تُحدِّق صورة اللواء المتقاعد خليفة حفتر المعروضة في إحدى اللافتات الإعلانية إلى حطام مدينة بنغازي الليبية. ويظهر حفتر في الصورة مرتدياً زيَّه العسكري المُرصَّع بشرائط تحمل رتبته العسكرية وأوسمة ونياشين، في الوقت الذي وصلت فيه الحرب الأهلية التي يشنها إلى طريق مسدودٍ دموي.
ويتسكَّع مُخبروه الأمنيون في أنحاء المدينة مرتدين ملابس مدنية ويسترقون السمع في المقاهي وردهات الفنادق، فيما سلَّم السيطرة على المساجد إلى دعاةٍ متطرفين، وأغدق بجميع أشكال الرعاية على كتيبة الإعدام القَبَلية التي تحمل اسم "أولياء الدم"، والتي يُلقَى عليها باللوم في سلسلةٍ طويلة من حالات إخفاء خصومه السياسيين وقتلهم، بحسب تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية.
وفي هذا الصدد، قال أحمد الشركسي، وهو ناشط ليبرالي من بنغازي هرب إلى تونس بسبب تعرُّضه لتهديداتٍ بالقتل: "نحن نعيش في سجن".
تجدر الإشارة إلى أنَّ خليفة حفتر، القائد البالغ من العمر 76 عاماً والمعروف في المناطق الخاضعة لسيطرته باسم "المارشال"، هو الحاكم العسكري لشرق ليبيا. ويقاتل حفتر في حربٍ ضروس منذ ست سنوات للسيطرة على البلاد، فيما يشنّ هجوماً على العاصمة طرابلس منذ 10 أشهر.
ويحظى حفتر بدعمٍ من الإمارات العربية المتحدة ومصر ودولٍ أخرى، وكذلك أرسلت روسيا جنوداً مرتزقة لمساعدته. فيما لا يدافع عن الحكومة الليبية في طرابلس -التي ترعاها الأمم المتحدة والتي فقدت جزءاً كبيراً من سلطاتها وصلاحياتها- سوى بعض الميليشيات المحلية، وتركيا التي أرسلت مؤخراً مئات المقاتلين من أجل التصدي لحفتر.
وقطع حفتر إنتاج النفط الليبي خلال الشهر الماضي يناير/كانون الثاني، لمحاولة حرمان حكومة طرابلس من الإيرادات النفطية. فيما بدأ في قصف مينائها المدني في الأسبوع الجاري بصواريخ أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص، وكادت أن تصيب سفينة صغيرة محملة بالغاز الطبيعي المسال، وأخرجت محادثات وقف إطلاق النار التي ترعاها الأمم المتحدة عن مسارها.
وقد تعهَّد حفتر ببناء ليبيا مستقرة ديمقراطية علمانية، لكنَّه يمنع معظم الصحفيين الغربيين من دخول المناطق الخاضعة لسيطرته. إذ كشفت زيارةٌ نادرة أجراها مراسلٌ ومصور لدى صحيفة The New York Times الأمريكية إلى إحدى هذه المناطق عن وجود استبدادٍ شديد أكثر تطرُّفاً وتمرُّداً على القانون من الاستبداد الذي عانته ليبيا في عهد ديكتاتورها الراحل العقيد معمر القذافي.
وفي معقل حفتر في بنغازي، وجدنا مدينةً نصفها أنقاضٌ مُحطَّمة ومحاصرة بالفساد، حيث يتعقَّب رجال الأمن الصحفيين الأجانب، فيما يرتعد السكان خوفاً من الاعتقال التعسُّفي، ولا ترد الميليشيات الموالية للحكومة على أحد.
ويشكو السكان من الفساد ونهب الثروات اللذين يمارسهما قادة الميليشيات القَبَلية وضباط القذافي السابقون. وهناك تقارير عن تفجيرات وخطف واحتجاز بدون محاكمة. فيما استولى المتطرفون الإسلاميون على المساجد، وربما يتسللون إلى صفوف الشرطة.
وقال أحد سكان بنغازي، شريطة عدم الكشف عن هويته حفاظاً على سلامته: "الجميع خائفون، بل إنَّهم خائفون حتى من إخوانهم المواطنين".
