أول رحلة فضاء نسائية بالكامل.. إليك كل ما تحتاج معرفته حول المهمّة التاريخية لـ«ناسا»

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/10/20 الساعة 10:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/10/20 الساعة 10:32 بتوقيت غرينتش
على مدار الخمسين عاماً الماضية، لم تكن هناك أي مهمة سير فضائية نسائية بالكامل/ ناسا

في شهر مارس/آذار السابق، ألغت ناسا أولى محاولاتها لإرسال بعثة فضائية نسائية بالكامل بسبب مشكلة في مقاسات بدلات رائدات الفضاء. وأعيدت جدولة هذا الحدث التاريخي في البداية ليكون بتاريخ 21 أكتوبر/تشرين الأول 2019، قبل أن يكتب جيم بريدنستين، مدير وكالة ناسا، تحديثاً يوم الثلاثاء، 15 أكتوبر/تشرين الأول 2019، عبر منصة تويتر، يعلن خلاله تأجيل المهمة إلى يوم الخميس أو الجمعة المقبلين 24 و25 أكتوبر/تشرين الأول.

وذلك بسبب عطل بإحدى وحدات التحكم التي تدور حول محطة الفضاء الدولية وحاجتها إلى تبديل البطاريات. وسوف تتولى رائدتا الفضاء المشاركتان في المهمة النسائية، كريستينا كوش وجيسيكا مير، عملية تبديل البطاريات. وإليكم كل ما تحتاجون إلى معرفته بشأن هذه المهمة الفضائية التاريخية، كما نشرت مجلة Newsweek الأمريكية.

متى ستنطلق مهمة السير الفضائية النسائية؟

سوف تنطلق مهمة السير الفضائية إما صباح يوم الخميس 24 أكتوبر/تشرين الأول، أو الجمعة 25أكتوبر/تشرين الأول، ومن المتوقع أن تستغرق الرحلة حوالي 6.5 ساعة. وسوف تبدأ التغطية المباشرة للحدث من الساعة 6:30 صباحاً.

ما هي مهمة السير الفضائية؟

كما أوضحت وكالة ناسا عبر موقعها الرسمي، فإن كلمة "مهمة فضائية" تصف أي مناسبة يغادر فيها رائد فضاء مركبته الفضائية وهو لا يزال في الفضاء.  ويُطلق عليها أيضاً "نشاط خارج المركبة".

كان رائد الفضاء السوفييتي أليكسي ليونوف أول من شارك في مهمة سير فضائية، وذلك في مارس/آذار 1965. وأصبح إد وايت أول أمريكي يشارك في مهمة سير فضائية، بعد ثلاثة أشهر من رحلة ليونوف.

واليوم، هناك العديد من الأسباب التي تدفع رواد الفضاء إلى المشاركة في مهمات السير الفضائية، مثل إجراء التجارب العلمية أو أعمال الصيانة والإصلاح.

مَن هنّ رائدات الفضاء المشاركات؟ 

اختيرت كل من كريستينا هاموك كوش، 40 عاماً، وجيسيكا أولريكا مير، 42 عاماً، لتكونا جزءاً من دفعة رواد فضاء ناسا الحادية والعشرين المكونة من ثمانية أفراد في عام 2013.

رائدتا الفضاء كريستينا هاموك كوش، وجيسيكا أولريكا مير/ ناسا
رائدتا الفضاء كريستينا هاموك كوش، وجيسيكا أولريكا مير/ ناسا

شاركت كوش، من ميتشيغان، في ثلاث بعثات فضائية، ومن المقرر أن تظل في المدار حتى فبراير/شباط 2020، لتحقق بذلك الرقم القياسي لأطول فترة تقضيها امرأة في الفضاء. وقبل أن تصبح رائدة فضاء، عملت كوش مهندسة للمنظمات الحكومية، مثل مركز غودارد لرحلات الفضاء، وبرنامج الولايات المتحدة للقارة القطبية الجنوبية والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.

