يُواجه المسؤولون الحكوميون البريطانيون الآن ضغوطاً من أجل تقديم حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد إلى العدالة، بعد أن توصّل القضاء البريطاني إلى أنّه دبّر عملية اختطاف ابنته شمسة من كامبريدج في عام 2000.
وقد يعني ذلك أن حاكم دبي سيكون محروماً من الوصول لممتلكاته الضخمة في المملكة المتحدة.
وتقدر قيمة هذه الممتلكات بنحو أكثر من 130 مليون دولار وقد أثار العديد من المشكلات بسببها مع الجيران والسلطات المحلية، حسبما ورد في تقرير لصحيفة Daily Mail البريطانية.
الصحيفة عرضت لهذه الممتلكات الباذخة وأبرز المشكلات التي ارتبطت بها في إطار متابعتها لتبعات الحكم القضائي الذي أصدره القضاء البريطاني لصالح الأميرة هيا بنت الحسين أصغر زوجاته الخميس 5 مارس/آذار 2020.
أبرز ممتلكات بن راشد في بريطانيا.. عقار تاريخي بأقل قليلاً من مائة مليون
اشترى الشيخ محمد عقار لانغكروس التاريخي، بالقرب من بلدة كوبهام بمقاطعة سُري، في التسعينيات بوصفه مكاناً للفرار من حرارة الصيف الخانقة في الخليج.
وكان العقار سبباً في نزاعٍ تخطيطي خلال مايو/أيار عام 2019، نتيجة مزاعم بأنّ الملياردير ركّب كبائن مُتنقّلة على الأرض لإيواء موظفيه دون إذن تخطيط، حسب الصحيفة.
وزعمت رسالة مسؤولي التخطيط في مجلس رونيميد بورو أنّ العقار خضع لأعمال "تطوير ملحوظة"، تُقدّر قيمتها بـ97 مليون دولار.
وتضمّنت الرسالة صوراً لثمانية مبانٍ مُتنقّلة يُقال إنّها شُيّدت قبل أكثر من عام، إلى جانب أربع خيام على طراز المعابد نُصّبت "في وقتٍ قريب".
وجرى تقديم طلبات التخطيط بأثرٍ رجعي إلى مجلس رونيميد بورو، لكن الجيران اتّهموا الشيخ بإبداء "تجاهلٍ ساخر" لقوانين التخطيط وتدمير البيئة وتعريض الحياة البرية للخطر.
والأرض التي يمتلكها حاكم دبي تخضع لإعلانٍ بموجب المادة الرابعة، مما يعني أنّ أي تعديلٍ صغير يستلزم الحصول على إذنٍ من المجلس.
وكما هو الحال مع كافة ممتلكات الشيخ محمد، فإنّ هذا العقار يخضع لتدابير أمنية مُشدّدة تشمل حراسةً خارجية وكاميرات مراقبة وسياجاً أمنياً داخلياً.
وقال السكان المحليون إنّ السياج ليس مُناسباً على الإطلاق للمنطقة، فضلاً عن أنّه يسد الممرات الضرورية للحياة البرية بين محمية كوبهام كومون والعقار المفتوح في السابق.
ولكنّه حصل لاحقاً على إذنٍ بأثرٍ رجعي من مجلس رونيميد بورو لتنصيب حاجزٍ أمنيٍ، بشرط وجود فتحات كل 27 متراً من أجل السماح للحيوانات بالعبور.
منزل قُطب الألماس سيسيل رودس في سوفلوك الذي يُنتج الآن خيول الشيخ الأصيلة
استحوذ الشيخ محمد على عقار دالهام هول التاريخي في عام 2009 مُقابل 58 مليون دولار، ليصير بمثابة مزرعة خيول بالقرب من حلبة سباق نيوماركت.
