتماع مجلس الوزراء في القصر الرئاسي في بعبدا برئاسة ميشال عون، وقالت المصادر إن زينة لن تكمل مهامها إيماناً منها بأن الحكومة الحالية لم تقدم شيئاً للبنانيين واستمرت في نفس العقلية السابقة لقوى الحكم في البلاد.
فيما تتوالى الاستقالات في الحكومة قدمت وزيرة العدل ماري كلود نجم استقالتها من الحكومة صباح اليوم، في استكمال لمسلسل الاستقالات التي بدأتها وزيرة الإعلام منال عبدالصمد، صباح أمس.
حزب الله يضغط ثم يستسلم
وتقول مصادر خاصة لـ عربي بوست إن مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا قاد ليل أمس اتصالات مع رئيس الحكومة والوزراء لإثنائهم عّن الاستقالة قبل وضوح الرؤية والتثبت من شكل المرحلة القادمة، باعتبار الحكومة الحالية أبرز الأوراق التي يفاوض من خلالها الحزب القوى الدولية، لكن صفا فشل في إقناع هؤلاء وسوف يتقدم عدد آخر من الوزراء باستقالتهم إذا بقي الرئيس حسان دياب مصراً على البقاء في منصبه كرئيس للحكومة.
دياب متشبث بالبقاء
يقول الصحفي منير الربيع إن حسان دياب سعى لإقناع الوزراء بتأجيل استقالاتهم ظهر أمس وعقد اجتماعاً وزارياً لبحثها، أو لبحث الاستقالات الجماعية، أراد التقاط فرصة جديدة، وتأجيل الاستقالة إلى ما بعد جلسة الإثنين.
وأن دياب يفكّر إذا ما كان سيستمر، ويتم تعيين بديل عن المستقيلين، أم يفعلها هو ويستقيل قبل أن يرى وزراءه يتساقطون الواحد تلو الآخر، وليحرمهم فرصة الدعاية والادعاء، على حد وصفه.
ويشدد الربيع أن دياب كان ينتظر إشارة من رئيس الجمهورية ومن حزب الله، هل سيتخليان عن الحكومة، أم يتدخلان، وأن أقصى تمنياته أن يتشبث الحزب بالحكومة الحالية ويبقى هو على رأسها، أي لا تنتهي الحكومة قبل الحصول على أي شيء، أو ترتيب المفاوضات التي يريدها الحزب.
وبحسب الربيع فعون أيضاً لا يريد إسقاط الحكومة التي حقق فيها الكثير من التقدم في المواقع والإدارات والوزارات، وتمكن فيها من تصفية الحساب مع كل خصومه.
خلاف فرنسي أمريكي على الحكومة الجديدة
قدم ماكرون خلال زيارته منذ أيام للبنان عقداً سياسياً جديداً يهدف لتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة سعد الحريري يشارك بها الأطراف جميعاً باستثناء الوزير جبران باسيل على أن يسمي وزراء من تياره وأن يسمي حزب الله حصته من مقربين منه، وتنص المبادرة أن تعمل الحكومة على الموافقة على لجنة تحقيق دولية بانفجار المرفأ كما تنص المبادرة على الدعوة لانتخابات برلمانية مبكرة لإنتاج طبقة سياسية جديدة تضمن مشاركة قوى الثورة والحراك بشكل واسع.
لكن ما ترفضه واشنطن هي حكومة الوحدة الوطنية حيث تطرح واشنطن حكومة مستقلين برئاسة السفير نواف سلام أو غيره على ألا يشارك بها أي طرف سياسي، وتحديداً التيار الوطني الحر وحزب الله.
وعلى هذه الشروط المسبقة يصل مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد هيل لبيروت الخميس لمناقشة ملفات أساسية وهي ترسيم الحدود البرية والبحرية، فيما يعمل حزب الله أيضاً بدوره على كسب الوقت، عارضاً التفاوض على إنهاء ملف ترسيم الحدود.
لذا أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الجمهورية ميشال عون، أن ملف الترسيم صار في خواتيمه، وسيتابع هيل ملف صلاحيات قوات اليونيفيل والصواريخ الدقيقة لحزب الله وكيفية العمل على ملف سحب فتيل الأزمة عبر بدأ التفاوض حول السلاح.
انتخابات مبكرة
وأمام مسلسل الاستقالات البرلمانية تقول مصادر مقربة من تيار المستقبل لـ عربي بوست إن الرئيس سعد الحريري التقى على جانب اجتماع قصر الصنوبر مع ماكرون رئيس حزب القوات اللبنانية واتفق الطرفان على التواصل، وعقب الاجتماع دار اتصال بين الجانبين للتنسيق حول استقالة جماعية من البرلمان كإعلان سقوط العهد الرئاسي وإحراج ميشال عون وجبران باسيل وتحميلهم مسؤولية الكارثة اللبنانية.
ويقول المصدر إن الحريري يتواصل مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لتنسيق الاستقالة سوياً وأن جنبلاط متحمس لها، لكنه يريد الاطمئنان أن الاستقالة ستجر استقالات أخرى كي لا ينفرد حزب الله والتيار الوطني الحر بالبرلمان والحكم، فيما تؤكد مصادر بحزب القوات أن الاستقالات ستشمل كتلاً أخرى ستلحق بنا في حال توافقنا على الاستقالة.