وكأن العزل لا يكفي.. ترامب يتلقى ضربة انتخابية في كنتاكي رغم محاولاته إنقاذ الحاكم

عربي بوست
تم النشر: 2019/11/06 الساعة 09:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/11/06 الساعة 10:05 بتوقيت غرينتش
ترامب وبيفن

أظهرت نتائج انتخابات محلية شهدتها ثلاث ولايات أمريكية أن الرئيس دونالد ترامب سيكون عليه العمل بشكل أكبر مع حزبه الجمهوري خلال العام المقبل إذا أراد الاحتفاظ بمنصبه لفترة ثانية، فما قصة حاكم ولاية كنتاكي الذي حاول ترامب إنقاذه وفشل؟

ماذا حدث؟

أجريت أمس الثلاثاء 5 نوفمبر/تشرين الثاني انتخابات محلية في ولايات كنتاكي وميسيسبي وفيرجينيا، وبحسب النتائج التي ظهرت انتزع الديمقراطيون السيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب في الولاية من الجمهوريين، بينما احتفظ حاكم ميسيسبي الجمهوري تيت ريفز بمنصبه بعد أن فاز على منافسه الديمقراطي جيم هود، أما منصب حاكم ولاية كنتاكي فلا تزال النتيجة معلقة بعد أن أعلن الديمقراطي أندي بشير الفوز، فيما رفض الحاكم الحالي الجمهوري مات بيفين الاعتراف بالهزيمة.

نتائج الانتخابات، بحسب وسائل الإعلام الأمريكية، تمثل جرس إنذار للحزب الجمهوري قبل عام واحد من الانتخابات الرئاسية والتي ستشهد أيضاً انتخابات تشريعية على نصف عدد مقاعد مجلس الشيوخ وعدد كبير من مقاعد مجلس النواب.

لماذا تعتبر الانتخابات المحلية مؤشراً هاماً؟

رغم أن الانتخابات المحلية في الولايات تجري على خلفية قضايا محلية تهم سكان الولاية أو المقاطعة ولا يكون للقضايا الفيدرالية أو القومية أو السياسية وجود كبير، شهدت تلك الانتخابات هذه المرة حضوراً لافتاً لقضية عزل ترامب، خصوصاً في كنتاكي.

ما قصة حاكم كنتاكي؟

مات بيفن حاكم كنتاكي

الجمهوري مات بيفن حاكم كنتاكي يعتبر نسخة من ترامب في تصريحاته وإدارته لشؤون الولاية، وهو حاكم غير محبوب من الإعلام، ودخل في صدامات كثيرة تخص قضايا مثل التعليم العام، ووصف المدرسين الذين أعلنوا الإضراب في الولاية بسبب مطالب تتعلق بوظيفتهم بأنهم "بلطجية"، واستخدم ألفاظاً نابية في توصيفهم وتوصيف ما يفعلونه، ورفض الاعتذار عنها، كما حاول إلغاء برنامج التأمين الصحي الذي أقرّه الرئيس السابق باراك أوباما.

وعلى الرغم من أن كنتاكي ليست ولاية حمراء أو جمهورية بشكل تقليدي، فإن ترامب حقق فيها فوزاً ساحقاً في الانتخابات الرئاسية عام 2016 بفارق تاريخي لم يحققه مرشح جمهوري منذ ريتشارد نيكسون عام 1972، ولهذا السبب تحديداً ألقى ترامب بثقله خلف بيفن ليضمن فوزه على منافسه الديمقراطي بشير.

بيفن، من جانبه، لم يفوّت تجمعاً انتخابياً ولا حواراً إعلامياً إلا وأعلن دعمه التام لترامب في مواجهة إجراءات العزل التي يقوم بها الديمقراطيون، مؤكداً أن انتخابات حاكم الولاية ستوضح مدى الشعبية الهائلة التي لا زال ترامب يتمتع بها "هنا"، أي في كنتاكي.

كيف دعمه ترامب؟

يوم الأحد 3 نوفمبر/تشرين الثاني، كتب ترامب على تويتر مشجعاً ناخبي كنتاكي بالتصويت لبيفن الذي وصفه بأنه "حاكم عظيم"، وزاد ترامب في تغريداته بأن قال إنه يريد من التصويت أن "يرسل إشارة قوية" إلى رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، في إشارة إلى تحقيق العزل الذي يقوده الديمقراطيون بشأنه.

ترامب في كنتاكي لدعم بيفن

ولم يكتفِ ترامب بالتغريد لدعم بيفن، بل توجّه بنفسه إلى كنتاكي عشية التصويت وحضر تجمعاً انتخابياً تحت عنوان "حافظوا على أمريكا عظيمة" في ميدان روب في ليكسينغتون، وهناك قال ترامب: "لو خسر (بيفن)، سيقولون ترامب تعرض لأكبر هزيمة في التاريخ (مشيراً إلى ممثلي وسائل الإعلام)، لا يمكنكم أن تسمحوا أن يحدث هذا لي، ولا يمكنكم أن تسمحوا أن يحدث هذا لهذه الولاية العظيمة".

ماذا يعني عدم فوز بيفن إذن؟

عدم فوز بيفن إضافة لسيطرة الديمقراطيين على مجلسي البرلمان في فيرجينيا يضع الحزب الجمهوري في موقف صعب، حيث إن ربط مصير الحزب بترامب أفقدهم الأغلبية في مجلس النواب في الكونغرس في انتخابات التجديد النصفي العام الماضي، ولو استمرت الأمور على نفس المنوال ربما يحدث الشيء نفسه في مجلس الشيوخ العام المقبل، وهو ما يمثل ضربة موجعة للحزب، حتى وإن أفلت ترامب من العزل وفاز بفترة ثانية في البيت الأبيض.

أما خسارة بيفن فبالقطع تمثل إحراجاً لترامب نفسه، و "ترسل رسالة سيئة" له، بحسب وصفه، خصوصاً مع تحول إجراءات المحاكمة البرلمانية في مجلس النواب إلى محاكمة علنية بعد تصويت الخميس الماضي، وهو ما انعكس في التغطية المكثفة لوسائل الإعلام الأمريكية لانتخابات أمس الثلاثاء.

تحميل المزيد