وكان العقار في السابق مملوكاً لقطب الألماس والمغامر الاستعماري سيسيل رودس، الذي اشتراه بعد أن قرأ في كتاب أنّ 1700 من طيور الحجل تعرضت لإطلاق النار هناك خلال الأيام الأربعة الأولى من موسم عام 1901 -لكنّه تُوفِّيَ قبل الانتقال للعيش فيه.
ويقع المنزل المُدرّج من الدرجة الثانية على بُعد 12 كم غرب بلدة بوري سانت إدموندز، مع 3300 فدان من الأراضي.
وبدأ إنشاء المنزل أوائل القرن الـ18 على يد أسقف إيلي سيمون باتريك، قبل أن يتحوّل إلى مزرعة خيول في عام 1928.
وإبان دراسته في كامبريدج القريبة خلال شبابه، حضر الشيخ محمد أول اجتماع سباق في نيوماركت، حيث شاهد الحصان رويال بالاس وهو يفوز بألفي جنيه في مايو/أيار عام 1967.
وبعد 10 سنوات، دخل الشيخ محمد بنفسه في السباقات العالمية، حين فاز حصانه في برايتون خلال يونيو/حزيران عام 1977.
وفي عام 1992 تأسّس غودولفين، أحد أنجح اسطبلات خيول السباقات الأصيلة في العالم. ويمتلك فريق غودولفين الآن منشأتين كبيرتين في سوفلوك، ويُنتج مجموعةً من أكثر فحول الخيل رواجاً في عالم الرياضة.
ويحضر الشيخ محمد أكبر فعاليات سباقات الخيل العالمية باستمرار، مثل رويال أسكوت حين تُلتقط صوره مع الملكة إليزابيث الثانية.
نزاع بسبب مغسلةٍ جديدة بعقار مرتفعات إسكتلندا الذي تبلغ مساحته 63 ألف فدان مع ثلاثة مهابط طائرات
يتمتّع عقار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على مساحة 63 ألف فدان في مرتفعات إسكتلندا، بقصر عطلات من 14 غرفة وثلاثة مهابط طائرات.
ولكن ذلك ليس كافياً لحاكم دبي الذي دخل في نزاعٍ تخطيطي آخر، بسبب رغبته في بناء نُزلٍ للصيد ومغسلةٍ لتنظيف ثياب ضيوفه بعد عودتهم من رحلات إطلاق النار.
وقال مصدرٌ عن إنشاء المغسلة: "من الضروري الحصول على مغسلةٍ هنا لضمان نظافة الملابس وجاهزيتها وفقاً لأعلى المعايير. والشيخ فخورٌ للغاية بهذا العقار، وهذا جزءٌ ضروري من أعمال التوسعة المتواصلة التي تضمن للشيخ وعائلته الحفاظ على معايير مظهرهم العالية. فالعائلة لا ترغب في الظهور بثيابٍ مُتّسخة بالطبع".
وتُساوي مساحة عقاره مساحة 31500 ملعب كرة قدم، وبها نزل صيدٍ فاخر يحوي 16 غرفة نوم، مع حمام سباحة وصالة ألعابٍ رياضية. واشترى الشيخ الموقع مُقابل 2.6 مليون دولار قبل 20 عاماً تقريباً.
وفي أكتوبر/تشرين الأول، اتّهم الجيران الملياردير باستغلال مكانته الملكية لتنفيذ خططه المثيرة للجدل من أجل بناء نزل صيدٍ ثانٍ في العقار.
وزعم 30 من السكان المحليين أنّ ذلك سيُدمّر مجتمعاتهم المحلية وجمال المنطقة.
فأُجبِر حينها على تقليص خططه للمرة الرابعة، دون أن يتوصّل المُخطّطون لقرارٍ نهائي.
المصالح التجارية الأخرى لحاكم دبي ولكنها يبدو أنها مملوكة لحكومة دبي: تشمل ملعب الإمارات وشركة P&O Ferries وميناء لندن غيتواي في المياه العميقة لنهر التايمز باستثمار يصل إلى 1.9 مليار دولار.