مع استمرار أزمة كورونا.. ما الشركات التقنية التي ستزدهر، وأيها ستنجو، وأيها ستعاني؟

عربي بوست
تم النشر: 2020/03/25 الساعة 09:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/03/25 الساعة 10:40 بتوقيت غرينتش
في ظل استمرار أزمة كورونا، يمكن تقسيم الشركات التقنية إلى شركات سوف تزدهر، وأخرى ستنجو، وأخرى ستعاني/ رويترز

بينما تتواصل حالة الفزع من تفشي فيروس كورونا، وتزايد توجّه الدول حول العالم لفرض حظر التجول، وإجبار أكثر من مليار شخص على البقاء بمنازلهم، تعرضت بعض شركات التقنية الكبرى إلى ضربات قاسية وخسائر فادحة، بسبب انهيار الأسواق المالية واقتراب الاقتصاد العالمي من الركود، لكن بعضها الآخر ازدهر، إذ نشطت بعض شركات قطاع التكنولوجيا وصناعة المرئيات المنزلية والخدمات الإلكترونية، للتكيف مع الوضع الحالي، في ظل ظروف استثنائية غير مسبوقة.

لكن لكي نواجه حقيقة الأمر، لا فائز في معركة الوباء العالمي الذي أصاب حتى صباح الأربعاء، أكثر من 423 ألف شخص بالعالم، توفي منهم ما يزيد على 18 ألفاً، فيما تعافى أكثر من 109 آلاف. إلى جانب خسائر اقتصادية تقدّر بالمليارات. تقول وكالة Bloomberg الأمريكية: من أجل التوضيح، يمكننا تقسيم الشركات التقنية إلى شركات سوف تزدهر، وأخرى ستنجو، وأخرى ستعاني، ونلقي نظرة على العوامل التي ستؤدي إلى إبحار بعض الشركات في هذه العاصفة ببراعة أكثر من غيرها.

"الأزمة الحالية أخطر وأوسع انتشاراً بكثير من الأزمة المالية العالمية في 2008، وستستغرق بعض الوقت ليتعافى الاقتصاد العالمي منها"

1- الشركات التي ستزدهر

يسارع محللو "وول ستريت" إلى تحديد الشركات التي قد تستفيد من تفشي فيروس كوفيد-19 والانكماش الاقتصادي الناتج عن تلك الأزمة. جمعت شركة MKM Partners لبحوث السوق مجموعة من أسهم "البقاء في المنزل" (أسهم الشركات التي ارتفعت نتيجة بقاء الناس في منازلهم) تتضمن أسهم شركة Slack Technologies Inc. للبرمجيات (التي زادت 13% الأسبوع الماضي) وشركة Peloton Interactive Inc. لصناعة المعدات الرياضية (التي زادت 17%). 

يقول جون لوكا، مدير التطوير لدى شركة "ثانك ماركتس" مقرها دبي، إن أسهم الشركات التي تقدم خدمات التلفزة عبر الإنترنت حافظت إلى أسعار أسهمها أو لم تتراجع بقوة وسط الانهيار الحاد بالأسواق، وذلك بدعم زيادة الطلب على بعض خدماتها.

وتابع: "الأزمة الحالية أخطر وأوسع انتشاراً بكثير من الأزمة المالية العالمية في 2008، وستستغرق بعض الوقت ليتعافى الاقتصاد العالمي منها. ستؤسس الأزمة لمبادرات العمل والتعليم عن بعد، فضلاً عن الابتعاد عن وسائل الترفيه التقليدية، لحين شعور الناس بالثقة مرة أخرى حتى بعد اكتشاف عقار للمرض".

إلى ذلك، يرى محللو Jefferies أن الوقت مناسب للشركات "ذات الميزانية القوية"، وقالوا إن شركتي Facebook وGoogle اللتين تتمتعان بقوة نقدية كبيرة في وضع جيد لبعض عمليات الاستحواذ الانتهازية وإعادة شراء الأسهم (بالرغم من انخفاض أسهم كل منهما 12% خلال الفترة الأخيرة).

ومن أبرز الشركات المرشحة للازدهار شركات التجارة الإلكترونية مثل JD.com Inc. (التي انخفضت أسهمها 5%)، وشركة Amazon.com Inc. (التي ارتفعت أسهمها 3%) وشركة Walmart Inc. (لم تتغير قيمة أسهمها تقريباً)، وشركات الاتصالات، وشركات خدمات توصيل الأطعمة.

وقدمت شركة Zoom Video Communications Inc. لتطبيق اتصالات واجتماعات الفيديو (التي ارتفعت أسهمها 21%) طريقة فعالة ومهمة للعمل الجماعي من المنزل وأصبح لديها الآن التطبيق رقم 1 على متجر تطبيقات جوجل. بينما شهد تطبيق التواصل الاجتماعي Nextdoor زيادة في التفاعل بمقدار 80% وفقاً لشبكة CNN. وبالرغم من أن شركة Zoom تستأجر مساحة في 19 مركز بيانات، فهي تعتمد أيضاً على عضوين آخرين من فئة الشركات المزدهرة؛ Microsoft Azure وAmazon Web Services. كما تدعم Amazon الخدمات الحيوية خلال فترة العزل الذاتي مثل Netflix Inc. وHulu.

