من المرجح أن يتجه الناخبون في إسرائيل للتصويت في ثالث انتخابات تشريعية في أقل من عام، فهل هناك خيارات متاحة لتشكيل حكومة ومنع إجراء تلك الانتخابات؟ هناك أكثر من سيناريو، فما هي وما فرص نجاح أي منها؟
صحيفة واشنطن بوست الأمريكية نشرت تقريراً تفصيلياً حول القصة بعنوان: "ما هي الأفكار المطروحة لإيقاف الانتخابات الإسرائيلية الثالثة؟ ولماذا قد تواجه الفشل؟"
ماذا حدث؟
مع تبقي أيام قليلة فقط قبل أن يصل البرلمان الإسرائيلي لحل للجمود السياسي في البلاد، ظهرت بعض المقترحات التي يأمل المشرعون أن تمنع إجراء الانتخابات الثالثة في أقل من عام واحد.
بعد الانتخابات التي أُجريت في أبريل/نيسان وسبتمبر/أيلول الماضيين، وبعد أشهر من المساومات والمفاوضات من جانب أكبر الأحزاب لتشكيل ائتلاف حاكم في الكنيست، لم تقترب البلاد خطوة من تشكيل حكومة جديدة، سواء بقيادة حزب الليكود الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أو تحالف أزرق أبيض الذي يقوده بيني غانتس، القائد العسكري السابق.
أضف إلى ذلك الاتهامات الجنائية الصادرة ضد نتنياهو في الشهر الماضي، التي وجهها النائب العام الإسرائيلي، والتي طرحت السؤال عما إذا كان سيُسمح له قانونياً بمحاولة تشكيل حكومةٍ إذا نجح حزبه في كسب أغلبيةٍ في الانتخابات الثالثة (تُشير معظم الاستطلاعات إلى أن النتيجة لن تختلف عن انتخابات أبريل/نيسان وسبتمبر/أيلول).
ولا يزال الأمل معقوداً على ألا تُجرى انتخابات ثالثة، ونعرض فيما يلي بعض الاقتراحات المطروحة لكسر ذلك الجمود.
المواجهة بين نتنياهو وغانتس
قال نتنياهو أمس الأول السبت 7 ديسمبر/كانون الأول، إنه بعد أن حاول بكل الطرق تشكيل حكومة وحدة مع غانتس وتحالف أزرق أبيض، بما في ذلك مشاركة معلومات أمنية حساسة، ينبغي أن تكون هناك "انتخابات مباشرة على رئاسة الوزراء بيني وبين غانتس".
وقال في مقطع فيديو: "لندع الناس تقرر وليس أي شخص آخر"، وفي الاستطلاع الذي نشرته قناة Channel 12 News الإسرائيلية يوم الجمعة 6 ديسمبر/كانون الأول، ظهر أن نتنياهو لا يزال في المقدمة، بنتيجة 39% مقابل 37%، وقد كان الاستطلاع يطرح سؤالاً حول الشخص الأنسب ليكون رئيس وزراء إسرائيل.
لماذا يُرجح فشله؟
تُعد فرصة نتنياهو ومؤيديه في القدرة على سن قانون يُصلح العملية الانتخابية ضئيلة، وذلك نظراً لعدم وجود برلمان يؤدي مهامه منذ ما يقرب من العام، وعدم وجود أغلبية في ذلك البرلمان.
ولا تعد الانتخابات المباشرة على رئاسة الوزراء مصطلحاً جديداً، إذ تعرضت إسرائيل لذلك بشكل مقتضب في التسعينيات -فهكذا انتُخب نتنياهو للمرة الأولى في عام 1996- ولكن حتى حينها، أثبتت مهمة تشكيل تحالفٍ صعوبتها البالغة، ويقول البعض إنه إذا حدث ذلك الآن، مع زيادة الاستقطاب في البلاد أكثر مما مضى، فسوف يكون أكثر صعوبة.
اختيار شخص آخر غير نتنياهو وغانتس
قال أحد مشرعي حزب العمل يوم السبت 7 ديسمبر/كانون الأول، إنه كان يُخطط لجمع توقيعات من واحد وستين عضواً في الكنيست قبل حله غداً الأربعاء 11 ديسمبر/كانون الأول، ليوصي بأن تُعطى الفرصة لرئيس البرلمان، يولي أدلشتين، في تشكيل الحكومة القادمة.