وفي هذا الصدد، تحدَّث جوناثان وينر، المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، عن نظامٍ وحشيٍ في ليبيا، قائلاً: "إذا كنت مع حفتر، تُصبح تحت مظلته ويمكنك أن تفعل ما تريد. أمَّا إذا لم تكن كذلك، فأنت عدو بالنسبة له، وقد تُسجن أو تُقتل أو تُنفى".
ومن جانبه حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة في الشهر الماضي من "تدهور القانون والنظام" في شرق ليبيا، "بما يتضمَّنه ذلك من العديد من الجرائم وأشكال الترهيب"، التي تمارسها جماعات مرتبطة بقوات حفتر، حسب ما ذكرت بعض التقارير.
ونادراً ما يظهر حفتر -المُسِن ذو الذهن المُشتَّت بين اهتماماتٍ أخرى- في بنغازي. إذ يدير الأوضاع من منزله الجبلي الذي يقع جهة الغرب على بُعد ساعةٍ بالسيارة. ويعقد جلساتٍ نقاشية مع شيوخ القبائل، ويعتمد على أفراد أسرته كأقرب مستشاريه. إذ يُعَد اثنان من أبنائه من بين كبار قادته العسكريين ويهتمَّان بشؤون رعايته.
وقد قال فرج نجم، وهو مدير مركزٍ بحثي تديره الحكومة وأحد المقربين إلى حفتر، متحدثاً عن نجليه: "إنهما يحرصان على تغذيته جيداً، والتيقُّن من أنَّه يتناول الدواء. ويؤمِّنانه حين يكونان حوله".
مدينةٌ مُدمَّرة وحاكمٌ مُخيف
يختلف وسط مدينة بنغازي اليوم قليلاً عمَّا كان عليه في عام 2017، حين استولى حفتر عليه بعد حملة قصف استمرت أربع سنوات.
إذ تعج الأحياء المجاورة الآن بالمحلات والمقاهي التي افتُّتِحَت حديثاً. لكنَّ شوارع وسط المدينة عبارة عن أبنية منهارة وأنقاضٍ مفتتة. وقد بدأ عددٌ قليل من السكان اليائسين العودة مع أسرهم ليجلسوا وسط حطام شققهم السابقة. فيما تنشر مصابيحهم الضوئية البدائية وهجاً غريباً في عتمة الليل في الأزقة المهجورة.
وصحيحٌ أنَّ ليبيا غنية بالنفط، لكنَّه يُعد غنيمةً غير ثابتة صعبة المنال؛ فالبلاد واقعةٌ في حالة اضطراب منذ ثورة الربيع العربي وتدخُّل حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي أطاح العقيد القذافي قبل تسع سنوات. فيما تعد صحاريها مأوى للمتشددين، ويعج ساحلها المُطل على البحر المتوسط بالمهاجرين.
يُذكَر أنَّ حفتر كان ضابطاً في جيش القذافي، لكنَّه فر لاحقاً إلى الولايات المتحدة، حيث عاش وعمل عميلاً لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية طوال عقود زمنية، قبل أن يعود إلى ليبيا خلال الثورة عام 2011.
وبدأ حملته من أجل السيطرة على السلطة بالتعهُّد بإنقاذ بنغازي. وفي عام 2014، تعهَّد بإعلان الحكم العسكري وتخليص البلاد من الإسلاميين.
وبدأ في تجنيد مقاتلين من القبائل المحلية والترحيب بمساعدات بعض الضباط والمسؤولين السابقين في عهد القذافي، بفضل التسليح الذي حصل عليه من رعاةٍ أجانب.
ثم فاز بدعم المقاتلين الإسلاميين السلفيين الذين رأوا عدواً مشتركاً بينهم وبينه في الإسلاميين ذوي المذاهب والأفكار المُنافسة لهم الذين كان حفتر يُقاتلهم. ولم يعترف حفتر قط بأيِّ تناقض بين عدائه المعلن للإسلام السياسي والسلفيين الذين يُقاتلون ضِمن قواته.