ويمكننا أيضاً أن نضيف إلى قائمة الشركات المزدهرة تطبيقات التواصل الاجتماعي Houseparty وMarco Polo، إذ تزداد مرات تنزيل كل منهما في متجر تطبيقات iOS وجوجل. 

2- الشركات التي ستنجو

على ما يبدو فإن الأزمة الحالية قدمت طوق النجاة لشركات صناعة الوجبات، مثل Blue Apron Holdings Inc. (شهدت أسهمها ارتفاع 345% الأسبوع الماضي). كما أن شركتي Alphabet Inc. (المالكة لـ Google) وFacebook Inc. ستكونان على أقل تقدير في الفئة الناجية. يبحث الأشخاص عن معلومات موثوقة بخصوص الفيروس ويتطلعون للتواصل مع أفراد عائلاتهم وأصدقائهم. 

ولكن من المرجح أن تعاني سوق الإعلانات الإلكترونية من الركود. ومع زيادة معدلات النشاط على تطبيق WhatsApp، تبدو خدمة Instagram التابعة لشركة Facebook أيضاً شاغرة على نحو واضح، ربما لا أحد "يعيش أفضل حياة له" في الوقت الحالي.

ومن الشركات الناجية أيضاً شركة Apple Inc. (التي انخفضت أسهمها 18%)، والتي تجاوزت بدهاء ثلاثة أشهر عصيبة من صعوبات التوريد، ولكن من الصعب أن نتخيل أن يكون لدى عملاء الشركة أي قدرة على ترقية أجهزتهم عند انتهاء هذه الأزمة. وتنضم شركة Intel Corp. (التي انخفضت أسهمها 16%) إلى هذه الفئة أيضاً؛ إذ انهار الطلب على أجهزة الكمبيوتر، ولكن الإسراع نحو التحول الرقمي قد يعزز من أعمالها الأخرى في مجال الخوادم المربحة.

3- الشركات التي ستعاني

للأسف، قائمة الشركات التي تعاني طويلة جداً. تعرضت شركتي Lyft Inc. (بانخفاض 12%) وUber Technologies Inc. (بانخفاض 6%) إلى ضربة قوية بسبب توقف العملاء عن استقلال رحلاتهما، إلا أن شركة Uber تمتاز بوضعها النقدي فضلاً عن القسم الخاص بتوصيل الأطعمة Uber Eats في بعض الدول.

وتمثّل الأزمة الحالية كابوساً مفزعاً لشركة Airbnb Inc. لخدمات الإقامة، بعدما كانت تطمح إلى طرح أسهمها في سوق الأوراق المالية هذا العام، وغيرها من شركات السفر التقنية مثل Expedia Group Inc. (انخفضت أسهمها 30%) وشركة Bookings Holdings Inc. العملاقة في مجال السفر والسياحة (بانخفاض 17%).

ومن المرجح أن تعاني أيضاً شركات خدمات الدفع مثل Square Inc. (بانخفاض 34%)، وشركة PayPal Holdings Inc. (بانخفاض 21%)، وشركتي Stripe Inc. وBrex Inc. بسبب انخفاض معاملات البيع بالتجزئة.

قواعد يجب استخلاصها من الأزمة

خلال أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد، تلعب الظروف دوراً محورياً في معادلة من ينجح ومن يفشل. ولكن هناك بعض القواعد التي يمكن استخلاصها:

أولاً، في أوقات الحروب، دائماً ما تمثّل سلاسل التوريد عاملاً حاسماً. بإمكان الشركات التي تتمتع بعلاقات قوية مع الموردين الموثوقين أن تستمر في الازدهار. بينما على الجانب الآخر، يبدو الاعتماد على متعاقدين خارجيين أو متطوعين أو جيوش من العاملين المستقلين خلال الأزمات ضعيفاً وهشاً على أحسن تقدير.

ثانياً، القيادة الحاسمة مهمة دائماً. أعلنت Amazon الأسبوع الماضي توظيف 100,000 عامل وقالت إنها ستحد من تدفق المواد غير الضرورية في مستودعاتها. وأعلنت Walmart توظيف 150,000 شخص وطرحت مواقع للاختبار في متاجرها. في الواقع، تدير كلتا الشركتين عمليات ضخمة في مساحة ضيقة جداً. وسط ذلك الوباء العالمي، يتعين على الشركات البحث عن استراتيجيات جديدة، وربما طرق جديدة لكسب المال أو خفض معدلات حرق الأسعار بشكل كبير.

ولكن الإدارة الجيدة وحدها لن تكفي، إذ أصبحت الأعمال التجارية العالمية الآن أكثر ترابطاً وتداخلاً من أي وقت مضى، لذا من النادر أن نرى أي نجاح تام أو خالص. إذا استمر التراجع الاقتصادي لفترة أطول، قد نكتشف بأنفسنا أنه لا شركة محصَّنة ضد الانهيار.

تحميل المزيد