قال عومر بارليف، وفقاً لما أورده الإعلام الإسرائيلي: "آمل حقاً، وأعتقد، أنه إذا أولى له الرئيس هذه المهمة، فسوف يتخذ القرار الصائب".
لماذا يُرجح فشله؟
صار أدلشتين، الذي يحتل المركز الثاني في حزب الليكود بعد نتنياهو، في الأسابيع الأخيرة همزة الوصل الرئيسية بين الجانبين، لكنه لم يقل صراحةً إنه لن يضطلع بمثل هذا الدور.
وقال أدلشتين عقب تعليقات بارليف: "الطريقة الوحيدة لمنع إجراء انتخابات مكلفة وغير ضرورية، هي من خلال حكومة وحدة بالتناوب بين نتنياهو وغانتس".
وحتى إذا أوصت الأغلبية في الكنيست بأن يُشكل أدلشتين الحكومة، فسوف يمثل ذلك تحدياً أيضاً، إذ بموجب القانون، سيكون متاحاً أمامه أربعة عشر يوماً فقط ليعقد صفقات تحالف معقدة وربما قابلة للانفجار، بين أحزاب متشاحنة بالفعل.
التناوب في القيادة
بعد انتخابات شهر سبتمبر/أيلول، اقترح الرئيس رؤوفين ريفلين السماح لنتنياهو بمواصلة دوره في منصب رئيس الوزراء للسنة القادمة، ثم نقل منصبه إلى غانتس لمدة عامين، ثم بعدها -إذا كان قد حل مسائله القانونية- يمكنه أن يعود لعام أخير.
وقال نتنياهو الأسبوع الماضي إنه يرغب في اختصار المدة الأولية، ونقل منصبه إلى غانتس في غضون خمسة أو ستة أشهر.
لماذا يُرجح أن يفشل؟
يتكون تحالف أزرق أبيض من ثلاثة أحزاب متفرقة لها أربعة قادة بارزين، وقد قالوا إنهم سيوافقون على مبدأ التناوب، لكنهم يتخوفون من وعود نتنياهو.
فضلاً عن أنهم وعدوا ألا يعملوا مع رئيس يواجه اتهامات جنائية، ويقولون إن غانتس -بصفته قائد الحزب الأكبر- عليه أن يكون الأول في عملية التناوب، وهكذا فقد أحجموا عن الموافقة على هذا الاقتراح، ودعا غانتس نتنياهو في الأسبوع الماضي إلى تقديم "تنازلات حياته".
وقال: "لقد فاز أزرق أبيض في الانتخابات، لكننا جاهزون للسماح بالتناوب فيما بيننا في شكل حكومة وحدة". وأضاف "سأخدم لمدة عامين، وخلال تلك المدة يمكنك البقاء داخل حزب الليكود والاهتمام بشؤونك الخاصة. أضمن لك أن بإمكاننا العثور على الحالة الصحيحة لوضعك الفريد، وسيسمح لك هذا بالعودة إذا جرت تبرئتك".
يستبدل الليكود زعيمه
يفتخر حزب الليكود الحاكم الذي ينتمي إليه نتنياهو بكونه حزباً ديمقراطياً مخلصاً لزعيمه، ويمكن أن يُختار زعيم جديد من خلال انتخابات داخلية مباشرة، وقد فاز نتنياهو بـ75% من الأصوات في آخر انتخابات تمهيدية في 2014.
اجتمعت اللجنة المركزية للحزب أمس الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول، لتُقرر بشأن عقد انتخابات تمهيدية جديدة على قيادة الحزب. وقال جدعون ساعر، وهو وزير سابق وعضو في البرلمان، إنه ينوي خوض الانتخابات ضد نتنياهو.
لماذا يُرجح أن يفشل؟
دعا ساعر لإجراء انتخابات تمهيدية قبل أسبوعين، قائلاً إن الطريق الوحيد أمام الليكود ليبقى في السلطة هو أن يتولى بنفسه قيادته ويتفاوض على حكومة الوحدة مع تحالف أزرق أبيض.
وقد صوت الحزب يوم الأحد على عدم إجراء انتخابات على قائمة الحزب، قائلاً إنه سيُقرر إجراء تصويت على القيادة عندما يتضح أن انتخابات ثالثة سوف تُعقد.