خسارة ساحقة في نيودلهي.. هل ضاق الهنود ذرعاً بسياسات مودي التمييزية ضد المسلمين؟

عربي بوست
تم النشر: 2020/02/12 الساعة 13:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/02/12 الساعة 13:27 بتوقيت غرينتش
مودي وإميت شاه منيا بهزيمة فادحة في نيودلهي

الخسارة الساحقة التي مُني بها الحزب الحاكم في الهند بزعامة ناريندرا مودي في الانتخابات المحلية بالعاصمة نيودلهي يمكن قراءتها كمؤشر على أن مودي وحزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي قد بدأ يدفع ثمن فاتورة سياساته التمييزية ضد المسلمين.

ماذا حدث؟

في أول اختبار انتخابي له منذ اندلاع احتجاجات دامية مناهضة لقانون الجنسية قبل شهرين، أظهر فرز للأصوات، أمس الثلاثاء، خسارة حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند الانتخابات في واحدة من الولايات الرئيسية وهي العاصمة نيودلهي.

فقد أظهرت بيانات من مفوضية الانتخابات تقدم حزب "آم آدمي" الليبرالي بزعامة رئيس وزراء المدينة، آرفيند كيجريوال، وحصوله على 62 مقعداً من أصل 70 في البرلمان المحلي، فيما حصد حزب "بهاراتيا جاناتا" القومي الهندوسي بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، على 8 مقاعد فقط، حسب ما أفادت وكالة الأناضول.

ماذا كانت رسالة مودي وحزبه قبل الانتخابات؟

في الانتخابات المحلية السابقة في نيودلهي فاز حزب بهاراتيا جاناتا بثلاثة مقاعد فقط، ما يعني أنه فاز بـ5 مقاعد إضافية هذه المرة، لكن الواقع ليس بهذه البساطة، حيث إن الحزب فاز بأغلبية ساحقة في الانتخابات العامة في الهند في مايو/أيار الماضي، وأثناء الحملة الانتخابية في نيودلهي قبل أسابيع كان قادة الحزب وعلى رأسهم مودي يتوقعون الفوز بالأغلبية في برلمان العاصمة.

وقد عقدت الحملة الانتخابية لحزب بهاراتيا جاناتا العديد من التجمعات الانتخابية شهدت خطباً حماسية ألقاها مودي نفسه وأميت شاه وزير الداخلية ويوجي أديتياناث القس الهندوسي المثير للجدل، وتركزت الدعاية الانتخابية لمودي ورفاقه على الدفاع عن قانون الجنسية الجديد والاحتجاجات الدامية ضده منذ إقراره منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي.

مودي استغل الحملة الانتخابية للتأكيد على أهمية القانون واتهم المحتجين بأنهم "خونة للهند وعملاء لباكستان"، ومُركزاً على الرسالة الاستقطابية ذاتها وإثارة النعرات القومية والهندوسية، وفي الوقت نفسه توقعت قيادات الحزب الحاكم وإعلامه الفوز بأغلبية مقاعد برلمان العاصمة، ومنهم زعيم الحزب في الولاية مانوج تيواري.

ماذا تعني النتيجة إذاً؟

في ضوء المعطيات على الأرض لا يبدو أن هناك تفسيراً آخر لتلك الخسارة المدوّية سوى أن سياسات مودي التمييزية ضد المسلمين الذين يبلغ عددهم أكثر من 200 مليون مواطن هندي، قد بدأت ترتد وتأتي بنتائج عكسية.

فالخسارة في العاصمة لم تكن الأولى، حيث خسر الحزب في معظم انتخابات الولايات التي أجريت منذ الانتخابات العامة في مايو/أيار، لكن تلك الخسارة تحديداً لها مغزى واضح، حيث إنها الأولى التي يتم إجراؤها منذ اندلاع الاحتجاجات بسبب قانون الجنسية المثير للجدل، وبالتالي يراها المحللون استفتاءً مباشراً على القانون نفسه.

احتجاجات حاشدة ضد قانون الجنسية التمييزي

الاحتجاجات التي قتل فيها 25 شخصاً على الأقل كانت قد اندلعت في أنحاء البلاد في منتصف ديسمبر/كانون الأول بعدما أقر الحزب الحاكم قانوناً جديداً للجنسية يقول معارضوه إنه ينتهك دستور الهند العلماني وينطوي على تمييز ضد الأقلية المسلمة.

نيلانجان سيركار، الأستاذ المساعد بجامعة أشوكا القريبة من نيودلهي، قال لرويترز إن قضايا محلية منها الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة رجحت على ما يبدو كفة حزب "آم آدمي"، رغم أن حزب بهاراتيا جاناتا أدار حملة استقطابية.

تحميل المزيد