هناك العديد من المناطق في العالم مرشحة لتكون نقطة اشتعال حرب عالمية ثالثة.
ففيما تدخل الولايات المتحدة عاماً انتخابياً، تلُف حالة من عدم اليقين آفاق الاستقرار العالمي. كانت سياسة الرئيس دونالد ترامب الخارجية مختلفة عن سابقيه، وستكون على الأرجح نقطة تنافس محورية في الانتخابات.
وفي هذه المرحلة، قد تظهر العديد من الأزمات التي قد لا تغيِّر مجرى الانتخابات وحسب، بل وربما تؤدي إلى صراعٍ دولي أوسع، حسبما ورد في تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية.
إليك أبرز المناطق في العالم المرشحة لتكون نقطة اشتعال حرب عالمية ثالثة
يرصد هذا التقرير نقاط التوتر الأربع الأكثر احتمالاً لإشعال حرب عالمية في عام 2020.
ولا تُعَد أيٍ منها مُرجَّحة بشكل خاص.
إيران-إسرائيل: السعودية قد تتورط في حرب مفاجئة
تخوض إيران وإسرائيل بالفعل حرباً منخفضة الحدة في أرجاء الشرق الأوسط.
وتدعم إيران قوى معادية لإسرائيل في غزة ولبنان وسوريا ومناطق أخرى، في حين تضرب إسرائيل القوات الإيرانية في أنحاء المنطقة.
وليس من الصعب تصوُّر سيناريوهات قد تؤدي إلى حربٍ أوسع وأكثر حدة. فإذا ما قررت إيران إعادة الشروع في برنامجها النووي، أو قررت معاقبة السعودية بصورة أشمل، قد تشعر إسرائيل بإغراء الانخراط في ضربات أوسع نطاقاً، أو في ضرباتٍ مباشرة ضد الأراضي الإيرانية. وصراع كهذا قد تكون له بسهولة تداعيات أوسع، وأن يهدد إمدادات النفط العالمية، وربما يغري الولايات المتحدة أو روسيا للتدخل.
كشمير: الأسلحة النووية تمنع اندلاع الصراع حتى الآن، والصين قد تتدخل
على مدار العقد المنصرم، ازدادت الفجوة في القوة التقليدية بين الهند وباكستان، على الرغم من محاولة باكستان جسر هذه الفجوة بالأسلحة النووية.
وعلى الرغم من هذا (أو ربما بسبب هذا)، ظلَّت التوترات بين المنافسين تغلي عند مستوى منخفض إلى أن اتخذ رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، خطواتٍ لتقليص الحكم الذاتي لكشمير وتغيير سياسات المواطنة في بقية الهند.
وقد يمنح المزيد من الاضطرابات الداخلية في الهند باكستان (أو المجموعات المتطرفة داخل باكستان) انطباعاً بأنَّ لديها فرصة، أو ربما عليها مسؤولية، للتصعيد.
وفي حين يُستبعَد أن يبدأ هذا بعمل عسكري تقليدي، فإنَّه قد يشتمل على هجمات إرهابية دولية، في كشمير أو على الصعيد الدولي.
وفي حال حدث هذا، قد يشعر مودي أنَّه مضطر للرد بطريقةٍ ما، ما يقود إلى سلسلة من التصعيد قد تضع الدولتين على حافة صراعٍ أكثر خطورة. وبالنظر إلى موقف الصين البادي والعلاقة المتنامية بين دلهي وواشنطن، قد يكون لهذا النوع من الصراع آثار متلاحقة دولية كارثية.
شبه الجزيرة الكورية: تجربة صاروخية أو نووية قد تفجر الحرب
منعت المشكلات الجوهرية في المواقف الداخلية لكلٍ من الولايات المتحدة وكوريا الشمالية قبل عام، إلى جانب الغموض الاستراتيجي المحيِّر، صمود أي اتفاق. وقد تُعرِّض الانتخابات الأمريكية الوشيكة العلاقات إلى خطرٍ أكبر.
تواصل إدارة ترامب ما يبدو أنَّه تمسك بالتوصل إلى اتفاق مع كوريا الشمالية يمكن أن يُحسِّن فرصها الانتخابية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. لكنَّ كوريا الشمالية غير مهتمة بالشروط التي يعرضها ترامب. وإذا ما قرَّرت كوريا الشمالية القيام بتجربة صاروخية باليستية عابرة للقارات، أو (وهو الأسوأ) إجراء تجربة نووية، قد تشعر إدارة ترامب بالحاجة للتدخل بقوة.
بحر الصين الجنوبي: المكان الأخطر في العالم
تقف العلاقات الأمريكية الصينية عند نقطة محفوفة بالمخاطر. ويبدو أنَّ التوصل إلى اتفاق تجاري بين البلدين قد يخفف بعض التوتر، لكنَّ تنفيذه يبقى موضع تساؤل. وقد عملت الصين بجد لتأكيد علاقتها مع روسيا، في حين أثارت الولايات المتحدة خلافات مع كلٍ من كوريا الجنوبية واليابان، أوثق حليفين لها بالمنطقة.
وفي ظل هذه الظروف، يبدو مستبعداً أن يخاطر أي البلدين بنشوب صراع. لكنَّ الرئيس ترامب رهن الكثير من رئاسته على المواجهة مع الصين، وقد يشعر بإغراء تصعيد الوضع.
من جانبه، يواجه الرئيس الصيني شي جين بينغ الاحتمال المستمر باشتعال الاضطرابات في بلاده، في قلب مناطق شعب الهان (القومية الرئيسية في الصين) أو في إقليم شينجيانغ (موطن الإيغور). ولذا يملك كلا الرئيسين مُحفِّزات للتصعيد الدبلوماسي والاقتصادي، وهو ما يمكن دوماً أن يقود إلى المواجهة العسكرية في مناطق مثل بحر الصين الجنوبي أو الشرقي.
ماذا يحمل المستقبل لعام 2020؟
إنَّ أفق الاشتعال العالمي في 2020 منخفض.
والكل بانتظار نتائج الانتخابات الأمريكية والفهم الأفضل لتوجه السياسة الأمريكية للسنوات الأربع المقبلة.
مع ذلك، تأتي كل أزمة بمنطقها الخاص، وقد تشعر أي من باكستان أو الهند أو الصين أو إسرائيل أو إيران أو روسيا بأنَّ الأحداث تضطرهم للتحرك.