حذر فيندوغول الصحفي المتخصص في التكنولوجيا بصحيفة The New York Times الأمريكية المسافرين ألا يستخدموا بطاقات الائتمان الخاصة بهم وهم خارج البلاد.
وبحسب الصحفي الأمريكي فإن مصطلح اللصوص لا يعني خفيفي الأيدي الذين يحاولون انتشال محفظتك. بل هم النشالون الرقميون: الفنادق والمطاعم والمتاجر التي تزيد الأسعار زيادةً ممنهجةً على الأجانب الذين يستعملون بطاقات ائتمانية وبطاقات دائنة داخل مؤسساتها.
وقال الصحفي الأمريكي: منذ بضعة أسابيع، تناولت أسرتي وجبةً بمقهى أحد أشهر مواقع الجذب السياحية الهندية، وهو فندق City Palace في مدينة أودايبور المواجه لبحيرة. وقد أدخل النادل بطاقتي الـ Visa في الماكينة، وأضاف 5% إلى فاتورتي وأعطاني الوصل بالدولار. وحين احتججت، تظاهر المدير بالجهل وأراني كيف أن الماكينة تفعل ذلك من تلقاء نفسها.
تحمل الأداة المُستخدَمة للاحتيال على المسافرين الأجانب اسماً راقياً: التحويل الديناميكي للعملة. لكن طريقة عملها بسيطة: إذ يضيف التجار الأجانب زيادةً ثابتةً على فاتورتك، ويحولونها إلى العملة المحلية، ثم يزعمون أن هذا يصب في مصلحتك.
واستكمل الصحفي الأمريكي قائلاً: بصفتي صحفياً أمريكياً أعيش في الهند وأسافر كثيراً إلى بلدان أخرى، فقد رأيت أماكن تجاريةً من الصيدليات حتى فنادق سلسلتَي Marriott وHyatt تحاول التحايل عليَّ لكي أدفع رسوم عملاتهم المرتفعة.
فإليكم كيفية تجنُّب السرقة.
أصرَّ على إتمام عمليات الدفع بالعملة المحلية
معظم الوقت، حين تؤدي عملية دفعٍ خارج البلاد، يُرسل المبلغ إلى Visa أو Mastercard أو American Express بالعملة المحلية. وتحوِّل شبكة البطاقة المبلغ إلى عملتك الأصلية بسعر جملةٍ وترسله إلى مصرفك، الأمر الذي قد يضيف رسوم معاملاتٍ خارجيةٍ زائدةً بنسبة من صفر إلى 2%، بناءً على نوع بطاقتك.
فإذا دفعت 7,100 روبية هندية ثمن غرفةٍ فندقيةٍ، أو نحو 100 دولار بأسعار الصرف الحالية، فالمفترَض أن تظهر على كشف حسابك إما 100 وإما 102 دولار.
ومع ذلك، في محاولةٍ لكسب مزيدٍ من النقود من المسافرين، برمج كثيرٌ من الأماكن التجارية ماكينات بطاقاتها لتقديم خيارٍ للعملاء الأجانب: هل تريد أداء عملية الدفع بالعملة المحلية أم بعملتك الأصلية؟
فيتظاهرون بأن هذا التحويل الديناميكي للعملة من أجل راحتك أنت. ولكن نادراً ما يكشف التجَّار أنك تدفع لهم رسوماً إضافيةً بما بين 3 و8%، وأكثر في بعض الأحيان، مما يرفع تكلفة تلك الغرفة الفندقية الهندية إلى ما بين 105 و110 دولارات.
وكما قال أليكساندر باتشوا، وهو محامي مستهلكين كثير السفر يمارس وظيفته في نيويورك ويعيش في بورتو ريكو، ويكتب بمدوَّنة Points of Life للسفر، "إنها عملية نصب متكاملة". وينصح باتشوا باستخدام تطبيق للعملة على هاتفك لتقدير المدفوعات عوضاً عن ذلك.
وكل ما عليك فعله، هو أن ترفض التحويلات. ادفع دوماً بالعملة المحلية من أجل تقليل التكاليف عليك إلى أقصى حد.
تأكد من عدم وجود تحويلات غير مصرَّح بها في وصلك
كثيراً ما لا تتسنى لك الفرصة للرفض، رغم قواعد Visa وMastercard التي تنصُّ على وجوب عرض الخيار على المستهلكين في حال نفَّذ أحد التجار تحويلاً للعملة.
ولا تعرف أنك قد سُرقت إلا حين يُدرَج في فاتورة الدفع مبلغٌ بعملتك الأصلية بخطٍّ دقيقٍ جداً يزعم أنك قد وافقت عليه.