غير أنَّ الصفقات التي أبرمها مع الميليشيات القبلية والسلفيين وأتباع القذافي السابقين في بنغازي تُهدِّد الآن بنقض وعوده التي تعهَّد فيها بإرساء قانونٍ ونظام علمانيين.
هذا ويحتفي العديد من سكان بنغازي بحفتر لنجاحه في إعادة الأمن إلى الشوارع، وهو موقفٌ تعززه وسائل الإعلام الرسمية. فيما تنتشر اللافتات والمُلصقات التي تحمل وجه حفتر في كل مكان، وتبث إحدى القنوات التلفزيونية الفضائية التي تؤيِّده دعايةً ترويجية له، وخُطَباً ومواعظ سلفية في بعض الأحيان. بينما تُعيد المظاهرات الأسبوعية في الشوارع، التي ينظمها مكتب دعم القرارات التابع للحكومة، إلى الأذهان مظاهر الحماس القسري التي كانت موجودة في عهد القذافي.
ففي أحد أيام الجمعة في الآونة الأخيرة، احتشد حوالي 20 شخصاً و20 طفلاً في مسيرةٍ سارت حوالي 135 متراً حاملين صوراً لحفتر. ثم جلس الجميع بلا حماسٍ على كراسي بلاستيكية وهتفوا بشعاراتٍ مُناهضة للرئيس التركي.
وخلال لقاءٍ صحفي، عَرَض العقيد أحمد المسماري المتحدث باسم حفتر على صحفيٍ زائر مقطع فيديو يُظهِر أكثر من عملية ذبحٍ مروِّعة.
وقال المسماري: "بعض الإرهابيين موجودون الآن في طرابلس ويختبئون بين صفوف الميليشيات هناك. لذا قررنا الذهاب إلى طرابلس".
لكنَّ إمكانية دخول الصحفيين الأجانب أو الجماعات الحقوقية إلى بنغازي خاضعةٌ لقيودٍ شديدة. وكذلك يُشتَرَط على السكان الحصول على تصريحٍ رسمي للسفر، وهذا يتطلَّب في بعض الأحيان خضوعهم لاستجوابٍ من رجال الأمن. فيما يُجبَر البعض على تقديم تقارير حول هوية الأشخاص الذين التقوا بهم خارج ليبيا، أو تقارير أخرى في بعض الأحيان عن هوية الأصدقاء والجيران الذين يلتقون بهم في ليبيا.
عودة آلة القذافي
يعتمد حفتر بشدة على بعض أفراد منظومة القذافي القديمة، ومجموعةٍ من الموالين السابقين للقذافي الذين هرعوا إلى العودة إلى ليبيا من مصر وأماكن أخرى خلال الأشهر العشرة الماضية.
وفي ظل تركيز حفتر على طرابلس في الوقت الراهن، يُعتبر الشخص الأكثر نفوذاً في شؤون الحكم اليومي هو عون الفرجاني، وهو ضابط كبير سابق في جهاز مخابرات القذافي ويتولَّى الآن مسؤولية أجهزة الأمن الداخلي.
إذ قال أحد المسؤولين السابقين في حكومة حفتر متحدثاً عنه وهو يتلَّفت حوله بقلق: "لا تذكر اسمه حتى. إنَّه الرئيس. إنه الرجل الأخطر".
ويبدو أنَّ الآراء المُعارضة في بنغازي لا تلقى ترحيباً.
فالشركسي، الناشط الذي يعيش الآن في تونس، اضطر إلى الفرار من بنغازي بعدما نشر مقطع فيديو على الإنترنت يحث فيه على إجراء محادثات سلام، وعمل على نشر هاشتاغ "الحرب ليست هي الحل". وكذلك تعرَّض بعض المنتقدين الآخرين للاحتجاز أو الإيقاف عن العمل في شركاتهم الحكومية.
وفي يوليو/تموز الماضي، صرَّحت النائبة سهام سيرقيوة (57 عاماً)، وهي سياسية ليبية تلقَّت تعليمها في بريطانيا، بتساؤلاتٍ علنية عن اعتداء حفتر على طرابلس، فاختطفتها مجموعةٌ من الرجال المسلحين في تلك الليلة. وكتبوا تحذيراً بعبوات رشِّ مواد الدهان على جدار منزلها ضد انتقاد الجيش.