بينما مير، التي ولدت ونشأت في ولاية مين، قائدة طيران خاصة لديها خلفية في العلوم ووظائف الأعضاء (الفسيولوجي)، وعملت سابقاً أستاذاً مساعداً في كلية الطب جامعة هارفارد/مستشفى ماساتشوستس العام، حيث درست علم وظائف الحيوانات في البيئات القاسية. وفي ناسا، عملت رائدة بحار (غواص يعيش ويعمل تحت المياه لفترات طويلة)، في محطة "أكواريوس"، المحطة البحثية الوحيدة في العالم تحت البحر.

ما الذي سيفعلونه في مهمة السير الفضائية؟

كان من المفترض مشاركة كوش، ولكن مير لم تكن ستشارك في تلك الرحلة الملغاة. كان من المقرر انطلاق المهمة في 29 مارس/آذار بمشاركة كوش ورائدة فضاء أخرى، آن ماكلاين. ولكن أُلغيت المهمة في اللحظات الأخيرة، ويرجع سبب ذلك، جزئياً، إلى نقص بدلات الفضاء متوسطة الحجم.

في النهاية، نفذت كوش المهمة بالبدلة متوسطة الحجم مع زميلها نيك هيغ، رائد الفضاء من ناسا، لتصبح المرأة الرابعة عشرة التي تشارك في مهمة سير فضائية. لم يكن الأمر سيئاً تماماً بالنسبة لآن ماكلاين، إذا أصبحت المرأة الثالثة عشرة التي تشارك في مهمة سير فضائية قبل ذلك بأسبوع.

وتعليقاً على الأخبار التي تفيد انطلاق مهمة السير الفضائية هذا الأسبوع، كتبت ماكلاين، التي عادت إلى الأرض منذ شهر يونيو/حزيران، على تويتر: "ثالث مهمة سير فضائية في هذا الموسم الحافل سوف تنطلق هذا الأسبوع. لا يزال التاريخ غير محدد بسبب المهمة الجديدة غير المتوقعة: تبديل وحدة تعطلت أثناء شحن البطاريات الجديدة. من الجيد جداً أن لدينا أربعة رواد فضاء خبراء في مهمات السير الفضائية يمكننا الاعتماد عليهم في تنفيذ هذه المهمة. إنهم فريق من النخبة على أعلى مستوى!".

سوف تبدل كوش ومير وحدة تحكم بالطاقة بعد تعطلها نهاية الأسبوع السابق. ووفقاً لموقع Space.com، يأتي هذا العطل عقب حدوث عطل مشابه في شهر أبريل/نيسان الماضي، بعد فترة وجيزة من تبديل حزمة البطاريات.

لماذا تعد مهمة السير الفضائية النسائية بالكامل حدثاً مهماً؟

على مدار الخمسين عاماً الماضية، كانت هناك مهمات سير فضائية مشتركة بين الرجال والنساء، أو تقتصر على الرجال فقط، لم تكن هناك أي مهمة سير فضائية نسائية بالكامل.

كانت سفيتلانا سافيتسكايا أول امرأة تشارك في مهمة سير فضائية عام 1984، بعد 19 عاماً من مهمة ليونوف. ومنذ ذلك الوقت، لا يزال عدد النساء اللاتي شاركن في مهمات سير فضائية أقل بكثير من عدد الرجال. خلال الأسبوع المقبل، سوف تصبح مير رائدة الفضاء الخامسة عشرة التي تشارك في مهمة سير فضائية. بينما أشارت ميكا مكينون في مقال بمجلة Newsweek شهر مارس/آذار الماضي، إلى أن عدد الرجال الذين شاركوا في رحلات سير فضائية واسمهم "مايكل" يصل إلى 12 رائد فضاء.

لذا يعتقد كثيرون أن مهمة الفضاء النسائية بالكامل لحظة تاريخية فارقة، طال انتظارها، لرائدات الفضاء بشكل خاص، والمرأة بشكل عام.

وكتبت كمالا هاريس، المرشحة الرئاسية، على تويتر: "سوف يشهد عدد لا يحصى من الفتيات الصغيرات هذه اللحظة، ويفهمن أن السماء هي حدودهن الحقيقية. لا أطيق الانتظار".

تحميل المزيد