تنتشر هذه المناورة في الفنادق الأفخم في الهند، حيث يمكن لفاتورةٍ بسهولةٍ أن تسحب ألف دولارٍ ومعها رسوم إضافية بقيمة 50 دولاراً، أي 5% من المبلغ الكلي.
وبحسب الصحفي الأمريكي فحين اقتطع في البداية فندق J.W. Marriott بمدينة كلكتا ثمن إقامته في شهر مايو/أيار بالدولار رغم طلبه تسديد المبلغ بالروبية، أوضحت له مديرةٌ أن أنظمة الفندق معدَّةٌ لإضافة الزيادة تلقائياً وتأدية التحويل. ومن أجل إجراء عملية الدفع بالروبية دون إضافةٍ، اضطُر إلى إعادة إجراء العملية على ماكينة خاصة. (رفض Marriott التعليق، كما فعل Hyatt، وهي سلسلة أخرى رآى فيها حدوث هذا التحويل التلقائي بصورة متكررة).
وعلى ما يبدو، تتواطأ البنوك، التي تتقاسم الرسوم الإضافية مع التجار، في استخراج هذه الرسوم. وحين ظهر على حين غرةٍ زيادة بالعملة الشهر الماضي على فاتورة دفعٍ من مركز صيانة السيارات في مومباي، قال المدير المالي إن بنكه الهندي Axis قد حدَّث ماكينات الدفع لديه وأضاف الرسوم دون علمه ويحتفظ بالنقود.
ومن جانبه أوضح Axis -الذي كان أيضاً بنك فندق City Palace في أودايبور- أنه يعرض على التجار نوعَين من ماكينات الدفع، بما فيهما نوعٌ يضيف تلقائياً رسوماً ويحوِّل المبلغ إلى عملة الزبون الأصلية. ومع استخدام تلك الماكينة، إذا أصرَّ الزبون على الدفع بالروبية، فعلى الموظَّف إجراء عملية معقدة من أجل إعادة تنفيذ المعاملة.
وصرَّح سانجيف موغه، مسؤول البطاقات والمدفوعات لدى Axis، قائلاً إن التجار يُفترض أن يسمحوا للزبائن باختيار عملتهم. لكنه أقرَّ بأن كثيراً من أمناء الصناديق ربما لا يعلمون كيفية فعل ذلك. وأضاف: "قد نراجع هذا ونجري بعض التغييرات".
أشارت Visa من ناحيتها إلى أنها تطلب من البنوك أو التجار الذين يجرون تحويلات العملة أن يعرضوا على الزبائن "اختياراً موضَّحاً". غير أنها رفضت مناقشة كيفية تبيُّنها الانتهاكات أو ماهية التصرُّف الذي تتخذه في تلك الحالات.
أما Mastercard، التي تسوِّق خدمتها للتحويل الديناميكي للعملة إلى التجار لمساعدتهم في أخذ مزيدٍ من النقود من الزبائن، فلم تستجب لطلب التعليق.
قاوم الرسوم المخادعة
إذا فُرضت عليك رسوم بعملة أجنبية دون موافقتك وأبى التاجر إلغاءها، فاحرص على أن تكتب على فاتورة الدفع أن تحويل العملة قد رُفض. ثم قدِّم شكوىً إلى شركة بطاقتك الائتمانية.
تتلقى كبرى البنوك الأمريكية مثل Chase كثيراً من هذه الشكاوى التي يمكنك تقديمها عبر الإنترنت ببضع نقراتٍ فقط. وعادةً ما تُردُّ الرسوم الزائدة على الفور. أما المبالغ الأكبر فقد تستغرق وقتاً أطول.
وإذا أردت أن ترى بالتحديد ما كان ينبغي للفاتورة أن تكلِّفك بعملتك الأصلية، فبإمكان استخدام حاسبات الإنترنت من Visa و Mastercard.
وبالنسبة للشركات كالفنادق والمطاعم، يمكنك أيضاً فضح سلوكهم السيئ على مواقع المراجعات مثل TripAdvisor. إذ يفيد ذلك في تحذير المسافرين الآخرين ويبعث رسالةً إلى الإدارة بأن الزبائن منتبهون.
استعمل ببساطة بطاقة American Express
تدير American Express شبكة مدفوعات خاصةً بها ولا تسمح للتجار بالتحويل الديناميكي للعملة.
قالت مولي فاوست، متحدثة باسم American Express، عبر البريد الإلكتروني: "السبب وراء هذا هو علمنا بأن بعض الزبائن قد عبَّروا عن تحيُّرهم من الرسوم التي يفرضها مزوِّدون آخرون للخدمة".
وفي وجود عديد أنواع بطاقات Amex، لا يدفع المستخدمون أية رسوم خارجية إضافية، ومع بطاقات أخرى تكون النسبة 2.7%.
إذ إن هذه راحة حقيقية بسعر عادل.