وقال أقرباؤها خارج ليبيا إنَّ الكهرباء قُطِعَت قبل الهجوم، وإنَّ الشرطة تجاهلت استغاثاتها. ويعتقد معظم أفراد أسرتها الآن أنَّها ماتت. لكنَّ بعض المسؤولين في بنغازي أخبروا زوجها بأنَّهم يعتقدون أنها على قيد الحياة ونصحوه بالتزام الصمت.
فيما قال شقيقها آدم سيرقيوة، وهو طبيبٌ يعيش في ولاية إنديانا: "جميع الأدلة تشير إلى حفتر. نحن نعلم ذلك. والكل يعلم ذلك. لقد أراد تلقين درسٍ".
ومن جانبه وصف متحدثٌ باسم حفتر جريمة القتل بأنَّها عمل إرهابي، وقال إنَّ جيشه ليس له علاقة به.
ويعد محمد المدني الفاخري، اللواء طيار السابق في سلاح الجو، من بين مساعدي القذافي السابقين الآخرين الذين يعملون الآن مع حفتر. إذ كلَّفه حفتر بإنشاء ذراعٍ استثمارية ربحية للجيش الذي يقوده.
فاستولى الفاخري على عقاراتٍ فاخرة في أماكن مميزة، وفرض رسوم دخول قدرها 500 دولار على العمال الأجانب، واحتكر بيع الخردة المعدنية الذي يُدِرُّ أرباحاً هائلة. لكنَّه استغل منصبه كذلك للحصول على مصالح شخصية في مشروعاتٍ خاصة، وفقاً لبعض الدبلوماسيين الغربيين ورجال الأعمال في بنغازي.
وقد أصرَّ نجم، مدير المركز البحثي الذي تموله الحكومة، على أنَّ الفاخري جرى تهميشه بسبب انتهاكاته، لكنَّ الفاخري شغل منصب مُمثِّل حفتر في محادثاتٍ أجرتها الأمم المتحدة مؤخراً لوقف إطلاق النار.
صعود السلفيين
كان المسجد المتواضع في حيِّ الليثي في بنغازي مركزاً لقادة جماعة أنصار الشريعة التي نفَّذت الهجوم الذي أسفر عن مقتل السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز في عام 2012.
هذه الأيام، غالباً ما يؤم علي العماني صلاة الظهر، وهو سلفي يبلغ من العمر 23 عاماً ذو وجهٍ ملتحٍ طفولي القسمات. يعارض السلفيون الذين يدعمون حفتر الأساليب الليبرالية، مثل الديمقراطية الانتخابية أو الاختلاط بين الجنسين. وعلى عكس الجهاديين، فإن هؤلاء السلفيين يبشرون بالطاعة المطلقة للحاكم، وهو حفتر في حالتنا هذه.
يقول علي العماني: "من المؤكد أن الجيش يدعمنا"، مصراً على أن السلفيين قد أعادوا "التعاليم الحقة للقرآن".
في الوقت ذاته، يتبرّم ليبراليو بنغازي من أن السلفيين نادراً ما يشكلون أي تحسُّن.
من جانبه، يقول فتحي باجا، العالم السياسي والسفير الليبي السابق في كندا: "يريد السلفيون" تطهير" ليبيا على غرار محاولة أنصار الشريعة في الأمر ذاته".
والآن، يتفاخر السلفيون بسيطرتهم على مساجد بنغازي ومحطات البث الدينية.
هدمت ألوية السلفية في عهد حفتر الأضرحة والمنازل التابعة للمتصوفين، وهم من ممارسي التصوف الإسلامي الذي يعتبره المتشددون المحافظون بدعة، بما يشمل نزلاً هُدِم في الشهر الماضي في مدينة سرت الليبية.
يذكر أن المقاتلين السلفيين قد ألغوا احتفالاً بيوم الأرض، باعتباره بدعة. وحاول لواء مقرب من السلفيين منع النساء من السفر من دون محرم ذكر، القرار الذي ألغي لاحقاً بعدما لاقى استنكاراً واسع النطاق.
يزعم بعض مؤيدي حفتر أنه يستخدم السلفيين في تحالف مؤقت تحكمه الضرورة ويخضعهم لسيطرته. يشيرون إلى حادث سيئ السمعة محلياً وقع في عام 2018، عندما قام ضباط الشرطة بمداهمة لقاء لمجموعة من مستخدمي منصة تويتر من النساء في مقهى في بنغازي. وقتها، أعلن مسؤول أمني رفيع اعتذاره وأعاد حفتر تعيين قائد الشرطة السلفي الذي كان مسؤولاً عن الحادث.
لكن المقدم ناجي حمد، وهو رجلٌ عسكري سابق من عهد القذافي يدير الآن أكاديمية شرطة بنغازي، قال إن العملية كانت قانونية. إذ انتهك اللقاء "الآداب العامة" بحسب قوله.
مستقبل هش
برغم أن بنغازي لم تعد ساحة قتال، لكنها لا تزال تشهد الكثير من العنف.
إذ اغتالت سيارة مفخخة في أغسطس/آب الماضي، ثلاثة من موظفي الأمم المتحدة واثنين آخرين. ما ترتب عليه أن قامت الأمم المتحدة بسحب دبلوماسييها من المدينة.
وتحذِّر تقارير الأمم المتحدة من عمليات الاختطاف المتكررة والاختفاء القسري والاغتيالات المُنفذة بواسطة معتدين مجهولي الهوية. في النصف الثاني من العام الماضي، شمل ذلك اغتيال موظف بنك، واختطاف محام بارز واختطاف الضابط المسؤول عن ضبط الشرطة. وتعرضت امرأتان سودانيتان للتعذيب والقتل للاشتباه في ممارسة السحر.
وفي أكتوبر/تشرين الأول، عُثر على مقبرة جماعية في ضاحية الهواري في بنغازي.
ومن المستحيل تحديد من المسؤول عن العنف الواقع، لكن العديد من سكان بنغازي يشيرون إلى الميليشيات القبلية التي حاربت جنباً إلى جنب مع حفتر.
أحد أكبر مصادر المقاتلين هو قبيلة العواقير. يتفاخر أفراد القبيلة الآن بإفلاتهم من العقاب، لدرجة مطالبة بعضهم بتولي وظائف رئيسية في الشركات الحكومية أو حتى في الجامعة المحلية.
في ضوء ذلك يقول نجيم، مدير مركز الأبحاث: "إن العواقير هم أكبر المستفيدين مما يحدث. إذ يزعمون أنهم دفعوا ثمناً باهظاً في الحرب، بتقديمهم الكثير من الشهداء، وأنهم يريدون المكافآت الآن".
شكَّلَت قبيلة العواقير كتيبة "أولياء الدم" في عام 2013، سعياً للانتقام بعد اشتباك مميت لهم مع ميليشيات ذات ميول إسلامية. بعدها عُرف الأولياء بكونهم بمثابة هيئة إنفاذ لحفتر، متلقين على عاتقهم المسؤولية عن حالات الاختفاء والقتل إلى حد كبير.
وقال متحدث باسم حفتر إن الأولياء هم مدنيون عزل تولوا مهمة جمع المعلومات عن "الإرهابيين".
وبرغم ذلك، فإنه خلال عملية اختطاف الناشطة الليبية سهام سرقيوة، كتب المعتدون عليها اسم كتيبة أولياء الدم على الحائط.
من جانبه، رفض أحد أبرز قادة ميليشيا العواقير الذي هو على صلة بأولياء الدم التعليق على الحادث.
وقال عز الدين الوكواك، قائد الميليشيا، إنه كان مشغولاً بشؤون مدنية. إذ عُيِّنَ في منصب مدير مطار بنغازي المحتمل أن يكون مجزياً خلال صناعة البناء قبل عام 2013، بعد أن استولى حفتر على المدينة.
أما الآن يشغل عز الدين الوكواك وظيفةً أفضل، إذ يعمل مديراً لفريق النصر، فريق كرة القدم الشهير في بنغازي.